تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 104

الموضوع: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب

  1. #61

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب

    بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى { وَالْعَصْرِ إِنَّ الاِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } سورة العصر . إذا تتحاببنا في ذات الله فنتناصح فيما بيننا ولنذكر بعضنا بعضا بالخير فرب خير وقع في محله فانتفع به صاحبه وانتفع معه من ذكره اللهم انفعنا وارفعنا واغفر لنا يارب .شكرا شكرا بارك الله فيكم عل هذه الكلمات وهذا الموضوع مشكورين مأجورين إن شاء الله

  2. #62

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب

    بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى { وَالْعَصْرِ إِنَّ الاِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } سورة العصر . إذا تتحاببنا في ذات الله فلنتناصح فيما بيننا ولنذكر بعضنا بعضا بالخير فرب خير وقع في محله فانتفع به صاحبه وانتفع معه من ذكره اللهم انفعنا وارفعنا واغفر لنا يارب .شكرا شكرا بارك الله فيكم عل هذه الكلمات وهذا الموضوع مشكورين مأجورين إن شاء الله

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب

    للرفع ... روائع !
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضا الحملاوي مشاهدة المشاركة
    للرفع ... روائع !
    جزاك الله خيرا والله ما يجعلني أشارك في هذا الملتقى إلا الطيبين أمثالك أما من يعاملونني بحذف كل مشاركاتي فالله سيحاسبهم فقد كان السلف لا يقضون بين الأطفال في الجوز فكيف بمن يحذف قال الله قال رسوله بمجرد أنها تتنافى مع عقيدته
    ********

    *****


    من كلام ابن الجوزي:




    يا هذا جَدَّ العارفون وهزلتَ وصعدوا في طلب المعالي ونزلتَ ؟ !


    يا هذا تتوجه إلى الحبيب و معشوقتك الدنيا؟ !


    إخواني ! تأهبوا ليومٍ تترادف فيه العَبَرات، وتعظم . الحَسَرات، فَيعضُ الظالم على يديه ويقول : يا حسرتا يوم يقول لك أين من أرضيتَ عنك بغضبي عليك، ابن آدم أين من كنتَ تَزَيَّنْتَ له وبالقبيح بارزتني، ما هذا التذلل بين يديّ وقد كنت جبّاراً عنيداَ، طالما ذُكرْتَ بموقفكَ هذا فتناسيتَ، وطالما بُصِّرْتَ بأمركَ هذا فتعاميتَ، ولم تزدد إلاّ فراراَ، يا حسرةَ العاصين، يا ذُلّ مقام المتجبرين، واخيبة المضطرين، واخسارة المُسرِفينْ.


    واحسرتا! كيف قُرِّبوا وأبعِدْنا، .و ا أسفاَ كيف دنوا وطُردنا، أين لَذَعات الوجد؟ أينَ حرقات الفراق ؟ أين تلهف الزفرات ؟ أين شدة الحسرات ؟.


    سادتي ! ما أعذب أيام التلاق، ما أكثر بكاء المشتاق، ما أحرّ أنفاس العشاق، أين من نجدٍ أرضُ العراق، قُسِمَتِ الغنائم، وأنت يا مسكين نائم، الحربُ غبارٌ قائمٌ، وأنت غلامٌ نائم.


    تبعدون عَنّا ونرسل إليكم مسائل هل من سائل، هل من مستغفر، هل من تائب، وتُذنبون فيأتيكم منّا عذرٌ، لو لم تُذنبوا لأتى اللهُ بقومٍ يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم.


    يا واقفاَ في الصلاة بجسده والقلبُ غائب، أتدري بين يدي من أنت قائم؟ أتدري من اطلع عليك ما يصلح ما بذلتَه من التعبد مهراً للجنة فكيف ثَمَناً للمحبة؟ْ
    يا مَنْ ذهب عمره في البَطالةْ، ورضيَ من الدنيا بأقبح حالَةْ، معمور الظاهر والباطن مهدوم، يا معاشر العُصاة لا تحتقروا ذنباً وإن صَغُر، فإنّ الحشيش يفتل منه الحَبْل فيخنق الفيل المغتلم، أول الحريق شرارة، يا من يُذنب ولا يتوبُ يا من أعمت قلبَهُ الذنوبُ، يَعِدُ بالتوبة ولا وَعْدَ عُرقوب، إلى متى تتعثر في ظلمة البعادْ وعدْ نفسك بتوبةٍ واعزم وقد حَصَّلْتها.
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب


    قصر الأمل/ ابن أبي الدنيا


    قال عمر بن عبد العزيز : في بعض خطبه :


    « إن لكل سفر زادا لا محالة ، فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة بالتقوى ،


    وكونوا كمن عاين ما أعد الله من ثوابه وعقابه ، ترغبون وترهبون ،


    ولا يطولن عليكم الأمل فتقسو قلوبكم ، وتنقادوا لعدوكم ،


    فإنه والله ما بسط أمل من لا يدري لعله لا يصبح بعد مسائه ولا يمسي بعد صباحه ، وربما كانت بين ذلك خطفات المنايا ،


    فكم رأيت ورأيتم من كان بالدنيا مغترا ،


    وإنما تقر عين من وثق بالنجاة من عذاب الله ،


    وإنما يفرح من أمن أهوال القيامة ،


    فأما من لا يداوي كلما ( جرحا) إلا أصابه جارح من ناحية أخرى ، فكيف يفرح




    أعوذ بالله أن آمركم بما أنهى عنه نفسي فتخسر صفقتي ، وتظهر عولتي ، وتبدو مسكنتي في يوم يبدو فيه الغنى والفقر ،


    والموازين فيه منصوبة ، لقد عنيتم بأمر لو عنيت به النجوم انكدرت ، ولو عنيت به الجبال لزالت ، ولو عنيت به الأرض لتشققت .


    أما تعلمون أنه ليس بين الجنة والنار منزلة ؟ وأنكم صائرون إلى أحدهما ؟
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب


    لفتة الكبد في نصيحة الولد/ الإمام ابن الجوزي


    فانتبه يا بني لنفسك واندم على ما مضى من تفريطك، واجتهد في لحاق الكاملين، ما دام في الوقت سَعةٌ، واسقِ غصنك ما دامت فيه رطوبة، واذكر ساعاتك التي ضاعت، فكفى بها عظة، ذهبَتْ لذةُ الكسل فيها، وفاتت مراتبُ الفضائل، وقد كان السلف رحمهم الله يحبون جمعَ كل فضيلة، ويبكون على فوات واحدة منها.


    قَالَ إبراهيم بن أدهم رحمه الله: دخلنا على عابدٍ مريض، وهو ينظر إلى رجليه ويبكي، فقلنا: ما لك تبكي ؟
    فقال: ما اغبرّتا في سبيل الله تعالى ؛
    وبكى آخر فقيل له: ما يبكيك ؟
    قَالَ: على يومٍ مضى ما صمته، وعلى ليلة ذهبَت ما قمتها.


    واعلم يا بني أن الأيام تبسُطُ ساعاتٍ، والساعاتُ تبسُط أنفاسًا، وكلُ نفَسٍ خزانة، فاحذر أن تُذهِبَ نفسًا في غير شيء، فترى يوم القيامة خزانةً فارغة فتندم.
    وقد قَالَ رجل لعامر بن عبد قيس: قف أكلمُك ! فقال: أمسِكِ الشمسَ.
    وقعد قومٌ عند معروف رحمه الله، فقال: أما تريدون أن تقوموا، فإن ملَكَ الشمس يجرُّها لا يفتُر.
    وفي الحديث: "من قَالَ سبحان الله وبحمده غُرسَت له نخلةٌ في الجنة"، فانظر إلى مضيِّعِ الساعات كم يفوته من النخل.


    و من تفكر في الدنيا قبل أن يوجَد، رأى مدة طويلة، فإذا تفكر فيها بعد أن يخرج رأى مدة قصيرة، وعلِم أن اللُّبْثَ في القبور طويل،


    فإذا تفكر في يوم القيامة، علم أنه خمسون ألف سنة، فإذا تفكر في اللُّبث في الجنة أو النار علم أنه لا نهاية له، فإذا عاد إلى النظر في مقدار بقائه في الدنيا ـ فرضنا ستين سنة مثلاً ـ فإنه يَمضي منها ثلاثون في النوم، ونحوٌ من خمس عشر في الصِبا، فإذا حسبتَ الباقي، كان أكثرُه في الشهوات والمطاعم والمكاسب،


    فإذا خلص ما للآخرة وجد فيه من الرياء والغفلة كثيرًا، فبماذا تشتري الحياة الأبدية، وإنما الثمن هذه الساعات؟!
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب

    قال الحسن


    أمتكُم آخرُ الأمم وأنتم آخرُ أمتكم، وقد أسْرعَ بخياركم فماذا تنتظرون! المعاينة؟ فكأن قد.


    هيهات هيهات! ذهبت الدنيا تحال بمالها، وبقيت الأعمالُ أطواقاً في أعناق بني آدم


    فيا لها موعظةً لو وافقَتْ من القلوب حياةً؛ إنه والله لا أمةَ بعد أمتكم، ولا نبي بعد نبيكم، ولا كتابَ بعد كتابكم، أنتم تسُوقون الناسَ والساعةُ تسوقكم؛ وإنما يُنتظَر بأولكم أن يلحَقَ آخِركم.


    مَنْ رأى محمداً صلى الله عليه وسلم فقد رآه غادياً رائحاً لم يضع لَبِنة على لَبِنة و لا قصبة على قصبة،


    رُفِع له علمٌ فشمرَ إليه؛ فالوَحا الوَحا، والنجاءُ النجاء. علام تعرجون؟


    أسرعَ بخياركم وأنتم كل يوم تَرذلون.


    لقد صحبتُ أقواماً كانت صحبتهم قَرةَ العين وجَلَاءَ الصدور، وكانوا من حسناتهم أًن تُردً عليهم أشفقَ منكم من سيئاتكم أن تُعذبوا عليها، وكانوا فيما أحل الله لهم من الدنيا أزهدَ منكم فيما حرم الله عليكم.


    إني أسمع حسيساً، ولا أرى أنيساً، ذهب الناسُ، وبقِيتُ في النسناس،


    لو تكاشفتم ما تدافنتم؛ تَهَاديتُم الأطباقَ ولم تَهادَوُا النصائحَ.


    يابن آدم، إن دين اللّه ليس بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وقَر في القلوب وصَدَقته الأعمالُ.




    عيون الأخبار/ ابن قتيبة الدينوري


    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب

    أصدق في باطنك تر ما تحب في ظاهرك،


    رش سهم عملك بريش إخلاصك في مقصدك تصب هدف الأمل.




    واعجبا!! قوسك مكسورة بالزلل، و وترك مقطوع بالكسل، فكيف تناول صدر الغرض؟
    إذا أردت العلو فارتق درج التقوى، وإن شئت العز فضع جبهة التواضع، وإن آثرت الرياسة فارفع قواعد الإخلاص،
    فوالله ما تحصل المناصب بالمنى.


    فَدينارُ المُبَهَرَجِ وَإِن نَفَقَ مَردودُ ... وَقَد يَتزَيا بِالهوى غَيرُ أَهلِهِ




    إذا نزلت عن مطية الإخلاص، مشيت في حسك التعثر، فتقطعت قدم القصد ولم ينقطع المنزل،


    الرياء أصل النفاق، نفاق المنافقين صير المسجد مزبلة، فقال التنزيل (لا تَقُم فيهِ)
    وإخلاص المخلصين رفع قدر الوسخ (رب أشعث أغبر).


    إذا هبت زعازع المنافقة لم تضر شجرة الإخلاص، لأن أصلها ثابت، فأما شجرة الرياء فعند نسيم (وَقِدمِنا إِلى ما عَمِلوا مِن عَمل) اجتثت من فوق الأرض.






    لا تنظر إلى جولة الباطل، وارتقب دولة الحق، إذا رأيت منافقا قد تُبع فتذكر " الدجال " غدا، و " السامري " بالأمس، وانتظر للسامري (لا مَساس) وَللأَلد باب لد.




    شجرة الصنوبر تثمر في ثلاثين سنة، وشجرة الدباء تصعد في أسبوعين، فتدرك الصنوبر فتقول " شجرة الدباء: إن الطريق التي قطعت في ثلاثين سنة قد قطعتها في أسبوعين،


    فيقال لك شجرة ولي شجرة!!


    فتجيبها: مهلا إلى أن تهب ريح الخريف.


    كم من متشبه بالصالحين في تخشعه ولباسه، وأفواه القلوب تنفر من طعم مذاقه (وَهُم يَحسَبون أَنهُم يُحسِنونَ صُنعاً).




    في ظلمة الليل يتشبه الشجر بالرجال، فإذا طلع الفجر بان الفرق. في وقت الضحى يتمثل السراب بالماء، فمن قرب منه لم يجده شيئا. واأسفا: ما أكثر الزوار.


    أَما الخِيامُ فَإِنّها كَخيامِهِم ... وَأَرى نِساءَ الحَيِّ غَيرَ نِسائِنا




    تراهم كالنخل، وما تدري ما الدخل.


    أيها المرائي: قلب من ترائيه بيد من تعصيه؟؟


    لا تنقش على الدرهم الزائف اسم الملك، فما كل سوداء تمرة، ولا يتبهرج الشحم بالورم.




    ابن الجوزي/ اللطائف
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب

    من روائع ابن الجوزي:
    أعجب العجائب: سرورك بغرورك، وسهوك في لهوك عما قد خُبِّئَ لك!
    تغتر بصحتك، وتنسى دنو السقم، وتفرح بعافيتك غافلًا عن قرب الألم!
    لقد أراك مصرع غيرك مصرعك، وأبدى مضجع سواك قبل الممات مضجعك، وقد شغلك نيل لذاتك عن ذكر خراب ذاتك.
    كأنك لم تسمع بأخبار من مضى ... ولم تر في الباقين ما يصنع الدهر
    فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم ... محاها مجال الريح بعدهم والقبر
    كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده حتى نزل! وكم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل!
    فيا من كل لحظة إلى هذا يسري، وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري!
    وكيف تنام العين وهي قريرةٌ ... ولم تدر من أي المحلين تنزلُ؟


    ==
    أحق الأشياء بالضبط والقهر: اللسان والعين.
    ==
    أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة، وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة، كالفرح بالمال الحرام، والتمكن من الذنوب، ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة.
    ==
    من علامة كمال العقل علو الهمة، والراضي بالدون دني.
    ولم أر في عيوب الناس عَيْبًا ... كنقص القادرين على التَّمامِ
    ==
    وقد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب، ولا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه!
    فمتى رأيت معاقبًا؛ فاعلم أنه لذنوبٍ.
    ==
    واعلم -وفقك الله- أنه لا يحس بضربةٍ مبنج؛ وإنما يعرف الزيادة من النقصان المحاسب لنفسه
    ومتى رأيت تكديرًا في حال، فاذكر نعمة ما شكرت، أو زلة قد فعلت.
    واحذر من نفار النعم، ومفاجأة النقم، ولا تغترر بسعة بساط الحلم؛ فربما عجل انقباضه
    ==
    عجباً لك، لا الدهر يعظك، ولا الحوادث تنذرك، والساعات تعد عليك، والأنفاس تعد منك، وأحب أمريك إليك، أعودهما بالضرر عليك.
    ==
    التخويف سوط يسوق النفس عن ديار الكسل، وما تظنه تعذيب تهذيب، ورب تقويم بالكسر
    ==
    كم أفسدت الغيبة من أعمال الصالحين وكم أحبطت من أجور العاملين وكم جلبت من سخط رب العالمين
    فالغيبة فاكهة الأرذلين وسلاح العاجزين مضغة طالما لفظها المتقين
    نغمة طالما مجها أسماع الأكرمين
    فرحم الله إمرءا لم يفسد عبادة يهديها إلى حضرة العزيز الرحيم بلقمة حرام تعقب طعام الزقوم وشراب الحميم فهي كلمة ما استحلاها إلا طبع لئيم
    =========
    عقَارب المنَايَا تَلْسَع، وَخُدرَانُ جِسْمِ الأَمَالِ يَمنَعُ، وَمَاء الحَيَاة فِي إِنَاء الْعُمر يَرشح.
    ====
    مَنْ قنع، طَاب عيشه، وَمِنْ طمع، طَالَ طَيشه
    ===
    يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ، إِنْ تَكلّمت، خفت مِنْكَ، وَإِن سكتّ، خفت عَلَيْك، وَأَنَا أُقدّم خوفِي عَلَيْك عَلَى خوفِي مِنْكَ، فَقول النَّاصح: اتَّقِ الله، خَيْرٌ مِنْ قَوْل القَائِل: أَنْتُم أَهْل بَيْت مغْفُور لَكُم.
    =====
    يَفتخر فِرْعَوْن مِصْرَ بِنهر مَا أَجرَاهُ، مَا أَجرَأَه!


    يتبع..............
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب

    الحمد لله وبعد
    لأول مرة أنظر في موضوعك
    يعجز البيان أن يبين عن مكنون الصدر من الفرح والسرور بما تكتب
    ولكن غفر الله لنا ولك من قلب صادق

  11. #71
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوخزيمةالمصرى مشاهدة المشاركة
    الحمد لله وبعد
    لأول مرة أنظر في موضوعك
    يعجز البيان أن يبين عن مكنون الصدر من الفرح والسرور بما تكتب
    ولكن غفر الله لنا ولك من قلب صادق
    آمين و جزاك الله خيرا و كتب لك الأجر
    ----------------


    من روائع ابن الجوزي:
    يا هذا جَدَّ العارفون وهزلتَ وصعدوا في طلب المعالي ونزلتَ ؟ !
    إخواني ! تأهبوا ليومٍ تترادف فيه العَبَرات، وتعظم . الحَسَرات، فَيعضُ الظالم على يديه ويقول : يا حسرتا!
    يوم يقول لك أين من أرضيتَ عنك بغضبي عليك؟
    ابن آدم أين من كنتَ تَزَيَّنْتَ له وبالقبيح بارزتني، ما هذا التذلل بين يديّ وقد كنت جبّاراً عنيداَ
    طالما ذُكرْتَ بموقفكَ هذا فتناسيتَ، وطالما بُصِّرْتَ بأمركَ هذا فتعاميتَ، ولم تزدد إلاّ فراراَ، يا حسرةَ العاصين، يا ذُلّ مقام المتجبرين، واخيبة المضطرين، واخسارة المُسرِفينْ.
    ---------------
    يا من عليه صورة التعبد وليس عليه وجدان العبادة. وقد يَتَزَيا بالهوى غيرُ أهلِه ,مثلُكَ لا يصلح للمحبة لا يشتم ريحَ نجدٍ إلاّ أعرابي، كيف يصلح في شرع المِحبة نومٌ بعد ترغيب:هل من سائلٍ فأعطيه ؟
    --------------
    إنْ لم يكن لك مركبٌ فاجلس على دكة الاستغفار عساك تُدركُ عسكرَ الليل قبل العتمة فيسهم لك مع القوم.!
    --------------
    واحسرتا! كيف قُرِّبوا وأبعِدْنا، .و ا أسفاَ كيف دنوا وطُردنا، أين لَذَعات الوجد؟ أينَ حرقات الفراق ؟ أين تلهف الزفرات ؟ أين شدة الحسرات ؟.
    -------------
    سادتي ! ما أعذب أيام التلاق، ما أكثر بكاء المشتاق، ما أحرّ أنفاس العشاق، أين من نجدٍ أرضُ العراق، قُسِمَتِ الغنائم، وأنت يا مسكين نائم، الحربُ غبارٌ قائمٌ، وأنت غلامٌ نائم.
    -------------
    طُوبى لمنْ وصَل، يا منقطعين فوزٌ لمنْ قُبل، يا مسكين لو أرادوا قربك لاستخدموك، لو تذللت لهم لرحموك، لكنّك أعرضت عنهم فتركوك، و لم تَأْتِ على المقصود فأبعدوك، وعن بابهم وفضلهم طردوك، فإِن أردتَ قربهم فابك على نفسك وقد قبلوك.
    -----------
    إخواني ! إيّاكم وفرعون الهوى فإنه يصلب القلوب على جذوع النخل، قد قَسَتْ القلوبُ فصارت كالحديد فَقَرَّبوها إلى نار المواعظ، ودعوني أنفخ كير التخويف حتى يحمى، وإلاّ فما ينفع الضربُ في ،حديد بارد؟!.
    ----------
    إخواني ! إياكم والذنوب فإنها أذلّت اباكم بعد عزّ " اسجدوا " ، وأخرجَتْهُ من إقطاع (اسكن أنت وزوجك).
    --------------
    أعظمُ الظُلمة ما تَقَدَمَها ضوءٌ، وأصعب الهجر ما تقدمه وصل، وأشدّ عذاب المحبّ تذكارُه وقت القرب
    -----------
    من عرفَ قَدْرَ ما يطلبُ هان عليه ما يبذل
    ------------
    يا معاشر العُصاة! تُعرضون عنا ونُقبل عليكم، وتبارزون ونستركم، وتنفقون نعمتنا في مخالفتنا ونمدّكم، وتنأون عنا ونستدعيكم، هل من سائل فأعطيَهُ، هل من مستغفرِ فأغفر له، هل من تائب فأتوب عليه، يا مَرْضَى الذنوب داووها بالاستغفار.
    يتبع..............


    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  12. #72
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب


    من روائع ابن الجوزي:
    يا واقفاَ في الصلاة بجسده والقلبُ غائب، أتدري بين يدي من أنت قائم؟
    أتدري من اطلع عليك؟
    ما يصلح ما بذلتَه من التعبد مهراً للجنة فكيف ثَمَناً للمحبة؟ْ
    رأت فاْرة جَمَلاً فأعجبها، فَجَرَتْ بخطامه فتبعها، فلمّا وصل إلى باب بيتها وقف ونادى بلسان الحال : إمّا أن تتَخذي داراً تليقُ بمحبوبك أو محبوباَ يليقُ بداركْ!
    خُذْ من هذا إشارة إما أن تُصَلِّي صلاةً تليقُ بمعبودك أو معبوداً يليقُ بصلاتك.
    ----------------------
    يا مَنْ ذهب عمره في البَطالةْ، ورضيَ من الدنيا بأقبح حالَةْ
    معمور الظاهر والباطن مهدوم!
    يا معاشر العُصاة لا تحتقروا ذنباً وإن صَغُر، فإنّ الحشيش يفتل منه الحَبْل فيخنق الفيل المغتلم أول الحريق شرارة
    يا من يُذنب و لا يتوبُ يا من أعمت قلبَهُ الذنوبُ، يَعِدُ بالتوبة ولا وَعْدَ عُرقوب، إلى متى تتعثر في ظلمة البعادْ و عدْ نفسك بتوبةٍ و اعزم وقد حَصَّلْتها.
    ----------------------
    إلى متى تتعثر في ظلمة الميعاد، قد صاح بوقُ رحيلك، وحُطَتْ أطنابُ الخيم، و ما نرى لك مركب، وما نرى لك زادا
    جمعت مالكَ - لغيرك والدار يسكنها العدوُّ، ناظرتَ خطَّ ابن مقلة
    . فيا مشتاقين أين شوقكم إلى ما فارقتم؟
    وأين توقكم إلى ما ألفتم ؟
    يا قيس المحبة مُتْ على قبر ليلى
    ----------------------
    يا مؤخر توبته بمطل التسويف (لأَي يَومٍ اُجِلَت) كنت تقول: إذا شبت تبت.
    ----------------------
    إذا وقعت عزيمة الصدق في قلب العبد التائب رضي الملك، فأنسى الملك، ما كتب، وأوحى إلى الأرض: اكتمي على عبدي.
    قتل رجل قبلكم مائة نفس، ثم خرج تائبا فأدركه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فبعث الله ملكا يحكم بينهم، فقال: قيسوا ما بين القريتين، وأوحى إلى هذه أن تباعدي، وإلى هذه أن تقربي، فوجد أقرب إلى قرية الخير بشبر، فغفر له.
    والحاكم والخصوم لا يعرفون سر (كَذِلِكَ كِدنا لِيوسُفَ).
    ----------------------
    إذ صدق التائب أجبناه وأحييناه (وَجَعَلنا لَهُ نوراً يَمشي بِهِ في الناس)
    يا معاشر التائبين (أَوفوا بِالعُقُود) انظروا لمن عاهدتم (ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها) فإن زللتم من بعد التقويم، فارجعوا إلى دار المداراة (فإنّ الله لا يمل حتى تملوا).
    ----------------------
    يا مقهورا بغلبة النفس، صُل عليها بسوط العزيمة، فإنها إن عرفت جدك اِستأسرت لك،
    و امنعها ملذوذ مباحها ليقع الإصطلاح على ترك الحرام، فإذا صبرت على ترك المباح (فَإِما مناً بَعدُ وَإِما فِداء)
    الدنيا و الشيطان خارجان عنك، و النفس عدو مباطن، و من أدب الجهاد (قاتِلوا الَّذَينَ يَلونَكُم)
    إِن مالَت إٍلى الشَهوات فاكبِحها بِلِجامِ التَقوى، و إِن أعرضت عن الطاعات فسقها بسوط المجاهدة، وإن استحلت شراب التواني، واستحسنت ثوب البطالة فصح عليها بصوت العزم.
    فإن رمقت نفسها بعين العجب فذكرها خساسة الأصل، فإنك والله ما لم تجد مرارة الدواء في حلقك، لم تقدر على ذرة من العافية في بدنك
    و قد إجتمعت عندك جنود الهوى في بيت النفس، فأحكمت حصن البطالة.
    فيا حزب التقى جردوا سيوف العزائم، وادخلوا عليهم الباب.
    ----------------------
    النفس مثل كلب السوء، متى شبع نام، وإن جاع بصبص. الحر يلحى والعصا للعبد.
    ----------------------
    ويحك، الأعضاء كالسواقي، والمياه النجسة في الثمرة، أنت تستفتح النهار بإطلاق الجوارح في صيد اللهو، فإذا حان حين الصلاة نعقت بها و ليست معلمة فلا تجيب.
    هيهات ان يخشع طرف ما قومه محتسب (يَغُضوا)
    وأن يحضر قلب ما أزعجه تخويف (يَعلَمُ السِرَ وَأَخفى).
    يتبع..............
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  13. #73
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب




    من روائع ابن الجوزي:
    " عمر " مع كماله يقول: يا " حذيفة " هل أنا منهم؟؟ وأنت تأمن مع ذنوبك.
    --
    يا متلطخا بأقذار الظلم، بادر الغسل من مد العوافي قبل أن يجزرك
    لا يغرنك عيش أحلى من العسل، فالمحاسبة أمر من العلقم
    ستعلم أيها الغريم قدر غريمك.إذ يلتقي كل ذي دين وماطله
    الحجر المغصوب في البناء أساس الخراب
    ليت الحلال سلم، فكيف الحرام؟
    كان لبان يخلط اللبن بالماء، فجاء سيل فأهلك الغنم، فجعل يبكي ويقول: اجتمعت تلك القطرات فصارت سيلا.
    ولسان الجزاء يناديه " يداك أوكتا وفوك نفخ " .
    --------
    كم بكت في تنعم الظالم عين أرملة، واحترقت كبد يتيم؟ (وَلَتَعلُمَنّ نَبَأَهُ بَعدَ حين)
    واعجبا من الظلمة كيف ينسون طي أيام سالف الجبابرة،( وما بلغوا معشار ما آتيناهم)، أما شاهدوا مآلهم؟ (فَكُلاً أَخَذنا بِذَنبِهِ) أما رحلوا عن أكوار الندم؟ (فَما بَكَت عَلَيهِم السَماءُ والأرض)
    أما صاح هاتف الإنذار؟ (كَم تَرَكوا مِن جَناتٍ وَعُيون)
    واعجبا للمغترين (وَقَد خَلَت مِن قَبلِهِم المَثُلات) أما يكفيهم من الزواجر (وَتَبَينَ لَكُم كَيف فَعَلنا بِهِم) من لهم إذا طلبوا وقت العود؟ (فَحِيلَ بَينَهُم وَبَينَ ما يَشتَهون)
    كم دار بنعم النعم دارت عليها دوائر النقم؟ (فَجَعلناها حَصيدا)؟
    إخواني ارفضوا الدنيا فقد رفضت من كان أشغف بها منكم، اتعظوا بمن كان قبلكم قبل أن يتعظ بكم من بعدكم، الدنيا خمر ساعدها تغريد طائر الطبع فاشتد سكر الشاربن ففات موسم الربح، ثم بعد الإفاقة يقام الحد، فيقيم قائم الحزن، ويكفي في الضرب فوت الخير فإذا ماتوا انتبهوا.
    --
    ويحك، إن الموت سحاب، والشيب وبله، ومن بلغ السبعين اشتكى من غير علة، والعاقل من أصبح على وجل من قرب الأجل، يا هذا: الدنيا وراءك، والأخرى أمامك، والطلب لما وراء هزيمة، وإنما العزيمة في الإقدام، جاء طوفان الموت فاركب سفن التقى، ولا ترافق " كنعان " الأمل، ويحك، انتبه لإغتنام عمرك، فكم يعيش الحيوان حيران؟.
    --
    يا رابطا مناه بخيط الأمل، إنه ضعيف الفتل، لو فتحت عين التيقظ لرأيت حيطان العمر قد تهدمت، فبكيت على خراب دار الأمل، جسمك عندنا وقلبك على فراسخ، لا بالتسويف ترعوي، ولا بالتخويف تستوي، ضاعت مفاتيحي معك.
    --
    خوف السابقة وحذر الخاتمة قلقل قلوب العارفين، وزادهم إزعاجا (يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ) ليس لهم في الدنيا راحة، كلما دخلوا سكة من سكك السكون أخرجهم الجزع إلى شارع من شوارع الخوف.
    --
    لا راحة للمحب في الدنيا، إن أحس بالحجاب بكى على البعد، وإن فتح له باب الوصل خاف الطرد
    --
    إذا سبقت سابقة السعادة لشخص دلته على الدليل قبل الطلب (وَلَقَد اِختَرناهُم عَلى عِلمٍ عَلى العالمين).
    --
    يا رفيقا في البله لدود القز،، واعجبا! ما انتفعت بموهبة العقل؟؟!.
    فَأَنتَ كَدَودِ القَزّ يَنسِجُ دائِماً ... وَيَهلِكُ غَماً وَسطَ ما هوَ ناسِجُهُ
    --
    حرصك بعد الشيب أحر من الجمر، أبقي عمر يا أبرد من الثلج؟ والدنيا في قلبك أعز من الروح، وستصير عند الموت أهون من الأرض.
    أنت في الشر أجرى من جواد، وفي الخير أبطأ من أعرج، معاصيك أشهر من الشمس، وتوبتك أخفى من السها، الزكاة عندك أثقل من " أحد " والصلاة عليك كثقل صخر على صدر طريق المسجد في حسبان كسلك، كفرسخي " دير كعب " صدرك عند حديث الدنيا أوسع من البحر، ووقت العبادة أضيق من عقد التسعين.
    --
    يا من هو عن نجاته أنوم من فهد، ضيعت وقتا أنفس من الدر، وإن عرضت خطيئة وثبت وثوب النمر، فإذا لاحت طاعة رغت روغان الثعلب، فإذا عاملت الناس استعملت غدر الذئب، تقدم على الظلم إقدام الأسد، وتختطف الأمانة اختطاف الحدأة.
    يتبع..............


    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  14. #74
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب


    من روائع ابن الجوزي:


    من أفسد حسابه بالخيانة استحيا من عرض الدستور، من توسخت ثياب معاملته بالمعاصي لم يقرب من المقربين، من سودت الذنوب وجه جاهه ذل بين الأكرمين، من ركب ظهر التفريط نزل به دار الندامة.
    --
    الإخلاص مسك مصون في مسكن القلب، ينبه ريحه على حامله، العمل صورة، والإخلاص روح، إذا لم تخلص فلا تتعب، لو قطعت سائر المنازل لم تكن حاجا إلا بشهود الموقف، ولا تغتر بصورة الطاعات، فإن خصم الإخلاص إذا جاء عند حاكم الجزاء ألزم الحبس عن القبول.
    سوق الإخلاص رائجة رابحة ليس فيها كساد، المخلص يعد طاعاته لاحتقارها عرضا، وقلم القبول قد أثبتها في حيز الجوهر، المخلص مبهرج على الحق بستر الحال، وببهرجته يصح النقد.
    --
    الأولياء تحت ستر الخمول ما يعلمهم إلا قليل، فإن عرفتهم بسيماهم فتلمح نقاء الأسرار، لا دنس الثياب (وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم).
    --
    كم من مراء يتعب في تهجده، فتفض ريح الرياء أوراق تعبده، فتبقى أغصان العمل كالسلاء، وليس للشوك نسيم (فَلَو صَدَقوا اللَهَ لَكانَ خَيرا لَهُم).
    --
    واعجبا من أهل الرياء! على من يبهرجون؟ (وَرَبُكَ يَعلَمُ ما تَكِنُ صُدورُهُم)
    غلب على المخلصين الخشوع، فجاء المرائي يبهرج، فقيل: مهلا، فالناقد بصير
    لما أخذ دود القز ينسج جاء العنكبوت يتشبه، فنادى لسان الحال
    (إِذا اِشتَبهت دُموعُ في خُدودٍ ... تَبينَّ مَن بَكى مِمَّن تَباكى).
    --
    يا هذا: لا ضرر يلحقنا في معاصيك، إنما المراد صيانتك، ولا نفع لنا في طاعتك، إنما المقصود ربحك، فتدبر أمرك.
    يا قوم من غيرتنا عليكم حرمنا عليكم الفواحش.
    كم ندعوك وتأبى إلا الهجر، فلا العهد رعيت، ولا للتقويم استويت.
    --
    من رأى تصرف الدهر انتبه، أما في الغير عبر
    مهد الطفل عنوان اللحد، ريح نقع الأجل يقشع غيم الأمل
    الشباب باكورة الحياة، والشيب رداء الردى
    لو أن أيام الشباب تباع لبذلنا فيها أنفس الأنفس
    متى أسفر صبح المشيب هوى نجم الهوى
    إذا قرع المرء بباب الكهولة فقد استأذن على البلى، من عرف الستين أنكر نفسه، من بلغ السبعين اختلفت إليه رسل المنية.
    يا من انطوى برد شبابه، وجيئت خلع قلعه، وبلغت سفينة سفره الساحل، قف على ثنية الوداع.
    --
    واعجبا لعمر لو ملىء بالزاد خيف عليه العوز، فكيف إذا تناهبته أيدي البطالة.
    واعجبا لمن ينشد وقد أضل نفسه، ولمن يشفق أن ينفق دراهمه وقد ضيع عمره.
    كان " ثلاج " لا معاش له سوى بيع الثلج، فبقي عنده منه شيء، لم ينفق، فجعل يقول في مناداته: ارحموا من يذوب رأس ماله.
    --
    فقرك من الخير مشوب بالكسل، ومتى كان الفقير كسلانا فلا وجه للغنى
    لو كانت لك أنفة من التواني لخرجت من ربقة الذل
    بعت قيام الليل بفضل لقمة، شربت كأس النعاس ففاتتك رفقة (تَتَجافَى جُنُوبُهُم)
    امتلأت طعاما فإذا غريم الفراش يتقاضاك بدين النوم، فضرب على أذنك لا في موافقة أهل الكهف
    تناولت خمر الرقاد فوقع بك صاحب الشرطة فعمل في حقك بمقتضى أنم وأرقم، فجعل حدك الحبس عن قيام الليل، فخرج على توقيع قصتك وقت الفجر
    (رَضوا بِأَن يَكونُوا مَعَ الخوالِف).
    يتبع..............


    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  15. #75
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب




    من روائع ابن الجوزي:


    العزائم في قلوب أربابها كالنار تشتعل، إنها لتستعمل البدن ولا تحس بالتعب.
    ----------------
    اغسل وجه الجد من غبار الكسل، وأنفق كيس الصبر في طريق الفضائل، إن كانت لك عزيمة فليس في لغة أولي العزم ربما وعسى.
    ----------------
    يا تائها في ظلمة ظلمه، ياموغلا في مفازة تيهه، يا باحثا عن مدية حتفه، يا حافرا زبية هلاكه، يا معمقا مهواة مصرعه، بئسما اخترت لأحب الأنفس إليك.
    ويحك! تلمح الجادة فأنت في ظلال عين أملك ترى المحبوب وتعمى عن المكاره
    إذا كان عمرك في إدبار والموت في إقبال، فما أسرع الملتقى!
    كيف يبقى على حالته من يعمل الدهر في إحالته؟
    كيف تطيب الدنيا لمن لا يأمن الموت ساعة، ولا يتم له سرور يوم؟ كم قرع الزمان بوعظه فما سمعت (لِيُنذِرَ مَن كانَ حَياً) !
    صاح ديك الإيقاظ في سحر ليل العبر فما تيقظت، فتنبه إذا نعق غراب البين بين البين.
    ----------------
    يا مؤثرا ما يفني على ما يبقى، هذا رأي طبعك، هلا استشرت عقلك لتسمع أنصح النصائح؟
    من كان دليله البوم كان مأواه الخراب.
    ويحك! شهوات الدنيا أحلام يزخر منها نوم الغفلة، ونظر الجاهل لا يتعدى سور الهوى، ولا يخرق حجاب الغفلة، فأما ذو الفهم فيرى ما وراء الستر
    لاحت الشهوات لأعين الطباع فغمض عنها (الَّذَينَ يُؤمِنونَ بالغَيب) فوقع أكثر الخلق في التيه، والقوم (عَلى هُدى مِن رَبِهِم).
    رحل الصالحون وفي القوم تثبط، تالله لقد علموا شرف المقصد، ولكن بعدت عليهم الشقة
    واأسفا! لو عرفوا عمن انقطعوا لتقطعوا، يصبحون في جمع الحكام، ويبيتون على فراش الآثام، وينفقون في الهوى بضائع الأيام (أَُولَئِكَ الَّذَينَ اِشتَروا الضَلالَةَ بِالهُدى)
    سلمت إليهم أموال الأعمار فأنفقوها في ديار البطالة (فَما رَبِحَت تِجارَتُهُم)
    هذا والعبر تصيح (فَهَل يَنتَظِرونَ إِلا مِثلُ أَيامِ الَّذَينَ خَلَوا مِن قَبلِهِم) غير أن المسامع قد تملكها الصمم
    ----------------
    ويحهم!! هلا تدبروا فساد رأي أمل (وَأَن عَسى أَن يكونَ قَد اِقترَبَ أَجَلُهُم)
    إن في الماضي للمقيم عبرة، وليس المرء من غده على ثقة، ولا العمر إذا مر يعود، ولا غواري الليالي في ضمان الإرتجاع، والدهر يسير بالمقيم، فاشتر نفسك فالسوق قائمة والثمن موجود، ولا تسمعن حديث التسويف.
    ----------------
    الدنيا سوق فيها ضجيج الشهوات، فإذا اشتغلت بها فمن يسمع المواعظ
    ----------------
    (سبعة يظلهم الله عز وجل في ظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم رجل دعته امرأة ذات جمال إلى نفسها فقال إني أخاف الله)
    اسمع يا من أجاب عجوزا شوهاء، لاح للأولياء حب المشتهى فمدوا أيدي التناول، فبان للبصائر خيط الفخ، فطاروا بأجنحة الحذر، وصوت مناديهم إلى الرعيل الثاني
    (يا لَيتَ قَومي يَعلمون).
    ما أصعب السباحة في غدير التمساح!
    ما أشق السفر في الأرض المسبعة!
    ----------------
    ويحك قد بقي القليل فاستدرك ذبالة السراج، أما يزعجك صوت الحادي؟ أما يؤلمك سوط السائق؟
    ----------------
    العلماء غرباء في الدنيا لكثرة الجهال بينهم.
    تصنيف العالم: ولده المخلد.
    ----------------
    يا أيها الطالب: تواضع في الطلب، فإن التراب لما ذل لأخمص القدم، صار طهورا للوجه، ولا تيأس مع مداومة الخير أن يقوى ضعفك، فالرمل مع الزمان يستحجر.
    صابر ليل البلاء، فبعين الصبر تر فجر الأجر، ما يدرك منصب بلا نصب، ألا ترى إلى الشوك في جوار الورد.
    ----------------
    أفنيت عمرك في طلب الدنيا ، وما حصل بيدك إلا ما حصل بيد " المجنون " من " ليلى " .
    يتبع..............


    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  16. #76
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب

    من روائع ابن الجوزي:
    و مما ينبغي للعاقل أن يترصده وقوع الجزاء، فإن ابن سيرين قال: عيرت رجلًا فقلت: يا مفلس! فأفلست بعد أربعين سنةً.
    وقال ابن الجلاء: رآني شيخ لي وأنا أنظر إلى أمرد! فقال: ما هذا؟! لتجدن غبها، فَنُسِّيتُ القرآن بعد أربعين سنة.


    وبالضد من هذا، كل من عمل خيرًا، أو صحح نية، فلينتظر جزاءها الحسن، وإن امتدت المدة، قال الله عز وجل:
    {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} "يوسف: 90".
    -------------
    تأملت حرص النفس على ما منعت منه، فرأيت حرصها يزيد على قدر قوة المنع.
    ------------
    وربما رأى العاصي سلامة بدنه و ماله، فظن أن لا عقوبة، و غفلته عما عوقب به عقوبة
    وقد قال الحكماء: المعصية بعد المعصية عقاب المعصية، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة.
    و ربما كان العقاب العاجل معنويًا، كما قال بعض أحبار بني إسرائيل: يا رب! كم أعصيك ولا تعاقبني!
    فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري! أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟
    --------------
    واعلم -وفقك الله تعالى- أن البدن كالمطية، ولا بد من علف المطية، والاهتمام به، فإذا أهملت ذلك، كان سببًا لوقوفك عن السير.
    ---------------
    ولأن أنفع نفسي وحدي خير لي من أن أنفع غيري وأتضرر
    ---------------
    وكم من معرض عن العلم يخوض في عذاب الهوى في تعبده، و يضيع كثيرًا من الفرص بالنفل، ويشتغل بما يزعمه الأفضل عن الواجب، ولو كانت عنده شعلة من نور العلم،لاهتدى
    --------------
    التحقيق مع العوام صعب، و لا يكادون ينتفعون بمر الحق
    -------------
    قال أحمد بن حنبل رحمة الله عليه: من ضيق علم الرجل أن يقلد في دينه الرجال
    -------------
    و المقصود أن تعلم أن الشرع تام كامل، فإن رزقت فهمًا له، فأنت تتبع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وتترك بنيات الطريق، ولا تقلد في دينك الرجال، فإن فعلت، فإنك لا تحتاج إلى وصية أخرى.
    واحذر جمود النقلة، و انبساط المتكلمين، وجموح المتزهدين، و شره أهل الهوى، و وقوف العلماء على صورة العلم من غير عمل، وعمل المتعبدين بغير علم.
    و من أيده الله تعالى بلطفه، رزقه الفهم، وأخرجه عن ربقة التقليد، و جعله أمة وحده في زمانه، لا يبالي بمن عبث، و لا يلتفت إلى من لام، قد سلم زمامه إلى دليل واضح السبيل
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  17. #77
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب

    من روائع ابن الجوزي:
    و كل ما يظن من الدنيا سراب وعمارتها وإن حسنت صورتها خراب
    ومجيئها إلى مجيبها ذهاب ومن خاض الماء الغمر لم يجزع من بلل كما أن من دخل بين الصفين لم يخل من وجل
    والعجب لمن يده في سلة الأفاعي كيف ينكر اللسع وأعجب منه من يطلب من المطبوع على الضر التمنع
    ---------------------
    ولولا أن الدنيا دار ابتلاء لم تعتور الأمراض والأكدار ولم يضيق العيش على الأنبياء والأخيار ولقد لزق بهم البلاء وعدموا الراحة
    ولو خلقت الدنيا للذة لم يبخس حظ المؤمن منها
    ----------------------
    واعلم أنه إذا هذب الآمر نفسه أثر قوله إما في زوال المنكر أو في إنكسار المذنب أو إلقاء الهيبة له في القلوب
    ---------------------
    تنبهوا يا نيام كم ضيعتم من عام الدنيا كلها منام وأحلى ما فيها أحلام غير أن عقل الشيخ بالهوى غلام
    -----------------------
    يا صاحب الخطايا لست معنا يا مقبلا على الهوى ما أنت عندنا ضاعت حيلي في تحصيل قلبك إشتدت حيرتي في تلافي أمرك
    واعجبا أخوفك عواقب الأمور وما تتوب و أشرح لك أحوال الصالحين وما تؤوب و متى سقطت شهوة العليل دنا الموت
    قد أوقدت نار المواعظ إلى جانب كسلك ونفس عزيمتك شديد البرودة و قد اتفق الأطباء على أن النفس البارد في المرض الحاد دليل الهلاك
    --------------------------
    الأيام طرق الجد و الساعات ركائب المجد و أيام العافية أوقات تستدرك و أحيانا السلامة تنادي من جد أدرك
    -------------------------
    كم صاح بك واعظ و ما تسمع و كم حصلت ما يكفي و ما تقنع لقد استقرضك مولاك مالك فمالك تجمع و ضمن أن نبت الحبة سبع مائة و ما تزرع تشتغل عن القرآن المنزل و تستمع من مغن يتغزل
    ------------------------
    أخواني الموت مقاتل يقصد المقاتل فما ينفعك أن تقاتل
    -----------------------
    كان بعض النجارين يبيع الخشب و كان عنده قطعة أبنوس ملقاة تحت الخشب فاشتريت منه فدخل دار الملك بعد مدة فإذا بها قد جعلت سريرا للملك فوقف متعجبا و قال لقد كنت لا اعبأ بهذه فكيف وصلت إلى هذا المقام ؟
    فهتف به لسان المفهم نائبا عنها كم صبرت على ضرب الفؤوس ونشر المناشير حتى بلغت إلى هذا المقام
    ----------------------
    كم قدم إلى القبور قادم كلهم على فراش الندم نادم
    -----------------------
    يا من أنفاسه محفوظة و أعماله ملحوظة أينفق العمر النفيس في نيل الهوى الخسيس
    ---------------------------
    إلى كم تقول سأتوب ألم يخجل اللسان الكذوب
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  18. #78
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب


    من كلام ابن القيم / الفوائد:
    التوبة من الذنب كشرب الدواء للعليل ورب علة كانت سبب الصحة
    لعل عتبك محمود عواقبه ... وربما صحت الأجساد بالعلل
    لولا تقدير الذنب هلك ابن آدم من العجب
    ذنب يذل به أحب إليه من طاعة يدل بها عليه
    شمعة النصر انما تنزل في شمعدان الانكسار
    لا يكرم العبد نفسه بمثل اهانتها ولا يعزها بمثل ذلها ولا يريحها بمثل تعبها كما قيل :
    سأتعب نفسي أو أصادف راحة ... فان هوان النفس في كرم النفس
    ولا يشبعها بمثل جوعها ولا يؤمنها بمثل خوفها ولا يؤنسها بمثل وحشتها من كل ما سوى فاطرها وبارئها ولا يحييها بمثل اماتتها كما قيل
    موت النفوس جياتها ... من شاء أن يحيا يموت
    -------------------
    شراب الهوى حلو و لكنه يورث الشرق
    من تذكر خنق الفخ هان عليه هجران الحبة
    يا معرقلا في شرك الهوى جمزة عزم و قد خرقت الشبكة
    ---------------------
    لا بد من نفوذ القدر فاجنح للسلم
    ------------------
    لله ملك السموات والارض واستقرض منك حبة فبخلت بها
    و خلق سبعة ابحر وأحب منك دمعة فقحطت عينك بها
    ---------------------
    اطلاق البصر ينقش قي القلب صورة المنظور والقلب كعبة والمعبود لا يرضى بمزاحمة الأصنام
    ----------------------
    اشتغل به في الحياة يكفك ما بعد الموت
    -----------------------
    يا منفقا بضاعة العمر في مخالفة حبيبه و البعد منه ليس في أعدائك أضر عليك منك
    ----------------------
    سبحان الله ظاهرك متجمل بلباس التقوى و باطنك باطية لخمر الهوى فكلما طيبت الثوب فاحت رائحة المسكر من تحته فتباعد منك الصادقون وانحاز اليك الفاسقون
    ------------------------
    كيف يسلم من له زوجة لا ترحمه وولد لا يعذره وجار لا يأمنه وصاحب لا ينصحه وشريك لا ينصفه وعدو لا ينام عن معاداته ونفس أمارة بالسوء ودنيا متزينة وهوى مرد وشهوة غالبة له وغضب قاهر وشيطان مزين وضعف مستول عليه
    فإن تولاه الله وجذبه اليه انقهرت له هذه كلها وإن تخلى عنه ووكله الى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة
    ----------------------
    ما مضى من الدنيا أحلام وما بقى منها أماني والوقت ضائع بينهما
    -----------------------
    اقشعرت الأرض وأظلمت السماء وظهر الفساد في البر والبحر من ظلم الفجرة
    وذهبت البركات وقلت الخيرات وهزلت الوحوش وتكدرت الحياة من فسق الظلمة
    وبكي ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة وشكا الكرام الكاتبون والمعقبات الى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبايح وهذا والله منذر بسيل عذاب قد انعقد غمامه ومؤذن بليل بلاء قد ادلهم ظلامه
    فاعتزلوا عن طريق هذا السبيل بتوبة نصوح ما دامت التوبة ممكنة وبابها مفتوح وكأنكم بالباب وقد أغلق وبالرهن وقد غلق وبالجناح وقد علق
    (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) /الشعراء


    .............يتبع...
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  19. #79
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب




    من كلام ابن القيم / الفوائد:
    العمر بآخره و العمل بخاتمته
    من أحدث قبل السلام بطل ما مضى من صلاته و من أفطر قبل غروب الشمس ذهب صيامه ضائعا ومن أساء في آخر عمره لقى ربه بذلك الوجه
    لو قدمت لقمه وجدتها و لكن يؤذيك الشره
    كم جاء الثواب يسعى إليك فوقف بالباب فرده بواب (سوف) و (لعل )و (عسى)
    --------------------------
    قال بعض الزهاد :ما علمت أن أحدا سمع بالجنة و النار تأتي عليه ساعة لا يطيع الله فيها بذكر أو صلاة أو قراة أو إحسان
    فقال له رجل :إني أكثر البكاء
    فقال: انك أن تضحك و أنت مقر بخطيئتك خير من أن تبكي و أنت مدل بعملك ,و إن المدل لا يصعد عمله فوق رأسه
    فقال: أوصني
    فقال :دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخره لأهلها, و كن فى الدنيا كالنحلة إن أكلت أكلت طيبا وإن أطعمت أطعمت طيبا وإن سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه .
    ---------------------------------------
    العجب ممن تعرض له حاجة فيصرف رغبته و همته فيها الي الله ليقضيها له و لا يتصدى للسؤال لحياة قلبه من موت الجهل و الإعراض و شفائه من داء الشهوات و الشبهات
    و لكن اذا مات القلب لم يشعر بمعصيته .
    ------------------------------------
    من عرف نفسه اشتغل باصلاحها عن عيوب الناس
    من عرف ربه اشتغل به عن هوى نفسه
    أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالاخلاص و عن نفسك بشهود المنة فلا ترى فيه نفسك ولا ترى الخلق .
    -------------------------------------
    أجمع العارفون على أن كل خير فأصله توفيق الله للعبد وكل شر فأصله خذلانه لعبده
    و أجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك الله إلى نفسك و أن الخذلان أن يخلي بينك وبين نفسك
    --------------------------------
    خوف المخلوق و رجاؤه أحد أسباب الحرمان و نزول المكروه بمن يرجوه ويخافه
    فانه على قدر خوفك من غير الله يسلط عليك
    و على قدر رجائك لغيره يكون الحرمان
    و هذا حال الخلق أجمعه و إن ذهب عن أكثرهم علما وحالا فما شاء الله كان ولا بد وما لم يشأ لم يكن و لو اتفقت عليه الخليقة .
    .............يتبع...


    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  20. #80
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب


    من كلام ابن القيم / الفوائد:


    من لم يورثه التعمير و طول البقاء إصلاح معائبه و تدارك فارطه و اغتنام بقية أنفاسه فيعمل على حياة قلبه وحصول النعيم المقيم و إلا فلا خير له في حياته .
    -----------------
    الطالب الصادق في طلبه كما خرب شيء من ذاته جعله عمارة لقلبه و روحه
    و كلما نقص شيء من دنياه جعله زيادة في آخرته
    و كلما منع شيئا من لذات دنياه جعله زيادة في لذات آخرته
    و كلما ناله هم أو حزن أو غم جعله في أفراح آخرته .
    ------------------
    يالها بصيرة عمياء جزعت من صبر ساعة و احتملت ذل الأبد سافرت في طلب الدنيا و هى عنها زائلة و قعدت عن السفر الى الآخرة و هي إليها راحلة
    اذا رأيت الرجل يشتري الخسيس بالنفيس و يبيع العظيم بالحقير فاعلم بانه سفيه
    --------------
    عامة مصالح النفوس في مكروهاتها كما أن عامة مضارها و أسباب هلكتها في محبوباتها
    --------------
    اعلم أن العبد إنما يقطع منازل السير إلى الله بقلبه و همته لا ببدنه
    و التقوى في الحقيقة تقوى القلوب لا تقوى الجوارح
    --------------
    العقول المؤيدة بالتوفيق ترى أن ما جاء به الرسول هو الحق الموافق للعقل و الحكمة
    و العقول المضروبة بالخذلان ترى المعارضة بين العقل و النقل و بين الحكمة و الشرع
    ---------------------
    الاصول التي تبنى عليها سعادة العبد ثلاثة و لكل واحد منها ضد فمن فقد ذلك الاصل حصل علي ضده
    التوحيد و ضده الشرك
    و السنة و ضدها البدعة
    و الطاعة و ضدها المعصية
    و لهذه الثلاثة ضد واحد و هو خلو القلب من الرغبة فى الله وفيما عنده و من الرهبة منه و مما عنده
    --------------------
    أغبى الناس من ضل في آخر سفره و قد قارب المنزل
    ------------------------
    ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب و البعد عن الله
    اذا قسي القلب قحطت العين
    البدن اذا مرض لم ينفع فيه الطعام و الشراب فكذلك القلب اذا مرض بالشهوات لم تنجع فيه المواعظ
    شغلوا قلوبهم بالدنيا و لو شغلوها بالله و الدار الآخرة لجالت فى معاني كلامه و آياته المشهودة ورجعت الي أصحابها بغرائب الحكم وطرف الفوائد


    .............يتبع...


    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •