فصل: في حكاية كلام النّقاد المتقدمين
والحفاظ المتأخرين الذين أعلوا الحديث المرفوع وصوّبوا وقفه
1- قال أحمدُ بن حنبل:
" هو حديثٌ منكرٌ " اهـ
نقله عنه ابن الجوزيّ في "التحقيق" 2/161 عقب إخراجه لحديث
زيد بن الحباب عن عبد الله بن عياش من طريق أحمد
قلتُ: الإمام أحمد إنما استنكر رفعه.
2- قال الترمذيُّ:
"الصّحيح عن أبي هريرة موقوف ".
وقال :
"ورواه جعفر بن ربيعة، وغيره عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة
موقوفا وحديث زيد بن الحباب غير محفوظ" اهـ
نقله عنه البيهقيُّ في "السّنن الكبرى"، وفي "المعرفة"
ونقل تصحيحه ابنُ عبد الهادي في "المحرر"
3- قال الطّحاويُّ:
" الموقوف أشبه بالصواب" اهـ
نقله الحافظ في "الفتح" وسيأتي كلامه بتمامه.
4 - قال الدّارقطني في "العلل"10/304:
" يَرْوِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ الْقِتْبَانِيُّ ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛
فَرَوَاهُ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ ،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ
الْقِتْبَانِيِّ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أبي هريرة عَنِ النَّبِيِّ .
وَرَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أبي هريرة مَرْفُوعًا أَيْضًا
(......) وَهُوَ الصَّوَابُ ." اهـ
قلت: هكذا في المطبوع ولا شك أنه سقط قبل قوله: "وهو الصّواب"
كلامٌ يتعلّق بالوجه الموقوف ؛ تقديرُه:
[...ورواهُ عبيد الله بن أبي جعفر موقوفاً أيضاً] والله أعلم
فالدّارقطني ذكر أنه اختُلف عن عبد الله بن عياش؛ فبدأ بالوجه الموفوع
ولم نجد الوجه الموقوف.!!
يؤيّد ذلك أنّ الحافظ ابن الخراط البجائي في "الأحكام الوسطى"
نقل عنه تصويب الموقوف
وكذلك حكاه عنه الذهبي في "تنقيح التحقيق".
وسيأتي نقل كلام هذين الحافظين بتمامه في موضعه.
5 - قال الجصّاص في "أحكام القرآن" 5/86
-بعد أن ذكر ثلاثة رواة ممن رفعوه عن ابن عياش-:
" ورواه عبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة: قال من وجد سعة
فلم يضح فلا يقربن مصلانا.
ويقال إن عبيد الله بن أبي جعفر فوق ابن عياش في الضبط والجلالة
فوقفه على أبي هريرة ولم يرفعه. ويقال إن الصحيح أنه موقوف عليه
غير مرفوع" انتهى
6 - وقال البيهقيّ في "السنن الكبرى" 9/260
عقب حديث زيد بن الحباب:
" وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ الْقِتْبَانِيِّ .
بَلَغَنِي عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ: الصَّحِيحُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفٌ.
