قبل الاحتلال الغاشم شكلت لجنة من الخبراء - تربطني بهم معرفة حميمة - وقامت باستلام جميع المخطوطات من الجامعات والمكتبات المركزية، ونقلت الى دار صدام وتم وضعها في ملجاء محصن ومزود بتهوية مناسبة بعد وضعها في صناديق، ثم زود كل صدوق بقوائم من ثلاث نسخ يتضمن محتويات الصناديق كافة والبالغة 37 الف مخطوطة ،ورغم كل ذلك حوالت قوات الاحتلال شحنها والاستيلاءعليها بالقوة فماذا كان موقف اهالي شارع حيفا من العراقيين الاصلاء الشرفاء ،يقول اسامة النقشبندي مدير المتحف العراقي للمخطوطات ( أنه بعد مرور شهرعلى نقل لفائف التوراة الجلدية إلى أمريكا- هي عبارة عن اسفار التوارة القديمة كتبت بخط باقلام مشاهير امريكان، وكانت مخزونة في مقر الاستخبارات - "طلب مني الكولونيل مكدونس قائد مفرزة القوات الامريكية التي أرسلت لحماية المتحف العراقي بعد أن طلب الكشف على المخطوطات الموجودة في الملجأ ،فطلبت منه حضور بعض الفضائيات العربية والاجنبية لتصوير عملية فتح الملجأ والكشف عن صناديق المخطوطات المحفوظة فيه. واطلعوا على الكمية الهائلة من المخطوطات.
تم تصوير بعضها للتأكد من أنها مخطوطات وليست صورايخ !!أو ما شابه ذلك لحماية الملجأ من التعرض للدمار."
وروى النقشبندي كيف استطاع الاهالي بحس فطري واع التصدي لمحاولات الامريكيين شحن المخطوطات بعد أن أوضح لهم أنها "تمثل تاريخهم وتراثهم الفكري والحضاري ومن بينها مصحف كريم نسبت كتابته للامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهاجت الجموع وبدأوا بالاحتجاج والهتاف) تامل كيف هو دفاع اهل السنة عن تراث اهل البيت فهل من معتبر!!
(وقال إن الكولونيل أصر على نقل هذه المخطوطات التي تبلغ نحو 50 ألفا إلى مقرهم وعجز خبراء المخطوطات العراقيون عن منعه ،وأحضر الامريكيون خمس شاحنات كبيرة وعددا من الدبابات والاليات العسكرية وعشرات الجنود الامريكيين وأمام الملجأ تجمع مئات العراقيين "وأبدوا معارضتهم لتسليم المخطوطات إلى الامريكان فعرض الكولونيل مبلغ خمسة دولارات لكل شخص يشارك في نقل صندوق فرفض المواطنون) يعتقدون ان العراقيين يطمعون في المال مقابل تسليم تراثهم !!
(وأضاف أن العراقيات كن يصرخن من شرفات المنازل ويبدين معارضتهن "فغضب الكولونيل من ذلك (الاحتجاج الشعبي) وقام هو وبعض جنوده بنقل 32 صندوقا فتعالت صيحات الاحتجاج والهتافات ضد الامريكان وحاصروا الكولونيل في رواق الملجأ وكادت تحدث مشكلة كبيرة مما اضطر الكولونيل التوقف عن النقل والتراجع عن قراره فأعيدت الصناديق المنقولة خلال دقائق من قبل المواطنين وتعالت التكبيرات وزغاريد النسوة وأخذن يوزعن الحلوى كما تطوع شباب المنطقة بتنظيم حراسات ليلا ونهارا.
"بعد مدة قام السفير الامريكي كوردوني مساعد (الحاكم الامريكي السابق للعراق بول) بريمر بزيارة الملجأ من الخارج بعد أن رفضنا فتحه."
وقال النقشبندي إن عام 2004 شهد استبعادا لخبراء في المخطوطات منهم "الدكتورة ظمياء محمد عباس التي كانت مسؤولة عن إدارة الدار والتي عملت فيها منذ عام 1977 واصدرت سبعة كتب... وتم تقديم شخص يفتقد الخبرة والكفاءة ولم يمارس العمل والاختصاص في ميدان المخطوطات) من اذناب المحتل كالرافضة وغيرهم منقول بتصرف
حتى الرئيس العراقي السابق كان له دورفي الحفاظ على مخطوطات العراق فقد كان يحتفظ بكنز من المخطوطات النفيسة النادرة عددها 1600 مخطوطة في متحف الهدايا بمقر رئاسته وبعد الاحتلال تم انقاذها من السرقة والنهب واودعت في الملجاء المذكوراما بقية التحف والهديا والمجوهرات فقد تم سرقتها بالمجان والله المستعان .