الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد، في عجالة أذكر تخريج هذه الرواية عن أنس بن مالك: أن رجلًا قال: يا رسول الله، ما تركت من حاجة ولا داجة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟". قال: بلى. قال: "فإن هذا يأتي على ذلك".
وهذه الرواية أخرجها أخرجه ابن قتيبة في "غريب الحديث" (1 /410)، والبزار (6887)، وأبو يعلى في "مسنده" (3433)، وفي "معجمه" (266)، وابن خزيمة في "التوحيد" (526)، وابن الأنباري في "الزاهر في معاني كلمات الناس" (2/ 227)، والطبراني في "الأوسط" (7077)، وفي "الصغير" (1025)، والخطابي في "غريب الحديث" (1/ 254)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6684) من طرق عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن مستور بن عباد، عن ثابت، عن أنس.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه الضياء في "المختارة" (5/رقم 1773، 1774)، والسبكي في "طبقات الشافعية" (1/ 145-146)، والحافظ في "الأمالي المطلقة" (ص143-144). ومن طريق الطبراني أخرجه الضياء في "المختارة" (5/رقم 1775)، والحافظ في "الأمالي المطلقة" (ص143-144).
تنبيه: تصحف "المستور بن عباد" في الكثير من المصادر إلى "المستورد".
قال البزار: "ولا نعلم روى مستور بن عباد، عن ثابت، عن أنس إلا هذا الحديث".
وقال الطبراني: "لم يروه عن ثابت إلا مستور، تفرد به أبو عاصم".
وقال الحافظ: "هذا حديث حسن صحيح غريب ... ورجاله رجال الصحيح سوى مستور، وقد وثقه ابن معين، وله شاهد من حديث الرجل صاحب القصة وسياقه أتم".
يعني: حديث أبي طويل شطب الممدود، قلت: وله شاهد آخر: من حديث عمرو بن عبسة. فالحديث صحيح خصوصًا وأن له شواهد أخرى، وقد ذكره الشيخ الألباني في "الصحيحة" (3391).
والذي دفعني إلى كتابة هذه السطور أمران:
الأول: ما وجدته في حاشية شعب الإيمان، فقد صدر الحكم عليه بإسناده ضعيف، ففي إسناده محمد بن يونس الكديمي.
الثاني: أنه عندما تعرض لرواية أبي طويل شطب، ذكر رواية البزار من كشف الأستار (3244) قال: وقال البزار: قال في (الاستيعاب): شطب الممدود، يكنى أبا طويل، رجل من كندة ...
وهذا عجيب جدًا، كيف للبزار الذي مات (292)، أن ينقل عن ابن عبد البر الذي كان مولده في سنة ثمان وستين وثلاث مائة. فالله المستعان.