[JUSTIFY]
[/JUSTIFY][JUSTIFY]الجزء الأول
ابن فضل الله العمري
وكتابه
مسالك الأبصار في ممالك الأمصار
(700 - 749 هـ = 1301 - 1349 م)
كتبه
عبد الحميد الأزهري
أحمد بن يحيى بن فضل الله بن مجلى بن دعجان بن خلف بن نصر القرشي العدوي العمري، أبو العباس شهاب الدين، يتصل نسبه بعمر بن الخطاب لذلك عرف بالعمري. وقد ذكر ابن فضل العمري نفسه في كتابه "مسالك الأبصار" أنه وفد منهم طائفة إلى مصر أيام الخليفة الفائز الفاطمي (449-555 هـ) في وزارة الصالح طلائع بن رُزيك في طائفة من قومهم بني عدي، ومقدمهم خلف بن نصر العمري – من سلالة عمر بن الخطاب – وهو الجد الأعلى لابن فضل العمري، ومعهم طائفة من بني كنانة بن خزيمة، فنزلوا بالبرلَّس، ويشيد ابن فضل العمري بالعلاقة الطيبة التي كانت تربط جده بطلائع بن رزيك على مخالفة المعتقد، وربما كان هذا هو السبب وراء موقفه الإيجابي من الدولة الفاطمية، بخلاف كثير من المؤرخين والأدباء وقد تمثل هذا في قصيدة أثنى عليهم فيها ذكرها السيوطي في "حسن المحاضرة" مطلعها:
والخلفاء من بني فاطمة ... إلى عبيد الله در فاخر
أبناء إسماعيل في نجل جعفر ... الصادق في القول أبوه الباتر
مولده:
اتفق معظم المؤرخون على أن مولده كان في ثالث من شوّال سنة سبعمائة هـ وعلى رأسهم الصفدي وهو الراجح عندي لأن الصفدي أعرف الناس به، كما كان بينهما مكاتبات ورسائل وأشعار، لكن خالفه الذهبي فقال: كان مولده في سنة سبع وتسعين وستمائة، ووافقه الحافظ البرزالي عَلَى مولده.
نشأته العلمية:
حصل العلم في سنوات يفاعه التي تتلمذ فيها على صفوة علماء العصر؛ فتخرّج في الأدب بوالده، وبالشّهاب محمود، وأخذ الأصول عن الأصفهاني، والنحو عن أبي حيّان، والفقه عن البرهان الفزاري، وابن الزّملكاني وغيرهما، وقَرَأَ الْعَرَبيَّة أَولا على الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة، ثمَّ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن مُسلم، وَالْفِقْه على قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين ابْن الْمجد عبد الله، وعَلى الشَّيْخ برهَان الدّين قَلِيلا، وَقَرَأَ الْأَحْكَام الصُّغْرَى على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية، وَالْعرُوض وَالْأَدب على الشَّيْخ شمس الدّين الصائغ الكبير، وعلاء الدّين الوداعي، وَقَرَأَ جملَة من الْمعَانِي وَالْبَيَان، على الْعَلامَة شَاب الدّين مَحْمُود وَقَرَأَ عَلَيْهِ جملَة من الدَّوَاوِين وَكتب الْأَدَب، وَقَرَأَ بعض شَيْء من الْعرُوض على الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني، وَالْأُصُول على الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِي ّ، وَأخذ اللُّغَة عَن الشَّيْخ أثير الدّين سمع عَلَيْهِ الفصيح والأشعار السِّتَّة، والدريديَّة وَأكْثر ديوَان أبي تَمام وَغير ذَلِك، وَسمع بِدِمَشْق من الحجار، وست القضاة بنت يحيى بن أحمد بن الشيرازي [سمعا منهما الحديث]، وَابْن أبي الْفَتْح، ومحمد بن يعقوب الجرائدي، ومحمد بن أبي بكر بن عثمان بن شرف، وبالقاهرة من والده، وأبي زكريا يحيى ابن يوسف بن المصري، وأحمد بن محمد بن عمر الحلبي وغيرهم، والحجاز، والإسكندرية وبلاد الشَّام، وَأَجَازَ لَهُ الإبروقهي، ومحمد بن الحسين بن الفوي، وجمَاعَة غيرهم.
الوظائف التي عمل بها:
كتب الإنشاء بدمشق أيام بني محمود، ثم ولي والده القاضي محي الدين كتابة سر دمشق، ثم طُلب إلى مصر هو ووالده في سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة، وباشر والده كتابة السر بمصر، ثم خرج مع أبيه إلى دمشق، ثم عاد إليها معه في سنة ثلاث وثلاثين وسبع مئة، وأقام إلى بعض سنة ست وثلاثين، وهو في المرة الأولى والثانية يدخل يقرأ البريد على السلطان، وفي الثانية جلس في دار العدل ووالده القاضي محيي الدين كاتب السر، وجرى له ما جرى مع السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، ولزم بيته ثم حجّ وحضر، وغضب عليه السلطان واعتقله بقلعة الجبل، وأخذ منه مئة ألف درهم، ولما أُمسك الأمير سيف الدين تنكز - رحمه الله تعالى - ولاّه السلطان كتابة السرّ بدمشق، فحضر إليها يوم عاشوراء، فيما أظن، سنة إحدى وأربعين وسبع مئة، وباشر ذلك إلى آخر أيام أَيْدَغْمشُ نائب الشام، وتوجّه إلى حماة ليتلّقى الأمير سيف الدين قطز تَمُر من حلب، فجاءه الخبر في حماة أنه قد عزل بأخيه القاضي بدر الدين محمد، فجاء إلى دمشق، وذلك سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة، وبقي في الترسيم بالفلكية قريباً من أربعة أشهر، وطلب إلى مصر فما وصل إلى مصر حتى شفع فيه أخوه علاء الدين كاتب السر بمصر وردّه من الطريق، فقال: لا بد من أن أرى وجه أخي، فدخل مصر، وأقام أياماً، وعاد إلى دمشق بطّالاً، ولم يزل بها مقيماً في بيته إلى أن حدث الطاعون بدمشق فقله منه، وتطاير به، وعزم على الحج، ثم أبطله، وتوجّه بأهله إلى القدس، فتوفيت هناك زوجته ابنه عمه، فدفنها هناك، وما به قلَبَة غير أنه مروع من الطاعون، فحصل له يوم وصوله حتى ربع، ودامت به إلى أن حصل له صَرْع، فمات منه، وسكن ذلك الهدير، ونضب ذلك الغدير، وكان يوم عرفة سنة تسع وأربعين وسبع مئة، ودفن بتربتهم بالصالحية، [بسفح جبل قاسيون] وكانت جنازته حافلة ([1]).
أسباب عزله وسجنه في قلعة الجبل:
السبب الأول : ما ذكره ابن حجر في "الدرر الكامنة": كتب الْإِنْشَاء بِمصْر ودمشق وَلما ولّي أَبوهُ كِتَابَة السِّرّ كَانَ هُوَ يقْرَأ كتب الْبَرِيد على السُّلْطَان ثمَّ غضب عَلَيْهِ السُّلْطَان وَذَلِكَ فِي سَابِع عشرى ذِي الْحجَّة سنة 40 وولاّه كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق بعد الْقَبْض على تنكز، وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن تنكز سَأَلَ النَّاصِر أَن يُقرر فِي كِتَابَة السِّرّ علم الدّين ابْن القطب فَأَجَابَهُ لذَلِك، فغضب ابْن فضل الله من ابْن القطب، وَقَالَ أَنه قبْطِي فَلم يلْتَفت النَّاصِر لذَلِك فَكتب لَهُ توقيعه على كره فَأمره أَن يكْتب فِيهِ زِيَادَة فِي معلومه فَامْتنعَ فعاوده فنفر حَتَّى قَالَ أما يَكْفِي أَن يكون إِلَّا مُسْلِمِي كَاتب السِّرّ حَتَّى يُزَاد معلومه فَقَامَ بَين يَدي السُّلْطَان مغضبا وَهُوَ يَقُول خدمتك عَليّ حرَام فَاشْتَدَّ غضب السُّلْطَان وَدخل شهَاب الدّين على أَبِيه فَأعلمهُ بِمَا اتّفق فَقَامَتْ قِيَامَته وَقَامَ من فوره فَدخل على النَّاصِر وَاعْتذر واعترف بالْخَطَأ وَسَأَلَ الْعَفو فَأمره أَن يُقيم ابْنه عَلَاء الدّين على مَوضِع شهَاب الدّين وَأَن يلْزم شهَاب الدّين بَيته فاتفق موت أَبِيه عَن قرب واستقرار أَخِيه عَلَاء الدّين فَرفع الشهَاب قصَّة يسْأَل فِيهَا السّفر إِلَى الشَّام فحركت مَا كَانَ سَاكِنا، فَأمر الدويدار فَطَلَبه ورسم عَلَيْهِ وصادره واعتقله فِي شعْبَان سنة 39 فاتفق أَن بعض الْكتاب كَانَ نقل عَنهُ أَنه زور توقيعاً فَأمر النَّاصِر بِقطع يَده فَقطعت وسجن، فَرفع قصَّة يسْأَل فِيهَا الإفراج عَنهُ فَسَأَلَ عَنهُ النَّاصِر فَلم يجد من يعرف خَبره وَلَا سَبَب سجنه، فَقَالُوا اسألوا أَحْمد بن فضل الله، فَسَأَلُوهُ، فَعرف قصَّته وَأخْبر بهَا مفصلة، فَأمر النَّاصِر بالإفراج عَنهُ وَعَن الرجل، وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 40 ، واستدعاه النَّاصِر فاستحلفه على المناصحة فدخل دمشق في المحرم سنة 41 فباشرها عوضا عن الشهاب يحيى ابن القيسراني فلم يزل إلى أن عزل بأخيه بدر الدين في ثالث صفر سنة 43 ، ورسم عليه بالفلكية أربعة أشهر وطلب إلى مصر لكثرة الشكايات منه فشفع فيه أخوه علاء الدين فعاد إلى دمشق بطالا فلما وقع الطاعون عزم على الحج ثم توجه بأهله إلى القدس فماتت زوجته فدفنها ورجع فمات بحمى ربع أصابته فقضى يوم عرفة سنة 749 هـ.
السبب الثاني : ما ذكره ابن قاضي شهبة في "طبقات الشافعية"، وابن العماد في "شذرات الذهب" قال: وباشر ابن فضل الله العمري كتابة السرّ بمصر نيابة عن والده، ثم إنه فاجأ السلطان بكلام غليظ، فإنه كان قويّ النفس، وأخلاقه شرسة، فأبعده السلطان، وصادره وسجنه بالقلعة، ثم ولي كتابة السرّ بدمشق، وعزل ورسم عليه أربعة أشهر، وطلب إلى مصر، فشفع فيه أخوه علاء الدّين، فعاد إلى دمشق واستمر بطّالا إلى أن مات، قلت [فكأن هذا إجمال لما فسره ابن حجر في "الدرر الكامنة" سابقا].
السبب الثالث : قال الأستاذ محمد حسين شمس في مقدمته لكتاب "التعريف بالمصطلح الشريف" لابن فضل العمري: لم تذكر لنا المصادر سبب تغير السلطان عليه [قلت لعله لم يقف على قول: ابن حجر، وابن قاضي شهبة، وابن العماد السابق] غير أن ما ذكر من موقفه الإيجابي من الفاطميين ومديحه لهم في قصيده نقلها السيوطي ما يدعو للتأمل؛ كما أن انصرافه عن ديوان الإنشاء كان في نفس السنة التي توفى فيها والده أي سنـ738ـة هـ؛ ولعل مكانة والده المميزة لدى السلطان كانت تحول دون إصابته بغضب السلطان.
ثناء العلماء عليه:
وقال الصفدي في حقه: هُوَ الإِمَام الْفَاضِل البليغ المفوّه الْحَافِظ حجَّة الْكتاب إِمَام أهل الْآدَاب أحد رجالات الزَّمَان كِتَابَة وترسُّلاً وتوصُّلاً إِلَى غايات الْمَعَالِي، ...... رزقه الله أَرْبَعَة أَشْيَاء لم أرها اجْتمعت فِي غَيره وَهِي: الحافظة قلَّما طالع شَيْئا إِلَّا وَكَانَ مستحضراً لأكثره، والذاكرة الَّتِي إِذا أَرَادَ ذكرى شَيْء من زمن مُتَقَدم كَانَ ذَلِك حَاضرا كَأَنَّهُ إِنَّمَا مرَّ بِهِ بالْأَمْس، والذكاء الَّذِي تسلط لَهُ على مَا أَرَادَ، وَحسن القريحة فِي النّظم والنثر، أمّا نثره فلعلّه فِي ذروةٍ كَانَ أوج الْفَاضِل لَهَا حضيضاً وَلَا أرى أحدا فِيهِ جودة وَسُرْعَة عمل لما يحاوله فِي أَي معنى أَرَادَ وَأي مقَام توخاه وَأما نظمه فلعلّه لَا يلْحقهُ فِيهِ إلاّ الْأَفْرَاد، وأضاف الله تَعَالَى لَهُ إِلَى ذَلِك كُله حسن الذَّوْق الَّذِي هُوَ الْعُمْدَة فِي كل فن، وَهُوَ أحد الأدباء الكملة الَّذين رَأَيْتهمْ وأعني بالكملة الَّذين رَأَيْتهمْ وأعني بالكملة الَّذين يقومُونَ بالأدب علما وَعَملا فِي النّظم والنثر وَمَعْرِفَة بتراجم أهل عصرهم وَمن تقدمهم على اخْتِلَاف طَبَقَات لناس وبخطوط الأفاضل وأشياخ الْكِتَابَة، ....... وَلم أر من يعرف تواريخ مُلُوك الْمغل من لدن جنكزخان وهلم وجرّاً مَعْرفَته وَكَذَلِكَ مُلُوك الْهِنْد الأتراك. وأمّا معرفَة الممالك والمسالك وخطوط الأقاليم ومواقع الْبلدَانِ وخواصها فَإِنَّهُ فِيهَا إِمَام وقته وَكَذَلِكَ معرفَة الاسطرلاب وَحل التَّقْوِيم وصور الْكَوَاكِب وَقد أذن لَهُ العالمة الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِي ّ فِي الْإِفْتَاء على مَذْهَب الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ فَهُوَ حِينَئِذٍ أكمل الَّذين رَأَيْتهمْ، إلخ فثناء الصفدي عليه مطولاً جدا وقد نقل معظم من أرخ لأبن فضل العمري مقتبسات من تناء الصفدي على العمري؛ وقال ابن كثير: وله مصنفات عديدة بعبارات سعيدة، وكان حسن المذاكرة، سريع الاستحضار، جيد الحفظ، فصيح اللسان، جميل الأخلاق، يحب العلماء، والفقراء؛ وقال ابن حجر: كَانَ يتوقد ذكاء مَعَ حافظة قَوِيَّة، وَصُورَة جميلَة، واقتدار على النّظم والنثر حَتَّى كَانَ يكْتب من رَأس الْقَلَم مَا يعجز عَنهُ غَيره فِي مُدَّة، مَعَ سَعَة الصَّدْر، وَحسن الْخلق، وَبشر الْمحيا؛ وقال الزركلي: مؤرخ، حجة في معرفة الممالك والمسالك وخطوط الأقاليم والبلدان، إمام في الترسل والإنشاء، عارف بأخبار رجال عصره وتراجمهم، غزير المعرفة بالتاريخ ولا سيما تاريخ ملوك المغول من عهد جنكيزخان إلى عصره؛ وقال ابن تغري بردي: الإمام البارع الكاتب المؤرّخ المفتنّ .... وقال: وكان إماما بارعا، وكاتبا فقيها، نظم كثيرا من القصائد والأراجيز، والمقطّعات، وأنشأ كثيرا من التقاليد والمناشير والتواقيع.
وفاته:
وفي يوم عرفة تاسع ذي الحجة سنـ749ـة هـ في مدينة دمشق مات ابن فضل العمري وليس يباشر شيئا من أعمال الدولة، ولم يجاوز الخمسين من عمره بدارهم داخل باب الفراديس، وصُلِّي عليه بالجامع الأموي، ودفن بالسفح مع أبيه، وأخيه بالقرب من اليغمورية فرحمه الله وغفر له.
مؤلفاته:
1ـ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار قال الصفدي في عشرَة كبار وَهُوَ كتاب حافل مَا أعلم أَن لأحد مثله، وقال ابن تغري بردي: في "المنهل الصافي": لو لم يكن له إلا هذه التسمية لكفاه، في أكثر من عشرين مجلداً، وقال ابن العماد: في سبعة وعشرين مجلدا. سنرجئ الكلام عليه فيما بعد.
2 ـ فواضل السّمر أو [فواصل السمر] في فضائل آل عمر أَربع مجلدات: وهو دراسة عن أسرته ورجالها وفضلها حتى عصره كما ذكر ذلك في غير موضع من كتابه "مسالك الأبصار" وما زال هذا الكتاب مفقودا حتى الأن.
3 ـ ممالك عباد الصليب: وصف فيه ملوك الإفرنج في عصره ... فوصف ممالك فرنسا وألمانيا، وأحوالهما السياسية والاجتماعية، وفعل نحو ذلك في البنادقة والإيطاليين وأهل جنوة، وبين علائقهم بالمسلمين والكتاب طبع في روما سنـ1883ـة م مع ترجمة إيطالية لأماري.
4 ـ الدعوة المستجابة مُجَلد: لم أقف على موضوعه.
5 ـ صبابة المشتاق ديوان كامل في المدائح النبوية.
6 ـ سفرة السفرة، سفرة السافر ويقظة المسافر: لم أقف على موضوعة([2]).
7 ـ دمعة الباكي ويقظة الساهي أو الساهر في الأدب، وقد قرأهما عليه الصفدي.
8 ـ نفحة الروض في الأدب.
9 – التعريف بالمصطلح الشريف: أهم الدساتير التي نظمت مصطلح الكتابة في عصر المماليك البحرية والقانون الذي ظل معمولا به في ديوان الإنشاء طوال عصر المماليك وهذا الكتاب يقدم لنا خلاصة ما وصل إليه مصطلح الكتابة الديوانية بعد مراحل من التطور والتبلور امتدت على عصري الفاطميين والأيوبيين، وقد كان اعتماد العمري في وضع مادة كتابه على خبرته الشخصية، وتمرسه للكتابة أثناء عمله ككاتب للسر في عهد السلطان محمد بن قلاوون، وقد رتبه على سبعة أقسام (في رتب المكاتبات، وفي عادات العهود، وفي نسخ الأيمان، والأمانات، وفي نطاق كل مملكة، وفي مراكز البريد والقلاع، وفي أصناف ما تدعو الحاجة إليه)([3]).
10 ـ الشتويات: مجموعة رسائل كتبها في الشتاء، وله نسختين مخطوطتين:
أحدهما: نسخة مخطوطة في هولندا/ مدينة ليدن/أكاديمية ليدن/ رقم الحفظ: 351.
ثانيها: نسخة مخطوطة في مصر/ مدينة القاهرة/ معهد المخطوطات العربية/ رقم الحفظ: 498 عن جامعه استانبول 1144.
11ـ النبذ الكافية في معرفة الكتابة والقافية: ومنه نسخة مخطوطة في مكتبة فلايشر.
12ـ الدرر الفرائد: وهو مختصر "قلائد العقيان في محاسن الأعيان" لأبي نصر الفتح ابن خاقان تـ535هـ، وموضوعة تراجم لطائفة من وزراء وقضاة وعلماء وأدباء وشعراء المغرب، ومن كتب العمري نسخة في الخزانة التيمورية كتبت سنة 720هـ.
13 ـ الدائرة بين مكة والبلاد: لم أقف على موضوعة .
14 ـ تذكرة الخاطر: لم أقف على موضوعة.
15 ـ حسن الوفا لمشاهير الخلفا: هي قصيدة رائية.
16 ـ ذهبية العصر: ترجم فيه لمشاهير المئة الثامنة من معاصريه وذكر أشعارهم وأخبارهم.
17ـ الجواهر الملتقطة: ذكره القلقشندي في "صبح الأعشى" وهي مجموعة مكاتبات" من إنشاء العمري.
18ـ كما له كثير من القصائد، والأراجيز، والمقاطعات، والدوبيت، والموشحات.
-----------هامش---------
[1] ـ قال ابن فضل العمري في كتابه "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" (3/457 ط المجمع الثقافي أبو ظبي): وأما كتابة السر فقراءة الكتب الواردة على السلطان، وكتابة أجوبتها وأخذ خط السلطان عليها، وتسفيرها، وتصريف المراسم ورودا وصدرا والجلوس لقراءة القصص بدار العدل، والتوقيع عليها، وقد صار يوقع فيما كان يوقع عليه بقلم الوزارة على حسب ما يرسم له به السلطان.
[2] ـ ومعنى سفرة السفرة: إي طعام المسافر.
[3] ـ من مقدمة محمد حسين شمس لكتاب "التعريف بالمصطلح الشريف".[/JUSTIFY]