مشايخنا الكرام :
لدينا تجربة نحن ومجموعة من الإخوة من طلاب العلم ، وهي أننا نشترك في جرد الكتب المطولة في جلسة دورية وبعد مقطع محدد من القراءة نقوم بمناقشة ما تمتْ قراءتُه وإيراد بعض المسائل التي تضمنها المقطع ، أو إيراد بعض الإشكالات العلمية والتي قد تحتاج إلى بحث أعمق .
ولأجل أن أشرك الإخوة في هذا المنتدى بما يرد في الجلسة ، رغبتُ أن أورد بعض الإشكالات التي تتطلب بحثاً ودراسة ليتم البحث فيها هنا والمناقشة ، فآمل من الإخوة إثراء الحوار بالنقاش العلمي ، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
نحن الآن نجرد كتاب ( الجمع بين الصحيحين ) لأبي محمد عبد الحق الإشبيلي رحمة الله عليه .
وهنا مر بنا حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حين أعطى النبي صلى الله عليه وسلم رهطاً وسعد جالس فيهم ، فقال سعد : مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمناً . فقال عليه السلام : أو مسلماً ، تكررت ثلاثاً .
الإشكال هنا :
يفهم من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعطِ هذا الرجل الذي حكم عليه سعد بالإيمان ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال : أو مسلماً .
وفي آخر الحديث قال : إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجه .
ومن المعلوم أن درجة الإسلام أقل من درجة الإيمان بدليل هذا السياق : أو مسلماً .
فهل امتناع النبي من إعطاء هذا الرجل لكونه مؤمناً فوكله لإيمانه واعتراضه على سعد كان من أجل عدم الجزم بالتزكية ، أو هو كما قال : هو مسلم ، وعليه فلماذا لم يعطه إذا كان كذلك ؟ .