مفكرة الاسلام: رأى الكاتب والأكاديمي الألماني رولف شيدر أن ألمانيا أصبحت مصابة بـ"هوس غير صحي" تجاه الإسلام، وذلك على كافة الأصعدة سواء في أجنحة السلطة أو التيارات المعارضة.
وقال شيدر: "هذا الهوس مجرد أوهام تعكس مخاوف الألمان حول النمو السكاني لمجتمعهم، ومدى التآلف في داخله"، داعيًا إلى إدخال الدراسة الدينية في التعليم العام من أجل ممارسات دينية أكثر تحضرًا في ألمانيا.
وفي مقال تحليلي تحت عنوان "المسلمون كمرآة لنا.. هوس ألمانيا غير الصحي بالإسلام" بمجلة "دير شبيجل" قال أستاذ العقيدة والتعليم الديني بجامعة "همبولدت" في برلين رولف شيدر: "العديد من الاتهامات توجه للمسلمين في ألمانيا، بداية من تهديد حرية المرأة، وانتهاء باتهامهم بمحاولة تدمير المجتمع الألماني من خلال الغزو السكاني وتغيير الخارطة الديموجغرافية، لكن الحقيقة أن المشكلة ليست في المسلمين، بل هي مشكلة أننا أصابنا "هوس غير صحي" بالإسلام".
وقسّم الكاتب التيارات المختلفة في تعاملها مع الإسلام، بقوله: "الألمان المصابون بالخوف من الإسلام يعتقدون أن خصومهم من الليبراليين سذج ومتسامحون ثقافيًا تجاه الإسلام، وفي المقابل يتهم النقاد هؤلاء المصابين برهاب الإسلام بأنهم متشددون، ويبثون الشائعات والخوف في قلوب الألمان".
وأضاف: "الخلاصة أن كلا الفريقين يشتركان في هوسهم بالإسلام وهو الهوس الذي لم يعد بفائدة سواء على المسلمين أو المسيحيين أو حتى العلمانيين".
وتناول الكاتب بالنقد التحليلات التي تعاملت مع جريمة أوسلو التي اتهم فيها اندرس بريفيك بقتل 77 مراهقًا نرويجيًا، وأكد أن دافع الجريمة الأساسي كان سياسيًا، وقال: "التحليلات اعتبرتها بغرابة شديدة، جريمة ضد الإسلام".
وأضاف: "لم يكن من بين الضحايا مسلمون، ولم تكن الجريمة بداية حملة صليبية ضد الإسلام، فكل الضحايا من الشباب المؤمنين بالديمقراطية، ولا يمكن تصنيفهم دينيًا في أي اتجاه، ورغم ان القاتل يعتقد أن أسلمة أوروبا تهديد، فإن التهديد الأكبر في نظره، هو الثقافة الماركسية التي يمارسها الشباب النرويجي".