تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: القول المفيد في عدم مشروعية اطلاق فلان شهيد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي القول المفيد في عدم مشروعية اطلاق فلان شهيد

    القول المفيد في عدم مشروعية اطلاق فلان شهيد

    --------------------------------------------------------------------------------



    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد آن محمدا عبده ورسوله.
    { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
    { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }
    { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْل ِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
    أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
    وبعد:
    كثر في الآونة الاخيرة اشاعة الفاظ توقفيّة حيث المسلم الموحّد يتوقف عندها فلا يزيد عليها و لا يبخسها حقها فينزلها حيث مقامها و يطلقها على اهلها و يتقرّب بها الى الله تعالى فيدافع عن بيضتها و يبيت عند ثغرها فهو المرابط المجاهد لله تعالى و بالمقابل كانت فيئة من الناس ظنّوا أنهم على خير كثير و مقام رفيع فنصبوا انفسهم مشرّعين من دون الله تعالى فتذلّلوا لأهوائهم و خرّوا له ساجدين...

    فجانبوا الصواب و نبذوه و شاقّوا الكتاب و عصوه فلا للرسول صلى الله عليه و سلم امتثلوا و لا لشرع الله اعملوا فساروا على نهج الشيطان متظاهرين و تحت رايته مقاتلين و لشعاره ملبّين و باسمه هاتفين ..
    فخسروا الدنيا قبل الاخرة فعجّل الله بعقوبتهم و ظنّوا بأنفسهم خيرا و ما هم كذلك فذاقوا المرّين معا و الاخرة ادّهى و امرّ....

    فتجمّعوا ليختلفوا و اختلفوا ليتقاتلوا و رفع كلّ منهم امير فأطعوه في المعروف و المنكر فقوله الحق
    و ان خالف صريح المعقول و صحيح المنقول و طاعته واجبة بل جعلوها فيصلا بين الاسلام و اهله,ارادوا الخير من غير وجهه و قبلته و استعجلوا النصر و اهملوا اسبابه فسلكوا طرقا متشعّبة فظنوه الطريق الموصل للجنان و ما ذاك الا لقصره فكسلوا و تكاسلوا لطول الطريق فكلّفوا انفسهم ما لا يسعهم فرفعوا شعارات تلو الشعارات و جعلوها رموزا سحريّة فزيّنوها بفتاوى العلماء المتعالمين...

    فاسترهبوا الناس و جاؤوا بسحر عظيم فضمّوا تحت لوائهم كل ناعق يصيح و اوهموا له
    انّ جهادهم هذا هو المشروع المطلوب...

    فتارة يقاتلون لاجل الارض و الوطن و تارة لأجل الولاء و البراء و ما الولاء و البراء الحق الا لله
    و في الله لا لسلطة و الدولة....

    فتشعّبت الاراء و الاذواق و كلّ يقاتل لنفسه و لنفسه مهّد و لها وسّد و الامر ليس اليه من قبل
    و لا من بعد....

    فبدؤوا من حيث لم يؤمروا و قاتلوا بالسيف قبل وقته و مشروعيّته فتركوا القتال بالكلمة الطيبة و الحجة المقبولة فلم يفرّقوا بين مقاتل و مجاهد فالكل عندهم سواء و فلان شهيد وآخر في علّيين فالتّجميع عندهم اولا و التّثقيف بعد حقبة من الزمن...و لو عكسوا لكانوا على خير كثير و نفع كبير....

    فمهّدوا لأنفسهم الامارة فالغاية عندهم تبرر الوسيلة فباشروا بالارتكاب الممنوع على حساب المشروع فاهدورا دماء" شاب الرضيع منها قبل فطامه و الوليد قبل شبّه..
    فكلامنا عن هذا يطول و يخرجنا عن المقصود و يوقعنا في جدال مأمول...

    فلنعوّل على كلمة تنافي الكتاب و السنة و سير سلفنا الصالح فلنصحح المنطوق و نوضّح المبهم المبتور....
    فقد سمع الكثير منّا في الفترة الاخيرة لفظة( فلان شهيد) يتناولها العامة فضلا عن الخاصة و المشركين فضلا عن المسلمين و باتت هذه اللفظة ذات ابعاد سياسية و لكل دولة شهدائها...

    فانطلاقا من الدول و الانظمة الكفرية التي تحكم بغير ما شرّع الخالق و انتهاءا بالجماعات الاسلامية ذات فهمها الخاص المستنبط من علماء جانبوا العلم و اهله و جانبوا الصواب و اهل بيته...
    و اصبحت الدول الاسلامية ذات انظمة كفريّة تعلن الولاء و الموالاة لذاك العالم او لغيره ان وافق فتواه هواها و ان غيّرها بعد فترة وجيزة و هذا ان كان من العلماء الربّانيين حيث يدرون مع النص حيث دار و يطلقون للحق صراحه فلا يخافون في الله لومة لائم و يقيّدون احيانا الحق انطلاقا من ميزانهم الدقيق بين المفاسد و المصالح فالحق حقا و الباطل باطلا فلا ينكرون حيث تكون نتيجة انكارهم منكرا فاحشا و ويلا متصببا" و هذا ديدنهم فيجاهدون حيث الجهاد و يمسكون حيث الامساك فلا يتضجّرون من طول الطريق و لا يتأفّفون من سنن الله تعالى فيعرفون حق المعرفة انّ التغيير يكون من ذوات انفسهم الخاطئة القاصرة و هكذا...

    فما أحوجنا لمثل هؤلاء العلماء و الجلوس عند ركبهم و بين ايديهم فالعلم عندهم ما قاله الله و رسوله بفهم الرعيل الاول رعيل الفهم و العلم و العمل....

    فلنعد الى لفظتنا الدخيلة الفهم صحيحة الاصل لولا ليّ السنة الحاقدين الماكرين......

    فلفظتنا هذه يترتّب عليها آثارا سلبية و اخرى ايجابية من كلا الجهتين السياسية و الشرعيه......
    و هي من الالفاظ الدقيقة و الحسّاسة بحيث المتلفظ بها مسؤول عنها يوم القيامة و ما يترتّب عليها من امور و و احكام و ما ينتج عنها من عواقب صحيحة و سقيمة.....

    و هي من اخوات فلان في الجنة و فلان في النار بمعنى تحديد الخواتم و تنزيل المنازل...
    و لذلك كان سلفنا الصالح و من سار على دربهم و قفا اثرهم ( جعلني الله و ايّاكم منهم) يمنعون التلفظ ب(فلان شهيد) الاّ بشروط قد اشترطوها مستنبطين ذلك من احاديث النبيّ صلى الله عليه و سلم المبيّن لشرع الله تعالى....

    و للمتّبع لسيرة خير خلق الله تعالى يجد هناك كمّا" هائلا" من أقواله صلى الله عليه و سلم تقرّر ما ذهبنا اليه و ما نعوّل عليه....
    فالشهداء كثر و اصناف و مراتب فمنهم شهيد المعركة و منهم شهيد الحرق و الغرق و الهدم و ما هنالك من انواع الشهداء التي نصّت على تعينهم سنة سيد المرسلين و خاتم النبيين.....

    و يترتب على شهيد المعركة ما لا يترتب على غيره من الشهداء من احكام دنيوية و اخرى اخروية و هذا معلوم لدى طلبة العلم الشرعيّ.....

    فاطلاق الشهادة لفلان او علان لزيد او عمرو من الناس يجب ان تكون بأضيق الحدود فلا بدّ من وجود نص من الكتاب او السنة و الاّ الاستثناء و التعليق و الدعاء لخير قرين يقترن بها و حتى هذا الاخير يتحقق بتحقق شروطه و ينتفي بانتفائها و من شروطه:

    1- دراسة حال المجاهد قبيل المعركة من حيث صلاحه و تقواه و لنا الحكم بالظاهر و الى الله نترك الباطن فلسنا مكلّفين بشق قلوب الناس و النظر فيها و لو كان محالا" لدليل قول النبي عليه الصلاة و السلام لحبّه اسامة عندما قتل ذاك القاتل الذي فتك بالمسلمين و نكل بهم هلا شققت عن قلبه لتعلم انه قالها تعوّذا" اي الشهادة....
    2-دراسة الراية الذي يقاتل و يجاهد ضمن لوائها و تحت سقفها فهل هي راية اسلامية بحتة ..هل هي لاعلاء كلمة الحق...ام هي راية حزبية مقيتة......

    و هذا يجرنا لدراسة الجهاد المشروع من غيره, فالجهاد المشروع يلزمه اناسه من حيث الاعداد المادي و الايماني اعمالا لقوله تعالى ( و اعدّوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله.....)

    فلا بدّ من الاعدادين فالاعداد المادي من دون الاعداد الايماني لا يساوي شيئا ناهيك انه فيصلا للجهاد المأذون به و هذا مسؤولية اهل العلم و طلبته من تصفية الدين ممّا ادخل فيه و تربية الجيل على الدّين المصفّى...
    فالعلم اولا فالعقيدة اولا فعهد المكيّ هو المطلوب و من استعجل بعهد المدنيّ قبل اوانه فانه لا يحصد الاّ رمادا و و لا يجد الاّ سرابا و الجماعات الاسلامية ليس خبرها عنّا ببعيد....

    فكيف يجاهد المرء ما لا يحسن ماهية الجهاد و الهدف منه و كيف يثبت المرء اثناء التحام الصفوف و هو لم يثبّت حبه التام لله و لرسوله و للمؤمنين في قلبه قبل ان يترجم ذلك عمليا على قالبه......

    كما انه لا ينفع اكتفاء المجاهد بالاعداد الايماني من دون الاعداد الماديّ فهذا الاخير كالاول فلا ينفكّ عنه بحال من الاحوال و من تضلّع في الاول يعلم اهمية الثاني و انّه من الاول فهما توأمان.....

    و للناظر لحال رسولنا الكريم من هجرته و انتشار دعوته و انتهاء بموته صلى الله عليه و سلم لير سيرته الطاهرة حافلة بأخذه الاسباب بعد توكله على خالقه و ناصره....

    و من هذه الاسباب و التي لها علاقة بموضوعنا هذا عدم الاختلاف و الشقاق فقال تعالى (و لا تنازوا فتفشلوا و تذهب ريحكم....)الايةو هذا الخلاف و النّزاع ناشىء عن جهل الانسان بدينه اولا و بكيفية تطبيقه ثانيا فيوالي و يعادي لنفسه و لشيطانه او يضع هذه الموالاة و المعادات في غير مكانها وعلى غير اهلها....


    يريد الناس كل الناس على اتقى رجل و اورع عابد و افقه عالم و هذا محال , فالعقل عن العقل يختلف و الفهم عن الاخر يتفاوت و الى غير ما هنالك من عوامل تحول دون تحقيق امنية المتمنّي و امل الراجي...

    و اما هذه الفرق المبثوثة على هذه المبسوطة فهي من ابعد الناس عن العلم الصحيح فضلا عن العمل به الا ما رحم ربي, فاكثرهم يتشوّق للامارة و يعمل لها و لو وصل الامر اليه و وسّد له لقرّب اهله و مواليه و لو كانوا من ابعد الناس قربا الى الله تعالى!!!

    ثم يمهّد لنفسه الفتية فلا يماري فيها فهى ديدنه صباحا مساء و لكل نازلة ممرّ و لكل معضلة حلّ فقد جمع الدين كله بين عينيه فلا تفوته مسألة و لا تعوقه معضلة , فالدين عنده يسر و هو كذلك بلا شك و لكن يسره منوط باحكام الله تعالى لا باذواق الرعاة فتكليف الله تعالى كله ضمن المستطاع و القدرة فهو سبحانه اعلم بحال هذا الانسان و ما يستطيعه مما لا يستطيعه.....

    فتراه لا يبالي في فتواه و زيّن له الشيطان زخرفا من القول فظنّ بنفسه تيمية الحراني و ناصر الالباني فلا تعدوه المشورة الى غيره فهو اهل لها و لاجلها خلق...

    فيتتبّع الرّخص من هنا و هناك و ما هي من دين الله بشيء و ما يفعل ذلك الاّ زنديق و منافق معلوم النفاق لو عرف الله تعالى حق المعرفة و اتّاقه حق التقوى لأغلق بابه و غمر خطيئته و لاسدل عليه ثوب التوبة و لادمن تدبر سورة براءة......

    و لكن غرّه طول الامل و حسن العمل و الحسن ما كان حسنا في كتاب الله تعالى و سنته رسوله و ما عدا ذلك ليس بحسن....
    فتجمع رعاة البشر و اطلقوا لالسنتهم العنان فلا رقيب خشوه و لا حسيب اتّقوه فمدحوا من امروا بذمّه و ذمّوا من امروا بمدحه فالدين عندهم ملك الجميع فهو مرتع للعابثين فخابوا و خسروا فهو محفوظ لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد...

    و من جانب آخر نلاحظ اعتداء اعداء الدين على مصلحاته و تدوينها في كتبهم و تلوينها على صفحات جرائدهم فاضاعوا المفهوم الصحيح لتلك العبارات و عطّلوا المقصود لتلك الشعارات...

    و من هذه العبارات و ما اكثرها الشهادة و ما تحتويه من معان سامية و اهداف غالية ..

    حتى باتت الشهادة رمزا على من مات مدافعا عن وطنه و ترابه و دولته بغض النظر عن ذاك الوطن و نظامه و علمانيته و اشتراكيته....

    و حتى لو اعلن كفره الصريح و فتك بالمسلمين قتلا و قهرا و تشريدا" فهو من الشهداء السعداء..فتبا" لهذه الشهادة فهي خليق بها بان تكون شماتة...

    فالشهادة لا تكون الاّ لله و لدينه و الاّ فهي لست من الشهادة بشيء....

    و لخطورة هذا المقال و لفظاظة ذاك المقام ,مقال التّقول على الله بغير علم و مقام المشّرع من دون الله تعالى و حرصا منّا على الفاظنا الشرعية فاوردنا نبذة صغيرة من احاديث نبينا عليه افضل الصلاة و اتم السلام تقرر مقالنا وتؤيده و الا فالموضوع لا يسعه مجلد بله مجلدات و مجلس بله جلسات و لعلّ الله تعالى يهيىء من يقوم بجمع تلك الاحاديث و دراستها دراسة حديثية فقهية على طريقة المحّدثين المتعصّبين للحق الوقّافين عنده...فعن عمر بن الخطاب قال ثم لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا فلان شهيد فلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون قال فخرجت فناديت ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون.
    (مسلم)
    و هذا كان في حياته و بين اصحابه و مع ذلك وضع لهم منهجا قويما و سلما عسيرا امام هذه الكلمات و قال لهم كما هو مفهوم من حديثه صلى الله عليه و سلم ان قولكم فلان شهيد أي في الجنة و الجنة لا يدخلها الا المؤمنون
    و بوّب البخاري كتابه الصحيح بابا تحت عنوان:


    باب لا يقول فلان شهيد
    2741 قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم الله أعلم بمن يجاهد في سبيله والله أعلم بمن يكلم في سبيله .
    لان الشهادة عمل بين العبد و ربه ناهيك انها معركة بين العبد و شيطانه و النية هي الفاصلة في هذه المعركة و لا يعلم السر و اخفى غير الله تعالى. و مما يوضّح هذا الحديث الآتي:


    2742 حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقالوا ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنه من أهل النار فقال رجل من القوم أنا صاحبه قال فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه وضوء وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشهد أنك رسول الله قال وما ذاك قال الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذلك إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة. رواه البخاري

    و تعليقا على ذلك قال العسقلاني رحمه الله تعالى:


    قوله باب لا يقال فلان شهيد أي على سبيل القطع بذلك الا أن كان بالوحي وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال تقولون في مغازيكم فلان شهيد ومات فلان كلاهما ولعله قد يكون قد أوقر راحلته ألا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد بن منصور وغيرهما من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء بفتح المهملة وسكون الجيم ثم فاء عن عمر وله شاهد في حديث تزوجها أخرجه أبو نعيم من طريق عبد الله بن الصلت عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعدون الشهيد قالوا من أصابه السلاح قال كم من أصابه السلاح وليس بشهيد ولا حميد وكم من مات على فراشه حتف كلاهما ثم الله صديق وشهيد وفي إسناده نظر فإنه من رواية عبد الله بن خبيق بالمعجمة والموحدة والقاف مصغر عن يوسف بن أسباط لصاحب المشهور وعلى هذا فالمراد النهي عن تعيين وصف واحد بعينه بأنه شهيد بل يجوز أن يقال ذلك على طريق الإجمال 2741 قوله وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الله أعلم بمن يجاهد في سبيله والله أعلم بمن يكلم في سبيله أي يجرح وهذا طرف من حديث تقدم في أوائل الجهاد من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة باللفظ الأول ومن طريق الأعرج عنه باللفظ الثاني ووجه أخذ الترجمة منه يظهر من حديث أبي موسى الماضي من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ولا يطلع على ذلك إلا بالوحي فمن ثبت أنه في سبيل الله أعطى حكم الشهادة فقوله والله أعلم بمن يكلم في سبيله أي فلا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله فلا ينبغي إطلاق كون كل مقتول في الجهاد أنه في سبيل الله ثم ذكر المصنف حديث سهل بن سعد في قصة في القتال حتى قال المسلمون ما أجزأ أحد ما أجزأ ثم كان آخر أمره أن قتل نفسه وسيأتي شرحه مستوفى في المغازي حيث ذكره المصنف ووجه أخذ الترجمة منه أنهم شهدوا برجحانه في أمر الجهاد فلو كان قتل لم يمتنع أن يشهدوا له بالشهادة وقد ظهر منه أنه لم يقاتل لله وإنما قاتل غضبا لقومه فلا يطلق على كل مقتول في الجهاد أنه شهيد لاحتمال أن يكون مثل هذا وأن كان مع ذلك يعطى حكم الشهداء في الأحكام الظاهرة ولذلك أطبق السلف على تسمية المقتولين في بدر وأحد وغيرهما شهداء والمراد بذلك الحكم الظاهر المبني على الظن الغالب والله أعلم وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن مجاهد قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك قال لا الا مقوى فخرج رجل على بكر ضعيف فوقص فمات فقال الناس الشهيد الشهيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال ناد أن الجنة لا يدخلها عاص وفيه إشارة إلى أن الشهيد لا يدخل النار لأنه صلى الله عليه وسلم قال أنه من أهل النار ......ا

    انتهى القسم الاول....

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    61

    افتراضي

    شهيد العروبة شهيد الفن شهيد الوطن شهيد القومية كلها أسماء مقبولة لكن الشهيد في سبيل الله محارب.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي

    احسنت اخي الفاضل....

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •