[CENTER]
صادق الكَلِم..لمن يحفظ البخاري ومسلم
هاأنت رأيت سهولة التحصيل، وأسرعت حتى جُزتَ وادي الامتحان
واستمسكت بمقاليد السنة، ورأيت أنوار العلم
كم تغيرّت عندك من أفهام، وكم ازددت مِن عُلوم
حدثني عن أحا ديث الأحكام ، وبلغني عن سيرة الانبياء،وأوضح لي معاني الآيات،وذكّرني بفضائل الأعمال،
كم صلّيت على صاحبِ الرسالة، وترضيّت عن حملةِ الأمانة،
وترحمت على أولي الذمة والديانة، أفرأيت جنحَ الظلامَ يومَ بدّدَهُ نورالسُنّة
أما شعُرت بسيرك الواثق في غياهِب الدجى،
عندما لاحت لك نجومُ الهداية
ما أشدّ مشيك في صيف( الجهل)خشية أن يلحقك ظمأ( فوات الدرس)
فماهو إلا أن تفجرت بين يديك عيونُ الفُصول
وانبجست بقربك مناهلُ الأبواب
كم انزاحت عن عينيك غشاوة الجهالةب( السيرة)
يوم انكشف لك أسماءُ الأصحاب
وكم تباعدت عنك الغفلة بمعرفة (التراجم
حينما انبلج في سماءك صبحُ علمُ الرواة
فأنت اليوم عالمٌ بالصحاح، حافظٌ لأدلة المُفتين، إليك المُنتهى في الحفظ
((إن واصلت))
وقد أضحيت قائمٌ بالحجج، عارفٌ بالأثر، منك يرجو الخلق دلالة الإرشاد
((إن أخلصت))
فقيهٌ بالمعاني، عارفٌ في المسائل، مستنبطٌ للأحكام (إن اجتهدت) مَلكت الآلة، وعَرفت الخبر، وحُزت الفضيلة
فلاتغترّ بالعَرض الزائل من لُعاع المتاع، ولاتهتم لفوات الأُنْس فأنت نائلٌ منهُ أطول باع،
دعْ عنك خُلق الكُسالى، وجانب فتور أهل الملل، فالنهاية الحميدة تحتاج لمُثابرة، وعلم أهل السنن ما قام إلا بالمصابرة،
افرح بأنك استدرجت وحيَ الله لرسوله،
وارض بمعرفةِ ماوهبَ الكريمُ من عِلمٍ لخليلِه.
البخاريُّ صابر كثيراً ، وابن الحجاج تعب طويلاً
كم كتبوا عن شيخ، وسافروا لبلد، وتغرّبواعن وطن وأنت تقطف الثمار دونما ذلك، وتحصل النعمة بأقل من ذلك
يريد الأمرُ منك جدُّ تحصيل ، ودوامُ مُتابعة، واستمرارُ سماع،ليثبت لك الفضل وترى بعينيك أفيحَ العلم
تحريراً بقلم: أحمد المُغيِّري
[/cente