جاء في تحفة التحصيل من زيادات ابن العراقي:
عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي:
روى عن أبي علي ثمامة بن شفي الهمداني. روايته عنه في سنن أبي داود.
وحكى الطحاوي عن أهل العلم بالحديث أنه لا يُعرف له سماع منه. حكاه عنه ابن القطان وأقره، واعترضه ابن المواق وقال: إنه وهم قبيح، وإن عبد الرحمن بن حرملة معروف السماع من بكر بن عبد الله المزني، وقيل: لم يسمع منه. انتهى. ذكره البخاري وابن عبد البر واللالكائي.
وذكر في التهذيب أنه روى عن عدي بن زيد، ولم يلقه.
هكذا في طبعتي تحفة التحصيل (ص196/طبعة نوارة)- على سقط فيها كالعادة- (ص286-287/565- طبعة رفعت فوزي)، والمخطوط (ق172ب).
ولا إشكال إلى قول ابن المواق: (إنه وهم قبيح).
وحديث أبي داود فيه (580) من طريق يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة.
وقال الطحاوي في «مشكل الآثار» (5/439): (وأهل العلم بالحديث يقولون: إن الصواب في إسناد هذا الحديث أنه عن يحيى بن أيوب, عن حرملة بن عمران, عن أبي علي الهمداني؛ لأن عبد الرحمن بن حرملة لا يعرف له سماع من أبي علي الهمداني).
وكلام ابن القطان في «الوهم والإيهام» 4/149.
وأما ابن المواق فكلامه في «بغية النقاد»، ولم أجده في المطبوع بتحقيق محمد خرشافي، فلعله في الجزء الثاني من الكتاب، وهو مفقود.
وقد ورد التصريح بسماع عبد الرحمن بن حرملة من أبي علي ثمامة بن شفي الهمداني عند الفسوي وأبي يعلى والطبراني والبيهقي، ونص البخاري عليه في «التاريخ» (2/177).
الإشكال من قوله: (وإن عبد الرحمن بن حرملة معروف السماع من بكر بن عبد الله المزني، وقيل: لم يسمع منه. انتهى. ذكره البخاري وابن عبد البر واللالكائي).
فما دخل بكر بن عبد الله المزني؟!
وكيف يكون معروف السماع منه، ثم قيل: لم يسمع؟
كأن في الكلام بعض السقط؛ فإن الراوي عن (بكر بن عبد الله المزني، وقيل: لم يسمع منه) كما في تهذيب الكمال (17/12)، وتقدم في تحفة التحصيل (ص195/طبعة نوارة)، (ص284/559- طبعة رفعت فوزي)، والمخطوط (ق172ب) هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
ومَن هذا الذي (ذكره البخاري وابن عبد البر واللالكائي)؟ وأين ذكره؟
الظاهر أنه يعني بذكره، يعني في الصحابة، وعبد الرحمن بن حرملة ليس من ذا، فقد مات سنة 145، وعده ابن حجر من السادسة التابعين الذين لم يثبت لهم لقاء صحابي.
والذي يستحق هذا الكلام هو عبد الرحمن بن خالد بن الواليد الآتي في التحفة (ص197/طبعة نوارة)، (ص287/566- طبعة رفعت فوزي)، والمخطوط (ق172ب).
أنتظر فوائدكم.
وقد ذكر لي الأخ أشرف منعاز أنه يوجد طبعة أخرى لتحفة التحصيل، فهل من خبر؟