أخي الفاضل أنصحك بزيارة الجزائر بصفة عامة فإنها بلد كريم أهله، طيب معدنه -على عجر وبجر فيه كما ذكر الأخ أبا هارون-لكن لو ذهبت على وجه الخصوص إلى: " قاعدة المغرب الأوسط، ودار مملكة زناتة، ومتوسط قبائل البربر، ومقصد لتجار الآفاق " ، البلد الذي مدحه شعرا لسان ابن الخطيب رحمه الله بقوله :
حيا تلمسان الحيا فربوعها...صدفٌ يجود بدرها المكنون
ما شئت من فضل عميم إن سقى...اروى ومن ليس بالممنون
أوشئت من دين إذا قدح الهدى...أروى ودنيا لم تكن بالدون
ورد النسيم لها بنشر حديقة...قد أزهرت أفنانها بفنون
وإذا حبيبة أم يحي أنجبت...فلها الشفوف على عيون العين
نعم!..لو ذهبت إلى تلمسان وتجولت في ربوعها بين: مساجدها العتيقة كالمسجد الكبير..ومصلى الشريف التلمساني رحمه الله..ومسجد المشور وقلعته الشامخة ..ومسجد المنصورة ومنارته العظيمة..وكذا التجول في أبواب وحصون تلمسان القديمة كباب القرمادين..وباب الحديد..وباب وهران..والإعتبار بما تشاهده من قبور ومزار وسؤال الله العافية على ما منَّ على بعض عباده بالتوحيد الخالص ونبذ الشرك وأهله..وزيارة المنطقةالسياحية (لالة سيتي) والتي هي ابنة الشيخ العلامة عبد القادر الجيلالني رحمه الله كما يقال ، والغستفادة من هوائها النقي، والتدبر من أعاليها الشامخة المطلة على تلمسان بأكملها..كلها هذا لعله يدفعك لزيارتها والإستفادة من رحلتك وفقك الله..وإن نسيت فلا تنسى أخي أن تكتحل عيناك بذاك المعلم الأثري قلعة الإسلامي بتلمسان ومسجدها إنها (دار الحديث) في وسط البلد، فقد رممت بمزيانية في خضم تظاهرة (تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ) وهي تحوي مرافق عديدة ومنها مكتبة لاباس بها تحوي بعض المخطوطات والكتب النادرة، وكتب الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله ومسجد وقاعة للمحاضرات والمسرح وقاعة للإعلام الآلي وأخرى للتعليم التحضيري..
المهم لعلك أخي تزور الجزائر وبالخصوص مدينة تلمسان ثم تأتينا بالبيان وتذكر أنَّ : ((ليس الخبر كالماينة)).