الموضوع: قراءة التاريخ الحديث القريب أهم من التاريخ القديم البعيد

الله أكبر الله أكبر والله أكبر ولله الحمد
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر كبيرا
كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

لا يختلف أهل العلم في أهمية معرفة التاريخ وقراءته لأن من حوى التاريخ في صدره فقد ضم إلى عمره أعمارا كثيرة
وفي معرفة التاريخ:
توسيع للأفق والمدارك
وازدياد في العلم والمعرفة
وكسب لثمرات التجارب من غير القيام بها
وتنمية للخبرات
وفهم أشمل لأمور الحياة
وإحاطة أكثر للعلوم الشرعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية
وغير ذلك فضلا عن التمتع واللذة التي يجدها القاريء والناظر في التواريخ

وهذا متفق عليه بين أهل العلم والمثقفين وطالبي المعرفة الباحثين عنها

ولا شك أن التواريخ طويلة والمدون من الأحداث على مر السنين كثير ومتشعب ومطول
وكتب التاريخ الإسلامي العربي الشرقي منه والغربي وكتب التاريخ الأوربي الأجنبي كثيرة زينت رفوف المكاتب وملأتها


وقد رأيت أهلنا من طلاب العلم الشرعي وعلمائه في عصرنا قد غفلوا عن هذا الأمر وأهميته فلم بتجهوا إليه ولم يرفعوا به رأسا إلا طائفة منهم أدركت أهمية الأمر فأخذت تقرأ التاريخ وتتعرف عليه
وهذا أمر حسن بسن

إلا أن الأكثر منهم كان اهتمامه بالتاريخ القديم البعيد عن زماننا أكثر من التاريخ الحديث القريب من عصرنا وحياتنا
ولعل ذلك لأن كتب التاريخ القديمة في المكتبة الإسلامية والعربية أكثر من كتب التاريخ الحديث القريب
ولقرب التاريخ القديم من العلوم الشرعية أكثر من غيره

وأيما كان السبب فإني أرى _بنظري القاصر_ أننا قدمنا المهم على الأهم
وأن التاريخ الحديث القريب أولى من القديم قراءة وتحليلا ومعرفة

وأن معرفته أفود لطلاب العلم والعلماء والمفكرين الإسلاميين والدعاة

وأعني بالتاريخ القريب الحديث هو ما قبل زماننا بـ 400 سنة تقريبا إلى الزمن الماضي السابق لزماننا هذا

فأرى _والله أعلم_ أن قراءة تاريخ الدولة العثمانية إلى سقوطها أمر مهم جدا وأولى من غيره
كذا تاريخ الجزيرة العربية ومصر في ذاك الزمن الذي ذكرت
ومعرفة كل منهم من أحوال دينية وسياسة وعسكرية واقتصادية واجتماعية قوة وضعفا وعلوا وانخفاضا وأسباب ذلك
وتواريخ حكام ذاك الزمان

كما أرى _ والله أعلم _ أن قراءة تاريخ أوروبا الحديث القريب أمر مهم جدا وفيه خير كثير
خاصة لأصناف من الناس
كالدعاة إلى الله اليوم ممن يشارك في الدعوة إلى الله في الدول الغربية الأجنبية
وكالمثقفين والمفكرين والعلماء الشرعيين والدعاة ممن تصدى للرد على الشبه الواردة على صحة دين الإسلام
ولمن له منهم اعتناء بهداية المجتمع الغربي الأجنبي فإن معرفة تاريخ الكنيسة الأوربية والحركات المعارضة لها له أثر كبير في فهم النفس الغربية والمجتمع الأوروبي المعاصر
ولمن تصدى منهم للرد على الأفكار المناقضة للعقل الصحيح والشرع الصريح
من علمانية وماركسية وليبرالية وحداثية

وكالباحثين الاقتصاديين وعلماء الاقتصاد الإسلامي فإن معرفة التاريخ الاقتصادي الأوربي الحديث القريب له أثر كبير في فهم الاقتصاد العالمي المعاصر


وبالجملة : فإن معرفة التاريخ الحديث القريب الإسلامي الشرقي والأوربي من أهم الأمور وأكبر المطالب الشرعية العلمية والمعرفية
وذلك لأن من الأمور الطبيعية البدهية أن التاريخ الحديث القريب أكثر تأثيرا في عصر الطالب والباحث والعالم من التاريخ القديم البعيد
ويتأكد هذا في زماننا وعصرنا الحاضر
قل لي لماذا؟
أقول لك : لانفتاح العالم بعضه على بعض حتى كاد يكون كالقرية الواحدة


فأدعوا طلبة العلم التفكر في هذا الأمر والاعتناء به والتخصص فيه

والله الموفق وهو أعلم وأحكم

اذكر بعض الكتب التي تتكلم عن الدولة العثمانية ودولة المماليك حتى يتسنى لي ولغيري القراءة فيها بارك الله فيك

لا علم لي
وقد تكلم الإخوة في ذلك تجده هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=194520
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167490
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134170