تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: لمن أراد القراءة في كتب التفسير .. وليد العاصمي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    111

    افتراضي لمن أراد القراءة في كتب التفسير .. وليد العاصمي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده،وبعد:
    القراءة في كتب التفسير قراءةٌ طويلةُ المدى،تحتاج إلى جلَدٍٍ من قارئها،وذا لأن كتُبَ التفسير الحافلة طويلةٌ في نظرِ البعض،أضف إلى ذلك أن القراءة في تفسير آخرَ بعدَ قراءة كتاب في التفسير يورث الملل للقارئ الكسول،لتكرُّرِ الآثارِ الواردةِ في معنى الآيةِ أو أنَّ الآيةَ قد فُهِمَتْ فيملُّ القارئٍ من قراءة تفسيرها!ولاتشفع فوائد المفسر ولطائفه أحياناً،أظن هذا هو سبب عزوف كثير منا عن قراءة أكثرِ من كتابٍ في التفسير.
    اسمح لي-أيها القارئُ-أن أُقَدِّمَ خواطرَ-غيرَ مرتبةٍ- تهم قارئَ التفسيرِ أو من يُحِبُّ ولوجَ هذا الباب،كانت حبيسة خاطري وقد وَجَدَتْ هنا في(تويتر)متنفساً لها!ليس إلا،،
    علَّنَا نأخذ بأيدي بعضنا لقراءة هذه الكتب،وحتى لايقع أحدنا فيما وقع فيه صاحبه،
    أولاً:مما جُرِّب ونفع،قراءة التفاسير المتقارنة المتقاربة في وقت واحد!
    مثال ذلك:أن تقرأ تفسير الطبري بالتزامن مع تفسير ابن كثير،وذلك لأن ابن كثير كثيراً ًمايُعَقِّبُ على الطبري،والأمر دُوْلَةٌ بينهما فمرةً الصواب مع الطبري،ومرة مع ابن كثير رحم الله الجميع،فقراءتهم ا متازمنة أمرٌ يثري العقل ويثيرُ الفكر،خاصةً إذا أدلى كلٌّ بحُجَّتِه!
    ومعرفةٌ يسيرةٌ بمناهج المفسرين تُمَكِّنُكَ بإذن الله من اختيار التفاسير المتقارنة أو المتقاربة،
    فالقرطبي مع ابن عطية أو ابن عطية مع ابن جُزِي.
    والسمين الحلبي مع البحر،
    والتحرير مع الكشاف أو أبو السعود،
    وتفسير الأمْرَتَسري مع الجلالين أوالبيضاوي،
    والمقتطف لابن ميمش مع الفتح للعُليمي،
    والألوسي مع القاسمي،
    وإن نشط فالألوسي مع الرازي،
    وحدائق الروح للهرري مع إرشاد الحيران لأبي مزيريق،
    وقبسٌ من نور القرآن للصابوني-وهو كتاب لم يُعطَ حقه-!مع التفسير التربوي لأنور الباز على نقص فيه،
    وتفسير عبدالرحمن الدوسري
    وهَلُمَّ جرَّاً..،،فلاتكا د تجد تفسيراً إلاو معه قرينٌ يسانده!ولو كان بينهما ألف سنة!غير أني لا أجد ل(دقائق التدبر ومعارج التفكر)لعبدالرح ن بن حسن،قرينٌ يساندُه،فهو حريٌ أن يُقرأَ وحدَهُ ويُحْمل على الراس!،والأمر عائدٌ إلى ذوقٍ يُحِسُّهُ القارئُ لا إلى قواعد مُطَّردَةٍ،فقد لايناسب بعضهم الجمع بين تفسير القرطبي وابن عطية بحجة أن أحدهما مأخوذ من الآخر حفاظا على الوقت،وهذا حق في التفاسير التي أخذت من التفاسير الأخرى برُمَّتِها،أما وإن زاد المفسر فلابأس،
    عموماً هذه الطريقة-بحقٍّ-غزيرة الفوائد تُسهِّلُ قراءةَ التفاسير وجَرْدِها للمتخصص، وتصلُحُ-أيضاً-لمن قَطَعَ شوطاً لابأس به في الطلبِ وفهمِ كلامِ الأئمة،أمَّا الناشئُ، فيلزم تفسيراً واحداً مختصراً موثوقاً يُكَرِّرُهُ حتى يفهم الآيةَ بوجهٍ واحدٍ يتأصَّلُ عليه،ولاينتقل من هذا التفسير إلى غيره إلا في مواضعَ لم يَفْهَمْها،ثم يسلك هذه الطريقة التي أرجو أن تكون نافعة بإذن الله
    فائدةقبل الانتقال:تفسير الحداد وتفسير الطبراني هما تفسير واحد بقلم واحد طُبِعَ كل واحد منهما بعنوان مختلف!مع بعد مابينهما،والصحي ح أنه للحداد ،ونسبته للطبراني وهمٌ،اللهُ يتجاوز عنه.
    ثانيا:قارئ كتب التفسير مُتَأنٍّ قبل القراءة وبعدها،
    أما التأني قبل القراءة:فهي أن يحاول فهم الآيات التي يريد قراءةَ تفسيرها وحده قبل قراءة التفسير،ويَستَح ضر كل مايستطيع ذِكْرَهُ عند هذه الآيات،فإذا فعل ذلك بدأَ بقراءةِ التفسير المُحَدَّدِ،عند ها يرسخ الخطأ-الذي أخطأه- في الذهن،ويرسخُ الصواب،ويتم التمييز بينهما،وهي طريقة فيها تمرينٌ على معرفة وجوه التفسير،وهو أصلٌ في علم التفسير ولن يفقه الطالبُ القرآنَ كلَّ الفقه حتى يرى له وجوهاً،فالقرآن حَمَّالُ أوجهٍ،فيعلم الوجه الراجحَ من المرجوحِ،وقد كان الشيخ ابن عثيمين يوصي بهذه الطريقة كثيرا في كتبه وأشرطته،،ثم بعد ذلك-بعد قراءة التفسير- يحاول التعبير عن فهمه للآيات وحده أو مع صاحبه أو أمام الناس،حتى تنموَ ملكةُ التعبيرِ عن التفسير عند القارئ.فالكثير منا يعرف معنى الآية لكن لايستطيع التعبير عنها بفصاحة،وهذه الطريقة علاج ناجع لهذا الداء اليسير،وهي للمبتدئ ألزمُ منها للمتقدم الذي أنعم الله عليه بتجاوز هذه المرحلة.فهو محتاجٌ للجرْدِ فقط.
    ثالثا:القراءة في المطولات مُمِلَّة كما هي طبيعة البشر،والذي يقرأ ساعة ثم يطاوع نفسه بترك الكتاب!هو معدود في قائمة القراء الكسالى مبدئيا وإن أبى ذلك،يجب أن يكابد المرء ويجاهد حتى يجني الثمرة،وعليه،فل ابُدَّ للقارئ من أن يُلزمَ نفسه بحزبٍ معينٍ من هذه الكتب لايتركه،وإن تركه فإنه يقضيه كما يقضي الفريضة!
    فيُلْزِم نفسه مثلاً بقراءة كذا وكذا صفحة من فتاوى ابن تيمية،كلَّ يومٍ،سيجد بعد أيام أنه أنهى تلك المجلدات ولم يشعر!فهو يقرأ حزبه من المطولات ولايُخِلُّ بقراءة الكتب الأخرى النافعة التي لاتصل إلى المطولات،
    أيضاً-وفي السياق نفسِه -لا تفكر متى تختم الكتاب،بل فَكِّر كيف تستفيد مما تقرأ،ومادام أنك تقرأ فأنت على خير، فَلِمَ العجلة!وبئس ذاك الطالب الذي ينظر إلى المجلدات فيقنط!وحريٌ به أن يفعل فعل الطالب الذي يُفرِّق مجلدات المطولات في مكتبته حتى لاييأس إن رآها مجتمعة!،
    يُقال مثل هذا التحزيب في كتب التفسير،لكنَّ تقسيم القراءة في كتب التفسير بأوجه المصحف أسهل وأضبط من تقسيمها على صفحات كتاب التفسير،فتُلْزِ مُ نفسك بقراءة تفسيرِ عددٍ من أوجه المصحف في اليوم والليلة،من تفسير كذا وتفسير كذا،،وبهذه الطريقة تُلْتَهم مطولات التفسير،
    وإن لم يتناسب مع القارئ هذا التقسيم،فهناك تقسيم آخر سَلَكَهُ بعض أهل التفسير في التصنيف،وهو تقسيم القرآن العظيم على دروس محددة مرتبة،ويمكن الاستفادة من تقسيم تفسير فيصل آل مبارك (توفيق الرحمن)،أو تقسيم محمد الأمين الهرري في تفسيره:(حدائق الروح والريحان)أو تُمْكِن الاستفادة من المصحف الباكستاني(تاج كمبني)المُقسَّم على ركوعات التراويح وينتهي عند اكتمال المعنى،أما التقسيم على الأثمان فهو تقسيمٌ يعتمد على عدد الحروف كما ذكر ابن تيمية ولايعنى بالمعنى،المهم أننا نتفق أنه لابد من تخطيط،أما العشوائية في القراءة فلاتُسمن ولاتُغني من جوع!نسأل الله ألايجعل أمرنا فُرُطا!
    رابعا:يجب الاهتمام بالقراءات المتواترة والصحيحة في الآية،فهي قرآن لا أحد يشك منا في ذلك!وبمثابة الآية المستقلة،والغفل ة عن هذا الأمر يحرِمنا من كمالٍ بياني بديع في الآية،كما قال ريحانة المفسرين في عصرنا:عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني،عليه من الله الرحمه.
    والمؤسف من حالنا-معشرَ طلابِ العلم- كما يسموننا!أن الكثير منا لايعرف إلا رواية حفص بله قراءة عاصم!يلزمنا قراءة التفاسير التي تُعنى بالتوجيه أو الكتب المتخصصة في ذلك،
    وأسهل من رأيت من المفسرين يوجه القراءات بأسلوب مختصر واضح،هو مجير الدين العليمي في (فتح الرحمن)،وإن أراد الطالب كتابا متخصصا سهلاً في توجيه القراءات فلا أسهل من (الدرر الباهرة في توجيه القراءات العشر المتواترة)للزهي ي فهو جمع مفيد ماتع،وهذا الكلام حسب معرفةِ الكاتب المحدودة كما تعلم،وإلا فقد يكون ثمة كتاب أسهل منه وأحسن،يَدُلُّكَ عليه من هو أوثق علما وأرسخ.
    خامسا:قبل الولوج مع مفسر ستعيش معه أشهر لابد أن تعرف عقيدته ومنهجه والقراءة التي يقرأ بها أهل بلده،فهذا أمر لابد منه،وإن أمكن فمعرفة التطورات العلمية للعلم في عصر المفسر وكذا الأحوال الاجتماعية أيضاً،كل ذا أمرٌ مهم،لأن معرفتها تجعلنا نعذر الطبري في ترجيحه بين القراءات ،والشوكاني في إدخاله مذهب الزيدية،والألوس ي في إدخاله التفسير الإشاري،،،ونحو ذلك
    سادسا:الأقوال والخلافات هي طريقٌ إلى المقصود من علم التفسير وليست هي المقصود،فحذار أن نقرأ القرآن بعدها فنستحضر الخلاف بدلا من استحضار هداية الآيات!،وهذا يُحَتِّمُ علينا ألانتجاوز موضعا خلافيا في كتب التفسير حتى نميل إلى أحد الأقوال-إن كان الخلاف خلاف تضاد-ونرضاه معنىً للآيةِ نستحضره في الصلاة والتلاوة،وهذا لايمنع من احترام القول الآخر والاعتراف بوجاهته،أمَّا دراسة الخلاف ومعرفة أسبابه ثم المرور عليه دون ترجيح أو تقليدٍ لأحد المفسرين -إن عجز القارئ عن الترجيح- فهو خللٌ منهجي،يجب أن نتخلص منه في أقرب وقت.
    سابعا:القارئ الذي تقفز عينه أسانيد التفسير عند الوصول إليها مخطئٌ في نظر كثير من الباحثين،فإنه بهذا يحرم نفسه حفظ بعض أسانيد التفسير المحدودة نسبياً،ويحرمها أيضا من لطائفَ إسناديةٍ ماتعة،فتفسير الطبريِّ خاصةً سلوة المحدث والمفسر،ولن تكون سلوة المفسِّر به أكثر من سلوة المُحَدِّث!
    قل لي بربك-ياحبيب-:ألا يَطْرَبُ المُحَدِّث من قراءة إسنادٍ ثلاثيٍّ في تفسير الطبري،وبرواية الطبري عن إمام المحدثين البخاري مباشرة!:قال الطبري:حدثني محمد بن إسماعيل البخاري،ثنا آدم،قال:ثنا المبارك،عن الحسن:(وجوه يومئذ ناضرة)قال:حسنة.ا تهى.بل في تفسير الطبري مايرويه الطبري عن شيخ البخاري!فيكون أعلى إسناداً،أليست هذه مُلَحٌ يُحبها طلاب العلم ويبحثون عنها،لكن:
    تموت النفوس بأوصابها،،ومايد ري عُوَّادها مابها!
    الذي أريد الوصول إليه:هو أنوضع الحواجز أمام القارئ بأن قراءة الإسناد متعبٌ لافائدة وراءه أمرٌ لا أدري ماوجهه!
    ماالذي يضر القارئ أن يقرأ:
    حدثنا بشر،قال ثنا يزيد،قال،ثنا سعيد،عن قتادة..
    ومع الوقت يستحضر هذا الإسناد ويعرف حكمه،أليس هذا أمرٌ يزيد الرسوخ!
    فرقٌ بين أن تُوْرِدَ أثراً ولا تعرف سنده -وإن كان يتساهل فيه-،وبين أن تورد أثرا وأنت تعرف إسناد الأثر وحكمه!أليس ذا نوع من الرسوخ!
    إذن فلم هذا التزهيد بالأسانيد!
    أذكر-هنا-جواب الشيخ الجليل ابن جبرين وقد سألته عن مختصر لابن كثير،فقال:(الأصل ماهو صعب لاتحرم نفسك الأسانيد وطرق الحديث ورواياته)،وقد صدق ،وكم حُرِم قارئُ المختصَر من فائدة!
    هذا مايسر الله كتابته والبوح به،في هذه الخاطرة العجلى،والأمرُ أَجَلُّ من ذلك.وأستغفر الله ربي من كل زلل.وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    16

    افتراضي رد: لمن أراد القراءة في كتب التفسير .. وليد العاصمي

    السلام عليكم
    بارك الله فيك وفي اهلك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: لمن أراد القراءة في كتب التفسير .. وليد العاصمي

    كلام طيب، شكر الله لك.
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    111

    افتراضي رد: لمن أراد القراءة في كتب التفسير .. وليد العاصمي

    الأخ / الفارس الأحمر ..

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وأنت كذلك بارك الله فيك وفي أهلك ..

    الأخ / القارئ المليجي

    وأنت أطيب .. وشكر الله لك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •