الموضوع: جزء في تخريج أحاديث خصال النفاق أعاذنا الله منه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدلان الجزائري

2/ سنان بن سعد
.......
ورواه ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا وعد فلا يخلف.
أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (181) ثنا عباس بن محمد الدوري ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا ليث به
.......

حديث يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد فاتك جماعة من الذين خرجوه

ولفظه " تقبلوا لي بست أتقبل لكم الجنة قالوا وما هن قال إذا حدث أحدكم فلا يكذب إذا وعد فلا يخلف إذا ائتمن فلا يخن غضوا أبصاركم كفوا أيديكم احفظوا فروجكم ".

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن بن شيخنا

حديث يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد فاتك جماعة من الذين خرجوه

ولفظه " تقبلوا لي بست أتقبل لكم الجنة قالوا وما هن قال إذا حدث أحدكم فلا يكذب إذا وعد فلا يخلف إذا ائتمن فلا يخن غضوا أبصاركم كفوا أيديكم احفظوا فروجكم ".

جزاكم الله خيرا عبد الرحمن وأعجب من ذلك أني خرجته حديثا مفردا منذ زمن وما أدري لم فصلت بينهما وترجمة سنان مختصرة منه
وهذا صدر التخريج قبل توثيقه
روى ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « تقبلوا لي بست أتقبل لكم بالجنة قالوا وما هي ( يا رسول الله ) ؟ قال إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا وعد فلا يخلف وإذا ائتمن فلا يخن وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم واحفظوا فروجكم »
ورواه عن ليث جماعة
1/ يونس بن محمد
أخرجه ابن أبي شيبة كما في إتحاف الخيرة وعنه أبو يعلى في المسند
وأخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق موضعين وفي مكارمها ثنا الدوري قالا ثنا يونس بن محمد ثنا ليث بن سعد به وإحدى روايتي مساوئ الأخلاق مختصرة

2/ يحيى بن إسحاق السيلحيني
أخرجه أحمد بن منيع كما في إتحاف الخيرة وعنه ابن أبي الدنيا في الصمت ثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني ثنا الليث بن سعد به البوصيري لم يسق لفظه ورواية ابن أبي الدنيا مختصرة

3/ عاصم بن علي
أخرجه ابن عدي في الكامل ثنا محمد بن يحيى المروزي
وأخرجه ابن بشران في أماليه نا دعلج بن أحمد بن دعلج ثنا السدوسي عمر بن حفص قالا ثنا عاصم بن علي ثنا ليث بن سعد به

4/ شعيب بن الليث
أخرجه الحاكم في المستدرك ثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا شعيب بن الليث بن سعد ثنا الليث به

5/ قتيبة بن سعيد
أخرجه البيهقي في الشعب نا زيد بن أبي هاشم بالكوفة أنا أبو جعفر بن دحيم نا محمد بن الحسن الحنيني
وأخرجه الخطيب في موضحه نا محمد بن عبد الله التغلبي ثنا أحمد بن سلمان النجاد ثنا إبراهيم الحربي قالا ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد به

تنبيه : ورد في رواية الخطيب " سعيد بن سنان " بياء بين العين والدال

6/ عيسى بن حماد
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق عبد الوهاب بن الحسن الكلابي ثنا عبد الله بن عتاب هو ابن الزفتي نا عيسى بن حماد زغبة ثنا الليث بن سعد به

قال ابن عساكر : هذا بقول الليث بن سعد وقال عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد وقال ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب سعيد بن سنان بزيادته والله أعلم بالصواب اهـ

فهؤلاء ستة يونس بن محمد ويحيى بن إسحاق وعاصم بن علي وشعيب بن الليث وقتيبة بن سعيد وعيسى بن حماد رووه عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله سلم



وخالفهم عبد الله بن يوسف فرواه عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن يسار عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « تكفلوا لي ستا ...

أقول : بارك الله فيكم والحديث يحتاج إلى ترتيب وتوثيق ولعلي أفرده بموضوع لأن فيه بعض الطول والله أعلم

وبارك الله فيك أخي الفاضل

ملاحظة :
أقول :
الذي أعتقده أن حديث عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب
ليس هو حديث الليث عنه
وإنما هما حديثان مختلفان وعمروا بن الحارث من كبار الحفاظ ويحتمل منه السند وإن كان له غرائب ويكفيه قول عبد الله بن وهب " ما رأيت أحدا أحفظ منه ولو بقي لنا ما احتجنا إلى مالك بن أنس "

وقولك
ورواه ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا وعد فلا يخلف.

يعني قطعا أنه إختصار لحديث عمرو بن الحارث أو هو رواية بالمعنى له وليس الأمر كذلك
وإنماهو إختصار لحديث الليث نفسه
وقد رواه الخرائطي كاملا في مواضع بنفس السند وبالمتن كاملا
فقال :
حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري ، ثنا يونس بن محمد المؤدب ، ثنا ليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سعد بن سنان ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تقبلوا لي بست ، أتقبل لكم بالجنة " . قالوا : وما هي ؟ قال : " إذا حدث أحدكم فلا يكذب ، وإذا وعد فلا يخلف ، وإذا اؤتمن فلا يخن ، وغضوا أبصاركم ، واحفظوا فروجكم ، وكفوا أيديكم " .

وقال : في موضع آخر
حدثنا الدوري ، ثنا يونس بن محمد المؤدب ، ثنا ليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سعد بن سنان ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " تقبلوا لي بست أتقبل لكم الجنة " ، قالوا : وما هي ؟ قال : " إذا حدث أحدكم فلا يكذب ، ووعد فلا يخلف ، وإذا اؤتمن فلا يخن ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم ، واحفظوا فروجكم "

وقال : في موضع آخر
حدثنا عباس بن محمد ، حدثنا يونس بن محمد المؤدب ، حدثنا ليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سعد بن سنان ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تقبلوا لي ستا أتقبل لكم الجنة " ، قالوا : وما هي ؟ ، قال : " إذا حدث أحدكم فلا يكذب ، وإذا وعد فلا يخلف ، وإذا اؤتمن فلا يخن ، وغضوا أبصاركم ، واحفظوا فروجكم ، وكفوا أيديكم ".

ثم إن حديث الليث روي عن عدد من الصحابة بألفاظ متقاربة كما تعلم .

ولا يصح أن يكون رواية بالمعنى لحديث النفاق أو إختصارا له ولا حتى شاهدا له لمن تمعن النظر

وحسن منك أنك كنت خرجته منفردا

والله الموفق .

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل عبد الرحمن الآن ذكرت لما فصلت بينهما لأني قدرتهما حديثين لاختلف لفظيهما وضعف أن يكون أحدهما اختصارا للآخر واللفظان أصلان لهما شواهد
وقولي هنا " ورواه ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا وعد فلا يخلف.
أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (181) ثنا عباس بن محمد الدوري ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا ليث به
هو من الإلحاقات فهذا الموضع أضفتها حديثا عند توثيق التخريج عفلت عنه وكأني ظفرت بجديد فالله المستعان وعلى كل شكر الله لك وزادك فهما وتوفيقا وسدادا في هذا العلم

6/ جابر بن عبد الله وله عن ثلاث طرق
1/ عبادة بن الوليد
رواه شبابة بن سوار ثنا يوسف بن الخطاب المدني عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاث في المنافق إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان
ورواه عن شبابة جماعة
1/ أبو جعفر بن المنادي
أخرجه ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (689) والخرائطي في مكارم الأخلاق[1] (190) والدينوري في المجالسة (3464) ثلاثتهم قالوا ثنا أبو جعفر بن المنادي محمد بن أبي داود ثنا شبابة بن سوار به

شبابة بن سوار ثقة حافظ لكنه كان مرجئا
والسند إليه جيد أبو جعفر بن المنادي هو محمد بن عبيد الله البغدادي قال أبو حاتم صدوق ونقل ابن عقدة عن أحمد توثيقه

2/ محمد بن عبد الرحيم
أخرجه الطبراني في الأوسط (7916) ثنا محمود
وأخرجه الدارقطني في المؤتلف (2/903) ثنا الحسين بن إسماعيل قالا ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاعقة ثنا شبابة بن سوار به

أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاعقة أحد الثقات الحفاظ
والسندان إليه صحيحان محمود شيخ الطبراني هو ابن علي أبو حامد الأصفهاني ثقة قال أبو نعيم شيخ ثقة صدوق وشيخ الدارقطني هو أبو عبد الله المحاملي أحد الثقات الحفاظ

3/ إبراهيم بن سعيد
أخرجه البزار كما في كشف الأستار (87)
وأخرجه أبو نعيم في صفة النفاق (40) ثنا محمد بن جعفر ثنا إبراهيم الحربي قالا ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا شبابة بن سوار عن يوسف بن الخطاب به

إبراهيم بن سعيد هو أبو إسحاق الجوهري أحد الحفاظ

[1] و(197) وفي مساوئ الأخلاق (138) (293)

فهؤلاء ثلاثة[1] أبو جعفر بن المنادي وصاعقة وإبراهيم بن سعيد رووه عن شبابة بن سوار عن يوسف بن الخطاب المدني عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال البزار: وهذا لا نعلمه يروى عن جابر إلا من هذا الوجه ويوسف مجهول
وقال الطبراني : لا يروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد تفرد به شبابة

وهذا إسناد ضعيف
يوسف بن الخطاب ذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو حاتم والبزار يوسف مجهول وقد اختلف في اسمه أبيه هل هو حطاب بالحاء المهملة كما ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل والدارقطني في المؤتلف والمختلف أو أنه بالخاء المعجمة كما ذكره ابن حبان في الثقات وقد ذكره الذهبي في الميزان في موضعين الأول بالخاء المعجمة والثاني بالحاء المهملة وقال والظاهر أن الخطاب بخاء معجمة والله أعلم

[1] وعلقه عن شبابة أيضا البخاري في التاريخ الكبير (8/385)

2/ عطاء بن أبي رباح
أخرجه الطبري في التفسير (16999)[1] ثني القاسم بن بشر بن معروف
وأخرجه العقيلي في الضعفاء (5625) ثناه محمد بن إسماعيل
وأخرجه ابن عدي في الكامل (7/323) ثنا أحمد بن محمد بن نصر القاضي ثني يحيى بن سلم بن عبد ربه
وأخرجه أبو علي بن شاذان في جزء من حديثه (76) [ثنا أبو عمرو السماك] ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد
وأخرجه أبو نعيم في صفة النفاق (56) ثنا أبو يعقوب السهمي ثنا عبد الله بن محمد ثنا حاجب بن سليمان
وأخرجه الخطيب في موضحه (1/39) ناه علي بن أحمد بن عمر المقرئ نا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه نا الحسن بن مكرم البزار ستتهم قالوا ثنا شبابة قال حدثنا محمد المحرم قال سمعت الحسن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان فقلت للحسن يا أبا سعيد ( آلله ) لئن كان لرجل علي دين فلقيني فتقاضاني وليس عندي وخفت أن يحبسني ويهلكني ( يهلك عيالي ) فوعدته أن أقضيه رأس الهلال فلم أفعل أمنافق أنا ؟ قال هكذا جاء الحديث ثم حدث عن عبد الله بن عمرو أن أباه لما حضره الموت قال زوجوا فلانا فإني وعدته أن أزوجه لا ألقى الله بثلث النفاق قال قلت يا أبا سعيد ويكون ثلث الرجل منافقا وثلثاه مؤمن ؟ قال هكذا جاء الحديث قال فحججت فلقيت عطاء بن أبي رباح فأخبرته الحديث الذي سمعته من الحسن وبالذي قلت له وقال لي فقال لي أعجزت أن تقول له أخبرني عن إخوة يوسف عليه السلام ألم يعدوا أباهم فأخلفوه وحدثوه فكذبوه وائتمنهم فخانوه أفمنافقين كانوا ؟ ألم يكونوا أنبياء ؟ أبوهم نبي وجدهم نبي ؟ قال فقلت لعطاء يا أبا محمد حدثني بأصل النفاق وبأصل هذا الحديث فقال حدثني جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما قال هذا الحديث في المنافقين خاصة الذين حدثوا النبي فكذبوه وائتمنهم على سره فخانوه ووعدوه أن يخرجوا معه في الغزو فأخلفوه قال وخرج أبو سفيان من مكة فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا فاخرجوا إليه واكتموا قال فكتب رجل من المنافقين إليه إن محمدا يريدكم فخذوا حذركم فأنزل الله ( لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) وأنزل في المنافقين (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله) إلى (فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) فإذا لقيت الحسن فأقرئه السلام وأخبره بأصل هذا الحديث وبما قلت لك قال فقدمت على الحسن فقلت يا أبا سعيد إن أخاك عطاء يقرئك السلام فأخبرته بالحديث الذي حدث وما قال لي فأخذ الحسن بيدي فأشالها وقال يا أهل العراق أعجزتم أن تكونوا مثل هذا ؟ سمع مني حديثا فلم يقبله حتى استنبط أصله صدق عطاء هكذا الحديث وهذا في المنافقين خاصة "
ومن طريق أبي بكر الفقيه أخرجه اللالكائي في الاعتقاد (1880)

قال العقيلي : ولا يعرف إلا به
وقال الدارقطني في الغرائب كما في أطرافه (1/ 310) : تفرد به محمد المحرم عن عطاء وفيه قول الحسن وله قصة

وهذا إسناد منكر والخبر باطل
محمد المحرم قال العقيلي ولا يعرف إلا به قال البخاري في التاريخ الكبير منكر الحديث وأشار إلى حديثه هذا فقال إذا وعد أخلف سمع منه شبابة وقال ابن معين محمد المحرم ليس بشيء وقال أبو داود ليس بثقة وقال ابن عدي هو قليل الحديث ومقدار ماله لا يتابع عليه وقال الأزدي محمد المحرم عن عطاء بن أبي رباح له حديث طويل منكر وقال ابن ماكولا وأما محرم بضم الميم وسكون الحاء المهملة وكسر الراء فهو محمد المحرم عن عطاء بن أبي رباح له حديث منكر وذكر ابن حبان في الثقات !

[1] و(15922) مختصرا

تنبيه : ظاهر صنيع البخاري وابن أبي حاتم وابن عدي التفريق بين صاحب حديثنا وبين محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير إذ ترجموا لكل منهما ترجمة مستقلة ولم ينبهوا على أنهما واحد وقد سوى بينهما ابن مهدي وأبو داود والخطيب وهو ظاهر صنيع العقيلي وهو أصح والله أعلم

قال العقيلي : محمد المحرم عن عطاء والحسن فرق البخاري بينه وبين محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وقال ابن مهدي هما واحد ... وحدثني الحسين بن عبد الله الذارع ثنا أبو داود ثنا علي بن نصر عن علي بن المديني ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال كان محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير يقال له المحرم فكان له سمة وهيئة فقال لي رجل لا تنظر إلى هيئته فإنه من أكذب الناس قال ثم قام إليه فقال كيف حديث عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم باع مصحفا فقال حدثني عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم باع مصحفا

وقال الخطيب في موضحه : ومحمد المحرم هو محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وليس بغيره كذلك ذكر عبد الرحمن بن مهدي ثم ساق بسنده إلى العقيلي حكاية ابن مهدي معه ثم قال نا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي نا محمد بن عدي بن زحر البصري في كتابه ثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سئل أبو داود سليمان بن الأشعث عن محمد المحرم فقال ليس بثقة هو محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير قال عبد الرحمن بن مهدي قال لي رجل لا تنظر إلى سمته فهو من أكذب الناس

وترجم الذهبي في الميزان لمحمد بن عبد الله فقال : محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكي ويقال له محمد المحرم وجزم بأنه المحرم في المغني فقال محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ضعفوه وبعضهم تركه وهو محمد المحرم وقال أيضا محمد المحرم هو ابن عبد الله بن عبيد الله الليثي واه وقال في التنقيح محمد بن عبد الله هو المحرم واه.

