جامع سيد سلطان علي
اسمه الصحيح سلطان السيد علي جلبي يقع بغداد في محلة المربعة قرب محلات السنك ورأس القرية والعمار، وهي مناطق بغداد القديمة يحده من المام شارع الرشيد و من الجه الشماليه (اليمن و انت مواجه الجامع) اورزدي باك (كان من اوقاف قره علي) و مدرسة قره علي المشهوره في النطقهو من الخلف بقجة صغيره و دور يسكنها عوائل من بيت قره علي قبل استملاكها و ضمها الى اورزدي باك من الجه اليسرى طريق عام ضيق يطلق عليه عكد سيد سلطان علي.
يعد شارع سيد سلطان علي و كان يسمى سابقا عكد المعروف بنفس الاسم، فجامع السيد سلطان علي من أقدم المساجد التي شيدت في بغداد ابان الوله العثمانيه يعود إلى العام 998 الهجري عندما بناه الوالي “علي باشا” وهو نفسه الذي اكمل وجدد بناء جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني. في العام 1290هـ تم توسيع الجامع حيث ترك متولي الاوقاف “علي جلبي” المشهور قره علي جزء من التكية والمدرسة لتوسيع الجامع.
يذكر د. علي الوردي في لمحاته، ان قسماً من جداره الخارجي واحدى مآذنه قد أزيلا حين اختط خليل باشا والي بغداد، حينذاك، الشارع الجديد، ووضعت على سياجه البديل اللوحة المعدنية للشارع بعنوان (خليل باشا جاده سي) اي طريق خليل باشا.
تعود سدانة الجامع في القرن الاخيروتصريف شؤنه الخاصة الى اسرة ابراهيم الراوي الرفاعي و وزاره الاوقاف بشكل مباشر ويستقبل في كل سنة في شهر رمضان دراويش ومريدي الطريقة الرفاعية لاقامة حلقات الذكر وتلاوة آيات القرآن الكريم، التي تستمر الى ليلة القدر اذ الاحتفال الكبير الذي يصل الى الصباح بين ترتيل وسجود.ويأوي الى المسجد الكثير من المساكين والدراويش.
هذا الجامع قد تم بناءه قبل ما يقارب اربعة قرون وكان يصان و يدار من قبل آل قره علي (ابناء محمد صالح جلبي بن علي جلبي الشهور ب قره علي) حيث يصرف علية من غلة وقف قره علي كما مثبت في قمسيون الاعقار الصادرفي المحموديه بالاضافه الى التكية المعروفه تكية قره علي المعرفة (الزاد ياجوعان و الماء يا عطشان).
قام متولي وقف قره علي 1290 هجري جاسم جلبي بن محمدسعيد بتوسيع الجامع على حساب ارض الوقف حيث كان الجامع صغير و يدعى مسجد. هذا كله كان موجود قبل تشريف السيد ابراهيم الراوي الرفاعي من اعالي الفرات نائب ابو السيد ابو الهدى الصيادي(منجم السلطان عبد الحميد الثاني) ناشر الطريقة الرفاعية اي قبل حوالي 110 سنة.
الكل يعلم بتغيرات الامور السياسية في العراق من فيضانات و ركود اقتصادي وحتى قبل الاحتلال البريطاني توقفت المصالح بسبب الحرب. كل هذه الامور سببت عدم قدرة هذه العائلة على العطاء ولكن لطف الله العباد بشخص السيد ابراهيم الراوي الرفاعي ففتح تكيته الرفاعية في جامع السيد سلطان علي و استمرت مؤائد العطاء الى يومنا هذا.
كان هناك مدرسة في جامع سيد سلطان علي مشهوره بمدرسة قره علي يعلم بها اصول الدين و حفظ القرآن كذلك يصرف الى المدرس و الطلبه فيها ارزاق من غلة وقف قره علي. و عند تصفية الوقف سنة 1955 تم اقتطاع مبلغ 3000 دينار الى دائرة اوقاف بغداد لادامتها (للاسف لم تفعل). درس في هذه المدرسة خيرة العلماء منهم حسين الغرابي وعبد الوهاب النائب و شكري الالوسي و خليل الراوي. تحولت هذه المدرسة الى مجلس بغدادي لمتولي اوقاف قره علي محمدرشبد جلبي آل قره علي و كان يحضره لفيف من الوطنين في منتصف القرن العشرين منهم السيد رشيد عالي و السيد نشأت السنوي (كلاهما اصبحوا من محامي الوقف اثناء التصفيه اضافتا للسيد ارشد العمري)و العلم الوطني محمود رامز و السيد ابراهيم محمود سامي (احد متولي وقف قره علي 1955).
روايات تجد هذ ايضا انه بني في الحقبة الاولى من العهد العثماني حيث بناه الوالي علي جلبي ( قره علي ) 1590 ميلادي والذي جاء بعد الوالي سنان باشا مباشرة وهو نفسه الذي اكمل بناء جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني حيث بدأ به العمل ايام الوالي سنان واكمله الوالي علي والحق تكية في كل من الجامعين تدعى بتكية قره علي. ذكر اسم جامع السيد سلطان علي في كتاب كلشن خلفا صفحة خمسين وذكر انه بناه احد ولاة بغداد وسماه مسجد سلطان السيد علي الجلبي اما ما ذكره عباس العزاوي في كتاب تاريخ العراق في كون الجامع بني ايام بناء جامع مرجان سنة 786 هـ فانه غير متاكد منه فقد استعمل كلمة والظاهر وفي نفس الوقت شكك في كون سيد سلطان علي هو ابو الرفاعي ( صفحة 173 ) لكنه في خاتمة الكتاب كتب صفحة مثيرة للدهشة عن جامع السيد سلطان علي وهو نقلا “ بعض الاصدقاء الافاضل “ اي انه لم يتم البحث والتحقق لكن ادرجه للتنويه ( صفحة 341 ) اما المرحوم شكري الالوسي صاحب كتاب تاريخ مساجد بغداد فقد قال هو من مساجد بغداد القديمة مطل على دجلة من نهر المعلى المعروف موضعه اليوم بمحلة سبع ابكار او المربعة وقد جدد عمارته السلطان عبد الحميد 1310 هـ ولم يذكر اي علاقة له بمولانا الرفاعي او اي ذكر لتكية ابراهيم الرواي مع ان الالوسي احد الذين درّسوا في جامع السيد سلطان علي. الحقيقة ان جامع مرجان وخان مرجان قد تم بنائها في زمن الوالي سنان باشا وهي نفس الفترة الزمنية التي بني فيها جامع السيد سطان علي وجامع الشيخ عبد القادر الكيلاني وهذا ما يفسر التشابه الكبير في بناء هذه الجوامع وهذا التشابه ذكره الاستاذ عباس العزواي وارجعه كون الجامعين لفترة حكم المغول في كون مرجان كان قد عاش في عهد المغول اي قبل ميتين سنة لتاريخ بناء الجامع.
ولم يكن يوحي في كونه مزار ويمكن وصفه قبل تعمير الشامل في العقد الاخير(( ان واجه الجامع مأجرة محلات تجارية باتجاه شارع الرشيد وهو محل كبير للالبسة الرجالية شهرزاد ومحل اقمشة صغير وهو للسيد عبد الستار الكتبي وبينهما باب (الباب الرئيسية للجامع) تدخل الى فسحة كبيرة مبلطة بالكاشي على اليد اليمين مباشرة بعد المدخل كانت المرافق الصحية ومحل الوضوء وعندما تدخل باتجاه الجامع تقريبا خمسة عشر مترا يوجد على جهة اليسار مرقد يعتقد انه للسيد السلطان علي وحوله شواهد بحدود عشرة قبور جميعها محصور في غرفة اما على الجهة اليمين فهناك مدخل الى مدرسة قره علي وفيها شاهد قبر وضحة خاتون بنت درويش جلبي آل قره علي وفي الوسط المدخل الى رواق الجامع, الجامع بحد ذاته كان صغيرا قبل 1290 وكان يطلق عليه مسجد سيد سلطان علي ولم يكن محط اهتمام الحكومات او الولاة بزيارته كما هو الحال في جامع الشيخ عبد القادر او جامع ابو حنيفة وحتى عندما اتى ابو الهدى الصيادي مؤسس الطريقة الرفاعية الى بغداد استاجر دارا في محلة الميدان سنة 1283 هـ لم يذكر اي شئ عن السيد سلطان.اما الشيخ الرواس المدفون حاليا في الجامع قد نقلت رفاته من جامع اخر في منتصف القرن العشرين و ذلك لشق طريق عام يمر على مرقده الاصلي و الطريف ان يذكره الاستاذ المحامي محمود عبطه (محامي و اديب و كاتب) في مذكراته عن جامع سيد سلطان علي (فيه قبر السيد مهدي الرواس ) و ذكر مدرسة قره علي الشهوره ولم يشر الى غير ذللك عن الجامع.