الحمد لله الذي جعل الجنة لعباده الأتقياء الأبرار ؛ وجعل النار لعصاته الكفار الفجار
وبعد
لقد أكرمنا الله تبارك وتعالى بعقول نعقل بها وجعل الهداية لمن أرادها سهلة المنال قريبة المتناول ؛ قال عز وجل ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم" فالذي
يحسن نيته وينوي بقلبه رِضى الله تعالى يوفقه الله للهداية والرشاد والعمل الصالح والسداد والصواب الذي يؤدي في نهايته إلى الجنة و خير ما فيها رؤية رب العباد
ومن يزغ بقلبه عن ذكر الله ؛ يزغ الله قلبه عن الهدى والتقى قال تعالى"فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم".
فالحذر الحذر أن يفوتك ما وعدك به رب البشر رؤيته ونعم بها من ظفر؛ ونعيم مقيم لا يزول بأمر رب البشر ؛ منه جنات يجري تحتها نهر وغيره كثر.
والحذر الحذر من لظى وسقر فيها عويل مهيب لا يندثر من نار تأجج وتستعر ؛ سعيراً لا يهدأ ولا ينفتر ؛ فحذار حذار لنفسي وإياك من رب البشر.
فاحذر أخي كل الحذر وإذا أردت المعاينة قبل الرؤيا بالنظر فاعتبر مما أنت فيه من برد وحر
كما صح في الخبر عن سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم إلى آخر الدهر قال:
"اشتكت النار إلى ربها فقالت:
يا رب، أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين،
نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر من حرها،
وأشد ما تجدون من البرد من زمهريرها ".
فرحماك رحماك ربنا
اللهم ارحمنا يوم يوارونا التراب ونبقى أغراب وينصرف عنا الأهلون والأحباب
اللهم إنك تلعم أننا عبدناك حباً فيك وخوفاً من نارك وطمعاً في جنتك فلا تعذبنا بنارك فلا طاقة لنا بعذابك يا ربنا يا الله يا رحمن يا رحيم
ارحم عبادك الضعفاء الذين وقفوا ببابك وفروا إليك مخافة عذابك فلا تعذبنا بالنار يا عزيز يا جبار ؛ ارحم ضعفنا واغفر ذنبنا وتجاوز
عن زلاتنا وإن كثرت وذنوبنا وإن عظمت .
اللهم ارزقنا الجنة وما فيها من نعيم مقيم ولا تحرمنا النظر لوجهك الكريم يا الله يا الله لا تحرمنا النعيم فنكون من النادمين الخاسرين الهالكين
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم أعنا على نفوسنا وقونا على شيطاننا
اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك مقبلين غير مدبرين
اللهم ارحم من مات من المسلمين والمسلمات
آمين--- آمين--- آمين
يا رب العالمين
والحمد لله رب العالمين الهادي إلى الصراط المستقيم
الواهب النعيم المقيم للقائمين على الحق المبين
كتبه
أبو عبد الله المقدسي
فلسطين-غزة
23 شعبان 1432هـ