قَالَ : وَرَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَغَيْرُهُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا
وَحَدِيثُ زَيْدِ بْنُ الْحُبَابِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ ، قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : كَذَلِكَ
رَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
مَوْقُوفًا ، وَابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَوْقُوفًا. " انتهى
- وقال في "السنن الصغرى" (1862):
"ورُوي عن أبي هريرة مرفوعا:من وجد سعة فلم يذبح فلا يقربن مصلانا
وروي ذلك مرفوعا عنه، والموقوف أصح " انتهى
- وقال في "معرفة السّنن والآثار"14/17 :
"وأمّا حديث أبي هريرة ، عن النبي :
" من وجد سعة لأن يضحي فلم يضح ، فلا يحضر مصلانا "
فالصّحيح أنه موقوف على أبي هريرة . كذا قاله أبو عيسى الترمذي
وحديث زيد بن الحباب غير محفوظ "انتهى
7 – وقال ابن عبد البر في "التّمهيد" 23/191-192:
"هذا حديثٌ رواه ابنُ وهب عن عبد الله بن عياش القتباني هذا، عن الأعرج
عن أبي هريرة موقوفا، لم يرفعه كذا هو في "موطئه"
وكذلك رواه عبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة موقوفا
وعبيد الله بن أبي جعفر فوق عبد الله بن عياش." انتهى
- ثم قال بعد أن خرّج رواية عبيد الله بن أبي جفر:
"الأغلبُ عندي في هذا الحديث أنه موقوف على أبي هريرة والله أعلم" انتهى
8- قال ابن الجوزي في "التحقيق" 2/161:
"وقال أحمد: هو حديث منكر"
وفي اختصار الذهبي المسمى تنقيح التحقيق 2/62:
"قال أحمد هذا منكر وقال الدّارقطني: الأصح وقفه"
9- قال المنذريّ في "الترغيب والترهيب"(1667):
"رواهُ الحاكمُ مرفوعاً هكذا، وصحّحه، وموقوفاً ولعلّه أشبه" انتهى
8- وقال ابن الخرّاط البجائي: في الأحكام الوسطى 4/126:
(وخرّجَ الدّارقطنيُّ عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله :
"من كان له مال، فلم يضح، فلا يقربنا مصلانا" قال:"الصواب موقوف")
انتهى كلامه.
قلتُ:الظاهر أنّ قوله:(قال: "الصواب..") تعود على الدارقطني، والله أعلم
9 - ونقل الذهبي في "تنقيح التحقيق"2/62
كلامَ ابن الجوزي المتقدّم .. وجاءت عنده زيادة لم ترد في أصله المطبوع
وهي: "وقال الدارقطني الأصح وقفه".
الظاهر أنها من زيادة الذهبي؛ مَزَجَهَا بالأصل. والله أعلم
10 - وقال الحافظ ابنُ كثير في "تفسيره":
" رواه أحمد، وابن ماجه، بإسنادٍ
رجالُه كلّهم ثقات، عن أبي هريرة مرفوعا: "من وجد سعة فلم يضح، فلا
يقربن مصلانا" على أنّ فيه غرابة، واستنكره أحمد بن حنبل " اهـ
11- قال ابنُ عبد الهاديّ في "تنقيح التحقيق" 3/465 :
"هذا الحديثُ رجالُه كلهم مخرّج لهم في "الصحيحين" إلاّ عبد الله بن عيّاش
ابن عبّاس القتباني فإنه من أفراد مسلم، وقد رواه ابن ماجه عن أبي بكر
ابن أبي شيبة عن زيد بن الحباب عن عبد الله بن عياش، وكذلك رواه حيوة ابن شريح وغيره عن عبد الله بن عياش.
ورواه ابنُ وهب، عن عبد الله بن عياش، عن الأعرج عن أبي هريرة موقوفا
وكذلك رواه جعفر بن ربيعة، وعبيد الله بن أبي جعفر، عن الأعرج عن
أبي هريرة موقوفاً وهو الأشبه بالصّواب." انتهى
- وقال في "المحرر" (752) بعد أن عزاه لأحمد، وابن ماجه:
"صحّح التّرمذيُّ، وغيرُهُ وقْفَهُ " انتهى
12- ونقل الزيلعي في "نصب الراية" 4/207
كلامَ ابن عبد الهادي في "التنقيح" بتمامه
13- وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري":
" حديثُ أبي هريرة رفعه "من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا"
أخرجهُ ابن ماجه، وأحمد، ورجاله ثقات، لكن اختلف في رفعه، ووقفه
والموقوف أشبهُ بالصّواب، قالهُ الطّحاويُّ وغيرُه." اهـ
- وقال في "بلوغ المرام"(1362): "رواه أحمد وابن ماجه وصحّحه الحاكمُ
ورجَّحَ الأئمةُ غيرُهُ وقْفَه." انتهى