استهلالة = سورةُ الإسراء من العتاق الأوَل، وهن من تِلادي، توضيح ذلك أن =
العتاق ما بلغ الغاية في الجودة، وشبه السورة
بتلاد المال وهو : المال القديم الأصلي الذي ولد عندك.
الصفحة (81) (
المسجد الأقصى ) بيت المقدس بإيلياء، معدن الأنبياء من لدن إبراهيم، جمعوا له هناك، فأمَّهم في محِلتِهم ودارهم، فدلَّ أنُّه الإمامُ الأعظم، والرئيس المقدَّم، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.
(83)قال البيهقي رحمه الله = في حديث شريك زيادة (
ثم دنا الجبار فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى ) تفرد بها،على مذهب من زعم أن محمدًا رأى ربه عزوجل، وقولُ عائشة وأبي هريرة وابن مسعود في حملهم الآياتِ على جبريل اهـ، وهو الحق في المسألة.
(113) فإذا حصل الوقوف على مجموع أحاديث الإسراء صحيحها، وحسنها، وضعيفها، يحصل مضمون ما اتفقت عليه من مسرى رسول الله من مكة إلى بيت المقدس، وأنَّه مرة واحدة، ..
ومن أثبت عدة إسراءات بسبب الروايات فقد أبعد وأغرب، وهرب إلى غير مهرب، ولم يتحصل على مطلب.
و
عن الزهري : كان الإسراءُ قبلَ الهجرةِ بسنة، والحقّ أنه صلى الله عليه وسلم أسري يقظةً لا منامًا إلى بيت المقدس.
(114) الذي
تظاهرت به الروايات أنَّه أمَّهم في بيتِ المقدِس، وبعد رجوعه إليه لا أول دخوله، وأما عرضُ الآنية
فمحتمل في السماء، ومحتمل في بيت المقدس؛ لأنَّه كالضيافة للقادم.
الأكثرون أنَّه أسري ببدنِه وروحه، يقظةً لا منامًا، لأن التسبيح "
سبحان " يكون من الأمورِ العظام، ولو كان منامًا لمْ يكن فيهِ كبيرُ شيء،
ثانيًا: العبدُ عبارةٌ عن مجموعِ الجسد والروح،
ثالثًا : البصر من آلات الذات لا الروح " ما زاغ البصر وما طغى "،
رابعًا = وحُمل على البراقِ، وهو دابة بيضاء برّاقة لها لمعان، ويكون هذا للبدن لا للروح.
(115) قالَ ابنُ إسحاق = عرفتُ أنَّ الوحيَ يأتي للأنبياء من اللهِ أيقاظًا ومنامًا، .. وعلى أيّ حالاتِه كان، نائمًا أو يقظان، كلُّ ذلكِ حقٌّ وصدقٌ اهـ .
وقد تعقبه ابن جرير في تفسيره بالردِّ والإنكار والتشنيع، بأنَّ هذا خلاف سياق ظاهر القرآن.
(116) حديثُ الإسراء أجمعَ عليهِ المسلمون، واعترضَ فيهِ الزَّنادقةُ الملحدون، "
يريدون ليطفئوا نور الله ... " .
(116) كثيرًا ما يقرنُ اللهُ تعالى بين ذكر موسى ومحمد عليهما من الله الصلاة والسلام، وبين ذكرِ التوراة والقرآن(
وجعلناه ) الكتاب (
هدى ) هاديا (
ألا تتخذوا ) لئلا تتخذوا من دوني وكيلا ( ذ
ريةَ من حملنا ) يا ذرية، يا سلالة من نجينا فحمَّلنا مع نوحٍ في السفينة، تشبهوا بأبيكم (
إنَّه كان عبدًا شكورًا )
وفي الأثر عن السلف: أن نوحا كان يحمدُ الله على طعامه وشرابه وشأنه كله.
(117) " ف
إذا جاء وعدُ أولاهما " أولى الإفسادتين،
وعن ابن عباس وقتادة : جالوت الجزري وجنوه، "
ثم رددنا "
عن سعيد بن جبير : ملك الموصل سنْحاريب وجنودُهُ، وعن غيرِه : بختصّر ملك بابل ... ولو وجدنا ما هو صحيحٌ أو ما يقاربُه، لجاز لنا كتابتُه وروايتُه.
(118) "
وإنْ عدتُم عدنا " متى ما عدتم إلى الإفسادِ، عدنا للإدالة عليكم في الدنيا، مع ما ندّخرهُ لكم في الآخرة، "
وجعلنا جهنَّم للكافرين حصيرًا " سجنًا، يحصرون فيها.
(120) "
فمحونا آية الليل " السواد الذي في القمر، "
وكل إنسانٍ ألزمناهُ طائرَه في عنقه " ما طارَ من عملِهِ، وذكر العنق؛ لأنّه عضوٌ لا نظيرَ له في الجسد، ومن ألزمَ بشيءٍ فلا محيد له عنه.
(122) من
حسَنِ كلامِ الحسن " يا ابن آدم، بسطتُ لك صحيفتك، ووكل بك ملكان كريمان، أحدهما عن يمينك، والآخر عن شمالك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ لك حسناتك، وأما الذي عن يسارك فيحفظ لك سيئاتك، فاعملْ ما شئت، أقلل أو أكثر، حتى إذا مِتّ طويت صحيفتُك، فجعلتْ في عنقك معك في قبرك، حتى تخرج يوم القيامة كتابا يلقاه منشورًا "
كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا " قد عدل – والله- من جعلكَ حسيبَ نفسِك".
(122) قوله (
ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى ) وقوله (
وإن تدعُ مثقلة إلى حملها لا يُحملُ منه شيء) لا منافاةَ بين هذا وبين قوله تعالى ( و
ليحملنّ أثقالهم وأثقالًا مع أثقالهم ) فإنَّ الدعاةَ عليهم إثمُ ضلالِهم في أنفسِهم، وإثم آخر بسبب ما أضلوا من غير أنْ ينقص من أوزار أولئك، ولا يحملوا عنهم شيئًا، وهذا من عدلِ اللهِ ورحمتِه.
(127)ذكرَ الحافظ ابنُ كثير رحمه الله : أهلَ الفترة، والمجنون، والأصم، وذكر الخلاف والأحاديث التي في الباب، ثم رجّح فقال "
ومنهم من ذهب أنّهم يُمتحنون يوم القيامة في العرصات، وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها، وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض، وهو الذي حكاه أبو الحسن الأشعري عن أهلِ السنّة والجماعة، ونصره الحافظ البيهقي" .
(129) ذكر الحافظ ش
أن ولدان المشركين، والخلاف فيهم، بأنهم من أهل الجنة، أو مع آبائهم في النَّارِ، أو أنَّهم من أهلِ الأعراف، أو التوقف كمذهب الحمادين، وابن المبارك، وإسحاق بن راهويه،
وبعضهم كره الكلام فيهم كابن عباس والقاسم بن محمد، ومحمد بن الحنفية،
وأما ولدان المؤمنين فلا خلاف بين العلماء كما حكاه القاضي الحنبلي عن أحمد بن حنبل.
(131) قوله تعالى "
أمَرْنا مترفيها " قيل: ففسقوا أمرًا قدريًّا، وقال ابنُ جرير : قد
يحتمل أن يكون معناه : جعلناهم أمراء، قلتُ: إنّما يجيء المعنى على قراءة "
أمَّرنا مترفيها " وعن ابن عباس " سلّطنا أشرارها فعصوْا فيها، فإذا فعلوا ذلك أهلناكم بالعذاب، وفي قراءة "
آمرنا مترفيها " أي: أكثرناهم عددًا.
(138) " إ
نَّ المبذّرين كانوا إخوان الشياطين " قال مجاهد = لو أنفقَ إنسانٌ مالَه كلَّه في
الحقّ لم يكن مبذّرًا، ولو أنفقَ مدًا في
غيرِ حقّه كان مبذّرًا .
(139) " و
لا تجعلْ يدَك مغلولةً على عنقِك فلا تبسطها كلّ البسط فتقعد ملومًا محسورًا " الحسير = الدابة التي عجزت عن السير، فلا تكن بخيلا منوعا، ولا تسرف في الإنفاق، فتعطي فوق طاعتك، وهذا من بابِ اللف والنشرِ، كما قال
زهير بن أبي سَلمى :
ومــن كـان ذا مـال فيبـخلْ بفضـلِهِ ** ** على قوِمِـه، يُـسْتغْنَ عنْهُ ويـذمّمِ
(141) قد يكون الغنى في حقّ بعضِ النَّاس استدارجًا، والفقر عقوبة، عياذًا باللهِ من هذا ومن هذا.
(142) " و
من قُتِلَ مظلومًا فقد جعلْنا لوليّه سلطانًا " أي: سلطة على القاتل، إن شاء قتله قودًا، وإن شاء عفا عنه مجانًا، أو على الدّية، كما ثبتت السنة بذلك،
وأخذ الحبر ابنُ عباس من الآية ولاية معاوية، وأنّه سيملك؛ لأنه كان ولي عثمان، لأنهما أمويان، وهذا من الأمر العجيب " إنّه كان منصورًا " الوليُّ منصورٌ على القاتلِ شرعًا، وغالبًا قدرًا .
(143) "
وزنوا بالقُِسطاس " أي: العدل بالرومية، وهو : الميزان، وقرئ بالضم والكسر.
(144) "
كلُّ أولئكَ كانَ عنهُ مسؤولا " أي: كلّ تلك، ويصحّ استعمال " أولئك " موضع " تلك " كقول الشاعر:
ذ
مّ المـنـازلَ بـعدَ منـزلةِ الورى ** والعـيش بـعدَ أولـئـكَ الأيّـامِ
(145) " و
لا تمشِ في الأرضِ مرحًا " رأى العمريُّ العابدُ رجلًا من آل عليٍّ يخطِرُ في مشيته، فقالَ له = يا هذا، إنّ الذي أكرمكَ به لم تكن هذه مشيتُه، فتركها الرجلُ بعد! وحصل مثل هذا لابن عمر،
فقال له : إنّ للشياطين إخوانًا، وقال خالدُ بنُ معدان =
إياكم، والخطرُ، فإنَّ الرجلَ قد نبا فؤاده، من دون ِ سائرِ جسدِهِ.
(145) "
كلُّ ذلك كان سيئُّهُ عند ربِّكَ مكروهًا" أي: من (
وقضى ربُّك ... إلى هاهنا ) فسيّئُهُ مكروهٌ عند اللهِ، وقرئ "
سيّئةً " أي: كل الذي نهينَا عنهُ، من قوله ( و
لا تقتلوا أولادكم ... ) إلى هاهنا فهو سيئة مؤاخذٌ عليها.
(145) "
فتلقى في جهنَّمَ ملومًا مدحورًا " أي: مبعدًا عن كلِّ خيرٍِ، وقال ابنُ عبَّاسٍ وقتادة = مطرودا.