تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: رفض الكوفيين لقراءة حمزة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    العراق -بغداد
    المشاركات
    61

    افتراضي رفض الكوفيين لقراءة حمزة

    من المعروف لدى أكثر دارسي النحو أن من عرف برفض القراءات هم نحاة البصرة , ظلت هذه الفكرة طويلا حتى صارت سمة لهم , وأما الكوفيون فقد عرفوا بتقبلها والإستشهاد بها
    فقال العكبري (616?) في ذلك :« وأحتَّج الآخرون بقوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ﴾ (النساء :1)على قراءة الجرّ وبأبيات أنشدوها أمَّا الآية فقراءة الجرّ فيها ضعيفة والقارئ بها كوفيَّ تنبيهاً على أصولهم. »(1 )
    إلّا أن الثابت عند علماء الكوفة فالكسائي (189هـ) إمام هذه المدرسة أول من رفضها منهم كما نقل عنه ثعلب ( أنه لا ينسق على المضمر ، ولا يؤكده ، ولكنه يجعل منه قطعاً ) . (2 )
    وإلى ذلك ذهب الفراء (207هـ) إذ وصفها بالقبح فقال :« ولا يجوز عطف الظاهر على المضمر وفيه قبح ،لأن العرب لا ترى مخفوضا على مخفوض وتركن عنده، وإنما يجوز هذا في الشعر لضيقه.» (3)
    وقال في موضع آخر: « حدّثني شريك بن عبد الله عن الأعمش عن إبراهيم أنه خفض الأرحام، قال: هو كقولهم : بالله والرحم؛ وفيه قبح ؛ لأن العرب لا تردّ مخفوضا على مخفوض وقد كُنِى عنه.»(4)
    وهـذا محمد بن جرير الطبري(310?) وهـو من حذّاق الكوفيين وافق سيبويه ولم يجزها إلا في الشعر : « وذلك غير فصيح من الكلام عند العرب ؛ لأنها لا تنسق بظاهر على مكنّي في الخفض , إلاّ في الشعر ، وذلك لضيق الشعر ، وأما الكلام فلا شيء يضطرُّ المتكلم إلى اختيار المكروه من المنطق والرديء في الإعراب .» (5 )
    ويستثنى من ذلك ثعلب (291?) فهو الوحيد من رؤوس الكوفة الذي لم يرفض هذه القراءة .
    من ذلك يتبين أن الكوفيين أيضا لهم مواقف غير مقبولة من القراءات ,ومن عاب على البصريين ذلك عليه أن يطلع على أقوال الكوفيين والمأخوذة من أمهات كتبهم , وليس من افتراءات البصريين عليهم ,لكن من الغريب أن ينقل أئمة البصريين ذلك عن الكوفيين كما فعل ابو البركات الأنباري , والأرجح أن نقول أن رفض القراءة رأي كوفي لا بصري إذ إن كثيرا من البصريين دافعوا عنها وبضراوة .والذي يتبين من ذلك أن القراءة مرتبطة بالتوقيت الذي هو قبل تسبيع السبعة على يد ابن مجاهد (324هـ) فكل النحاة الأُوَل الذين رفضوها بصريون وكوفيون كانوا قبل وفاة ابن مجاهد الا إذا استثنينا مع يونس الأخفش و قطرب .

    1- اللباب في علل البناء والإعراب : 1 / 433.
    2- مجالس ثعلب : 4 / 151 .
    3- معاني القران: 1/252، موافقات الفراء للبصريين: ص26.
    4- معاني القرآن للفراء: 1 / 231
    5- جامع البيان : 4 / 151 .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: رفض الكوفيين لقراءة حمزة

    يا أخي الكريم مسألة رفض القراءات لا تتعلق بكوفي ولا بصري، فهي مسألة مشهورة جدا عند كثير من العلماء من جميع الفئات.
    بل إن من أئمة القراءات أنفسهم من رفض قراءةً لغيره من أئمة القراء، فالمسألة عامة لا تختص بالنحويين.
    والإشكال كله في المفهوم الخاطئ عند المتأخرين الذين يجعلون من هذا الرفض ذريعة للطعن في العلماء، وهذا خطأ واضح وزلل منهجي؛ لأن هؤلاء العلماء عندما رفضوا بعض القراءات لم يعلموا أنها متواترة، فحكموا بناء على علمهم، وأنا أتحدى أن يأتي واحد بنقل عن أحد هؤلاء العلماء أن القراءة التي أنكرها متواترة؛ فهذا غير موجود فوق أنه لا يتصور صدوره من عاقل فضلا عن عالم.
    وهناك مصنفات كثيرة للمعاصرين تناولت هذه المسألة بالدراسة، ولكن مع الأسف يقع كثير منهم في هذا الخطأ المنهجي فيتعامل مع العلماء المتقدمين كما يتعامل مع الباحثين المعاصرين !! ويريد أن يطبق عليهم المنهج العلمي المعاصر !!
    ويقال للطاعن في هؤلاء العلماء: أخبرنا عن العلماء الذين تقبل قولهم وتعتد برأيهم من طبقة هؤلاء المتقدمين، وسوف نأتيك من كلامهم برفض بعض القراءات المتواترة !
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    العراق -بغداد
    المشاركات
    61

    افتراضي رد: رفض الكوفيين لقراءة حمزة

    بارك الله فيك استاذي الفاضل العوضي هذا ما اريد ايصاله للقارئ الكريم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: رفض الكوفيين لقراءة حمزة

    شكر الله لكما.
    وهؤلاء العلماء الأعلام - قبل ابن مجاهد - كان عليهم أن يتنخَّلوا القِراءات، وكذلك فعل ابنُ مجاهد أيضًا، فقد ترك قراءة يعقوب، وهي قراءة أهل البصرة ويصلي بها إمامُهم.
    لكنّ هناك مَن وسيلته في التنخُّل قواعد اللغة المستنبطة من استقراء كلام العرب، وهناك مَن وسيلته الإسناد.
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  5. افتراضي رد: رفض الكوفيين لقراءة حمزة

    السلام عليكم ورحمة الله. أرى أن محل النزاع لم يحدد جيدا، فإن المتواتر لا يرده أحد ولم ينقل رد بعضه إلا عن فئة معدودة من العلماء كالطبري والزمخشري، وحجتهم أنهم يرون في السبع ما هو شاذ، كقراءة ابن عامر في " وكذلك زين لكثير من المشركين " في سورة الأنعام. وقد تقرر في علم الأصول أن السبع متواتر قطعا، لكن بعض العلماء لا يسلم به مطلقا، فإن هيئة الأداء مثلا تختلف بين المشارقة والمغاربة، وهو خلاف قديم ليس مستحدثا. قال السيوطي رحمه الله: والسبع قطعا للتواتر انتمى، وقيل إلا هيئة الأداء، وقيل خلف اللفظ للقراء.
    على أن الذين اختلفوا فيه اختلافا بينا هو الاحتجاج بالشاذ، وحرف حمزة في سورة النساء يدرجه المؤلفون في توجيه الشواذ كابن جني في الأحرف الشاذة، وأنت تعلم أن قراءة حمزة متواترة قطعا. لكن ينبغي أن يعلم أنما حصل التسليم بقراءة حمزة من حيث الجملة بعد تسبيع ابن مجاهد للسبع، أما قبله فقد نقلت أقوال عن الأئمة في ردها كأحمد وابن عيينة عليهم رحمة الله جميعا. والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •