تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 100

الموضوع: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

  1. #21

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    ( الفقرة العاشرة )

    " الماهية "

    إذا نظرت إلى الواقع فستجد أشياء كثيرة تتمايز فيما بينها كالإنسان والفرس والكلب والشجر والحجر والذهب والفضة والماء والتراب والنار وغيرها، فكلها لها وجود خاص بها ومعان تستقل بها.

    فحينئذ يرد سؤال إلى الذهن وهو بأي شيء صار الإنسان إنسانا والفرس فرسا والماء ماء وهكذا؟
    بعبارة أخرى ما هي الأشياء التي إذا وجدت وجد الإنسان والفرس والماء وغيرها؟

    فإذا نظرنا إلى أفراد الإنسان مثلا كزيد وعمرو وبكر فنجد لكل واحد منهم أوصافا خاصة به كالعمر والشكل واللون والطول والوزن والعلم والجهل والكرم والشجاعة وغيرها.
    ولهم أيضا أوصاف مشتركة تجمعهم في الإنسانية فزيد إنسان وعمرو إنسان وبكر إنسان مع اختلاف الصفات التي تميز كل واحد من هؤلاء.

    فهنا نطرح هذا السؤال لم كان زيد وعمرو وبكر من أفراد الإنسان؟
    أي بم صار هؤلاء الأفراد من فئة الإنسان ولم يصيروا من فئة أخرى؟

    والجواب هو: لوجود أوصاف مشتركه فيما بينهم جعلتهم ينتمون إلى هذه الفئة دون غيرها.
    فهذه الأوصاف التي إذا وجدت وجد الشيء نسمها بالماهية.
    فالإنسان له ماهية أي حقيقة خاصة به وكذا الفرس والكلب والشجر والذهب والماء وغيرها.

    فإذا أردنا أن نعرف الماهية نقول هي: ما به يكون الشيء نفسه.
    فبها صار الإنسان إنسانا والفرس فرسا والشجر شجرا وهكذا.
    فعلمنا من ذلك أن للموجودات ماهيات وحقائق خاصة بها لولاها لما كان ذلك الشيء نفسه

    مثال: الإنسان ماهيته وحقيقته هي: حيوان ناطق، فمجوع الحيوانية مع الناطقية تجعل الشيء إنسانا ولا تجعله فرسا أو شجرا أو ذهبا أو غيرها.
    فالحيوانية والناطقية بها صار زيد إنسانا.

    مثال: الفرس ماهيته وحقيقته هي: حيوان صاهل، فمجموع هذين الوصفين هو الذي يجعل الشيء فرسا لا شيئا آخر.

    مثال: الخمر ماهيتها وحقيقتها هي: شراب مسكر، فمجموع هذين الوصفين هو الذي جعل الشيء خمرا ولم يجعله ماء أو عسلا أو شيئا آخر.

    وإذا أردنا أن نسلط الضوء على الماهيات ونحلل صفاتها نجد الآتي:
    أولا: تكون أوصافا مشتركة بين جميع الأفراد.
    فالحيوانية والناطقية مشتركة بين زيد وعمرو وبكر وغيرهم.

    فلا يصح إذاً أن تشتمل الماهية على أوصاف خاصة ببعض الأفراد، لأنها حينئذ لن تكون ماهية وحقيقة كل الأفراد بل ستمثل تعريفا قاصرا على البعض.

    مثل أن نقول في بيان ماهية الإنسان هو: حيوان ناطق ذكي جدا، فهذا لن يشمل الإنسان البليد، أو تقول هو حيوان ناطق ذو طول كذا، أو لون كذا أو يحب الخير أو غيرها من الأوصاف التي لا تشمل كل الأفراد.
    والخلاصة هي أن الماهية لا تبين صفات زيد أو عمرو بل تبين القدر المشترك المنطبق على جميع الأفراد.

    ثانيا: تكون ذات أوصاف أساسية بها يكون الشيء نفسه.
    أي أننا حينما نريد أن نبين ماهية شيء ما فلا نختار أي وصف مشترك بين الأفراد بل نختار أوصافا معينة فقط وهي تلك الصفات التي بها يكون الشيء نفسه.

    مثال: إذا أردنا أن نجمع أوصاف الإنسان الخاصة به نجد منها: الضحك، انتصاب القامة، النطق باللسان التفكير.

    ولكن هذه الأوصاف ليست على درجة واحدة في القوة ولا نقدر أن نقول أن جميع هذه الصفات هي التي تشكل حقيقة الإنسان بحيث لو فرضنا أن الله سبحانه وتعالى لم يهبه كل هذه الصفات لما كان إنسانا، فلو قدر أن الإنسان غير ضاحك، أو غير منتصب القامة فهل سيكون من فئة وحقيقة أخرى أو يبقى إنسانا ولا يضر ذهاب تلك الصفات في إنسانيته؟

    الجواب: لا تضر في إنسانيته ويمكن أن نتعقله إنسانا وهو غير ضاحك أو غير منتصب القامة.
    بل الصفة الأساسية الجوهرية التي لها مدخل في حصول حقيقة الإنسان هو التفكير دون ما ذكرنا من صفات.

    والخلاصة هي أننا لا نكتفي في تبيين الماهية باختيار أوصاف مختصة بحقيقة وفئة معينة دون غيرها، فهذا القدر غير كاف في التحصل على الماهية بل لا بد من وضع اليد على الصفة الجوهرية الأساسية وهي تلك الصفة التي لو فرضناها ذهبت وفقدت من الشيء لم يكن هو نفسه بل سينتمي إلى حقيقة أخرى لا محالة.

    ثالثا: تكون تلك الصفات الجوهرية بعضها أعم منه وبعضها مساو له.
    أي تحتوي الماهية في تركيبها على وصف أعم، ووصف مساو للشيء، فالوصف الأول هو القدر الجامع بين هذه الحقيقية التي نحن بصدد تعريفها وبين غيرها من الحقائق، والوصف الثاني يمثل الوصف الخاص بتلك الحقيقة الذي يفصل تلك الحقيقة عن غيرها.

    مثال: الإنسان هو حيوان ناطق.
    فالحيوان هو: جسم نام حساس متحرك بالإرادة، فهذا وصف عام لأنه يشمل الإنسان وغير الإنسان كالفرس والكلب والأسد وغيرها فكلها أجسام نامية حساسة تتحرك بإرادتها.
    والناطق هو المفكر أي له قوة التفكير، فهذا وصف خاص بالإنسان ومساو له به فصلنا الإنسان عن بقية الحيوانات لأنها لا يوجد حيوان مفكر ذو عقل سوى الإنسان.

    مثال: الخمر شراب مسكر.
    فالشراب وصف عام يشمل الخمر وغيرها كالماء والعسل.
    والمسكر وهو المذهب للعقل وصف خاص بالخمر، به تحصلنا على حقيقة الخمر لأنه به فصلنا وميزنا الخمر عن غيرها من الأشربة.

    فذلك الوصف العام هو الِجنْس.
    وذلك الوصف الخاص هو الفَصْل.

    فالجنس هو: وصف جوهري عام.
    والفصل هو:
    وصف جوهري خاص.
    ونقصد بالجوهري هو ما بيناه من قبل وهو
    أن يكون وصفا أساسيا به يتحقق الشيء ولو تصورنا زواله من الشيء فستتغير حقيقته وينتمي إلى فئة أخرى.
    فالماهية= الجنس+ الفصل
    .

    ( مناقشات )

    1- في ضوء ما تقدم ما هي الماهية ؟
    2- ما هي شروط الماهية؟
    3- لمَ لا نعد الضحك من ماهية الإنسان؟

  2. #22

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    ( الفقرة الحادية عشر)
    " الذاتي والعرضي "
    قد علمتَ أن الماهية هي: ما به يكون الشيء نفسه، ولكي نحصل على ماهية الشيء لا بد من معرفة الأوصاف الجوهرية الأساسية التي بها يتحقق الشيء.
    فتلك الأوصاف الجوهرية تسمى بالذاتيات، وبقية الأوصاف غير الذاتية تسمى بالعرَضيات.

    فالذاتي هو: الوصف الأساسي الذي لو فقد فقدت الماهية.
    والعرضي هو: الوصف الثانوي الذي لو فقد لم تفقد الماهية.
    فلا تحقق للماهية بدون الذاتي.

    ولكن يبقى السؤال المهم كيف نفرق بين الوصف الأساسي، وغير الأساسي؟
    وقد أجابوا عن ذلك بأن الذاتي لا يمكن تصور الشيء بدونه.
    والعرضي يمكن تصور الشيء بدونه.

    مثال: الإنسان لا يمكن تصوره إلا بالحيوانية والناطقية فيكونان وصفين ذاتيين.
    فلا يمكن أن نتصوره وهو غير حيوان أي غير جسم حي فحينئذ يكون ماذا هل هو صوت أو رائحة تشم أو لون يقوم بجسم، وكذا لا يمكن تصوره بدون أن يكون مفكرا عاقلا لأنه سينتمي إلى حقيقة وفئة أخرى.

    بينما يمكن تصور الإنسان في الذهن من دون أن يخطر على ذهنك أنه ضاحك، أو منتصب القامة.
    لأن ماهية الإنسان لا تتصور إلا بالذاتي، بينما العرضي لا دخل له في ذلك التصور.
    فمع كون التفكير والضحك لازمين للإنسان لا ينفكان عنه في الواقع الخارجي، إلا أنهم قالوا إن الذهن يفرق بين النطق فيجعله وصفا ذاتيا لا يتعقل الإنسان بدونه، ويجعل الضحك وصفا عرضيا لأنه يتأتى تعقل الإنسان في الذهن بدون تعقل كونه ضاحكا.

    مثال: الأربعة هي وحدات حاصلة من ضم 1+1+1+1.
    فحينئذ لا يتأتى تعقل الأربعة دون تعقل تلك الوحدات المضاف بعضها إلى بعض فتكون ذاتية جوهرية أساسية وبالتالي تكون جزء من ماهية الأربعة.

    بينما يمكن تعقل الأربعة بدون أن يخطر على الذهن أنها زوج.
    فمع كون الأربعة لازمة لزوما ذهنيا وخارجيا للأربعة إلا أنها تعتبر صفة عرضية ثانوية خارجة عن ماهية الأربعة.

    فتلخص من ذلك أن الماهية تضم مجموعة من الذاتيات، فما كان جزء من الماهية فهو ذاتي، وما خرج عن الماهية فهو عرضي.

    ( تعقيب )
    إن التفرقة بين الذاتي والعرضي ليست بالمفيدة لطالب العم في العلوم الشرعية وغيرها، بل عليه أن يركز في استخراج الأوصاف الخاصة بالشيء لكي يحصل له التمييز بينها وبين غيرها من الحقائق.

    أما إشغال الذهن بالتفريق بين الشيء اللازم والذاتي فعقيم فإن القصد هو حصول المعرفة والتمييز بين الأشياء والمصطلحات وهو حاصل بغير هذه التفرقة.
    هذا مع اعتراف حذاق المناطقة بعسر التفرقة بين الذاتي واللازم الذهني الخارجي معا.

    وتعقب كثير من العلماء المناطقة في هذه التفرقة وقالوا:
    إنها لا دليل عليها وليس عندكم مقياس سليم للتفرقة بينهما.

    وما يتصوره بعض الأذهان على أنه ذاتي يمكن أن يتصوره غيره على أنه عرضي، وأدل دليل على ذلك كثرة الاختلافات في التعاريف بل حتى في تعريف الإنسان بأنه حيوان ناطق لم يسلم من اعتراضات المناطقة أنفسهم دع عنك غيرهم.

    ثم إن حقائق الأشياء الخارجية لا تكون تبعا لتصوراتنا الذهنية إن تصورناها كذا، كانت في الواقع كذا بل لها وجود مستقل عن إدراكنا وتصورنا لها.

    وأقوى من تعقبهم في ذلك هو الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.


    ( مناقشات )
    1- في ضوء ما تقدم كيف تفرق بين الذاتي والعرضي عند المناطقة؟
    2- من أين جاء عسر التفرقة بين الذاتي والعرض اللازم عند المناطقة؟
    3- ما هو رأيك في الخلاف الدائر بين مثبتي الذاتيات ونفاتها؟

  3. #23

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    ( الفقرة الثانية عشر )

    ( أنواع الذاتي )

    قد علمتَ أن الذاتي هو الوصف الجوهري للماهية، ولا تتحقق الماهية بدون ذاتياتها، وهذه الذاتيات ثلاثة هي:
    أولا: الجنس.
    ثانيا: الفصل.
    ثالثا: النوع.

    فالجنس هو: جزء الماهية الأعم منها.
    ومعنى كونه أعم من الماهية أنه يصدق عليها وعلى غيرها من الماهيات والحقائق.

    مثال: الحيوان بالنسبة للإنسان.
    هو ذاتي له لا قيام للإنسان بدون الحيوانية.
    والحيوانية كما تحمل على الإنسان تحمل على غيره من الماهيات.

    نقول: الإنسان حيوان، فهنا حملنا الحيوانية على الإنسان.
    ونقول الفرس حيوان، والحمار حيوان، والكلب حيوان وغيرها، فهنا حملنا الحيوانية على غير ماهية الإنسان.
    فالحيوان جنس لأنه يحمل على ماهيات مختلفة كالإنسان والفرس والحمار والكلب والأسد والفيل والنسر والصقر والسمك والتمساح فهو لذلك أعم من الإنسان لأنه كما أن الإنسان جسم نام حساس متحرك بالإرادة، فكذلك بقية الحيوانات.

    مثال: المعدن بالنسبة للذهب.
    هو ذاتي له لا قيام للذهب بدون المعدنية.
    والمعدنية كما تحمل على الذهب تحمل على غيره من بقية المعادن.

    نقول: الذهب معدن، فهنا حملنا المعدنية على الذهب.
    ونقول: الفضة معدن، والرصاص معدن، والحديد معدن وغيرها، فهنا حملنا المعدنية على غير ماهية الذهب.
    فالمعدن جنس لأنه يحمل على ماهيات مختلفة كالذهب والفضة والرصاص والحديد والنحاس فهو لذلك أعم من الذهب.

    مثال: النبات بالنسبة للقمح. هو ذاتي له لا قيام للقمح بدون النباتية. والنباتية كما تحمل على القمح تحمل على غيره.

    نقول: القمح نبات، فهنا حملنا النباتية على القمح.
    ونقول: الشعير نبات، والرز نبات، والبرسيم نبات، والذرة نبات، فهنا حملنا النباتية على غر ماهية القمح.
    فالنبات جنس لأنه يحمل على ماهيات مختلفة كالقمح والشعير والرز والبرسيم والذرة فهو لذلك أعم من القمح.

    وأما الفصل فهو: جزء الماهية الخاص بها.
    ومعنى كونه خاصا بها أنه لا يصدق إلا عليها، فلا توجد ماهيات أخرى تتصف بهذا الفصل.

    مثال: الناطق بالنسبة للإنسان.
    هو ذاتي له لا قيام للإنسان بدون الناطقية.

    والناطقية مختصة بالإنسان فلا يشترك معه فيها بقية الماهيات التي تشترك معه بالجنس.
    أي أن الإنسان والفرس والأسد ونحوها تشترك مع الإنسان في الجنس الذي هو الحيوان ولا تشارك الإنسان في الناطق فهو قد انفرد عنها بالناطقية فلذا سمي فصلا لأنه يفصل كل ماهية عن الأخرى.

    مثال: الصاهل بالنسبة للفرس.
    هو ذاتي له لا قيام للفرس بدون الصاهلية.

    والصاهلية مختصة بالفرس فلا يشترك معه فيها بقية الحيوانات التي تشترك معه بالجنس.

    مثال: المسكر بالنسبة للخمر.
    هو ذاتي له لا قيام للخمر بدون الإسكار.
    والإسكار مختص بالخمر فلا يشترك معه فيها بقية الأشربة كالماء واللبن والخل والعسل التي تشترك معه بالجنس الذي هو الشراب.


    وأما النوع فهو: تمام الماهية.
    فهو مجموع الذاتيات الجنس والفصل.

    مثال: الإنسان هو نوع لأن ماهية الإنسان هي حيوان ناطق، أي أن الماهية تتم بهذين الوصفين فإذا وجدا وجد النوع الإنساني.

    مثال: الفرس هو نوع لأن ماهية الفرس هي حيوان صاهل، أي أن الماهية تتم بهذين الوصفين فإذا وجدا وجد النوع الفرسي.

    مثال: الخمر هي نوع لأن ماهيتها هي شراب مسكر، أي أن الماهية تتم بهذين الوصفين فإذا وجدا وجد نوع هو الخمر.

    ثم إن النوع يشتمل على الأفراد.
    فالجنس تحته النوع وتحت النوع الفرد.

    مثال: الحيوان جنس، والإنسان نوع، وزيد وعمرو وهند أفراد للإنسان.
    مثال: الحيوان جنس، والفرس نوع، وهذا الفرس وتلك الفرس أفراد. مثال: المعدن جنس، والذهب نوع، وهذا الذهب أو ذاك أفراد. مثال: النبات جنس، والقمح نوع، وهذا القمح أو ذاك أفراد.
    مثال: الشراب جنس، والعسل نوع، وهذا العسل أو ذاك أفراد.
    وعليه فقس.

    وهنا سؤال وهو: أن الجنس يشتمل على كثرة، والنوع أيضا يشتمل على كثرة فكيف نميز بينهما؟
    مثال: الحيوان يشتمل على الإنسان والفرس والأسد ونحوه، والإنسان يشتمل على زيد وعمرو وهند ونحوهم.

    والجواب: إن الجنس تحته كثرة مختلفة في الماهية والحقيقة، والنوع تحته أفراد متفقة في الماهية والحقيقة.
    مثال: الحيوان تحته الإنسان والفرس والأسد وكلها مختلفة في الحقيقية، إذْ أن الإنسان: حيوان ناطق، والفرس حيوان صاهل، والأسد حيوان زائر.

    فالاختلاف في الفصل يعني الاختلاف في الحقيقة.

    أما النوع مثل الإنسان فيوجد تحته كثرة متفقة في الحقيقة فزيد وعمرو وهند كلهم حيوانات ناطقة فلا يختلفون في الماهية والذاتيات وإنما يختلفون في العرضيات ككون فلانا ذكرا والآخر أنثى وذاك ولد في عام كذا وذاك عربي وهذا فارسي ونحو ذلك.

    ( مناقشات )

    1- في ضوء ما تقدم كيف تفرق بين الجنس والفصل والنوع؟
    2- كيف نميّز بين الأشياء المشتركة في الماهية والأشياء المختلفة فيها؟
    3- لماذا لم يجعل الذكر والأنثى أنواعا للإنسان ؟

    ( تمارين )

    رتب الأجناس والأنواع والأفراد فيما يأتي:
    1- ( الصلاة- الصوم- العبادة هذه الصلاة - الحج - هذا الصوم العبادة- هذا الحج ).
    2- ( الاسم اللفظة المفردة- ضرب- الأداة- شجرة- الكلمة- في ).

  4. #24

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    ( الفقرة الثالثة عشر )

    ( أقسام الجنس والفصل )

    قد علمتَ أن الذاتي ثلاثة أنواع: جنس وفصل ونوع، وأن الجنس هو جزء الماهية الأعم منها ثم إن الجنس والفصل قسمان:
    1- قريب.
    2- بعيد.

    فالجنس القريب هو: ما تحته نوع.

    والجنس البعيد هو: ما تحته جنس آخر.


    مثال: الحيوان تحته أنواع هي الإنسان والفرس والأسد ونحوه، وتحت هذه الأنواع أفرادها فهنا الحيوان يسمى جنسا قريبا، لأنه أقرب جنس للإنسان وبقية الحيوانات.

    مثال: الجسم النامي هو جنس تحته أجناس هي الحيوان والنبات فكلاهما أجسام حية نامية ولهذا نقول في تعريف الحيوان جسم نام حساس متحرك بالإرادة، فالحساس والمتحرك بالإرادة يفصلان الحيوان عن النبات لأنه ليس حساسا ولا يتحرك بالإرادة.

    فيكون الجسم النامي جنسا بعيدا للإنسان ولبقية الحيوانات، وهنا ما تحت الجسم النامي أجناس وليست أنواعا، لأن الحيوان يحتوي على كثرة مختلفة في الماهية وكذا النبات.

    وبعبارة أخرى إن الجنس القريب هو أقرب الأجناس إلى النوع، وما فوق هذا الجنس يسمى جنسا بعيدا لأن النوع كالإنسان يتحقق وتتقوم ذاته بالحيوان والناطق، والحيوان تتقوم ذاته بالجسم النامي وما يدخل في ماهية الجنس يدخل في ماهية النوع بلا شك.

    وللتقريب نشبه ذلك بالإنسان وأبيه وجده، فالأب كالجنس القريب لابنه لأنه أصل له والجد هو أيضا جنس للحفيد ولكنه جنس بعيد، وجد الجد كذلك وما فوقه كذلك هم كالأجناس البعيدة.

    مثال: الجسم هو جنس تحته أجناس هي الجسم النامي، والجسم غير النامي كالجمادات مثل الحجر والخشب والمعادن فكلها أجسام ولكنها أجسام غير نامية إذْ هي جماد.
    فحينئذ يكون الجسم جنسا بعيدا للإنسان وبقية الحيوانات ولكنه أبعد من الجسم النامي.

    فترتيب الأجناس هكذا:
    جسم ...... جسم نام ...... حيوان ..... إنسان
    جنس بعيد - جنس بعيد - جنس قريب - نوع.

    والجنس البعيد يكون ذاتيا للنوع أي يكون الجسم ذاتيا للإنسان.

    مثال: الصوت جنس تحته أجناس وهي اللفظ والصوت الخالي من الأحرف، ثم اللفظ يكون جنسا أيضا وتحته أجناس هي المستعمل والمهمل ثم اللفظ المستعمل المفرد والمركب، ثم المفرد جنس تحته ثلاثة أنواع هي الاسم والفعل والحرف وتحت هذه أمثلتها.

    فترتيب الأجناس هكذا:
    الصوت ...... اللفظ .... المستعمل ... اللفظ المفرد .. الاسم.
    جنس بعيد - جنس بعيد - جنس بعيد - جنس قريب - نوع.
    والجنس البعيد يكون ذاتيا للنوع أي يكون الصوت ذاتيا للاسم.

    وأما الفصل القريب فهو: فصل النوع.
    والفصل البعيد هو: فصل الجنس الذي فوقه.

    مثال: الإنسان نوع وماهيته هي حيوان ناطق، فالحيوان جنس قريب له، والناطق فصل قريب لأنه فصله عن بقية الأنواع التي تشاركه في الحيوانية كالفرس والأسد.

    مثال: الحيوان جنس وماهيته هي جسم نام حساس متحرك بالإرادة، فالجسم النامي جنس له والحساس المتحرك بالإرادة فصل للحيوان فصله عن النبات التي تشاركه في الجنس الذي هو الجسم النامي.

    وحينئذ يكون الحساس المتحرك بالإرادة فصلا بعيدا للإنسان يفصله عن النبات ولا يفصله عن أنواع الحيوانات.

    والفصل البعيد يكون ذاتيا للنوع أي يكون الحساس المتحرك بالإرادة ذاتيا للإنسان.

    ولهذا لو أردنا أن نختصر قلنا الإنسان حيوان ناطق. ولو أردنا أن نفصل بحيث نذكر جميع ذاتيات الإنسان نقول هو جسم نام حساس متحرك بالإرادة ناطق، فهذه جميع ذاتياته.

    مثال: الجسم منه نام وهو النبات والحيوان وغير نام من الجمادات.
    فحينئذ يكون النامي فصلا للنبات والحيوان عن الجمادات.
    وهو فصل بعيد للإنسان يفصله عن الجمادات.

    مثال: الاسم نوع وماهيته هي كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمن, مثل رجل.
    فالكلمة جنس الاسم ودلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمن فصل له يفصله عن الفعل والحرف، وهذا فصل قريب.

    مثال: اللفظ المستعمل المفرد الذي يسمى في النحو بالكلمة هو جنس تحته أنواع هي الاسم والفعل والحرف، فجنس الكلمة اللفظ المستعمل وفصلها هو المفرد.
    فحينئذ يكون المفرد فصلا بعيدا للاسم يفصله عن المركب.
    وعليه فقس.

    تنبيه: ذكرنا أن النوع هو الذي تحته كثرة متفقة في الحقيقة مثل الإنسان فتحته زيد وهند وهم متفقون في الحقيقة التي هي الحيوان الناطق، ويختلفان في العرضيات التي هي الذكورة والأنوثة فهذا يسمى بالنوع الحقيقي.

    وهنالك مصطلح آخر وهو النوع الإضافي وهو الجنس إذا قسناه إلى ما فوقه.
    مثال: الحيوان جنس للإنسان والفرس وهو نوع للجسم النامي.
    مثال: الجسم النامي هو جنس للحيوان والنبات، وهو نوع بالإضافة إلى ما فوقه وهو الجسم.
    مثال: اللفظ هو جنس للمستعمل والمهمل، وهو نوع بالإضافة إلى الصوت، وهكذا.

    ( مناقشات )

    1- في ضوء ما تقدم كيف تميز بين الجنس القريب والجنس البعيد ؟
    2- ما الفرق بين الفصل القريب والفصل البعيد؟
    3- ما علاقة الجنس البعيد والفصل البعيد للنوع؟

    ( تمارين )


    ميز بين الذاتي والعرضي مع ترتيب الأجناس والفصول من القريب إلى البعيد فيما يلي:
    ( الخمر جسم مائع مضر بالصحة مسكر شراب محرم شرعا فيه تبذير للمال ).

  5. #25

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    قد استشكل الإخوة الدرس السابق فرأيت أن أعيد صياغته مع تقسيمه.

  6. #26

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    ( الفقرة الثالثة عشر )
    ( أقسام الجنس والفصل )
    قد علمتَ أن الذاتي ثلاثة أنواع: جنس وفصل ونوع، وأن الجنس هو جزء الماهية الأعم منها وأن الفصل هو جزء الماهية المختص بها، وأن النوع هو تمام ماهية أفراده، كالإنسان فإن أفراده كزيد وعمرو تمام وكمال ماهيتهم وحقيقتهم هو الحيوان الناطق، وجزء ماهيتهم الأعم الذي يتحقق مع غيرهم هو الجنس، وجزء ماهيتهم المختص بهم هو الناطق.

    ثم إن الجنس قسمان:
    1- قريب.
    2- بعيد.

    فالجنس القريب هو: ما لا جنس تحته.
    والجنس البعيد هو: ما تحته جنس آخر.

    مثال: الحيوان تحته أنواع لا أجناس هي الإنسان والفرس والأسد ونحوه، وتحت هذه الأنواع أفرادها فهنا الحيوان يسمى جنسا قريبا، لأنه أقرب جنس للإنسان وكذا بقية الحيوانات.

    فإن قيل وكيف نعرف أن ما تحته أنواع وليست أجناسا؟
    قلنا: من خلال مبحث الذاتي والعرضي.
    فهنا ننظر إلى أفراد الإنسان فنجد أنها لا تختلف في ذاتي بل بالعرضيات كالطول والعرض والعمر والوزن والشكل والذكورة والأنوثة ونحو ذلك مما لا يعد ذاتيا للأفراد.
    فكلها متساوية في الحيوانية والناطقية ولا يوجد ذاتي آخر لها، فنعلم أن الإنسان نوع لأن النوع هو تمام حقيقة أفراده فلا يوجد ذاتي غيره وتكون ما تحته من الأفراد مختلفة في العرضيات فقط.

    وهنا سؤال وهو قد علمنا أن الحيوان جنس، فما الذي فوق الحيوان؟
    الجواب: الذي فوقه هو الجسم النامي فهو أعم من الحيوان بدليل أنه يشمله ويشمل النبات فهي أجسام نامية أيضا تضع بذرة في الأرض فتصير شجرة بإذن الله.

    فهنا لو قسنا الجسم النامي بالنسبة للنوع كالإنسان لوجدناه لا يتصل به مباشره بل بواسطة الحيوان فلذا نعد الجسم النامي جنسا قريبا للحيوان، ولكنه جنس بعيد للإنسان.

    فصارت النتيجة هكذا:
    جسم نام......... حيوان....... إنسان.
    جنس بعيد للإنسان - جنس قريب له

    وللتقريب نشبه ذلك بالإنسان وأبيه وأجداده، فالأب كالجنس القريب لابنه لأنه أصل له والجد هو أيضا جنس للحفيد ولكنه جنس بعيد، وجد الجد كذلك وما فوقه كذلك هم كالأجناس البعيدة وبعضهم أبعد من الآخر.

    وهنا نقف ونحلل النتائج التي حصلنا عليها وهي:
    أولا: إننا نستدل على كون الشيء جنسا قريبا بأمرين:
    1- يتصل مباشرة بالشيء أي يكون هو أقرب له من غيره.
    2- لا يصح تسمية ما تحته جنسا إطلاقا، كما بيناه من قبل من أن الإنسان ليس تحته إلا كثرة متفقة في الماهية والذاتيات.

    ثانيا: إننا نستدل على كون الشيء جنسا بعيدا بأمرين:
    1- لا يتصل مباشرة بالشيء بل من خلال واسطة.
    2- يصح تسمية ما تحته جنسا، لأن الحيوان الذي هو تحت الجسم النامي جنس في نفسه لاشتماله على كثرة مختلفة في الماهية.

    وهنا سؤال وهو قد علمنا أن الجسم النامي جنس، فما الذي فوق الجسم النامي؟
    الجواب: هو الجسم المطلق، أي الذي لم يقيد بالنامي ولا بغير النامي.

    فالجسم هو جنس تحته أجناس هي الجسم النامي، والجسم غير النامي كالجمادات مثل الحجر والخشب والمعادن فكلها أجسام ولكنها أجسام غير نامية إذْ هي جمادات.
    فحينئذ يكون الجسم جنسا قريبا للجسم النامي، وجنسا بعيدا للحيوان، وجنسا بعيدا للإنسان أيضا.
    ونلاحظ أن الجسم أبعد منه الحيوان برتبة واحدة، وأبعد من الإنسان برتبتين لأنه بينه وبين الإنسان الجسم النامي ثم الحيوان.

    فصارت النتيجة هكذا:
    الجسم... جسم نام... حيوان... إنسان.
    جنس بعيد- جنس بعيد - جنس قريب


    فتلخص أن كل جنس هو قريب لما يليه مباشره وهو بعيد للذي لا يليه مباشرة.
    وكل جنس بعيد يكون ذاتيا للنوع أي يكون الجسم والجسم النامي ذاتيا للإنسان مثلما أن الحيوان ذاتي له.

    مثال: الصوت جنس تحته أجناس وهي اللفظ والصوت الخالي من الأحرف، ثم اللفظ يكون جنسا أيضا وتحته أجناس هي المستعمل والمهمل ثم اللفظ المستعمل المفرد والمركب، ثم المفرد جنس تحته ثلاثة أنواع هي الاسم والفعل والحرف وتحت هذه أمثلتها وأفرادها.

    فترتيب الأجناس هكذا:
    الصوت ... اللفظ ... المستعمل ... اللفظ المفرد ... الاسم.
    جنس بعيد - جنس بعيد - جنس بعيد - جنس قريب - نوع.

    والجنس البعيد يكون ذاتيا للنوع أي يكون الصوت ومطلق اللفظ واللفظ المستعمل ذاتيا للاسم مثلما أن المفرد ذاتي له.

    مثال: الماء نوع تحته أفراد هي ماء السماء و البحر والنهر والبئر والعين والثلج والبرد، وهذه تختلف بالأعراض كالحلو والمالح وكونه يخرج من بئر أو ينبع من الأرض ونحو ذلك.
    وفوق الماء السائل لأنه جنس تحته أنواع كالماء والحليب والنفط.
    وفوق السائل الجسم لأن منه سائل ومنه صلب كالحجر.
    فيكون الجسم جنسا قريبا للسائل وجنسا بعيدا للماء، والسائل جنس قريب للماء.

    فترتيب الأجناس هكذا:
    الجسم ... السائل ... الماء
    جنس بعيد - جنس قريب - نوع .

    تنبيه: ذكرنا أن النوع هو الذي تحته كثرة متفقة في الحقيقة مثل الإنسان تحته زيد وهند وهم متفقون في الحقيقة التي هي الحيوان الناطق، ويختلفان في العرضيات التي هي الذكورة والأنوثة
    فهذا يسمى بالنوع الحقيقي.

    وهنالك مصطلح آخر وهو النوع الإضافي وهو ما قيس إلى ما فوقه.
    مثال: الحيوان جنس للإنسان والفرس وهو نوع للجسم النامي.
    مثال: الجسم النامي هو جنس للحيوان والنبات، وهو نوع بالإضافة إلى ما فوقه وهو الجسم.
    مثال: اللفظ هو جنس للمستعمل والمهمل، وهو نوع بالإضافة إلى الصوت، وهكذا.

    ( مناقشات )
    1- في ضوء ما تقدم كيف تميّز بين الجنس القريب والجنس البعيد ؟
    2- ما الفرق بين النوع الحقيقي والإضافي ؟
    3- ما علاقة الجنس البعيد بالنوع الحقيقي؟

    ( تمارين )

    رتب ما يلي من الجنس البعيد نزولا إلى النوع الحقيقي:
    1- ( الرز - الجسم- النبات - الجسم النامي ).
    2- ( اللون- صفة محسوسة- البياض- الصفة ).
    3- ( الإدراك- صفة نفسانية - التصور- الصفة )
    4- ( العبادة- التيمم - الطهارة- الدين ).


  7. #27

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    ( الفقرة الرابعة عشر )
    ( أقسام الفصل )
    قد علمتَ أن الجنس ينقسم إلى قريب وبعيد، فالجنس القريب: ما لا جنس تحته، والجنس البعيد ما تحته جنس.
    وكذلك الفصل ينقسم إلى قريب وبعيد.

    فالفصل القريب هو: ما يميّز الشيء عما يشاركه في جنسه القريب.
    والفصل البعيد هو: ما يميّز الشيء عما يشاركه في جنسه البعيد.

    مثال: الإنسان جنسه القريب عليه هو الحيوان، والفرس والأسد والفيل ونحوها تشترك مع الإنسان في الحيوانية، والشيء الذي يميز الإنسان عنها هو الناطق.
    فهذا يسمى فصلا قريبا؛ لأنه فصل الإنسان عن بقية الأنواع التي تشترك معه في الجنس القريب الذي هو الحيوان.

    مثال: الإنسان جنسه البعيد عليه هو الجسم النامي، والنباتات تشترك مع الإنسان في الجسم النامي، والشيء الذي يميّز الإنسان عنها هو الحساس؛ لأن النباتات غير حساسة.
    فهذا يسمى فصلا بعيدا؛ لأنه فصل الإنسان عما يشاركه في جنسه البعيد الذي هو الجسم النامي.

    مثال: المفرد جنسه القريب اللفظ المستعمل، والمركب يشترك معه في اللفظ المستعمل والشيء الذي يميز المفرد عن المركب هو أن لا يدل جزئه على جزء معناه.
    فهذا يسمى فصلا قريبا لأنه فصل المفرد عن المركب الذي يشترك معه في الجنس القريب الذي هو اللفظ المستعمل.

    مثال: المفرد جنسه البعيد عليه هو اللفظ، والألفاظ المهملة تشترك مع المفرد في اللفظية والشيء الذي يميز المفرد عنها هو الاستعمال لأن الألفاظ المهملة غير مستعملة مثل ديز.
    فهذا يسمى فصلا بعيدا؛ لأنه فصل المفرد عما يشاركه في جنسه البعيد الذي هو اللفظ.

    مثال: التيمم جنسه القريب الطهارة، والوضوء والغسل يشتركان معه في الطهارة والشيء الذي يميز التيمم عنهما هو أنها ترابية أي تحصل باستعمال التراب.
    فهذا يسمى فصلا قريبا؛ لأنه فصل التيمم عما يشاركه في جنسه القريب الذي هو الطهارة.

    مثال: التيمم جنسه البعيد العبادة، والصلاة والزكاة والصوم والحج تشاركه في العبادة والشيء الذي يميز التيمم عنها هو زوال المنع المترتب على الحدث والنجس ، فهذا هو ما يفصل التيمم عن تلك العبادات.
    فهذا يسمى فصلا بعيدا؛ لأنه فصل التيمم عما يشاركه في جنسه البعيد الذي هو العبادة.

    وإذا أردنا أن نستخلص ما يميز الفصل القريب عن الفصل البعيد نجد الآتي:
    أولا: الفصل القريب هو الفصل الذي يميزه عن كل مشاركاته في الجنس، بينما الفصل البعيد لا يميزه عن كل مشاركاته بل عن بعضها.
    كالناطق فإنه يميز الإنسان تماما عن كل ما يشاركه، بينما الحساس لا يميز الإنسان عن الفرس والأسد بل يميزه عن النبات، أي هو يميز عن البعض بينما القريب يميز عن الكل.

    ثانيا: الفصل القريب يكون أقرب فصل إلى الشيء ولهذا يميزه تماما ، بينما الفصل البعيد هنالك ما هو أقرب منه للشيء ولذا لا يميزه تماما.

    بقي أن ننبه إلى أن الفصول البعيدة هي داخلة في ذات النوع الحقيقي وتعتبر من ذاتياته.
    كالنامي والحساس فهما ذاتيان للإنسان مثلما أن الناطق ذاتي له.

    ( مناقشات )
    1- في ضوء ما تقدّم كيف تميز بين الفصل القريب والبعيد؟
    2- ما الفرق بين الجسم وبين النامي وبين الجسم النامي ؟
    3- ما علاقة الفصول البعيدة بالنوع الحقيقي؟

    ( تمارين )
    عيّن الفصل القريب والبعيد فيما يأتي:
    1- للفرس ( نام حساس متحرك بالإرادة- صاهل ).
    2- للخمر ( سائل- مسكر).
    3- للصلاة ( تفتح بالتكبير وتختتم بالتسليم- فيها غاية الخضوع ).

  8. #28

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    ( الفقرة الخامسة عشر )

    ( أقسام العرضي )

    قد علمتَ أن الكلي ينقسم إلى: ذاتي وعرضي، والذاتي: ما ليس خارجا عن الماهية، فيشمل نفس الماهية بتمامها وهو النوع كالإنسان، وجزء الماهية العام وهو الجنس، وجزء الماهية الخاص وهو الفصل، والعرضي: ما كان خارجا عن الماهية.

    ثم إن العرضي قسمان:
    خاصة.
    وعرض عام
    .

    فالخاصة هي: العرضي المحمول على حقيقة واحدة.
    والعرض العام هو: العرضي المحمول على حقائق مختلفة.

    مثال: الإنسان ضاحك. فالضاحك خارج عن ماهية الإنسان التي هي الحيوان الناطق، ولكنه مختص بالإنسان فلا شيء من الحيوانات بضاحك سواه فهذا خاصة.
    بعبارة أخرى إن الإنسان موضوع، وضاحك محمول، وهذا المحمول مختص بذلك الموضوع فلا نقول الفرس ضاحك، أو الأسد ضاحك ونحوه.

    مثال: الإنسان ماشٍ. فالماشي خارج عن ماهية الإنسان، وهو أيضا غير مختص به بل يحمل على حقائق أخرى أيضا تقول: الفرس ماش، والأسد ماش، ونحو ذلك فهذا عرض عام.

    مثال: الاسم يقبل الألف واللام. فقبول الألف واللام خارج عن ماهية الاسم وهو محمول عليه ومختص به فيكون خاصة.

    مثال: الاسم مرفوع.
    فالمرفوع خارج عن حقيقة الاسم وهو محمول عليه ولا يختص به لأنه قد يحمل على غير الاسم تقول: الفعل مرفوع، فيكون عرض عام.

    مثال: الصلاة يجب فيها استقبال القبلة.
    فوجوب استقبال القبلة خارج عن ماهية الصلاة وهو محمول عليها ويختص بها لأنه لا يجب استقبال القبلة إلا في الصلاة فيكون من خواص الصلاة.

    مثال: الصلاة يجب فيها الوضوء.
    فوجوب الوضوء خارج عن ماهية الصلاة وهو محمول عليها، ولا يختص بها لأنه يجب الوضوء في غيرها كالطواف بالكعبة، تقول: الطواف يجب فيه الوضوء، فيكون عرض عاما.

    ثم إن المحمول الواحد قد يكون خاصة بالنظر إلى موضوع وعرضا عاما بالنظر إلى موضوع آخر.

    مثال: الحيوان ماش. فالماشي محمول على الحيوان ومختص به فيكون خاصة.
    وهو بالنظر إلى الإنسان عرض عام لأنه يحمل عليه وعلى غيره.

    مثال: الكلمة مرفوعة. فالمرفوعة محمولة على الكلمة ومختصة بها إذ لا يرفع بالمعنى النحوي سوى الكلمات فتكون خاصة. وهي بالنظر إلى الاسم عرض عام لأنه تحمل عليه وعلى غيره وهو الفعل. وعليه فقس.

    ( مناقشات )

    1- في ضوء ما تقدم كيف تفرق بين الخاصة والعرض العام؟
    2- ما وجه التشابه والتمايز بين الجنس والعرض العام، والفصل والخاصة؟
    3- كيف يعد التنفس خاصة مع أنه عرض عام للإنسان؟

    ( تمارين )

    ميّز بين الخاصة والعرض العام فيما يأتي مع وضعها في مثال:
    ( التدين للإنسان- قبول لم للمضارع- الشهوة للحيوان- الحبل للأنثى- العطش للنبات ).

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    3

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    ( مناقشات )


    1- في ضوء ما تقدم كيف تفرق بين الخاصة والعرض العام؟
    الخاصة هي العرض المحمول على حقيقه واحده مثل الضحك للانسان
    والعرض العام هو العرض المحمول على حقائق مختلفه مثل المشي فيحمل على الانسان والفرس وغيرهما
    2- ما وجه التشابه والتمايز بين الجنس والعرض العام، والفصل والخاصة؟
    وجه الشبه بين الجنس والعرض العام انهما يحملان على حقائق مختلفه ووجه التمايز ان الجنس داخل في الماهيه والعرض العام خارج الماهية
    واما الفصل والخاصه فوجه الشبه ان كليهما يحملان على حقيقة واحدة خاصة بالنوع لا يشاركه فيها غيره ووجه التمايز ان الفصل داخل في الماهية والخاصة خارجة عن الماهيه

    3- كيف يعد التنفس خاصة مع أنه عرض عام للإنسان؟
    يعد خاصة للحيوان وللانسان عرض عام



    ( تمارين )



    ميّز بين الخاصة والعرض العام فيما يأتي مع وضعها في مثال:
    ( التدين للإنسان- قبول لم للمضارع- الشهوة للحيوان- الحبل للأنثى- العطش للنبات ).
    التدين خاصة للانسان
    قبول لم خاصة للفعل المضارع
    العطش عرض عام للنبات
    الشهوة خاصة للحيوان
    الحبل خاصة للانثى
    جزاكم الله عنا خير الجزاء واسكننا واياكم الفردوس الاعلى

  10. #30

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    جواب موفق
    جزاك الله خيرا.

  11. #31

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    ( الفقرة السادسة عشر )
    ( أقسام الخاصة والعرض العام )
    قد علمتَ أن العرضي وهو ما كان خارجا عن الماهية ينقسم إلى قسمين: خاصة وعرض عام ثم إن كلا منهما ينقسم إلى قسمين:
    1- لازم.
    2- مفارق.

    فاللازم هو: ما لا ينفك عن الشيء.
    والمفارق هو: ما ينفك عن الشيء.

    فنحصل على أربعة أقسام حاصلة من ضرب 2 ( الخاصة والعرض العام ) × 2 ( اللازم والمفارق ) وهي:
    1- خاصة لازمة.
    2- خاصة مفارقة.
    3- عرض عام لازم.
    4- عرض عام مفارق.

    مثال: الإنسان ضاحك.
    فهنا الضاحك خاصة الإنسان فلا يحمل على غيره، وهو لازم له في كل الأوقات، إذْ أننا نقصد بالضاحك هو الضاحك بالقوة لا بالفعل.

    فالقوة هي: إمكان حصول الشيء.
    والفعل هو: حصول الشيء واقعا.
    كالضحك بالقوة فإنه لازم للإنسان في كل وقت أي للإنسان قابلية الضحك وإن لم يضحك الآن، بخلاف بقية الحيوانات فهي لا تضحك.
    أما الضحك بالفعل فهو أن يصدر منه الضحك ويتحقق في وقت من الأوقات.

    مثال: الإنسان ضاحك بالفعل.
    فالضاحك خاصة بالإنسان ولكنه قيد بالفعل فيكون عرضا مفارقا، لأنه لا يضحك الإنسان دائما في كل الأوقات، فهذا مثال الخاصة المفارقة.

    مثال: الإنسان ماش بالقوة.
    فهذا عرض عام لأنه يحمل على غير الإنسان تقول: الفرس ماش بالقوة.
    وهو عرض عام لازم للإنسان وغيره في كل الأوقات لأنه دائما يكون الإنسان له قابلية وقوة على المشي ولا يضر عروض الموانع كالشلل- نسأل الله العافية- بخلاف النبات مثلا فهو ليس له قوة المشي.

    مثال: الإنسان ماش بالفعل.
    فهذا عرض عام مفارق، لأنه قد ينفك المشي عن الإنسان بالفعل كأن يجلس أو ينام فهو ليس ماش دائما في كل وقت من يوم ولد إلى أن يموت كما هو واضح.

    مثال: الإنسان كاتب بالقوة.
    فهذا خاصة من خواص الإنسان وهي خاصة لازمة، لأن الإنسان يقبل التعلم الراقي وصنعة الكتابة بخلاف بقية الحيوانات لأنه ناطق.

    مثال: الإنسان كاتب بالفعل.
    فهذا خاصة بالإنسان، ولكنها خاصة مفارقة لأنه ليس كل إنسان كاتبا بالفعل بل إن كثير من الناس أمي لا يجيد القراءة والكتابة وإن كان قابلا لها.

    مثال: الإنسان خائف بالقوة.
    فهذا عرض عام لأنه يحمل على غير الإنسان تقول الفرس خائف، وهو عرض عام لازم لأن قابلية وقوة الخوف لا تنفك عن الإنسان.

    مثال: الإنسان خائف بالفعل.
    فهذا عرض عام مفارق لأنه ليس في كل وقت يكون الإنسان خائفا بل قد يأمن في وقت ما.

    مثال: الإنسان خجل بالقوة.
    فهذا خاصة بالإنسان فلا يخجل غيره من الحيوانات، وهو خاصة لازمة لأن قوة وقابلية الخجل ملازمة للإنسان لا تنفك عنه.

    مثال: الإنسان خجل بالفعل.
    فهذا خاصة مفارقة لأن الخجل ينفك عنه.

    مثال: الإنسان نائم بالقوة.
    فهذا عرض عام لأنه يحمل على غير الإنسان تقول الفرس نائم، وهو عرض عام لازم لأن الإنسان قابل للنوم وله قوة عليه في كل وقت، بخلاف الحجر مثلا فلا يقال هو نائم.

    مثال: الإنسان نائم بالفعل.
    فهذا عرض عام مفارق كما هو واضح.
    وعليه فقس.

    ( مناقشات )
    1- في ضوء ما تقدم كيف تفرق بين العرض اللازم والعرض المفارق؟
    2- كيف يكون العرض العام لازما مع أنه يحمل على حقائق متعددة؟
    3- ما الفرق بين أن يكون الشيء له قوة على الشيء، وبين أن يكون الشيء لا قوة له عليه وضح ذلك ؟

    ( تمارين )
    صنف ما يلي بحسب كونه خاصة أو عرضا عاما لازما أو مفارقا:
    ( التنفس بالفعل للإنسان- الشاعرية بالقوة للإنسان- الشباب للإنسان- التتمر للرطب- الزوجية للأربعة- الحرارة للنار- الذوبان بالفعل للثلج- الاستغفار للمذنب- الإسلام بالقوة للكافر ).


  12. #32

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    اخي صفاء الدين وفقك الله للخير تبادر في ذهني عند قرائتي لبعض الفقرات ان مسائل هذا العلم مما يسهل ادراكه عند كثرة الاحتكاك مع مسائل العلوم دون الحاجة للعكوف على دراستها، فربما كان الاولى استغلال الوقت في دراسة السنة . وهذا الامر عرضته بناء على تجربتي الخاصة ، فعند دراستي للمنطق الرياضي لم اكن اهتم كثيرا لمسائله ولم اتمكن من ضبطها كلها لكني لاحظت ان مع مرور الوقت اصبحت لدي ملكة في التعامل مع المسائل الرياضية دون دراسة مسبقة لعلم المنطق
    اخي صفاء الدين اريد فقط بارك الله فيك ان تفيدني فانتم اهل التخصص ولا تعتبر هذا التعليق تشغيبا على موضوعك انما هو اشكال يعرض لي اريد حله اسال الله انيبارك لك في علمك

  13. #33

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو ياسر السوسي مشاهدة المشاركة
    اخي صفاء الدين وفقك الله للخير تبادر في ذهني عند قرائتي لبعض الفقرات ان مسائل هذا العلم مما يسهل ادراكه عند كثرة الاحتكاك مع مسائل العلوم دون الحاجة للعكوف على دراستها، فربما كان الاولى استغلال الوقت في دراسة السنة . وهذا الامر عرضته بناء على تجربتي الخاصة ، فعند دراستي للمنطق الرياضي لم اكن اهتم كثيرا لمسائله ولم اتمكن من ضبطها كلها لكني لاحظت ان مع مرور الوقت اصبحت لدي ملكة في التعامل مع المسائل الرياضية دون دراسة مسبقة لعلم المنطق
    اخي صفاء الدين اريد فقط بارك الله فيك ان تفيدني فانتم اهل التخصص ولا تعتبر هذا التعليق تشغيبا على موضوعك انما هو اشكال يعرض لي اريد حله اسال الله انيبارك لك في علمك
    آمين جزاك الله خيرا.
    بالنسبة لسؤالك فربما تكون قد اطلعت على مسائل من هذا العلم في علوم أخرى فشعرت بالاستغناء عنه مع أن تلك المسائل مستوردة من هذا العلم.
    كأن تكون اطلعت على بعض كتب الأصول التي تحوي المقدمات المنطقية.
    على كل حال نحن لا زلنا في البداية فحسب وأنت لم تقرأ إلا بعض فقرات من البداية فليتك تكمل معنا إلى النهاية ثم نعرف رأيك فيما درست.
    مع التقدير.

  14. #34

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    ( الفقرة السابعة عشر )
    ( أدوات السؤال عند المناطقة )
    قد علمتَ أن الكليات خمس: ( الجنس والفصل والنوع والخاصة والعرض العام ) والثلاثة الأولى منها ذاتيات، والاثنتان الأخيرتان عرضيات.
    وقد اختاروا ألفاظا جعلوها أدوات للسؤال عن الكليات الخمس وغيرها فمتى ما استخدم السائل صيغة منها علم السامع أنه يستفهم عن شيء معين.

    وهذه الأدوات هي: ( ما، وأي ).
    فـ ( ما ) يستفهم بها عن واحد مما يلي:

    1- الماهية.
    مثال: ما الإنسان؟ فيقال هو: حيوان ناطق، ويقال ما الصلاة ؟ فيقال: عبادة ذات أقول وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم.
    فهنا استفهمنا عن ماهية الإنسان والصلاة.

    2- النوع.
    مثال: ما زيد وعمرو وبكر ؟ فيقال: إنسان.
    فهنا سألنا بها عن متعدد متفق الحقيقة فيكون الجواب بالنوع.

    3- الجنس.
    مثال: ما الإنسان والفرس والأسد؟ فيقال: حيوان.
    فهنا سألنا عن متعدد مختلف بالحقيقة فيكون الجواب بالجنس.

    و ( أي ) يستفهم بها عن واحد مما يلي:
    1- الفصل.
    مثال: أي شيء هو الإنسان في ذاته؟ فيقال: ناطق.
    فهنا استفهمنا عن المميز الذاتي للإنسان فيكون الجواب بالفصل.
    فعبارة أي شيء هو كذا في ذاته= ما المميز الذاتي لكذا.

    2- الخاصة.
    مثال: أي شيء هو الإنسان في عَرَضِه؟ فيقال: ضاحك.
    فهنا استفهمنا عن المميز العرضي للإنسان عن غيره فيكون الجواب بالخاصة.
    فعبارة أي شيء هو كذا في عرضه= ما المميز العرضي لكذا.

    أما العرض العام فلم يهتموا بوضع أداة له لأنه لا ينفع في التعاريف التي تفيد التصورات لأنه لو قيل لك ما الضبع؟ فقلت هو ماش أو متنفس، لم يصلح للتعريف به.

    بقي أن نختم بسؤال قد يتبادر للذهن وهو ما الدليل على حصر الكليات بالخمس ؟
    والجواب هو: أنه لا يتأتى قسم آخر لنضيفه عليها لأن الكلي إذا قسناه إلى جزئياته فإما أن يكون تمام ماهيتها، أو جزءً من ماهيتها، أو خارجا عن ماهيتها، ولا يمكن قسم آخر.
    فتمام ماهيتها هو النوع، وجزء ماهيتها هو الجنس والفصل، والخارج عن ماهيتها هو الخاص والعرض العام.

    مثال: زيد وعمرو وهند وبقية الأفراد تمام ماهيتهم هو إنسان، وجزء ماهيتهم هو حيوان وناطق، والخارج عن ماهيتهم هو ضاحك وماش.

    ( مناقشات )
    1- في ضوء ما تقدم لأي شيء تستخدم ما وأي عند المناطقة؟
    2- كيف يفرق بين ما إذا سأل بها عن الماهية أو الجنس أو النوع؟
    3- لم تحصر الكليات بالخمس لم لا تكون ستا أو سبعا؟

    ( تمارين )
    أجب عن الأسئلة التالية وبين نوع الجواب:
    ( ما الحج- ما الصلاة والصوم والزكاة- ما الاسم والفعل والحرف- أي شيء هو العدد الزوجي في ذاته- أي شيء هو الخمر في ذاتها - ما زيد وأشجاره التي يحبها- أي شيء هو الشِّركُ في عَرَضِه ).

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    3

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    جزاك الله خيرا وغفر لك وجعل ذلك في موازين حسناتك

  16. #36

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    اقدم اعتذاري اخي صفاء الدين جزاك الله خيرا

  17. #37

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوانس القرني مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا وغفر لك وجعل ذلك في موازين حسناتك
    آمين أجمعين.

  18. #38

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو ياسر السوسي مشاهدة المشاركة
    اقدم اعتذاري اخي صفاء الدين جزاك الله خيرا
    حياك الله أخي.
    نحن إخوة وأنت لم تخطأ حتى تعتذر.
    دمت في رعاية الله.

  19. #39

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    ( الفقرة الثامنة عشر )

    ( النسب الأربع )

    قد علمتَ أن الكليات خمس قد مر بيانها، ونحن إذا عملنا مقايسة بين كليّ وآخر فلا بد من وجود علاقة بينهما كأن يكون أحد الكليين أعم من الكلي الآخر، مثل الإنسان، والحيوان فالكلي الثاني أعم من الأول؛ لأنه يتحقق مع غيره أيضا كالفرس.

    وهذه النسب منحصرة في أربع هي:
    1- التساوي وهو: أن يتحد الكليان في جميع الأفراد.
    2- التباين وهو: أن يختلف الكليان في جميع الأفراد.
    3- العموم والخصوص المطلق وهو: أن يجتمعا في بعض الأفراد وينفرد أحدهما في بعض آخر.
    4- العموم والخصوص الوجهي وهو: أن يجتمعا في بعض الأفراد وينفرد كل منهما في بعض آخر.

    مثال: الإنسان والناطق، متساويان في جميع الأفراد من زيد وعمرو وهند وغيرهم لأن كل إنسان ناطق، وكل ناطق إنسان.
    وهكذا كل علاقة بين النوع وفصله أو خاصته تكون التساوي ولا بد فإن ظهر أنهما ليسا بمتساويين فهذا يعني أن ما سميناه فصلا وخاصة ليسا كذلك فلنبحث عن فصل وخاصة جديدين.

    مثال: الطهور والماء المطلق متساويان، فكل طهور هو ماء مطلق وكل ماء مطلق هو طهور.

    مثال: الإنسان والفرس، متباينان؛ لأنه لا يمكن أن يوجد مثال واحد يصح أن يكون إنسانا وفرسا في نفس الوقت، فلا شيء من الإنسان بفرس، ولا شيء من الفرس بإنسان.
    وهكذا كل علاقة بين نوعين حقيقيين فلا بد أن تكون العلاقة بينهما هي التباين قطعا.

    مثال: الاسم والفعل متباينان؛ لأنه لا يوجد كلمة واحدة يمكن أن تكون اسما وفعلا معا فلا شيء من الاسم بفعل، ولا شيء من الفعل باسم.

    مثال: الحيوان والفرس، بينهما عموم وخصوص مطلق؛ لأن الحيوان أعم من الفرس، والفرس أخص من الحيوان، فكل فرس حيوان، وليس كل حيوان فرسا لجواز أن يكون غيره كأسد ويسمى الحيوان أعم مطلقا، والفرس أخص مطلقا.

    وهكذا كل علاقة بين الجنس ونوعه فلا بد أن تكون هي العموم والخصوص المطلق.

    مثال: العبادة والصلاة، بينهما عموم وخصوص مطلق فكل صلاة عبادة، وليس كل عبادة صلاة لجواز أن تكون صوما مثلا.

    مثال: الإنسان والأبيض، فبينهما عموم وخصوص من وجه؛ لأن الإنسان قد يكون أبيض وقد يكون أسود أو أسمر، والأبيض قد يكون إنسانا وقد يكون غيره كالثلج أو الحائط، فبعض الإنسان أبيض وبعضه غير أبيض، وبعض الأبيض إنسان، وبعض الأبيض غير إنسان.
    ولو نظرنا إلى محل الأبيض من الإنسان لوجدناه عرضا عاما مفارقا.
    فهكذا كل علاقة بين الشيء وعرضه العام المفارق تكون هي العموم والخصوص الوجهي مثل الإنسان والماشي بالفعل، فالإنسان يصدق على زيد الجالس وعمرو الذي يمشي، والماشي بالفعل يصدق على الإنسان الماشي بالفعل وعلى غيره كالفرس الذي يمشي.

    مثال: الفقيه والشاعر، بينهما عموم وخصوص وجهي يجتمعان في الفقيه الشاعر وينفرد الفقيه في الفقيه غير الشاعر، وينفرد الشاعر في الشاعر غير الفقيه.

    والضابط الذي يحصر هذه الأقسام هو أن نقول: الكليان إما أنه ليس بين أفرادهما اجتماع، أو يكون بين أفرادهما اجتماع.
    فالأول هو التباين.
    والثاني إما أن يكون الاجتماع في جميع الأفراد أو في بعضها. فالأول هو التساوي.
    والثاني إما أن ينفرد أحدهما في بعض الأفراد، أو ينفرد كلاهما في بعض الأفراد.
    فالأول هو العموم والخصوص المطلق، والثاني هو العموم والخصوص الوجهي.

    ( مناقشات )

    1- في ضوء ما تقدم كيف تميز بين النسب الأربع؟
    2- بأي شيء علمنا أنها أربع لا خمس؟
    3- ما هو في رأيك فائدة هذه النسب؟

    ( تمارين )
    اذكر العلاقة بين الكليات الآتية: ( الشمس والقمر- الغراب والأسود- الثلج والأبيض- الاسم والمرفوع- العاصي والكافر الأحمر والأسود- اللفظ والكلام- الفقيه والمجاهد- المسلم والموحد- المطابقة والتضمن ).

  20. #40

    افتراضي رد: متجدد: دروس في شرح المنطق غاية في السهولة والوضوح.

    نهاية الدرس الثاني في المرفقات.
    سأعطي فرصة للقراءة والمراجعة قبل أن أبدأ بالدرس الثالث الذي سيتوقف توقفا تاما على فهم باب الكليات الخمس.
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •