الحمد لله الذي أعزنا بالجهاد واختبرنا بالفداء ومحّص المنافقين بالبذل والعطاء
والصلاة والسلام على خيرالباذلين للمال والنفس في سبيل رب العباد
وبعد
قال الله تعالى"وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ".
وقال"فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُ مْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً
حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ
وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ".
وفي الحديث الذي يرويه ابن محيريزرضي الله عنه قال:
قال:رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فارس نطحة أو نطحتان ؛ ثم لا فارس بعدها أبداً ؛ والروم ذات القرون أصحاب سحر وصحر
كلما ذهب قرن خلف قرن مكانه؛ هيهات إلى آخر الدهر ؛ هم أصحابكم ما كان في العيش خير".
قال الألباني في هذا الحديث"إسناد رجاله ثقات إلا أنه مرسل
لأن ابن محيريز -واسمه عبد الله -تابعي مات سنة (99)

معاني الكلمات مع شرح بسيط
بما يسر الله لي من فضله فإن كان صواباً فمن الله وإن كان خطئاً فمني ومن الشيطان
الشرح
فارس: هو الاسم التاريخي للإمبراطورية الفارسية والتي تأسست عام 559 ق-م
والتي تعرف أيضاً باسم الدولة الكسورية وأصلها ومادتها الباقية اليوم هي إيران والتي تسعى لإعادة
إمبراطوريتها الفارسية البائدة ولن تعود بإذن الله ولا معشارها لأن النبي صلى الله عليه وسلم
دعا عليهم بذلك قائلاً"مزق الله ملكه-أي ملك كسرى"وهذا كان بعدما مزق كسرى ؛ ملك الفرس كتاب النبي صلى الله عليه وسلم.
نطحة أو نطحتان: هما معركتا القادسية ونهاوند والمعنى يفيد كذلك بأن صراعنا معهم لا يطول ويُحسم بسرعة.
ثم لا فارس بعدها أبداً: فبعد هاتان المعركتان ما قامت ولن تقوم لهم قائمة بإذن الله تعالى وانتهت إمبراطوريتهم للأبد والحمد لله.
والروم: هم الصليبيون مثل بريطانيا وأمريكا وألمانيا و...و..إلخ.
ذات القرون: ذات الممالك والدول المتعددة.
كلما هلك قرن: كلما انهزم قرن وهلك وقُضي على دولته .
قام قرن: فالصليبيون حاربونا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ثم في اليرموك زمن الصديق رضي الله عنه
ثم كانت الحروب الصليبية في عهد نور الدين وصلاح الدين رحمهما الله تعالى وكان بينهما وبين زمن النبي
صلى الله عليه وسلم معارك عديدة لا أريد الحديث عنها هنا لأن المقال لا يتسع لذلك وفي وقتنا المعاصر هذا؛ لاحظنا
وبعد ضعف بريطانيا وانحسارها؛ قامت لنا أمريكا والله المستعان وهو وحده الذي يعلم من يقوم لنا بعد أمريكا من هذه القرون الرومية.
وكذلك لو تابعت أحاديث الفتن والملاحم لا تجد للفرس فيها ذكراً
هم أصحابكم ما كان في العيش خير: أي فيهم السلطنة والإمارة على العرب؛ ما لم يرجعوا إلى دينهم
ويجاهدوا في سبيل ربهم كما قال صلى الله عليه وسلم"إذا تبايعتم بالعينة؛وأخذتم أذناب البقر
وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً
لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم".
و قال"بعثت بين يدي الساعة؛حتى يعبد الله وحده لا شريك له؛وجعل رزقي تحت ظل رمحي
وجعل الذل والصغار على من خالف أمري؛ومن تشبه بقوم فهو منهم".
وفي الختام أقول
إن الله تبارك وتعالى كتب علينا القتال وهو كره لنا كما قال "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "فلا يجوز لنا أن نترك القتال في سبيل الله تعالى
ولابد أن نبقى على عهدنا معه سبحانه وتعالى ندافع عن دينه وننصره في كل زمان ومكان حتى نلقاه على ذلك وهو راض عنا
كما قال"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا*
لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ".
واعلم رحمك الله أن الله تعالى لو شاء لانتصر للمسلمين من الكافرين دون قتال ولا تضحية ولكن ليعلم من ينصره ورسله بالغيب
قال تعالى"وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ"وقال"لَ قَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ
لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين؛ وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
كتبه
أبو عبد الله المقدسي
فلسطين-غزة
9 شعبان 1432هـ