الحمد لله .... وبعد
وأنا أستمع ذات مرة لشرح بلوغ المرام كتاب البيوع الشريط الثاني عشر من الدقيقة 58:46 استوقفني كلام أخذ بمجامع قلبي ولمَّ علي شعث نفسي فانتبهت به -بفضل الله وبرحمته- إلى ما ضاعت فيه أعمار وجهود وطاقات في سبيل الانتصار للنفس والتعصب للرأي اتباعا للهوى وبعدا عن التجرد والاخلاص للواحد الديان سبحانه وتعالى
ومن المناسب هنا تذكر ما رواه ابو داود عن أَبُي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ ، كَيْفَ تَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ : {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} ؟ قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا ، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا ، وَهَوًى مُتَّبَعًا ، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ ، فَعَلَيْكَ - يَعْنِي - بِنَفْسِكَ ، وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامَّ ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ ، الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ ، وَزَادَنِي غَيْرُهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ.
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : كَيْفَ بِكُمْ وَبِزَمَانٍ أَوْ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ زَمَانٌ يُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً ، تَبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ ، قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ ، وَأَمَانَاتُهُم ْ ، وَاخْتَلَفُوا ، فَكَانُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، فَقَالُوا : وَكَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ ، وَتَذَرُونَ مَا تُنْكِرُونَ ، وَتُقْبِلُونَ عَلَى أَمْرِ خَاصَّتِكُمْ ، وَتَذَرُونَ أَمْرَ عَامَّتِكُمْ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ : هَكَذَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ.
ولقد أعجبني جدا توقيع لبعض الأعضاء -جزاه الله خيرا-
وفيه :
عن الأوزاعي قال:
"إذا أراد الله بِقَومٍ شرًا.. ألزمهم الجدل، ومنعهم العمل"
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - اللالكائي (1/164)]
وهذا المقطع: