خاتمة ديوان بدر الدجى للشيخ الشاعر مصطفى قاسم عباس ص : 162 -163

الخاتمة
ها قد وصلنا إلى نهاية المطاف , ولكننا ما نزال على الشاطئ , وكيف لا ؟ ومديح بدر الدجى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معين لا ينضب , وبحر لا ساحل له , فمهما مدح المادحون , أو نظم الشعراء , أو كتب الكتاب , فالحبيب المصطفى صلى اله عليه وسلم فوق ما وصفوا , وأكمل مما كتبوا, وكل كتاباتهم لا تقاس بشيء أمام قول الله عز وجل له , عندما قال له : {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4.
وأهم من الأشعار , أن تتسلح بالعلم , وتطبق نهج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سلوكا وعملا وحياة .....
فالمحبة بلا علم لا تؤتي أكلها , لأن العلم حياة للقلوب وللعقول , أما المحبة فهي حياة للقلوب فقط , فكم من إنسان تحت أطباق الثرى وهو حي بيننا بعلمه!, وكم من إنسان حي بيننا إلا أنه ميت بجهله ! ورحم الله من قال :
أخـــــــــو العلم حيٌّ خالــــــدٌ بعد موته
وأوصــــــالُه تحــــت التـــــــــــر اب رَميم
وذو الجهل ميْتٌ وهْو حيٌّ على الثرى
يُعَدُّ من الأحيـــــــاء وهــــــو عــــديــــــــ م
وأخيراً : الحياة يا أخي تمضي , والعمر ينقضي , فما أسعدنا إذا عشناها طاعة وعبادة !, وما أشقانا إذا عشناها بعداً عن الله تعالى ! , فإنها تصبح عندئذ معيشة ضنكاً .وما الدهر والحياة إلا كما قالوا :
ومــــــا الدهرُ إلا جامـعٌ ومفرِّقٌ
وما النــــاسُ إلا راحـــــــلٌ ومــــــودَّعُ
فإنْ نحنُ عِشنا يجمع اللهُ شملنا
وإن نحن مِتنا فالقيـــــــامة تجمــــــــــعُ

وعلى الإنسان الذي آتاه الله موهبة كتابية , أن يستخدمها في طاعة الله عز وجل , حتى لا تكون حسرة ووبالا لكاتبها يوم العرض على الله تعالى , ورحم الله من قال :

وما منْ كاتبٍ إلا سَــيَفْنَى
ويَبقى الدَّهْـرَ ما كتبتْ يداهُ
فلا تكتبْ بكفِّك غيـرَ شيءٍ
يَسُــرُّكَ في القيامةِ أنْ تراهُ


والحمد لله على نعمه وآلائه . ورحم الله من أهدى إلي عيوبي .

مصطفى قاسم عباس
1 ربيع الآخر 1428هـ الموافق:3| 5| 2007م