وسوى بينهما الحافظ في اللسان فقال : محمد المحرم ذكره ابن عدي في الكامل فساق له ترجمته وهو محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكي قد تقدمت ترجمته وكرره ابن عدي مرتين

الخلاصة أن خمسة سووا بينهما ابن مهدي وأبو داود والخطيب وبعدهم الذهبي وابن حجر وهو الصحيح والله أعلم

وهاك ترجمة محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي لتعلم قيمة روايته هذه قال مسلم في مقدمة الصحيح وحدثني عبد الرحمن بن بشر العبدي قال سمعت يحيى بن سعيد القطان ذكر عنده محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي فضعفه جدا فقيل ليحيى أضعف من يعقوب بن عطاء ؟ قال نعم ثم قال ما كنت أرى أن أحدا يروي عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وقال البخاري في التاريخ الأوسط منكر الحديث وقال في التاريخ الكبير ليس بذاك الثقة وقال ابن معين ليس حديثه بشيء وقال أبو حاتم ليس بذاك الثقة ضعيف الحديث وذكره أبو زرعة في الضعفاء وقال كما في الجرح والتعديل لين الحديث وقال مرة ليس بقوي وقال النسائي متروك الحديث مكي وقال ابن عمار ضعيف وقال الجوزجاني كان فيما حدثت عن ابن مهدي يروي مرفوعا وأستغفر الله أن أذكر رسوله إلا بالحق باع مصحفا فيمن يزيد وقال الدارقطني متروك وقال مرة ضعيف وقال ابن حبان كان ممن يقلب الأسانيد من حيث لا يفهم من سوء حفظه فلما فحش ذلك منه استحق مجانبته

تنبيه نبيه :
ترجم ابن أبي حاتم لراو آخر وهو محمد بن عمر المحرم فقال : روى عن عطاء روى عنه شبابة وأبو توبة الربيع بن نافع سمعت أبي يقول ذلك نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول محمد بن عمر المحرم ليس حديثه بشيء قال سألت أبي عن محمد بن عمر المحرم فقال ضعيف الحديث واهي الحديث

وترجم له الحافظ في اللسان ثم ذكر خلاصة قول ابن أبي حاتم وعقب عليه قائلا : ومحمد هذا هو ابن عبيد الله بن عبيد بن عمير الذي تقدم فقوله ابن عمر خطأ ولعله رأى رواية نسب فيها لجده الأعلى عمير فتصحف بعمر فجعله الحافظ صاحب روايتنا أيضا

الخلاصة أن محمدا المحرم هذا منكر الحديث واه كذبه بعضهم وروايته هذه منكرة واهية وقد حكم بكذبها الحافظ ابن رجب فقال في جامع العلوم والحكم (2/480) : وهذا الحديث[1] قد حمله طائفة ممن يميل إلى الإرجاء على المنافقين الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم حدثوا النبي صلى الله عليه وسلم فكذبوه وائتمنهم على سره فخانوه ووعدوه أن يخرجوا معه في الغزو فأخلفوه وقد روى محمد المحرم هذا التأويل عن عطاء وأنه قال حدثني به جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر أن الحسن رجع إلى قول عطاء هذا لما بلغه عنه وهذا كذب والمحرم شيخ كذاب معروف بالكذب
وقد روي عن عطاء من وجهين آخرين ضعيفين أنه أنكر على الحسن قوله : ثلاث من كن فيه فهو منافق وقال قد حدث إخوة يوسف فكذبوا ووعدوا فأخلفوا وائتمنوا فخانوا ولم يكونوا منافقين وهذا لا يصح عن عطاء والحسن لم يقل هذا من عنده وإنما بلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم فالحديث ثابت عنه صلى الله عليه وسلم لا شك في ثبوته وصحته اهـ

أقول : لله در الحافظ ابن رجب من إمام محدث ناقد فقيه وسياتي التعليق على الوجهين الآخرين إن شاء الله تعالى

[1] مراده حديث ابن عمرو " أربع من كن فيه كان منافقا "

3/ أبو سفيان
أخرجه أبو يعلى كما في إتحاف الخيرة (1/ 160) وعنه ابن حبان في الصحيح (256)
وأخرجه الآبنوسي في مشيخته (81) نا محمد بن الحسن ثنا عبد الله قالا ثنا أبو الربيع ثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

قال الدارقطني في الغرائب أطرفه (1/340) : تفرد به أبو الربيع الزهراني عن جرير عن الأعمش عنه وهو غريب من حديث الأعمش

أقول : تقدم أن جريرا رواه عن الأعمش على أوجه أصحها قول من قال الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

الخلاصة أن لهذا الحديث عن جابر ثلاث طرق
1/ طريق شبابة بن سوار عن يوسف بن الخطاب المدني عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاث في المنافق إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان "

وإسناده ضعيف لأن يوسف بن الخطاب مجهول

2/ طريق شبابة بن سوار عن محمد المحرم قال قلت لعطاء يا أبا محمد حدثني بأصل النفاق وبأصل هذا الحديث فقال حدثني جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

وإسناده تالف كما تقدم

3/ طريق جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم

وهذا إسناد غير محفوظ



بقي التعليق على الوجهين الآخرين المرويين في إنكار عطاء على الحسن فنظرة إلى ميسرة والله الموفق

تنبيه : تقدم أن الحافظ ابن رجب قال : روي إنكار عطاء على الحسن قوله ثلاث من كن فيه فهو منافق من وجهين ضعيفين

أقول : قد ظفرت بحمد الله بهذين الوجهين
1/ أخرجه العقيلي في الضعفاء في ترجمة عبد العزيز بن أبي رواد المرجئ (3/6) ثنا محمد بن إسماعيل ثنا الحسن بن علي ثنا أبو صالح الفراء ثنا يوسف بن أسباط قال : كنت يوما عند عبد العزيز بن أبي رواد قال فقال أخبر عطاء عن الحسن أنه كان يقول ثلاث من كن فيه فهو منافق فقال عطاء رحمه الله أبا سعيد قد حدث إخوة يوسف فكذبوا ووعدوا فأخلفوا وائتمنوا فخانوا فمنافقين كانوا قال فصحت بهم صيحة قال قلت أنت سمعت هذا من عطاء ؟ قال فاصفر لونه

2/ ذكره ابن أبي حاتم في كتاب العلل فقال (6/95) : وسألت أبي عن حديث رواه أبو هارون البكاء عن الليث بن سعد عن الأسود بن أبي الوضاح قال كتب عطاء بن أبي رباح إلى الحسن بن أبي الحسن بلغني أنك تقول ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صلى وصام إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وإن لم يكن فيه إلا خصلة واحدة كانت فيه خصلة من النفاق فقد كذب إخوة يوسف وخانوا وغدروا ولم يسمهم الله منافقين
قال أبي : وهم أبو هارون في هذا الحديث حدثنا أبو صالح كاتب الليث عن الليث عن [الأسوار][1] بن أبي الوضاح

الأسوار بن أبي الوضاح ذكره البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا عنه روايا غير الليث ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا وليس بالأسود بن أبي الوضاح وقد غلط فيه أبو هارون كما قال أبو حاتم وقد الناقد الصيرفي ابن رجب : وقد روي عن عطاء من وجهين آخرين ضعيفين أنه أنكر على الحسن قوله : ثلاث من كن فيه فهو منافق وقال قد حدث إخوة يوسف فكذبوا ووعدوا فأخلفوا وائتمنوا فخانوا ولم يكونوا منافقين وهذا لا يصح عن عطاء

[1] قال محققو العلل : في جميع النسخ "الأسود" ...

وقول ابن رجب : والحسن لم يقل هذا من عنده وإنما بلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم فالحديث ثابت عنه صلى الله عليه وسلم لا شك في ثبوته وصحته

أقول : نعم لم يقله الحسن من عنده وقد صح الحديث عن النبي من غير وجه بذلك وصح عن الحسن أنه أرسله عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم
قال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم ( مؤمن ) إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان "
ورواه عن الحسن جماعة
1/ جرير بن حازم
أخرجه ابن وهب في جامعه (510) ني جرير بن حازم قال سمعت الحسن بن أبي الحسن به
ومن طريق ابن وهب اخرجه ابن أبي زمنين في أصول السنة (166)

2/ قتادة السدوسي
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (20191) عن معمر
وأخرجه الطبري في التفسير (16989) ثنا بشر ثنا يزيد ثنا سعيد قالا عن قتادة عن الحسن به

3/ يونس بن عبيد
أخرجه الفريابي في صفة النفاق (21) ثنا عمرو بن علي ثنا يزيد بن زريع
وأخرجه الخلال في السنة للخلال (1652) ني عبد الملك ثنا أبو عبد الله ثنا ابن أبي عدي قالا ثنا يونس بن عبيد عن الحسن به

4/ يعقوب
أخرجه الطبري في التفسير (17000) ثني يعقوب ثنا ابن علية قال نا يعقوب عن الحسن به

يعقوب هذا يحتمل أنه ابن القعقاع الخراساني فقد ذكروا له رواية عن الحسن لكن لا أعلم أن ابن علية روا عنه فالله أعلم

5/ حبيب بن الشهيد
أخرجه أحمد في المسند (10925) ثنا الحسن
وأخرجه ابن حبان في الصحيح (257) نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا أبو نصر التمار قالا ثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد عن الحسن به
ومن طريق أبي نصر أخرجه أخرجه أبو نعيم في صفة النفاق (ص 69) لكن وقع في روايته وحدثت عن الحسن

فهؤلاء خمسة جرير بن حازم وقتادة ويونس بن عبيد ويعقوب وحبيب بن الشهيد رووه عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وهذا إسناد مرسل صحيح له شواهد تدل على صحة مخرجه والله أعلم


يتبع إن شاء الله تعالى بحديث سلمان الفارسي وزيد بن أرقم

7/ سلمان الفارسي وزيد بن أرقم
ولفظ الحديث " دخل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من خلال المنافق إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان فخرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما ثقيلان فلقيهما علي فقال لهما ما لي أراكما ثقيلين ؟ قالا حديثا سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال المنافق إذا حدث كذب وإذا ائتمن خان وإذا وعد أخلف فقال علي أفلا سألتماه ؟ فقالا هبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكني سأسأله فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقيني أبو بكر وعمر وهما ثقيلان ثم ذكر ما قالا فقال قد حدثتهما ولم أضعه على الموضع الذي يضعونه ولكن المنافق الذي إذا حدث وهو يحدث نفسه أنه يكذب وإذا وعد وهو يحدث نفسه أنه يخلف وإذا ائتمن وهو يحدث نفسه أنه يخون "

هذا الحديث رواه علي بن عبد الأعلى واختلف عنه فرواه مهران بن أبي عمر عن علي بن عبد الأعلى عن أبي النعمان عن أبي الوقاص عن سلمان الفارسي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أخرجه البزار في المسند (2544)
وأخرجه الطبراني في الكبير (6186) ثنا أحمد بن زهير التستري قالا ثنا يوسف بن موسى نا مهران بن أبي عمر نا علي بن عبد الأعلى به
ومن طريق الطبراني أحرجه المزي في تهذيب الكمال (34/351)

وتابع مهران حكام بن سلم حكاه عنه ابن أبي حاتم[1] والدارقطني في كتابي العلل ولم أقف عليه موصولا

فهذان اثنان مهران وحكام روياه عن علي بن عبد الأعلى عن أبي النعمان عن أبي الوقاص عن سلمان الفارسي

[1] ذكر من طريق الفيض بن وثيق عنه لكن لم يرد في إسناده أبو وقاص والأقرب أنه سقط لا اختلاف والله أعلم

ورواه عن علي إبراهيم بن طهمان واختلف عنه فرواه أبو عامر العقدي عن إبراهيم بن طهمان عن علي بن عبد الأعلى عن أبي النعمان عن أبي وقاص عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " إذا وعد أحدكم أخاه فلم يف ولم يجئ إلى الميعاد فلا إثم عليه "
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (9/79) وأبو داود في السنن (4995)
وأخرجه الطبراني في الكبير (5080) ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي وزكريا بن يحيى الساجي
وأخرجه اللالكائي في الاعتقاد (1582) أنا أحمد بن عبيد أنا علي بن عبد الله بن مبشر خمستهم قالوا ثنا محمد بن المثنى ثنا أبو عامر ثنا إبراهيم بن طهمان به
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (20838) وفي الآداب (307) ومن طريق الطبراني أخرجه المزي في تهذيب الكمال (34/350)

وتابع ابن المثنى فيما وقفت عليه اثنان
1/ محمد بن بشار
أخرجه الترمذي في الجامع (2633) ثنا محمد بن بشار ثنا أبو عامر ثنا إبراهيم بن طهمان به

2/ حاتم بن بكر
أخرجه البيهقي في الشعب (4055) نا أبو عبد الله الحافظ نا أبو الطيب محمد بن عبد الله الشعيري ثنا إبراهيم بن مخلد البلخي ثنا حاتم بن بكر بن غيلان ثنا أبو عامر العقدي ثنا إبراهيم بن طهمان به

وقد ذكر أبو حاتم كما في العلل لابنه (6/ 67) أن الرازيين رووه على هذا الوجه كرواية ابن طهمان وسيأتي قوله

فهؤلاء ثلاثة محمد بن المثنى ومحمد بن بشار وحاتم بن بكر رووه عن أبي عامر العقدي عن إبراهيم بن طهمان عن علي بن عبد الأعلى عن أبي النعمان عن أبي وقاص عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وخالف أبا عامر معن بن عيسى القزاز فرواه عن إبراهيم بن طهمان عن علي بن عبد الأعلى عن زيد بن أرقم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يذكر واسطة بين علي وزيد بن أرقم
أخرجه اللالكائي في الاعتقاد (1881) أنا عبد الرحمن بن محمد بن حمدان[1] نا عبد الله بن محمد الأشقر نا يعقوب الدورقي نا موسى بن إبراهيم نا معن بن عيسى القزاز نا إبراهيم بن طهمان به

وقال الشيخ في الضعيفة : ورواه الضياء المقدسي في "جزء من حديثه" (142/ 1) عن موسى بن إسحاق حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار حدثنا معن بن عيسى عن إبراهيم بن طهمان به

ورواه المعافى بن عمران عن إبراهيم بن طهمان عن إبراهيم بن فلان أو عبد الأعلى بن فلان عن زيد بن أرقم عن الرسول صلى الله عليه وسلم
أخرجه الخطيب في الجامع (1179) أنا محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل التككي أنا أحمد بن جعفر بن حمدان نا إبراهيم بن إسحاق الحربي نا سريج بن النعمان نا معافى عن إبراهيم به

أقول : لم يحفظ المعافى اسم شيخ ابن طهمان وهو علي بن عبد الأعلى لكنه تابع معنا في عدم ذكر الواسطة

فهذان اثنان معن بن عيسى والمعافى بن عمران روياه عن إبراهيم بن طهمان عن علي بن عبد الأعلى عن زيد بن أرقم

وقال الدارقطني في الغرائب أطرافه (1/ 394) : تفرد به خالد بن عمرو عن إبراهيم بن طهمان عن علي بن عبد الأعلى عن النعمان بن المنذر عن أبي وقاص يعني عن زيد بن أرقم

خالد بن عمرو لم أعرفه وقد تفرد به من هذا الوجه فلعله لم يحفظ اسم أبي النعمان فقال النعمان بن المنذر والله أعلم

أقول : وهذا وجه ثالث روي عن ابن طهمان والوجه الثاني قريب من الوجه الأول فلعل إبراهيم كان يرسله عن زيد بن أرقم وأصح هذه الأوجه قول أبي عامر العقدي عن إبراهيم بن طهمان عن علي بن عبد الأعلى عن أبي النعمان عن أبي وقاص عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فقد قال ابن أبي حاتم في علل الحديث (6/ 67) : قال أبي يرويه الرازيون وإبراهيم بن طهمان عن علي بن عبد الأعلى عن أبي النعمان عن أبي وقاص عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

أقول : قد تابع الرازيون ابن طهمان على قول أبي عامر عنه وهذا يقوي هذا الوجه ويرجحه

وخلاصة القول أن علي بن عبد الأعلى روى هذا الحديث على وجهين فقال مهران وحكام عن علي بن عبد الأعلى عن أبي النعمان عن أبي الوقاص عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وقال الرازيون وإبراهيم بن طهمان عن علي بن عبد الأعلى عن أبي النعمان عن أبي وقاص عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

أقول : وهذا الاضطراب الأشبه أنه من علي بن عبد الأعلى وعلي هذا هو أبو الحسن الثعلبي الكوفي الأحول قال أحمد والنسائي ليس به بأس ووثقه البخاري والترمذي وقال أبو حاتم ليس بقوي وقال الدارقطني ليس بالقوي وقال مرة ليس بالقوي عندهم

قال ابن أبي حاتم في العلل (6/66) : وسألت أبي عن حديث رواه الفيض بن الوثيق عن حكام الرازي عن علي بن عبد الأعلى عن أبي النعمان[2] عن سلمان قال خرج أبو بكر وعمر من عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستقبلهما علي وهما يقبلان فقال علي ما لي أراكما فقالا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول من علامة المنافق إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان
قال أبي : يرويه الرازيون وإبراهيم بن طهمان عن علي بن عبد الأعلى عن أبي النعمان عن أبي وقاص عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من وعد رجلا أن يأتيه ومن نيته أن يأتيه فلم يأته فليس بمخلف
قلت أيهما أصح ؟ قال : الحديثان مضطربان وفي الإسناد مجهولان أبو النعمان وأبو الوقاص

وقال الدارقطني في العلل (1/ 185) : هو حديث يرويه علي بن عبد الأعلى الثعلبي واختلف عنه فرواه حكام بن سلم عن علي بن عبد الأعلى عن أبي نعمان عن أبي وقاص عن سلمان
ورواه إبراهيم بن طهمان عن علي بن عبد الأعلى فأسنده عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم
وأبو النعمان مجهول وعلي بن عبد الأعلى ليس بالقوي والحديث مضطرب غير ثابت وقيل إن أبا النعمان هو الحارث بن حصيرة[3] والله أعلم
وقال الترمذي : هذا حديث غريب وليس إسناده بالقوي علي بن عبد الأعلى ثقة ولا يعرف أبو النعمان ولا أبو وقاص وهما مجهولان

[1] هو ابن خيران لا ابن حمدان
[2] الظاهر أن أبا وقاص سقط من الإسناد لأن الدارقطني حكى رواية حكام هذه على الجادة
[3] الحارث بن حصيرة هذا شيعي غال في التشيع كان يؤمن بالرجعة وهذا الحديث المخرج فيه منقبة ظاهرة لعلي على الشيخين ولئن كان أبو النعمان راوي هذا الحديث هو ابن حصيرة إن هذه الرواية منكرة باطلة والله أعلم

تنبيه : قد خرج الشيخ في الضعيفة (9/362) هذا الحديث من رواية الضياء المقدسي في "جزء من حديثه" (142/ 1) عن موسى بن إسحاق حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار حدثنا معن بن عيسى عن إبراهيم بن طهمان وضعفه

ثم قال : وهذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري غير علي بن عبد الأعلى - وهو الثعلبي - قال الحافظ : " صدوق ربما وهم من السادسة " فليس له رواية عن الصحابة فهو منقطع وموسى بن إسحاق هو الأنصاري الخطمي قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 135) : " كتبت عنه وهو ثقة صدوق "

أقول : هذا الحديث ليس حديثا مستقلا وإنما هو وجه من وجهي الاختلاف على علي بن عبد الأعلى وقد اضطرب علي في هذا الحديث كما حكيناه عنه فكان الأولى أن يخرج مع أصله كما فعل الشيخ في موضع آخر من الضعيفة

وقال الشيخ أيضا عند تخريج أصل هذا الحديث في موضع آخر من الضعيفة (3/346) : ثم إن فيه علة أخرى وهي تفرد ابن عبد الأعلى وقد قال فيه الذهبي : " صويلح الحديث وقال أبو حاتم ليس بقوي وقال أحمد والنسائي ليس به بأس" وقال في " الكاشف " : " صدوق قال أبو حاتم ليس بالقوي " وقال الحافظ : " صدوق ربما وهم "
قلت : فمثله يترشح ليكون حسنا فإذا توبع من مثله جزم بحسنه ولكنه تفرد به كما جزم بذلك الذهبي في " الميزان " وقد اختلف عليه في إسناده فرواه مهران عنه بإسناده المتقدم وخالفه إبراهيم بن طهمان عنه عن أبي النعمان عن أبي وقاص عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أن يفي له فلم يف ولم يجىء للميعاد فلا إثم عليه " .
أخرجه أبو داود ( 4995 ) و الترمذي ( 2635 ) و قال : " حديث غريب وليس إسناده بالقوي علي بن عبد الأعلى ثقة ولا يعرف أبو النعمان ولا أبو وقاص وهما مجهولان "
ولعل رواية ابن طهمان أصح من رواية ابن أبي عمر وهو العطار الرازي فإن الأول أخرج له الشيخان وقال فيه الحافظ : " ثقة يغرب " والآخر لم يخرج له الشيخان شيئا وقال فيه الحافظ : " صدوق له أوهام سيء الحفظ " ! وجملة القول أن الحديث ضعيف للجهالة والاضطراب اهـ

أقول : كلام الشيخ سديد وخلاصة حكمه على الحديث موافقة لحكم من تقدمه من الأيمة كما مضى لكن لي تعقيبان على كلامه
1/ لم يذكر الشيخ توثيق البخاري والترمذي لعلي بن عبد الأعلى وهو في التهذيب للحافظ ولا شك أن مثل هذا التوثيق مما يرفع حال علي وروايته

2/ قوله " ولعل رواية ابن طهمان أصح من رواية ابن أبي عمر وهو العطار الرازي فإن الأول أخرج له الشيخان وقال فيه الحافظ : " ثقة يغرب " والآخر لم يخرج له الشيخان شيئا وقال فيه الحافظ : " صدوق له أوهام سيء الحفظ "

أقول : ترجيح رواية ابن طهمان على رواية مهران يكون وجيها لو لم يتابع مهران وقد تقدم أن حكام بن سلم وهو ثقة قد تابعه وهذا يبين أن الوهم والاضطراب من علي بن عبد الأعلى نفسه لا ممن دونه وبذلك أعله بعض الأيمة كما تقدم

الخلاصة أن هذا الحديث غير ثابت لجهالة بعض رواته وللاضطراب الذي فيه وقد ضعفه بذلك الترمذي وأبو حاتم الرازي والدارقطني والله أعلم

وقد خالف هؤلاء الأيمة الحافظ في الفتح فقال : وفي الطبراني في حديث طويل ما يشهد له ففيه من حديث سلمان " إذا وعد وهو يحدث نفسه أنه يخلف " وكذا قال في باقي الخصال وإسناده لا بأس به ليس فيهم من أجمع على تركه وهو عند أبي داود والترمذي من حديث زيد بن أرقم مختصر بلفظ " إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أن يفي له فلم يف فلا إثم عليه " اهـ

أقول : هذا سهو من الحافظ لعله ما استحضر حال الحديث وحال بعض رواته وقد قال الشيخ في الضعيفة رادا على كلام الحافظ هذا : يكفي في ضعف السند أن يكون فيه مجهول واحد فكيف وهما مجهولان ؟ ! فلعل الحافظ نسي أو لم يستحضر الجهالة التي اعترف بها في " التقريب " فكون السند سالما ممن أجمع على تركه لا يستلزم القول بأنه لا بأس بإسناده كما لا يخفى على العارفين بهذا العلم ولذلك ضعف الحديث الترمذي اهـ

أقول : وضعفه أبو حاتم والدارقطني أيضا كما مضى والله أعلم

يتبع إن شاء الله تعالى بحديث أبي سعيد الخدري

8/ أبو سعيد الخدري
أخرجه الطبراني في الأوسط (2950) وعنه أبو نعيم في صفة النفاق (51) ثنا إبراهيم بن أحمد الواسطي
وأخرجه أبو نعيم في صفة النفاق (51) ثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان قالا نا محمد بن أبان الواسطي نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أعلام المنافق إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمنته خانك "

قال الطبراني : لم يروه عن زيد إلا ابنه عبد الرحمن ولا يروى عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه

وهذا إسناد واه
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعفه ابن المديني جدا وقال ابن معين ليس حديثه بشيء وضعفه أحمد والنسائي وأبو زرعة وقال أبو حاتم ليس بقوي في الحديث كان في نفسه صالحا وفي الحديث واهيا