الموضوع: طيب الكلام والصفح عن الكرام أصل في العلاقة بين الإخوان

الحمد لله القائل"وقولوا للناس حسناً" والقائل"وهدوا إلى الطيب من القول"والقائل"قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن"
والصلاة والسلام على القائل "حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس"
والقائل"ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا كان الفحش في شيء قط إلا شانه".
وبعد

طيب الكلام وحُسن الخلق من صفات عباد الله المؤمنين الذين هجروا النفس الأمارة بالسوء وتركوا الانتصار للنفس
عند حديثهم للناس عامة ومعاملتهم لإخوانهم خاصة فهم الذين استمعوا لقول ربهم تعالى "وقولوا للناس حُسناً"فقالوا سمعنا وأطعنا
وما حادوا عن هذا الأدب الرباني لدنيا أغرتهم ولا شهرة استدرجتهم فهم طيبو النفس خافضو الجناح للمؤمنين أعزة على الكافرين
لا ينشغلون بالانتصار للنفس على حساب المسلمين ولو كان لهم الحق في الانتصار؛ فشعارهم والعافين عن الناس ومبتغاهم والله يحب المحسنين.
ولو قدر الله و هجم عليهم ما يغضبهم اضطراراً وتحركت نفوسهم لذلك تراهم سرعان ما يعودون إلى رشدهم وحلمهم فهم كما قلنا يحملون شعار
والعافين عن الناس .
ولذلك علينا أن نحرص أن نكون منهم وألا تفوتنا هذه الصفات المحمودات عن رب الأرض والسماوات والنبي محمد عليه السلام صاحب المكرمات.
كن أخي حفظك ربي بطيء الغضب إن لم تستطع أن تعدمه ؛ سريع العودة إلى حلمك إلى رشدك ؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"يكون الرجل سريع الغضب ، قريب الفيئة-أي الرجوع-فهذه بهذه ، ويكون بطيء الغضب ، بطيء الفيئة ، فهذه بهذه ،فخيرهم بطيء الغضب؛
سريع الفيئة،وشرهم سريع الغضب بطيء الفيئة؛ قال:وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم تتوقد ، ألم تروا إلى حمرة عينيه
وانتفاخ أوداجه-أي العروق المحيطة بالعنق-فإذا وجد أحدكم ذلك ، فليجلس ، أو قال فليلصق بالأرض".

فليس من خلق المسلمين طول الغضب وكثرة العبوس في وجوه المسلمين ؛ وليس من خلق المسلمين الفحش في الكلام ولا طول الملام
ولكن خلقهم القرآن الهادي إلى صلاح الأنام بطيب الفعال وحُسن الكلام.

عن جابر بن سليم رضي الله عنه قال:أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتبي بشملة قد وقع هدبها على قدمه فقلت:
أيكم رسول الله؟ فأومأ بيده إلى نفسه صلى الله عليه وسلم، قلت:يا رسول الله إني من أهل البادية وفيّ جفاؤهم فأوصني
قال:لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك ووجهك منبسط، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي
وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه، فإنه يكون لك أجره وعليه وزره،وإياك وإسبال الإزار فإن إسبال الإزار من المخيلة
وإن الله عز وجل لا يحب المخيلة، ولا تسبن أحدا؛؛؛ فما سببت بعده أحداً ولا شاة ولا بعيرا.

السمع والطاعة شعار الموحدين ؛ وتلقي الآداب من النبي الأمين عليه السلام ديدن العارفين بالله المبتغين رضاه بطاعته
ونبيه الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ؛ فلنحرص أخي أن نكون منهم ولنحذر كل الحذر أن نكون مع من خالفهم .

فلا تعجل على أحد بظلم ***** فإن الظلم مرتعه وخيم
ولا تفحش وإن مليت غيظاً ***** على أحد فإن الفحش لوم
ولا تقطع أخاً لك عند ذنب***** فإن الذنب يغفره الكريم
ولكن دار عوراه برفق ***** كما قد يرقع الخلق قديم
ولا تجزع لريب الدهر واصبر***** فإن الصبر في العقبى سليم
فما جزع بمغن عنك شيئاً ***** ولا ما فات ترجعه الهموم

والله من وراء القصد

كتبه
أبو عبد الله المقدسي
فلسطين-غزة
الأحد 16 شعبان 1432هــ

قال الله تعالى (وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحميد), بوركت على الموضوع.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالعزيزالت ميمي

قال الله تعالى (وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحميد), بوركت على الموضوع.

بارك الله فيك ونفع بك

جزاكم الله خيرا