تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

  1. #1

    Exclamation الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    كتاب قيم جمعه الشيخ الفاضل حمد بن إبراهيم العثمان

    صدر عن الدار الأثرية

    مقدمة الشخ حمد بن إبراهيم العثمان
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صصص ، وبعد :
    فإن الجهاد عبادة وطاعة وفضيلة ، وهو ذروة سنام الإسلام ، وقيام الأولين بهذا الجهاد بشروطه الشرعية واضح ، فسيرة النبي صصص وأصحابه عطرة في جهادهم كسيرتهم في السلم رضي الله عنهم جميعا .
    بسبب هذه السيرة العطرة ولزوم الشرع في جهادهم لم يغدروا ، ولم يفجروا ، ولم يظلموا ، أظهرهم الله عدوهم ، وحفظت ديار المسلمين ، ولم يكن أحد منهم فتنة للذين كفروا .
    لا أحد يستطيع أن يعطل الجهاد ، والرؤوس الجهال يشغبون بأهل الحق بدعوى تعطيل الجهاد وهذا شنشنة معروفة فالجهاد ليس بفوضى وشورطه لم نخترعها الآن بل توارثها العلماء والمجاهدون توراثوها بالإلتزامها عمليا في ميدان المعركة وتوارثوها علميا بتدوينها في مصنفاتهم حتى لا يكاد يخلو كتاب فقهي من ذكر شروط وضوابط الجهاد أهل الإيمان أهل ورع عن الدماء المحرمة كما قال الرسول صصص أعف الناس قتلة أهل الإيمان لكن خلفت خلوف تسفك الدماء الحرام وتباهي بغدرها وفجورها ونيلها حتى من النيل من النساء والصبيا فالحاجة داعية لبيان المفهوم الشرعي الحقيقي للجهاد وبيان معناه الشامل وبيان أفضل أنواع ورتب الجهاد وذلك حتى لا تهدر جهود القائمين بأعلى رتب الجهاد ولتطمئن نفوس هؤلاء المجاهدين .
    ويعلموا أن ما هم أخذون به هو أعلى الرتب وأنه بسبب جهادهم زاحموا أهل الباطل ودفعوا عن الأمة الإسلامية شرور التغريب والبدع والضلالات والشبهات وبهذا يتبين فساد من ظن أن الجهاد كان منقطعا وغائبا عن حياة المسلمين وأن ما ينادي ( الفريضة الغائبة) وانحراف في إحياء سنة الخوارج (الإغتيالات ) باسم الجهاد الأمة الإسلامية أصيبت بنكبات كبيرة وحلت بها شرور عظيمة بسبب تهورات أوقوام ليس لهم حق اختيار متى تقاتل الأمة عدوخا وكيف تقاتله وأين تقاتله ؟
    جنى هؤلاء على الأمة الإسلامية جناية عظيمة فاستباح الكفار بسبب تهورات هؤلاء ديار المسلمين كافة إلا ما شاء الله وآلت الأمور إلى شرور أعظم من الشرور التي كانت تحتملها قبل تهورات القوم فعدد الأراضي المحتلة باتت أكثر والوجود الأجنبي خصوصا العسكري زاد في ديار المسلمين وأصاب الأعمال الدعوية والإغاثية التضييق لمستوى لم يعهد له مثيل من قبل ما نراه ونقرأه ونسمعه إنما هي ممارسات خاطئة وكبائر مهلكة تقدم لأبنائنا على أنها الطريق إلى الجنة كقتال المعاهدين رأينا بعضهم لا يتقي الله فيما يرى أنه (جهاد) فيغدر بدعوى الخدعة في الحرب وفرق بين الغدر والخدعة معلوم يتعامى عنه هؤلاء أو يغدرون فجورا لرقة دينهم أو يركبون جهلا لأن رؤسائهم جهال لا يعرفون بطلب العلم رأينا من هؤلاء استباحة الدماء المعصومة من قصد قتل النساء والصبيان والرجال الذين لا يقاتلون بغير مسوغ بدعوى التبيت والقصد إلى قتل النساء والرجالو الصبيان من المسلمين بدعوى التترس زعموا .
    وصنف آخر من الشباب استفاد منهم أعداء الإسلام فصارت طاقتهم وأوقاتهم وعقولهم منصرفة إل أضعاف أوطانهم وتدمير إقتصادهم وزعزعة أمنهم يخربون بيوتهم بأيديهم ، قاموا بما عجز عنه العدو الخارجي الذي فرح بهؤلاء الشباب الخارجين عن جماعتهم فقال الأعداء (كفينا بغيرنا) كذلك رأينا من يبرر أفعال هؤلاء الشنيعة ويتأول لها ورأينا من يحرض أبناء المسلمين للذهاب بما يسمى المواقع الجهادية وهو أول القاعدين .
    ورأينا من جعل الجهاد فوضى وتحايل بإسقاط بعض شروطه حتى خبب الأبناء على والديهم وصار يسوغ للشباب الذهاب لما يسمى (المواقع الجهادية) بدون رضى وإذن والديهم لأن الشهاد تكفر كل الذنوب إلا الدين هكذا افتروا رأينا كذلك من يريد للأمة أن تقاتل تحت رايات عمية متغافلا عن أهداف حملة هذه الرايات العمية التي تريد إفساد عقيدة أهل جزيرة العرب ومصر فإذا تمكن من احتلال قلوبهم بتغيير عقائدهم صارت أراضيه تبعا لذلك طوعا الاحتلال من أجل هذا كله وغيره رأيت أ أساهم شيء من المفاهيم المنحرفة التي ألصقت بالجهاد زورا عسى أن تتظافر جهود سائر إخواننا طلبة العلم والمشايخ والعلماء لدرء الشر عن الأمة ولترشيد أبنائها وهديتها إلى الحق وصراط مستقيم .
    ولا يفوتني في هذا المقام أن أتقدم بالشكر الجزيل للوالد العلامة المحدث عبدالمحسن العباد البدر لتفضله بقراءة بعض مباحث الكتاب حسب ما سمحت به ظروفه والشكر موصول للأخ الشيخ عبدالمالك رمضاني لقرائته هذه المباحث على فضيلة الشيخ ونقله لملاحظات الشيخ التي أبداها لي جزاه الله خيرا وكما أتقدم بالشكر الجزيل لشيخنا العلامة فضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي على ما أكرمني به من قراءة عملية للكتاب وما أفادني به من ملاحظات ثم تقريظه للكتاب سائلا المولى عز وجل أن يبارك في جهود علمائنا ومشايخنا وأن يوفق شباب الأمة لمشاورتهم والإستفادة من علومهم وخبراتهم إنه سميع مجيب والحمدلله رب العالمين .اهــ
    وقسم فضيلته الكتاب لأربعة أبواب وتحت كل باب فصول :
    الباب الأول : مفهوم الجهاد وأنواعه وأحكامه والمفاضلة بينه وبين سائر الفروض
    الباب الثاني : شروط الجهاد وأحكام الهجرة
    الباب الثالث : آداب الجهاد ومقاصده وأسباب النصر
    الباب الرابع :أحكام الأمان والعهد والجزية والصلح والخديعة
    لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله & عارٌ عليك إذا فعلت عظيم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    142

    افتراضي رد: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    جزاك الله خيراً أخي الكريم على الموضوع الرائع .
    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    113

    افتراضي رد: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    جزاك الله خيراً
    {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }
    { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }

  4. #4

    افتراضي رد: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    يرفع للتذكير
    لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله & عارٌ عليك إذا فعلت عظيم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    86

    افتراضي رد: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    إذا ترتب على الجهاد رد من العدو؟


    أولا: لقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر يريد عير قريش، إذاً لقد كان هدفه ضربة للعدو عسكرية واقتصادية ولنتأمل هذه الغزوة:

    فلقد كان من المحتمل بل من شبه المؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم حين يغير على قافلة قريش التجارية أنه سيكون ردها عنيفاً قاسياً لأنها لا تحتمل المساس بتجارتها واقتصادها.. ويؤيد ذلك الواقع حيث استنفرت قريش قوتها ورجالها للذود عن تلك القافلة وخرجت بخيلها وخيلائها لتؤدب من هموا بذلك، مع هذا كله ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم يدرك ذلك فهل اعتبره مانعاً من تنفيذ تلك العملية؟!
    بل إن غزوة أحد ما هي _ في الحقيقة _ إلا رد فعل من قريش على غزوة بدر وقد كانوا ينوون اجتياح المدينة، وحصلت المصيبة في هذه الغزوة على المسلمين فهل نزل العتاب من السماء على تعجل المسلمين في بدر وجرهم العدو إليهم؟! أم أن العتاب كان على معصية القائد والتعجل إلى الدنيا؟!
    وإذا كان المسلمون انتصروا في بدر فإنهم لم يكونوا يقطعون بهذه النتيجة فلو كانوا أصيبوا فهل كان ذلك ليغير الحكم في أصل خروجهم للعير بمعنى أن يقال: إنهم إذاً جروا قريشا لمعركة لا يكافئونهم فيها وأثاروها عليهم وتعجلوا في ذلك؟! والشيء نفسه يقال في غزوة حنين وتبوك وكذلك مؤتة.

    ثانيا: إن هذا المنطق وهو خشية أن يجر عمل من أعمال الجهاد ردة فعل عنيفة من العدو قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تعطيل كثير من مظاهر الجهاد بل حتى الجهاد بالكلمة والقلم والنصح والبيان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

    فما من عملٍ من تلك الأعمال التي لا يحبها الكافرون أو الجاهلون والمعرضون إلا ويقابلها ردة فعل منهم تتفاوت شدةً وضعفاً، وإذا علم العدو الكافر أو المخالف الجاهل أن هذا الحس وهو خشية ردة الفعل يسيطر على أهل الحق فإنه سيشيع الإرهاب الفكري وبث الرعب ويشجع على ترسيخ هذا الإحساس حتى يبني له سياجاً دفاعياً لا يكلفه سوى حملات إعلامية إضافة إلى بعض التأديبات التي تؤكد أن ردة فعله قوية.

    ومن أخذ بهذا المنطق المشار إليه يلزمه أن لا يؤيد أي عمل في فلسطين لأن ردة الفعل اليهودية عنيفة والأمثلة كثيرة تقع كل يوم فما من عملية للمجاهدين في الأرض المقدسة يقتل فيها يهودي واحد أو يجرح إلا ويقابلها قصف عنيف ربما يسقط به عشرات وتضييق على العمّال الفلسطينين وغير ذلك.
    وهكذا كل عمل من هذا القبيل، ولئن كان هذا المثال (فلسطين) يناقش به الإسلاميون فإنه حجة أيضاً على القوميين فما من عمل من أعمال المقاومة (المشروعة) -كما يسمونها - إلا وهي من جنس أعمال الحادي عشر بل ولا ترقى أن تكون مثلها من حيث المكاسب.
    وكذلك الحال في الجهاد القائم في أفغانستان من الثلة المؤمنة ضد قوى الكفر ومن تحالف معهم فإنها مقاومة مشروعة على وفق جميع القوانين، وبمثال فلسطين يناقش كل من يؤيد قضية فلسطين من الحكومات التي تزايد عليها فما يجوز في حق اليهود ويشرع ويؤيد ويدعم فأولى به من وراء يهود وهو رأس الأفعى اليهودية الغاشمة.

    ثالثاً: لمَ نقيس الأمور بنتائجها الآنية الظاهرة؟! وإنما الميزان القسط هو تقييم أصل العمل إن كان مستوفياً للشروط وليس يضيره بعد ذلك أن لا يحقق الهدف منه.

    إن القياس بالنتائج فحسب ليس من شأن المؤمنين الذين يعلمون أن النتائج بيد الله تعالى وما على العبد إلا أن يجتهد ويتحرى ومن ذلك الاستفادة والاعتبار من التجارب السابقة والمشاورة بين أهل الخبرة في ذلك ثم يعزم ويتوكل على الله تعالى كما قال سبحانه (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين (فإذا أخذ المؤمن بذلك فإنه قد اجتهد فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد، وأما أن يقال بعد ذلك إن عملك حين لم يؤد النتيجة المطلوبة أو ترتب عليه مفسدة معينة فهو خطأ في أصله وتعجل فإن هذا خلل في التقييم والميزان، والله تعالى يقول: (وإذا قلتم فاعدلوا)، ويقول: (وزنوا بالقسطاس المستقيم) ويقول (ولا تبخسوا الناس أشياءهم).

    والله تعالى قال لنبيه الذي يتنزل عليه الوحي صلى الله عليه وسلم: (إن عليك إلا البلاغ)، وقال: (إن أنت إلا نذير)، وقال: (وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب).

    قال الطبري رحمه الله [13/ 172]: (يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ وإما نرينك يا محمد في حياتك بعض الذي نعد هؤلاء المشركين بالله من العقاب على كفرهم أو نتوفينك قبل أن نريك ذلك فإنما عليك أن تنتهي إلى طاعة ربك فيما أمرك به من تبليغهم رسالته) اهـ

    وقال سبحانه: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، والآيات في أن العبد ليس عليه إلا ما أمر به وليس عليه النتيجة كثيرة.

    وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ورأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد).
    فهل يا ترى مثل هؤلاء الأنبياء عليهم السلام يمكن أن يخطر على بال مسلم أنهم قصروا في الأخذ بالأسباب في دعوتهم؟! حاشاهم وربي من ذلك.

    وإذا هزم المسلم وانكسر وابتلي بقتل أو كلم أو أسر فهذا هو شأن الجهاد ولا ينبغي أن يعد ذلك من خطأ الأصل ما دام مبنيا على أسس صحيحة.

    والله تعالى يقول: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهدآء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين)، فذلك كله من حِكم الجهاد ومن مراد الله تعالى فيه فما لنا نختزل كل ذلك في النصر الأرضي العاجل؟!
    وهذه الآيات من سورة آل عمران لنا معها وقفات إن شاء الله لعظم ما فيها من المعاني التي قد نغفل عنها.
    وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من غازية تغزوا في سبيل الله فتغنم وتسلم إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم وما من غازية تهزم وتصاب إلا تم أجورهم).

    ولعل البعض حين سمع ببعض الأخبار من قتل بعض المجاهدين أو أسرهم أو حتى تعرض بعض العوائل للأذى والقصف والتشريد أصابه من الأسف والحزن ما قد أنساه بعض تلك المعاني المشار إليها وربما أوقعه ذلك في الوقيعة فيمن لا سبيل له عليه.
    نعم إن القلب ليتقطع أسى وألما حين يبلغ المسلم خبر إصابة لأخيه أو أخته وإن دقت، لكن لا ينبغي بحال أن ننسى ما في هذه الآيات والأحاديث من البيان الجلي للمعاني العالية التي علينا أن نتعلق بها وأن ما يصيب هؤلاء هو بإذن الله من الاصطفاء واتخاذ الشهداء أو الابتلاء الذي تمحص به الذنوب وترفع به الدرجات ويعتز به الإسلام.

    وقد كان النساء يجاهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مع احتمال أسرهن وقتلهن، وفي صحيح مسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه قصة أسر امرأة من المسلمين.

    ونبشر المسلمين أن نساء المجاهدين هن بأنفسهن مجاهدات محتسبات قد تربين على احتمال كل احتمال بعد الاستعانة بالله تعالى، ونسأل الله أن يحفظهن وأن يربط على قلوبهن وأن ينزل عليهن السكينة وأن يزيدهن قوة وثباتا واحتسابا وأجرا كريما.
    وهكذا كل من ينفر للجهاد عليه أن يربي نفسه ويوطنها على احتمال المتغيرات وأن يجعل في حسابه جميع التوقعات وأن يكون لديه من مدد الإيمان والتوكل وشيء من العلم ما يثبته في الملمات.
    ولو لاقيت ربك دون ذنب**وناقشك الحساب إذاً هلكتا
    ولم يظلمك في عمـلٍ ولكن**عسير أن تقوم بما حمـلـتا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    سياتل..ولاية واشنطن ..
    المشاركات
    977

    افتراضي رد: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    بوركت أخي مستور الحال...
    أنا الشمس في جو العلوم منيرة**ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
    إمام الأندلس المصمودي الظاهري

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    58

    افتراضي رد: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    من يريد للأمة أن تقاتل تحت رايات عمية /قول عجيب
    متى كان جهاد الدفع يشترط له راية وهل أبو بصيركان يقاتل كفار قريش براية هو ومن معه وجهاد الدفع لا يشترط له أي شرط كما ذكر ذلك شيخ الأسلام فااتقوا الله وإياكم والتلبيس على الناس
    والله ماعزذو باطل ولوكان القمر بين عينيه ولاذل ذو حق ولو أطبق العالم عليه

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    86

    افتراضي رد: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    سنكمل الكتاب الذي بدأناه لأنه يصب في أصل الموضوع فجزى الله شيخنا الشهيد خير الجزاء وأسكنه الفردوس الأعلى

    ومن النماذج التي تذكر في هذا الصدد:
    إحدى الأخوات العربيات في قندهار تعزم على زوجها وتستحلفه بالله أن إذا دخل في عملية استشهادية أن يصحبها معه لتعينه على الجهاد وتنال الشهادة معه في سبيل الله، فيكتب الله أن تقع قذيفة من قذائف "راعية السلام" و"حامية حقوق الإنسان "فتقتلهما جميعا، جمعهما الله في منازل الشهداء... آمين.
    وإذا كان هذا شأن المؤمنين فإن من صفات غيرهم أنهم تستخفهم النتائج ليلقوا باللآئمة على الأعمال التي أنتجتها والعاملين فيها.
    كما في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزىً لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحي ويميت والله بما تعملون بصير)، وقوله: (الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرأوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين)، وقوله جل ذكره: (وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيداً، ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً).

    من كسب المعركة؟


    على ضوء ما تقدم بيانه فيما سبق - وعلى فرض أن هجوم الحادي عشر كان من المجاهدين - فإن ذلك الهجوم الذي نفذ في أمريكا بالمنظور العسكري كسب للمبادرة في المعركة وهذا مهم لدى العسكريين وربما كان سبباً للانتصار في نظرهم، وهي حقاً مبادرة أربكت أمريكا بجميع أجهزتها وهدّت من معنويات شعبها وأورثتهم رعباً وهلعاً.

    وألجأتهم لاستعجال الخطط العسكرية والرد قبل استكمال التخطيط والتجهيز وقبل التهيئة الشعبية والسياسية الكافية وقبل رصد التوقعات المحتملة وغير ذلك، هذه واحدة.

    الثانية: أن ذاك الهجوم هو كسب للمعركة قبل خوضها.

    بمعنى أن أمريكا غاية ما ستفعله هو القضاء على من كان في أفغانستان من طالبان والعرب وذلك لا يوازي بحال ما حصل لها من كوارث وهزائم سياسية واقتصادية وأمنية جراء هجوم الحادي عشر، مع أن القضاء على من كان في أفغانستان لن يقضي على عداوة أمريكا في نفوس المسلمين ومنهم من يبيع نفسه لله من أجل حربها بل كلما أوغلت في تنفيذ حملتها العسكرية وما يتبعها من حملات مخابراتية وملاحقات مالية ضاعف ذلك من أعدائها وعِدائها وأجّج من عداوتها في النفوس.
    علماً أن المجاهدين يرون أن تأجيج عداوة أمريكا في نفوس المسلمين والدعوة إلى جهادها وبغضها والسعي إلى الإضرار بها يعد مربحاً يستحق التضحية من أجله، لأنه سيكون سبباً ولو بعد حين لجهاد أمريكا جهاداً شاملاً.

    الثالثة: أن هجوم الحادي عشر نجح في جر أمريكا إلى الأرض المطلوبة للمعركة حيث يحسنها المجاهدون ويجهلها الأمريكيون، وكل الخيارات المطروحة لأرض المعركة لا يمكن أن تكون أنسب من أفغانستان.
    ونجح الهجوم أيضاً في تحديد زمن المعركة.ونجح في إخراج أمريكا من الحرب المستترة والمتوارية ودعم هذا وذاك إلى خوضها المعركة بنفسها وظهورها للناس مسلمهم وكافرهم وهذا له آثاره من حيث إثارة عداوتها في نفوس المسلمين وكراهيتها وإذكاء روح الجهاد في قلوبهم مما قد لا يظهر في حروبها على المسلمين في أنواع أخرى وظهورها أيضاً أمام العالم كله بغطرستها وكبرياءها وهي تلاحق مجموعة من الناس في الجبال ثم لا تستطيع الآن لو هزمت - نسأل الله ذلك - أن تخفي هزيمتها وهي التي تقود المعركة بنفسها.

    وإنا لنطمع أن ينطبق على أمريكا هذه الآيات البينات الشافيات من سورة براءة والتي ختمت بالوعد بالنصر عليهم، يقول الله جل ذكره: (كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين * كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون * اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون * لا يرقبون في مؤمن إلاَّ ولا ذمة وأولئك هم المعتدون * فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون * وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون، ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين، قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين * ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم * أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون).

    1) (كيف يكون للمشركين عهد)؛ فهؤلاء الكفار ولا سيما أمريكا ذات المكر الكُبّار كيف يمكن أن يكون لها عهد وهي الناقضة الناكثة كما قال سبحانه: (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون، الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون).

    2) (كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة)؛ وهكذا أمر أمريكا ومن معها من الغرب الصليبي الحاقد إن يظهروا على المسلمين وينتصروا عليهم فو الله لن يرقبوا فيهم إلاً ولا ذمة والإلّ قيل هو اسم لله تعالى وقيل معناه العهد وقيل معناه القرابة ورجح ابن جرير رحمه الله أنه شامل لذلك كله وكذلك أمريكا لا تؤمن بالله تعالى ولا تراقبه ولا تراقب حرماته حتى على شريعتهم المحرفة ولا هي تراقب عهداً للمسلمين ولا أقرب الأقربين إليها.
    فأمريكا إن ظهرت والله وانتصرت لا قدر الله فوالله لن تراقب اتفاقاتها حتى مع الدول الصديقة ولن تراعي خدماتهم إياها بل ولا اعتذاراتهم فما بالهم لا يفقهون ذلك؟! وما لهم في نصرتها يسارعون؟! وعلى حتفهم يتعجلون؟

    3) (يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون)؛ لقد تظاهرت أمريكا بأنها لا تحارب الإسلام وتظاهرت بأنها تحترم الإسلام، وهكذا دول الغرب لكن قلوبهم تأبى ذلك أشد الإباء، وهم أرباب الفسق والفجور.

    4) (اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم سآء ما كانوا يعملون).
    قال الطبري رحمه الله في تفسيره [1/ 86]: (يقول جل ثناؤه ابتاع هؤلاء المشركون الذين أمركم الله أيها المؤمنون بقتلهم حيث وجدتموهم بتركهم اتباع ما احتج الله به عليهم من حججه يسيرا من العوض قليلا من عرض الدنيا) اهـ
    وهكذا أعرضت أمريكا عن منهج الله وتلاعبت حتى بالنصرانية مع تحريفها فما كانت النصرانية مهما حرفوها لتقر الإلحاد والجرائم والشذوذ؛ (في أمريكا فقط أكثر من عشرين مليون شاذ جنسيا انظر التبيان في كفر من أعان الأمريكان فقد جمع أمثلة كثيرة من فساد أمريكا وإفسادها موثقا).
    (فصدوا عن سبيله) فإنها لا تريد إسلاما إلا أمريكيا يتماشى مع مصالحها ومن ظن أن الحرية في الدعوة إلى الإسلام في أمريكا تدل على عدم صدها عن سبيل الله فقد حصر الصد في صورة واحدة وإنما الصد الحقيقي حين تحارب بكل ما تستطيع بمكرها وحلفائها وسلاحها كل تمكين إسلامي وما مثال البوسنة إلا من هذا الباب والأمثلة كثيرة.

    5) (لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمةً وأولئك هم المعتدون).
    قال ابن جرير رحمه الله: (يقول تعالى ذكره لا يتقي هؤلاء المشركون الذين أمرتكم أيها المؤمنون بقتلهم حيث وجدتموهم في قتل مؤمن لو قدورا عليه إلا ولا ذمة يقول فلا تبقوا عليهم أيها المؤمنون كما لا يبقون عليكم لو ظهروا عليكم(وألئك هم المعتدون)يقول المتجاوزون فيكم إلى ما ليس لهم بالظلم والاعتداء) اهـ
    وهكذا أمريكا كما تقدم في عدم مراعاتها العهود والمواثيق والاتفاقات والذمم، وهم دائماً في قائمة المتصدرين للاعتداء، (وأولئك هم المعتدون).

    6) (إن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون)، هكذا المؤمنون والمجاهدون يفرحون بمن يسلم من أي دولة أو وطن أو عرق ويعتبرونه أخاً لهم وكم جاهد في مواطن كثيرة مسلمون أمريكيون وحتى في هذه الحرب ولا زالوا ولله الحمد، فليست قضية المجاهدين انتقامية ولا انتقائية وليسوا طلاب سلطة أو حظوظ نفس كما يزعمون، هل من يطلب الدنيا يطلقها ويشتري الموت؟!
    إن المجاهدين يجتهدون أن يكون عملهم لله خالصاً لرفعة الدين وإعزاز أهله وليكون الدين كله لله ولتكون كلمة الله هي العليا فلو تحقق لهم ذلك بغير جهاد لرضوا ويجب أن يرضوا ويفرحوا وإذا دخل كافر في الإسلام أدخلوه في قلوبهم وفدوه بأرواحهم.

    7) (وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون)، هنا أمر من الله تعالى بمقاتلة الناكثين للعهد ومناجزتهم وقد قدمنا كثيراً ما يثبت نكث أمريكا للعهود لو كان لها عهود.
    (وطعنوا في دينكم)؛ ما أشد ما يطعنون في الإسلام، وأظهر الله ذلك على ألسنتهم فإن وسائل إعلامهم الآن تنضح بالحقد والطعن الجليّ على الإسلام وأهله.
    (فقاتلوا أئمة الكفر)؛ وأي إمام للكفر أعظم من أمريكا؟!
    (إنهم لا أيمان لهم)؛ فو الله لا أيمان لأمريكا أي لا عهود.
    (لعلهم ينتهون)؛ فو الله لن ينتهوا إلا بالجهاد وحينها يكف الله بأسهم ويضعف باطلهم وفكرهم وتخوى قواهم عجّل الله ذلك بمنه وكرمه.

    8) (ألا تقاتلون قوماً نكثوا)فالنكث من أمريكا ظاهر كما تقدم ثم هم قد بدأونا بالقتال في مواطن كثيرة ومن أقدمها فلسطين.
    (أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين)؛ فهذا استنكار من الله تعالى على المؤمنين كيف يخشون الكـفار؟!
    فلمَ نخاف من أمريكا ونخشاها وقد كانت قريش في قوتها وعزتها وإمامتها للعرب وأتباعهم إياها وغير ذلك بما يمكن تشبيهه الآن بأمريكا ومع ذلك يقول الله تعالى(أتخشونهم)؟ !
    وهذا الإنكار يجري على الدول وعلى الشعوب الإسلامية كيلا تخشى هذا الكافر.
    قال تعالى: (فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين).
    قال ابن جرير: (فالله أولى أن تخافوا عقوبته بترككم جهادهم، وتحذروا سخطه عليكم من هؤلاء المشركين الذين لا يملكون لكم ضراً ولا نفعاً إلا بإذن الله) اهـ

    9) (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليكم ويشف صدور قوم مؤمنين).
    قال ابن جرير [10/90]: ("يعذبهم الله بأيديكم" يقول: يقتلهم الله بأيديكم، "ويخزهم"؛ يقول: ويذلهم بالأسر والقهر، "وينصركم عليهم"؛ فيعطيكم الظفر عليهم والغلبة، "ويشف صدور قوم مؤمنين"؛ يقول: ويبرىء داء صدور قوم مؤمنين بالله ورسوله بقتل هؤلاء المشركين بأيديكم وإذلالكم وقهركم إياهم وذلك الداء هو ما كان في قلوبهم عليهم من الموجدة بما كانوا ينالونهم به من الأذى والمكروه) اهـ
    وهكذا والله أمريكا لئن قاتلناها مخلصين آخذين بما أمرنا الله تعالى ليعذبنها بأيدينا ويخزها وينصرنا عليها ويشف صدور قوم مؤمنين قد ذاقوا من ظلمها وتسلطها وكبريائها ما ذاقوه.

    10) (ويذهب غيظ قلوبهم)؛ إن جمرة الغيظ في قلوب المؤمنين لا تنطفئ حتى تنطفئ جذوة الصلف الأمريكي وتخمد نارهم.

    11) (أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون).

    قال الطبري [10/ 92]: (يقول تعالى ذكره للمؤمنين الذين أمرهم بقتال هؤلاء المشركين الذين نقضوا عهدهم الذي بينهم وبينه بقوله: "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم... الآية" حاضا على جهادهم، "أم حسبتم"؛ أيها المؤمنون أن يترككم الله بغير محنة يمتحنكم بها وبغير اختبار يختبركم به فيعرف الصادق منكم في دينه من الكاذب فيه، "ولما يعلم الله الذين جاهدوا"؛ يقول أحسبتم أن تتركوا بغير اختبار يعرف به أهل ولايته المجاهدين منكم في سبيله من المضيعين أمر الله في ذلك المفرطين، "ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله"؛ يقول ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم والذين لم يتخذوا من دون الله ولا من دون رسوله ولا من دون المؤمنين وليجة، هو الشيء يدخل في آخر غيره يقال منه ولج فلان في كذا يلجه فهو وليجة وإنما عنى بها في هذا الموضع البطانة من المشركين نهى الله المؤمنين أن يتخذوا من عدوهم من المشركين أولياء يفشون إليهم أسرارهم، "والله خبير بما تعملون"؛ يقول والله ذو خبرة بما تعملون من اتخاذكم من دون الله ودون رسوله والمؤمنين به أولياء وبطانة بعد ما قد نهاكم عنه لا يخفى ذلك عليه ولا غيره من أعمالكم والله مجازيكم على ذلك إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا...).

    ثم روى بسنده عن ابن وهب قال: (قال ابن زيد في قوله "أم حسبتم أن تتركوا إلى قوله وليجة"؛ قال: أبى أن يعدهم دون التمحيص وقرأ "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم"، وقرأ "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم... الآيات"، كلها أخبرهم أن لا يتركهم حتى يمحصهم ويختبرهم، وقرأ "الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون"؛ لا يختبرون، "ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"؛ أبى الله إلا أن يمحص) اهـ
    ولو لاقيت ربك دون ذنب**وناقشك الحساب إذاً هلكتا
    ولم يظلمك في عمـلٍ ولكن**عسير أن تقوم بما حمـلـتا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    86

    افتراضي رد: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    المجاهدون وقصة أبي بصير


    إن أقل الأحوال تجاه ما حدث وتجاه ما يحدث الآن في أفغانستان أن نعتبر الثلة المؤمنة المجاهدة في أفغانستان هي كحال أبي بصير رضي الله عنه ومن لحق به من المؤمنين حيث بلغوا سبعين رجلاً كانوا بالعيص على ساحل البحر يترصدون لعير قريش ينفذون عليها عملياتهم الجريئة.
    فما ذا كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم من أبي بصير رضي الله عنه ومجموعته؟!
    وخذ بالاعتبار قبل أن تعلم الجواب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أبرم عهداً مع قريش بوضع الحرب بينه وبينهم، وكفى بعهد النبي صلى الله عليه وسلم عهداً وميثاقاً.

    ثم إن قريشاً لم يظهر منها في وقت أبي بصير رضي الله عنه نقض للعهد أو الإخلال بشئ منه بخلاف حالنا الآن فإن عهودنا مع الكفار تحتاج إلى كثير من النظر من حيث أصلها ومن حيث الالتزام بها من قبل الكفار أنفسهم.
    ومع أن حال النبي صلى الله عليه وسلم مع الكفار كما وصفنا من قوة العهد بينه وبينهم ومن التزام الكفار حقيقة بالعهد وعدم الإخلال به إلا أن موقفه من أبي بصير رضي الله عنه لم يكن محاربته أو إعانة الكفار عليه بل العكس من ذلك.

    وإليكم القصة من البخاري: أخرج بسنده عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه، قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية... فذكر قصة الحديبية والاتفاق بطولها، وفي آخرها: (ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا: العهد الذي جعلت لنا فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا، فاستله الآخر فقال: أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت، فقال أبو بصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه منه فضربه حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه: لقد رأى هذا ذعرا، فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قتل والله صاحبي وإني لمقتول، فجاء أبو بصير فقال: يا نبي الله قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد، فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر، قال: وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة، فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشأم إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده بالله والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو آمن، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم... الحديث).

    وفي السيرة لابن هشام [3/449] بنحو قصة أبي بصير، وفيها: (وبلغ المسلمين الذين كانوا احتبسوا بمكة قولُ النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بصير: "ويل أمه محش حرب لو كان معه رجال"، فخرجوا إلى أبي بصير بالعيص فاجتمع إليه منهم قريب من سبعين رجلاً وقد ضيقوا على قريش لا يظفرون بأحد منهم إلا قتلوه، ولا تمر بهم عير إلا اقتطعوها...) اهـ ومعنى (محش) هي بمعنى مسعر أي موقد.

    يتجلى موقف النبي صلى الله عليه وسلم من أبي بصير ومن معه رضي الله عنهم فيما يلي:
    1) لم ينكر عليه قتله لمن جاءوا لأخذه، بل ولا حتى بكلمة عتابٍ له.
    2) لم يعتذر إلى قريش في ذلك، ولم يتفاوض معهم حتى في تعويض للقتيل (الدية).
    3) لم يمسك بأبي بصير ويحبسه عنده لظهور هذا العمل (الإرهابي) منه أو خوفاً من أن يشوّه صورة
    4) الإسلام أو ينسب إلى المسلمين نقض العهد مع احتمال هذا الأخير لملابسات الواقعة0
    5) لم يسلّم أبا بصير بنفسه بأن بعثه مخفوراً برجال من الصحابة إلى قريش، بل هو أصلاً لم يرسله إلا لما بعثت قريش بمن يأتي به، ثم لما ظهر منه القتل لم يرسله أيضاً.
    6) لقد ألمح النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن له دوراً يمكن أن يؤديه، وكأنها رسالة أيضاً إلى المستضعفين من المسلمين بمكة ممن أسلم بعد صلح الحديبية حيث قال: (لو كان معه رجال)، ولهذا جاءت صريحة في رواية ابن هشام وأن تلك المقولة كانت سبباً لالتحاق أولئك المسلمين الجدد بأبي بصير رضي الله عنه.
    7) لقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم تلك العصابة المؤمنة بقيادة أبي بصير تؤدي ما تراه من جهاد دون أن يعارضهم بشئ أو يستنكر عليهم أو يعتذر لقريش من فعلهم أو يحذر من اللحوق بهم أو يصمهم بالتعجل والافتيات عليه أو غير ذلك.
    8) لم يصدر النبي صلى الله عليه وسلم أمراً بمنع مساعدة أبي بصير رضي الله عنه ودعمه والوقوف معه والدعاء له، ولم يُصدر تحذيرا منه وممن يتعاطف بل تركه وما ندب نفسه له.
    والسبب في تلك المواقف يرجع إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر أن هؤلاء لم يدخلوا في سلطته باعتراف قريش وبنص الاتفاق الذي وفّى به النبي صلى الله عليه وسلم، فليس له عليهم من سبيل من حيث سلطة الدولة وليسوا محسوبين عليه أيضاً فلا يتحمل ما يصدر منهم ولم يكن بحاجة إلى أن يحمل نفسه تبعات ذلك.
    ولكنه عليه الصلاة والسلام لم يكن كذلك كارهاً لفعلهم وليس هذا بنقضٍ للاتفاق فإن قريشاً تعلم أنه عدو لهم وهو يعلم أنهم عدو له وما كان الاتفاق والعهد ليرفع العداوة أبداً ولا ليمنع أن يتمنى كل طرف هلكة الآخر ويفرح بما يصيبه.
    وهذا الوضوح في العهود حتى كان عند العرب أنفسهم بمعنى أن يفي كل طرف بنص الاتفاق ولكنه لا يُكلف فوق ذلك مما لا يشمله الاتفاق.
    ومن عجب أننا حتى في العهود لم نفقه حسن التعامل فيها حتى جعلنا من عاهدنا من الكفار على فرض سلامة تلك العهود من كل وجه له من الحقوق أعظم من إخوتنا في الدين والتزمنا له بالحب وألا يصدر منا ولا كراهية القلب والتزمنا له بمحاربة أعدائه وإن كانوا لا يدخلون تحت سلطتنا ولا يتناوله الاتفاق أصلاً.

    وإذا اتضح موقف النبي صلى الله عليه وسلم من أبي بصير فلمَ لا يسعنا ما وسعه؟!
    لمَ نكلف أنفسنا ما لا يلزمنا لا شرعاً ولا عقلاً؟!
    لمَ نتحامل على أمثال أبي بصير رضي الله عنه؟!
    لمَ نلمزهم ونعتبرهم متعجلين وجهالاً...؟!
    لمَ لا نفرح ونسرّ ببقائهم فقد يدفع الله بهم ما لا نعلمه من الشر؟!
    لمَ نسئ الظن بربنا جل وعلى حتى يخيّل إلينا أن معالم الدين ستندرس بسبب ما يقوم به مجاهدون قد تحروا الصواب فيما أقدموا عليه؟!

    فهل نرضى أن نكون كبعض الأعراب الذين عاتبهم الله تعالى حين تخلفوا عن الغزو بقوله: (بل كان الله بما تعملون خبيراً * بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً وزُيِّن ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوماً بوراً).
    فعلى كل مسلم وعلى أهل العلم منهم خاصة بل وعلى دول المسلمين أن يتأملوا قصة أبي بصير وأن يعلموا أنها أقل الأحوال في شأن المجاهدين.
    ولو لاقيت ربك دون ذنب**وناقشك الحساب إذاً هلكتا
    ولم يظلمك في عمـلٍ ولكن**عسير أن تقوم بما حمـلـتا

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    86

    افتراضي رد: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    هذه الحرب هل هي مجرد انتقام؟


    لقد ذكرنا فيما سبق تصريح وزير الخارجية الباكستاني والذي أثبت فيه اطلاعه على خطة مسبقة لشن حرب على أفغانستان من قبل أمريكا قبل وقوع أحداث سبتمبر، وكذلك نشرت بعض الصحف الفرنسية وغيرها تفاصيل مثل تلك الخطة والتي كانت معدة قبل ثلاث سنوات.
    لذا قد يخطئ البعض ويظن أن حرب أمريكا على أفغانستان وملاحقتها للمجاهدين هو انتقام لما حدث لها من ضربات وليس حرباً على الإسلام والمسلمين، وبغض النظر عن الإجابة التي أوردناها في بداية الكلام وذكرنا فيها الاستعداد المسبق لهذه الحرب من قبل أمريكا، فإننا سنجيب على هؤلاء بجواب آخر أيضاً.

    وهنا لا بد من معرفة ثلاثة أمور هي - بعد التسليم جدلاً بأن ما حدث هو من فعل المجاهدين وأن أمريكا أثبتت ذلك بالدليل القطعي -:


    أولها: أن ما فعله المجاهدون بأمريكا في هجوم الحادي عشر على الافتراض السابق لم يفعلوه انتصاراً لأنفسهم وانتقاماً لها وإنما هو انتصار للدين وللمستضعفين من المسلمين الذين لم يسلموا من تسلط أمريكا وظلمها وقتلها إياهم بنفسها أو بوكلائها وسرقة ثرواتهم بشتى أنواع السرقات الصريحة والمغلفة.
    وهو انتقام بأيديهم من هذا العدو المتغطرس الذي أسرف في طغيانه وجبروته وإذاقته بعض ما يذوقه المظلومون على يديه ممالا يحصيه العد ولا يحيط به الوصف،فهو من باب الدفع لا أكثر..

    ثانيها: أننا نسأل: هل الجهاد من الإسلام أو ليس من الإسلام؟ فإذا كان الجهاد من الإسلام بل هو ذروة سنامه ولا يتم إسلام العبد إلا باعتقاد أن الجهاد من الدين فسيأتي السؤال الآخر: هل أمريكا إذا كانت لا تحارب الإسلام فهل هي لا تحارب الجهاد أيضاً؟! بمعنى: هل يمكن لأمريكا أن ترضى بالجهاد أو ترضى بعملية واحدة جهادية فضلاً عن قيام جهاد في أي مكان حتى لو لم يمسها منه أذى كما في فلسطين والفلبين والشيشان وكوسوفا وغيرها.
    إنها والله لا ترضى ولا باسم الجهاد ولا بروح الجهاد ولا برائحة الجهاد من وراء حجاب.
    وليس أدل على ذلك من حربها الضروس على المجاهدين في فلسطين ولم ترض بهم بحال وهي المقاومة الوحيدة التي يعترف بدعمها العرب والمسلمون على استحياء، بل إنها قد وقعت على وثيقة دولية لتعريف الإرهاب قبل أكثر من خمسين سنة تستثني هذه الوثيقة مقاومة المحتل من مسمى الإرهاب.
    فإذا كانت أمريكا تحارب الجهاد فأي إسلام هذا الذي لا تحاربه وهي تنال من ذروة سنامه ليل نهار؟! نعم إنها لا تحارب الإسلام الأمريكي (الإسلام المودرن) الإسلام الذي تفصله كما تشاء.
    وحسبنا والله كتاب الله إذ يقول فيه جل شأنه: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم( وهذه المناقشة التي ذكرناها في هذا الوجه ينبغي التأمل فيها سواء اعتبر المخالف ما مضى من أعمال المجاهدين (أحداث الحادي عشر على فرض صحة النسبة) أو اعتبرها جهاداً صحيحاً أولم يعتبرها فلسنا نعني محاربة أمريكا في شيء معين وإنما محاربتها للجهاد كعقيدة ومبدأ وما يتعلق به من الولاء والبراء وإظهار عداوتهم ونحو ذلك.

    ثالثها: أن أمريكا إما أن يكون لها الحق في معاقبة من تلقبهم بالإرهابيين في أفغانستان، وإما أن لا يكون لها ذلك.
    فمن اعتقد أن لها الحق فقد اعتقد ما لا يليق بعاقل فضلاً عن مسلم، ذلك أن أمريكا لم تتخذ الخطوات لا نقول الشرعية لأنها لا تعترف بشرعنا المطهر وذلك أشرف له، ولكنها لم تتخذ الخطوات القانونية في العرف الدولي فمثلاً – بإيجاز - ونكرر على فرض أنها أثبتت ادعاءها بدليل قطعي:
    أ) لم ترفع القضية إلى محكمة العدل الدولية لإصدار حكم قضائي.
    ب) لم تقبل محاكمة أولئك على أراضي أفغانستان مع أن القانون الدولي يقتضي ذلك.
    ج) لم تقبل محاكمتهم في دولة إسلامية.
    د) لم تقبل محاكمتهم في دولة محايدة ولو غير إسلامية بمشاركة دولة إسلامية.
    هـ) بعد ذلك استعملت القوة لاقتحام دولة مستقلة وانتهاك سيادتها مع أن لها وسائل قبل ذلك كالحصار وتكرار المطالبة وليست مطالبة صورية فقط قبل الغارات الجوية بيومين لا أكثر، ونظاماً كان ينبغي عليها ألا تتخذ أي خطوة عملية إلا من خلال قرار من مجلس الأمن والعمل تحت مظلته.
    و) لم تقبل المفاوضات بعد ذلك.
    كل هذه الخطوات لا تعني المسلم في كثير منها لأنها تحاكم إلى الطاغوت ومع ذلك نوردها لا ثبات ما هو أبعد من مجرد اعتقاد المسلم وحده وأن فعل أمريكا لا يقره حتى غير المسلمين ممن رزق عقلاً وتحرر من القيود على التفكير.

    فإذاً كيف يخطر على بال مسلم أحقية أمريكا بما تفعل ولا والله بمقدار ذرة.
    وإذا لم يكن لأمريكا حق فما موقف المسلم من إخوان له يحاربهم رأس الكفر بنفسه هذه المرة وليس عبر وكلائه؟!
    إن مجرد السكوت عنهم والكف عن النيل منهم وإن لم يقم به كثيرون فليس والله مع ذلك بنصرة، فإن النصرة واجبة، فإن لم تتحقق بالنفس فلا أقل من المال والكلمة والدعاء والتأييد ونشر أخبارهم الصحيحة ورفع الهمم والمعنويات وتقوية الإيمان واليقين وترسيخ الولاء للمؤمنين مهما كانوا والبراء من الكافرين مهما كانوا، واستغلال كل وسيلة لنصرة الدين والجهاد والمجاهدي،ن ومنها الوسائل الحديثة كالاتصالات والقنوات والحاسبات والإنترنت وغير ذلك.

    إن من لم ينصر إخوانه المجاهدين لا عذر له مهما خالفهم في الاجتهاد إن كان من أهل الاجتهاد، لأنه إن كان يعتقد صواب ما فعلوا، سواء الهجوم على أمريكا - على فرض كونهم هم الذين قاموا به - أو ما يقومون به بعد ذلك من أي تصرف أو اجتهاد فإنه قد حكم على نفسه حينئذ بالتقصير، إذ كيف يقعد عن نصرة إخوانه مع موافقته لهم؟!

    وإن كان يرى خطأ ما فعلوا كله أو بعضه فإن خطأهم خطأ مجتهد، وقد ثبت استناد المجاهدين إلى بحوث علمية واجتهادات فقهية مع من بحضرتهم من طلبة علم تقوم بفتواهم الحجة.

    وهل يجوز لمن كانت هذه حاله أن يُسْلّم إلى الكفار ويخذل ويقعد عن نصرته؟!
    ولئن فرضنا أننا لاعلم عندنا ولسنا أهلاً للاجتهاد في مثل تلك القضايا وقد أخطأنا في تصرفاتنا أفيكون اعتقاد ذلك عذراً في ترك المجاهدين تحت وطأة الكافر الغاشم؟!

    إن غاية خطأنا أن يكون كبيرة من الكبائر وما عهدنا أصحاب الكبائر لا ينصرون على أصحاب الشرك والكفر والتثليث وكل بلية وإلحاد ونقضٍ حتى لشرائعهم المحرفة من إباحية متعفنة وإسفافٍ ما بعده إسفاف.

    ثم إذا كان المجاهدون على شئ من الجهل فأين من يعتب عليهم من أهل العلم من المشاركة معهم لتعليمهم وتفقيههم وتصحيح سلوكهم والوقوف على حقيقة ما يواجهون لتنزيل الأحكام الشرعية عليها.

    ولئن فرضنا على أسوء احتمال وأبعد تقدير افتراضاً لا يقبله من له أدنى سمع وبصر أن هؤلاء الكفار قد وقع عليهم ظلم من المجاهدين - على فرض ثبوت ما نسب إليهم كما تقدم - وافترضنا أن هؤلاء الكفار لم يظلموا المسلمين قيد شعرة، فما الموقف الشرعي لنصرة المظلوم الكافر؟

    تجرّد أيها القاري المسلم ودع عنك الخطاب غير الشرعي فإنه ليس بعلم.
    ولو لاقيت ربك دون ذنب**وناقشك الحساب إذاً هلكتا
    ولم يظلمك في عمـلٍ ولكن**عسير أن تقوم بما حمـلـتا

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    86

    افتراضي رد: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    إليك الموقف الشرعي فيما نحسب بعد تحقق الافتراضات السابقة حقيقة:
    1) إن كان هؤلاء المعتدون في دولة مسلمة بينها وبين أولئك الكفار عهد فإن على رئيس الدولة الكافرة المعتدى عليها أن يطلب من رئيس الدولة المسلمة محاكمة أولئك مقدّماً أدلته على دعواه.
    2) لا يجوز محاكمة المتهم في غير محكمة شرعية بأي حال من الأحوال.
    3) إذا ثبت على المتهم ما نسب إليه، وجب على الدولة المسلمة أن تدفع تعويضاً عن كل نفس أزهقت (وهي في المصطلح الإسلامي دية عن كل قتيل) وتعويضاً عن الإتلاف الحاصل في الأموال والممتلكات.

    وأما تسليم المتهم إلى الكافر يصنع به ما شاء ويفتنه عن دينه فهذا أمر شنيع لا تجيزه الأدلة الشرعية، وأجاب ابن حزم والمانعون من ذلك على فعل النبي صلى الله عليه وسلم بتسليم أبي جندل وأبي بصير رضي الله عنهما بأنه مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه قد علم بالوحي أن الله سيجعل لهم فرجاً ومخرجاً كما قال لهما، وقالوا إذا لم يكن خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه منسوخ بنزول سورة براءة، وأجابوا بأجوبة أخرى لا نطيل بذكرها.

    أما الحكم عليه بالقتل، فهو ليس من حكم الشريعة الإسلامية، حيث لا يقتل مسلم بكافر وإليك بعض الأدلة:
    1) حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يقتل مسلم بكافر. أخرجه البخاري.
    2) قصة عمرو بن أمية لمن كان بينه وبينهم عهد وقد قتلهم عمرو فودا هم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلم عمراً أو يحكم عليه بالقصاص.
    3) قصة خالد بن الوليد رضي الله عنه ففي البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكرناه فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده فقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين.فلم يزد على أن قـال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد وواداهم، وذلك أن خالداً رضي الله عنه اجتهد فيما رآه مع أنهم مسلمون، فكيف بغير المسلم؟!

    وهذا هو الحكم الشرعي الإسلامي، وعلى علماء المسلمين أن يبينوا لنا إن كنا أخطأنا في الحكم والاستدلال هنا.
    هذا الحكم فيما إذا كان بين الدولة المسلمة المقصودة وبين الدولة الكافرة المعتدى عليها عهد.
    فأما إذا كانت الدولة الكافرة قد نقضت العهد والنواقض كثيرة ليس هذا موضع بسطها , أو لم يكن ثم عهد أصلاً فما الحكم في هذه الحال؟

    الحكم ظاهر؛ حيث إن الكافر الأصل فيه أنه محارب ما لم يكن له عهد أو ذمة، فإذاً ما دام ألا عهد بين الدولتين المسلمة والكافرة فما على الدولة المسلمة من سبيل أبداً، ولا يجوز لمسلم أن يعتقد أن للدولة الكافرة في هذه الحال الحق في تحميل الدولة المسلمة شيئا مما فعله رعايا الدولة المسلمة أو حتى من يلجأ إليهابعد هذا التأصيل الموجز.. ما توصيف حال الإمارة الإسلامية مع أمريكا؟ وماذا كان موقف الإمارة الإسلامية؟.

    إن الإمارة ليس بينها وبين أمريكا أي عهد أو ميثاق، والإمارة لم تدخل أصلاً في أية معاهدة فلا هي عضو في هيئة الأمم ولا في مجلس أمنهم.

    ولم تعترف بها أمريكا وتتبادل معها السفراء أو الممثلين، ولم يكن بينهما لا عهد ولا شبهة عهد، فهل لأمريكا على فرض نزاهتها وعلى فرض ثبوت ما ادعته هل لها أدنى أدنى سبيل على الإمارة؟!

    ومع ذلك إليكم موقف الإمارة، وكأنها افترضت وجود عهد بينها وبين أمريكا تنزلاً لقطع أية حجة:
    1) طلبت من أمريكا الأدلة فرفضت الأخيرة ذلك، ويكفي هذا من إعفائها من أية التزامات ومسؤوليـة.
    2) أعلنت قبولها محاكمة المتهمين على أراضيها من قبل قضاة مسلمين فرفضت أمريكا ذلك أيضاً.
    3) طلبت من منظمة المؤتمر الإسلامي التدخل والتوسط في الأمر ففضلت (دول الإسلام) - والله المستعان - أن تنصر الظالم بدلاً من السعي للصلح والذي دعا إليه المظلوم وليس الظالم.

    ماذا تريدون إذاً من الإمارة الإسلامية؟!
    والله لقد تأملنا ونظرنا وقلّبنا..
    هل ارتكبت الإمارة من خطأ؟
    هل قصرت في شئ؟
    هل استعجلت في أمر؟

    فوالله ما وجدنا من ذلك شيئاً بل وجدناهم قد اتخذوا كل السبل المشروعة والمتاحة لهم ولم يتعنتوا أو يصيبهم غلو أو تفريط.
    بل إنهم قد أخذوا بالأمر الشرعي (وشاورهم في الأمر)، و (أمرهم شورى بينهم)، فجمعوا علماءهم واستشاروهم ولم يخرجوا من مشورة العلماء، فهل لعاذلٍ عليهم بعد ذلك من سبيل؟! والله ليس لأحدٍ عذر بعد هذا عن نصرة إخوانه.
    ولو لاقيت ربك دون ذنب**وناقشك الحساب إذاً هلكتا
    ولم يظلمك في عمـلٍ ولكن**عسير أن تقوم بما حمـلـتا

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    86

    افتراضي رد: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    هل هذه المعركة بالنسبة لنا قضية خاسرة؟!


    قد يسلم البعض بكل ما تقدم ولكنه يقول: تلك قضية خاسرة فماذا عسى أن يفعل مجموعة من المتفرقين في الجبال والملاحقين من الأمريكان ومن عملائهم في مقابل القوة الأمريكية وترسانتها الحربية؟!

    والجواب كما يلي:
    1) ليس من خيار أمام المجاهدين غير الدفاع عن أنفسهم وإلا فإنهم سيكونون بين الإبادة والأسر وهل يمكن لمسلم أن يأمرهم بالاستسلام لذلك؟!

    وليس صحيحاً أن يقف المجاهدون لانتظار العدو كي يصل إليهم ليدافعوا عن أنفسهم وهم يعلمون يقيناً أنه أحرص عليهم من حرصه على الحياة وهم أحرص الناس على حياة.
    وخير وسيلة للدفاع هي الهجوم وعليهم أن يبذلوا ما بوسعهم لقطع الطريق على العدو بشتى السبل والوسائل وعلى المسلمين أن يعينوهم على إنقاذ أنفسهم فضلاً عن محاربة هذا العدو اللدود.

    وإذا كان الفقهاء قالوا: لو أن مسلماً أسر لدى الكفار لو جب على جميع المسلمين فكاكه ولو تركوه أثموا جميعاً، فكيف بمن يلاحقه الكفار في أرضه؟!

    2) إن إطلاق قاعدة القضية الخاسرة على كل عمل لم تظهر بوادر نجاحه عاجلاً يمكن أن ينهدم بها قضايا ومشاريع واجتهادات مما يقتنع به القائل بهذه القاعدة، فمنها:
    أ) قضية فلسطين فلا داعي للجهاد فيها وبذل الأنفس والأموال لأنها قضية خاسرة وفق هذا المنظور، فإذا كانت القضية في أفغانستان خاسرة فمن باب أولى أن تكون القضية في فلسطين خاسرة لأن المجاهدين في فلسطين أقل من المجاهدين في أفغانستان من حيث المقومات الجغرافية والقوة والعدد والعدة.
    ب) بعض قضايا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي أحيانا قد يقال فيها أنه لا فائدة من الأمر أو النهي في هذه القضية أو تلك، ولكن الله أجاب عن ذلك بقوله: (وإذ قالت طائفة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون)، أفيبخل المسلمون على المجاهدين بما عساه أن يكون معذرة لهم عند الله ولعلهم ينصرون؟! وهل يبخل المجاهدون أيضاً على أنفسهم بعمل يكون لهم معذرة ولعلهم ينصرون؟
    ج) بعض قضايا الدعوة أيضا فقد لا تظهر النتيجة في بادئ الأمر فهل يتراجع الداعية ويقطع الدعم، لأن المؤشرات تقول لا نتيجة؟

    3) لا خلاف بين الناس فضلا عن أهل العلم أن المريض الميئوس منه لا يجوز تركه يموت مع إمكان بذل شيء له ومازلنا نرى الملايين تنفق في معالجة مرضى السرطان مع أن نسبة الشفاء منه قد لا تتجاوز 10% وما رأينا أحدا أنكر ذلك.
    فهلا اعتبرنا المجاهدين من مرضى السرطان فبذلنا لهم بعض ما نبذل لأولئك بدلا من اعتبار القضية خاسرة؟

    4) ذكر الفقهاء وجوب فكاك الأسير وبذل الأموال الطائلة في سبيل مسلم واحد، فكيف بمن هم أعظم من ذلك؟!

    5) هذه القضية ليست خاسرة بالمنظور الإسلامي فقد أخذ المجاهدون استعدادهم المتاح وبذلوا ما يرونه واجباً عليهم ولم يقصروا إن شاء الله في شئ من ذلك، وهذا جهدهم وبهذا لم يدخلوا في قضية خاسرة وإلا فما عسى أن تقارن قوة واستعداد النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين يوم بدر باستعداد قريش؟!

    وما ذا يمكن أن يقال في غزوة مؤتة: ثلاثة آلاف في مقابل مائتي ألف بأحدث الأسلحة والمؤن والتجهيز؟!
    لم يتراجع المسلمون في مؤتة ويقولوا إنها قضية خاسرة، ولم يعاتبهم النبي صلى الله عليه وسلم على دخولهم في قضية خاسرة، بل لما أراد المسلمون انتظار المدد شجعهم عبد الله بن رواحة رضي الله عنه على المضي، وما بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم خطّأ ما صنع ابن رواحة بل ولا تلميحاً ولو كان فيه من خطأ لما ترك البيان لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الحريص على البيان لأمته بالمؤمنين رؤوف رحيم بآبائنا هو وأمهاتنا.

    وماذا عن خروج سلمة بن الأكوع رضي الله عنه وحده خلف الغزاة من فزارة الذين أغاروا على سرح النبي صلى الله عليه وسلم وهي المسماة غزوة ذي قرد التي أخرجها مسلم مطولة والبخاري مختصرة أفكان مضياً في قضية خاسرة؟
    وما ذا عن الذين كانوا بماء الرجيع رضي الله عنهم بقيادة عاصم بن ثابت حيث لم يستسلموا للعدو وكانوا عشرة نفر، ولأهمية القصة وفوائدها إليكموها من البخاري [7/ 307، 378، رقم 3989، 4086]: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب، حتى إذا كانوا بالهدة بين عسفان ومكة، ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه، فقالوا: تمر يثرب، فاتبعوا آثارهم فلما حس بهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى موضع، فأحاط بهم القوم فقالوا لهم: انزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدا، فقال عاصم بن ثابت: أيها القوم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، ثم قال: اللهم أخبر عنا نبيك صلى الله عليه وسلم، فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، منهم خبيب وزيد بن الدثنة ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها، قال الرجل الثالث: هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء أسوة - يريد القتلى - فجرروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم فانطلق بخبيب وزيد بن الدثنة... الحديث).

    ففي هذه القصة لجوء هؤلاء العشرة وهم عشرة فقط إلى الجبال ليتحصنوا بها ولم يقبلوا الاستسلام، ولذا بوب عليه البخاري في موضع آخر: (هل يستأسر الرجل ومن لم يستأسر؟).

    وفي القصة جواز المقاتلة وجواز الاستسلام، وكلاهما فعله بعض الصحابة هنا، وإن كان القائد عاصم وأكثر من معه لم يقبلوا الاستسلام، ومن قبل الاستسلام فقد قتل بعد الأسر وناله شئ من الإيذاء، ولذا فإننا نختار ألا نستسلم للعدو بأي حال من الأحوال، وهذا أخذ بالعزيمة، وإنما الاستسلام رخصة كما ذكر ذلك ابن حجر رحمه الله في الفتح [7/374] ونقل عن سفيان الثوري كراهة الاستسلام.
    قلت: ولا يبعد حرمته للقادة وأهل الشأن خاصة.
    ولأن استسلام المجاهد مع ما فيه من الإنهزام وشيء من الذل وما فيه من كسر قلوب المسلمين، وثلمةٍ في موقف المجاهدين، وما فيه من سرور العدو وغبطته وشماتته بالمجاهدين والمسلمين عامة ورفع معنوياته.
    مع ما في الاستسلام من جميع تلك المفاسد؛ إلا أنه أيضاً لا يحقق للمستسلم ما خاف على نفسه منه وهو الموت، فإنه سيصبر إلى قِتلة أشنع وأذل مما سيقتل عليها لو لم يستسلم، هذا إن لم يمر قبل ذلك على التعذيب والتنكيل وانتزاع المعلومات التي قد تضر غيره.

    نعود إلى الشاهد من هذه القصة؛ وهو أن هؤلاء الصحابة العشرة رضي الله عنهم لم يعتبروا قضيتهم خاسرة فيستكينوا.
    ولو علم بهم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يمكنه مساعدتهم بما يستطيع ما تردد في ذلك وحاشاه حتى وإن أدرك أنهم لن ينجوا مما هم فيه.

    ولو استقرأنا السنة والسيرة والتاريخ لوقفنا على أمثلة كثيرة من هذا القبيل.
    ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم توقف في إمداد سرية أو إنقاذ معصوم تذرعا بالإياس من إنقاذه.

    6) أخيراً من الذي أوقفنا على حقيقة الأمر وجلى لنا الغيب لنحكم بأنها قضية خاسرة ومن الحكمة عدم إضاعة الوقت والمال والأنفس بالرهان عليها وهي خاسرة؟!

    7) على من اعتبر أن القضية خاسرة ألا يخذّل غيره وأن يكتفي بكف يده ورفعها وترك من يرى غير ذلك أن يقدم معذرته إلى ربه ويبرئ ذمته وليس عليه منهم من سبيل وما هو عليهم بحفيظ.

    والقضية بإذن الله ليست خاسرة.. لأنها بين النصر أو الشهادة وتلك الأمور لا يمكن أبداً أن يعدها المسلم خسارة بأي حال، قال الله تعالى: (قل هل تتربصون بنا إلا إحدى الحسنيين)، فسماهما الله حسنيين وبين تلك الحسنيين بقوله (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين)، فنيل الشهادة لذاتها والبحث عنها في كل موطن يعد غاية ومقصوداً للمسلم، وهذا الأمر يدل عليه أكثر من ثلاثين دليلاً من الكتاب والسنة، سوى أقوال أهل العلم في ذلك ولا مجال للإطالة في ذكرها، ولعلنا نقف معها في مواطن أخرى، والحسنى الثانية التي بينها الله في كتابه هي: (وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين).

    والذي أنزل الفرقان ونصر الإسلام بيوم الفرقان لنرجو أن نكون تحت راية أمير المؤمنين ممن تنطبق عليهم هذه الآيات من سورة الحج، حيث قال تعالى: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور * أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).

    وأما الوقوف مع هذه الآيات ففي الفصل القادم إن شاء الله، التي بعنوان: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا)
    ولو لاقيت ربك دون ذنب**وناقشك الحساب إذاً هلكتا
    ولم يظلمك في عمـلٍ ولكن**عسير أن تقوم بما حمـلـتا

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    86

    افتراضي رد: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    إن الله يدافع عن الذين آمنوا


    هذا الفصل عبارة عن وقفات مع قول الله تعالى: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا)، ووقفات أخرى مع قول الله تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر).

    قال تعالى: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور، أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).

    1) والمجاهدون بقيادة أمير المؤمنين إن شاء الله تعالى من الذين آمنوا وقد وعد الله تعالى بالمدافعة عنهم وتأمل قوله: (يدافع)، ولم يقل (يدفع) فإن الأولى أبلغ.

    2) وعدونا أمريكا يتفق المسلمون جميعاً بأنها صاحبة هاتين الصفتين، (خوان كفور)، فما أعظم خيانتهم لله تعالى وما أكثر ما خانوا المسلمين.


    3) ونحن مظلومون في كل حال، مظلومون من أمريكا بملاحقتنا والتضييق علينا وحصارنا قبل هذه الحرب الصليبية، ومظلومون أيضاً لأننا من المسلمين والمسلمون كلهم واقعون تحت ظلم أمريكا من وجوه كثيرة، ومظلومون الآن بتسلط أمريكا علينا وقصفها لنا قصفاً لا يوصف، فالله تعالى يقول: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير).

    4) (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله)، فالمجاهدون قد أخرجوا من ديارهم بغير ذنب اقترفوه إلا أنهم قالوا ربنا الله: (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)، وكذلك الحال مع طالبان فقد أخرجوا من ديارهم الآن بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله.

    5) ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض... كثيراً، (ففي هذه الآية بيان منزلة الجهاد وأن الله يدفع به عن المسلمين تسلط الكفار وإذلالهم المسلمين وإهانتهم لشعائرهم، ودور عبادتهم0قال ابن زيد في معناها: (لولا القتال والجهاد)، وقال ابن جريج: (لولا دفع المشركين بالمسلمين) [انظر ابن جرير 17/174].
    ويتضح هذا المعنى جليا بقول الله تعالى: (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا)، فإذاً لابد من مدافعة الكفار وصد عدوانهم وهذا ما يجتهد فيه المجاهدون نسأل الله لنا النصر.
    والمدافعة للكفار لابد منها لحفظ التوازن ولو بنسبة ما، وحين تُفقد هذه المدافعة فإن المد الكفري المتلبس بلبوس العولمة أو لبوس المصالح أو غيرها من الأقنعة والألبسة سيمتد دون مدافعة، وحينئذ فلن يكون لبرامج الدعوة والتعليم وغيرها من المشاريع الإسلامية خطوط مدافعة وسيصل إليها العدو مباشرة.
    ومن هنا يجب أن يتفهم هذه المدافعة طلبة العلم ورجال الدعوة وغيرهم من الإسلاميين وأن يدركوا أن المجاهدين يشكلون لهم خط الدفاع الأول وإن اختلفوا معهم في بعض الجزئيات، والواقع الآن خير شاهد على ذلك؛ فالبلاد التي لا يشعر العدو الصليبي أن فيها مدافعة من قبل الإسلاميين، يتحول من ملاحقة أصحاب المدافعة إلى ملاحقة رجال الدعوة أو الإغاثة، فالعدو قد قسم المسلمين إلى عدة خطوط وبدأ بالأهم ثم المهم، فإذا فرغ من الخط الأول - وهم أصحاب الجهاد - فإنه سيتجه إلى الخط الثاني، وهكذا حتى يأتي على الإسلام كله ليفرض الإسلام الذي يريده هو، وهذا لا بد أن يفهمه أصحاب التريث الذي يظنون أن تريثهم واعتدالهم وإرضاء الصليبيين عنهم يمكن أن يؤمنهم من أعداء الله الذين، قال الله تعالى عنهم: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، وقال: (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم).

    6) (ولينصرن الله من ينصره)، قال ابن جرير [17/178]: (وليعين الله من يقاتل في سبيله لتكون كلمته العليا على عدوه فنصر الله عبده معونته إياه، ونصر العبد ربه، جهاده في سبيله لتكون كلمته العليا) اهـ
    ففي هذا وعد من الله تعالى وبشارة وأن المجاهدين إن شاء الله من عرب ومن صفوة الأفغان نحسبهم ممن ينصرون الله بالجهاد فهم بأذن الله منصورون.

    7) (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور).
    إننا لنرجو أن تكون الإمارة الإسلامية قد حققت ذلك حين مكنها الله، وقد تواتر الشهود من موافق ومن مخالف منصف أنه لم يمر على أفغانستان من حيث الأمن وتطبيق الشريعة مثل أيام الإمارة الإسلامية.
    وإنجازاتهم خلال حكمهم؛ قد كتب فيها أكثر من مقال وثَم كتاب لنا وافٍ في هذا الشأن قد أصدره مركز الدراسات والبحوث الإسلامية، وهو كتاب (الميزان لحركة طالبان).
    ولكن ما نصت عليه الآية قد ظهر للعيان جداً في حكم الإمارة الإسلامية، فهم يقيمون الصلاة ويحاسبون من لم يقم بها ويغلقون المتاجر بعد الأذان، وهم يأخذون الزكاة ويؤدونها في وجهها، وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد أنشئوا له وزارة خاصة وهذا ما لم يكن في أية دولة إسلامية، وقبل ذلك كله فقد حققوا توحيد الإلهية وفرضوه.
    وأما الآيات الأخرى من سورة الحج والتي نرجو الله أيضاً أن تنطبق على حالنا فهي قوله تعالى: (والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين * ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم، ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور * ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير * ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير)

    8) (الذين هاجروا في سبيل الله)، فنرجوا أن نكون ممن هاجر في سبيله جل وعلا ابتغاء مرضاته ولإعلاء كلمته وإعزاز دينه.
    قال ابن جرير رحمه الله في معنى الآية [7/194]: (والذين فارقوا أوطانهم وعشائرهم فتركوا ذلك في رضا الله وطاعته وجهاد أعدائه) اهـ
    فهؤلاء قد وعدهم الله الرزق الحسن يوم القيامة والمدخل المرضي سواء منهم من قتل أو مات وذلك بعد تفضيل بعض الصحابة للمقتول فأنزل الله تعالى الآية باستوائهم رحمة منه وفضلاً جل وعلا، كما قال سبحانه: (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون).

    9) (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله)؛ إن المجاهدين إن كان ما نسب إليهم من الهجوم على أمريكا صحيحاً فهم قد عاقبوا بمثل ما عوقبوا به، فقد عوقبوا من جهة أمريكا بعقوبات شتى هي ظلم أمريكا الذي سبقت الإشارة إليه، وهو مما لا يسعه مقال ولا مقالات0
    ولما عاقبوا بعقابهم ذلك بُغي عليهم وهو البغي والعدوان الذي تقوده أمريكا الآن فوالله لقد بلغ من البغي والعدوان مبلغاً عظيماً، وإذ قد تحقق في المجاهدين تلك الأوصاف فقد أقسم الله تعالى لينصرن من تحقق فيه ذلك فاللام في قوله: (لينصرنه(لام القسم المؤكدة بنون التوكيد.
    ثم قال سبحانه (إن الله لعفو غفور).
    قال ابن جرير [7/195]: (إن الله لذو عفو وصفح عمن انتصر ممن ظلمه من بعد ما ظلمه الظالم بحق، غفور لما فعل ببادئه بالظلم مثل الذي فعل به غير معاقبه عليه) اهـ

    10) ثم أكد الله تعالى هذا النصر بقدرته جل وعلا على كل شئ، فمن ذلك أنه يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، ولأنه تعالى سميع بصير لا يخفى عليه شئ من مكر الكفار وعملائهم.
    ولأنه جل وعلا هو الحق فهو ناصر للحق وأما ما سواه فباطل والله جل وعلا، يقول في الآية الأخرى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق).
    ولأنه جل وعلا هو العلي الكبير فله العلو المطلق علو الذات وعلو الصفات وعلو القدر وعلو القهر والكبرياء والعظمة، وهو الكبير الذي كل شئ دونه ولا شئ أعظم منه.
    فكيف بالمؤمن حين يعتقد أن ربه جل وعلا له القدرة المطلقة ومنها التصرف في الكون وتصريف الليل والنهار وأنه محيط بخلقه ولا يخفى عليه منهم شئ يسمعهم ويبصرهم وأنه هو الحق وحده وما سواه فباطل وأنه أعلى من كل شئ وأكبر من كل شئ..
    كيف بمن يعتقد ذلك أتراه يخاف من أمريكا ويعتقد أنها لا تغلب وأنها تلاحق من تريد وأنها ترصد حركات من يعاديها؟!

    وإذا كان المجاهدون قد حققوا المعتقد الصحيح والذي لا يتم إلا بهذا المعتقد الذي ختمت به الآيات السابقات فقد استكملوا بإذن الله أسباب النصر.
    ولو لاقيت ربك دون ذنب**وناقشك الحساب إذاً هلكتا
    ولم يظلمك في عمـلٍ ولكن**عسير أن تقوم بما حمـلـتا

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    86

    افتراضي رد: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر


    قال الله تعالى: (والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجرا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر).
    فهؤلاء قوم تخاذلوا عن الهجرة الواجبة وقصروا في أدائها ومع ذلك أوجب الله نصرتهم إذا استنصروا بإخوانهم، فهب يا أخي أن إخوانك قد ارتكبوا مثل ما ارتكب هؤلاء من القعود عن الهجرة وهو فيما نعلم كبيرة من الكبائر إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع، لقول الله تعالى: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا)، أفليست نصرتهم واجبة بنصّ الآية رغم ما ارتكبوا من جرم؟!

    ولئن قال قائل: فإن الله تعالى قال بعدها: (إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق)، فنحن بيننا وبين من يقاتل المجاهدين ميثاقاً؟
    فيقال له: أتعتقد حقاً أن لأولئك ميثاقاً وعهداً؟

    فلقد بينا فيما سبق ما في هذا القول من التجوّز ومباينة الحقيقة والواقع، فأصل تلك العهود يحتاج إلى كثير من النظر وهل عرضت على علماء المسلمين ليجوزوها وهل؟.. وهل؟… إلى آخر التساؤلات التي يجب أن تحرر قبل ذلك.
    ثم من قال بأن تلك العهود قد التزم بها العدو؟ فأمريكا تنقضها ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً.

    وإذا كان الحديث على مستوى الدول، فيكفي الدول الإسلامية حجة على أمريكا أن تعاملها بالمثل، فكما أنها تعين اليهود في وضح النهار وتتبجح بذلك بكل أنواع الإعانة والدعم من أسلحة بكل أنواعها ودعم بالمعلومات والحرب والاقتصادية ودعم في المحافل الدولية وفي مجلس الأمن، فكم استعملت أمريكا حق النقض (الفيتو) لمصلحة اليهود وغير ذلك مما لا يسعه هذا المقال.
    كما أنها تفعل ذلك وما زالت كذلك، فمن حق الدول الإسلامية أن تفعل مثل ذلك مع طالبان، فدعم طالبان كدعم أمريكا لإسرائيل على أسوأ التنازلات.

    هذا كله في جانب الدول، وأما الشعوب فليس عليها أدنى بأس بدعم من يحارب من له عهد، على فرض كونه عهداً صحيحاً لم ينقض، لأن ذلك ليس دعماً رسمياً فكما قدمنا في قصة أبي بصير رضي الله عنه لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم منع المسلمين من إعانته ومن معه وحذرهم من دعمهم.

    (إن تنصروا الله ينصركم)؛ بعد هذا العرض الموجز لما قد يرد في بعض خواطر المسلمين أو ربما بعض أهل العلم والإجابة عنها بما يتيسر.
    ولو لاقيت ربك دون ذنب**وناقشك الحساب إذاً هلكتا
    ولم يظلمك في عمـلٍ ولكن**عسير أن تقوم بما حمـلـتا

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    86

    افتراضي رد: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    يأتي السؤال؛ هل الساكت معذور؟


    إنه والله ليس بمعذور حتى ينصر أخاه المظلوم ولا يسلمه ولا يخذله، كما جاء ذلك في الصحيحين والترمذي واللفظ له عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه التقوى ها هنا بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم)، وفي رواية مسلم: (لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره).

    وإن الله ناصر دينه وما نحن إلا حلقة في طريق النصر، وإنا والله منصورون بإذن الله بإحدى الحسنين إن نحن ثبتنا على الإيمان والإخلاص، نسأل الله الثبات.

    والمجاهدون منصورون بإذن الله، سواء رأوا النصر بأنفسهم أو بمن ورائهم أو بما يجعله الله على أيديهم من الفتح والخير حتى وإن قتلوا عن آخرهم.

    ولكن أنت أيها المؤمن؛ انظر موقعك وحدّد عملك وبادر بالجهاد بما تستطيع، فالخوف ليس على المجاهدين ولكنه والله عليك أن يصيبك ما حذر الله بقوله: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين).

    ولا شك أنك قادر على نصرة المجاهدين بأي سبيل من السبل التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم - كما عند أبي داود وأحمد - عن أنس رضي الله عنه إذ قال: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)، فأنت أيها المسلم؛ حتى تنجو من الفسق ومن وعيد الله لا شك أنك قادر على جهاد الكفار إما بنفسك أو بمالك أو بلسانك.
    وقد تقول: أنا معذور شرعاً عن الجهاد بنفسي، ولا مال لي أجاهد به، ولا علم عندي فأحسن الكلام في جموع المسلمين.
    نقول لك: إذا كنت من المعذورين بجهاد النفس فحرض المؤمنين على النفير، وإذا كنت لا تملك مالاً فاجمع المال من المحسنين للمجاهدين أو حرض على بذل المال لمن يوصله للمجاهدين، وإذا كنت لا تحسن الكلام فلا شك أنك تحسن نشر كلام أهل العلم وكتبهم وأشرطتهم بين الخاص والعام وتحسن نشر أخبار المجاهدين وتحسن الذب عن أعراضهم، والطرق التي يستطيع كل مسلم الجهاد بها كثيرة جداً يطول المقام بعرضها.

    وأما من رضي بالسكوت فقط فإن الله تعالى يقول له ولأمثاله: (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)، وقد توعد الله سبحانه وتعالى الساكت في مثل هذه الأيام بما جاء عند أبي داود وأحمد واللفظ له عن جابر بن عبد الله وأبي طلحة بن سهل الأنصاريين رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئ يخذل امرءاً مسلما عند موطن تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله عز وجل في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر امرءاً مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته).

    نسأل الله جلت قدرته وتعالت عظمته أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يوحد صفوف المسلمين وأهل العمل للإسلام منهم خاصة، وأن ينصر بهم دينه ويعلي بهم كلمته، إنه سميع مجيب.

    هذا آخر الكتاب
    ولو لاقيت ربك دون ذنب**وناقشك الحساب إذاً هلكتا
    ولم يظلمك في عمـلٍ ولكن**عسير أن تقوم بما حمـلـتا

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    86

    افتراضي رد: الجهاد أنواعه وأحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

    أعتذر عن السرد والنسخ واللصق وكان سبه أنه كنت أريد رفع الكتاب فحسب ولكن لعل عندي مشكلة في الإتصال .

    ولا أدعي أن من كان يخالف فيما قاله الشيخ الشهيد أنه عدو للجهاد ، ولكن لما رأيت في القول المقتبس الماضي فيه تعميم لا ينبغي صدوره من طلبة العلم .

    فكان الأولى عند ذكر المجاهدين أن نحمدهم وندعوا لهم وندافع عنهم
    إذا ذكر بعض أخطاءهم وليسوا بمعصومين أن يذكر الخطأ ووجه الخطأ مع عدم اتهامهم بالفوضى وغير ذلك من التهم .

    وهذا أقل واجب علينا تجاه المجاهدين أن ندافع عنهم ، وأين مكاننا إذا سكتنا أو رضينا بمن يتكلم في أولياء الله هل نرضى أن نكون فيمن يحاربه الله

    قال الرسول صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب )

    اللهم إن نبرأ إليك من حرب أولياءك،
    اللهم وفقنا لطاعتك ومرضاتك .
    ولو لاقيت ربك دون ذنب**وناقشك الحساب إذاً هلكتا
    ولم يظلمك في عمـلٍ ولكن**عسير أن تقوم بما حمـلـتا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •