المعادل الموضوعي في أسلوب الحديث النبوي الشريف/ محفوظ فرج إبراهيم
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــ


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مثل الذي يذكر الله والذي لايذكر الله كمثل الحي والميت ) صحيح أخرجه البخاري 6407 وفي رياض الصالحين ص 502

ـــــــ
المعادل الموضوعي

ـــــــــــــ
هذا الحديث الشريف كما هو أسلوبه صلى الله عليه وسلم يتميز بالوضوح والسهولة فمفرداته مأنوسة سلسة تقوم فيه الصورة الفنية على جملة اسمية قوامها مشبه يتبعه مشبه آخر ومشبه به يتبعه مشبه به آخر وأداة التشبيه المؤكدة

والرسول صلى الله عليه وسلم من أساليبه أن تأتي مثل التي يليها المشبه وكمثل التي يليها المشبه به وتكون غالبا الأضداد على جانبي أداة التشبيه وهذان الجانبان يرتقيان بالصورة بناء وايقاعا إلى أعلى درجات البلاغة من حيث التأكيد على المعنى وتبيانه

ولو تأمل الانسان في مثل هذا البيان الرائع لوجد أن المشبه به المحس قد تجاوز المعادل الموضوعي للمشبه ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قصد ذكر الله وعدم ذكره في الحياة الدنيا لكن المشبه به (الحي ) لمن يذكر الله فيه ما يتعدى الزمان والمكان فهو ( حي ) في حياته وموته ، وأما الذي لايذكر الله فقد شبهه بالميت فهو ميت في حياته وميت في موته ومن هنا يدرك المتلقي عمق الصورة الفنية واتساعها من التوكيد والايضاح الذي يدع المتلقي تتمثل أمامه الحقيقة التي لامراء فيها أن ذكر الله هو الحياة الدائمة وان عدم ذكره هو الموت الدائم
ـــــــــــــــ
محفوظ فرج /سامراء1425هـ


ـــــــــــ
من كتابي (من ملامح الصورة الفنية في الأحاديث النبوية ) تأليف محفوظ فرج إبراهيم / مطبعة النحلة ، مجمع باب المعظم ، بغداد 2006م