السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
أمٌّ وأبٌ وطفلان صغيران أحدهما رضيع
والآخر يلعب عند الباب معَ أطفال أترابٍ وآخرون أكبر منه
الأم في يدها الرضيع تحمِّمه ،، والأب في مكانٍ ما في البيت
فجأةً جيء بالخبر
ولدٌ كبير يضرب الابن الذي يلعب خارجًا ، سمعَ الأب فذهب مسرعًا لنجدة ابنه ، والأم ....تركت الرضيع وراحت تلحق بزوجها
أُنقِذَ الطفل الأكبر ،، وعادوا فتذكرت الأم رضيعها ...لكن..
بعد فوات الأوان
فالرضيع مات
جاء الصهاينة إلى فلسطين ، صار من به نخوة و به شعورٌ يفكِّر بها ، ويهتم بها أيما اهتمام ، قد تحدث قضايا وأحداث أخرى في الدول الإسلامية إلا أن فلسطين هي الشغل الشاغل ..
احتُلَّت العراق ..صارت محلَّ اهتمامٍ كبير ،، وخاصَّةً بعد تَوَلِّي الحكومة الموالية للطغاة حكم البلاد
لكن مرَّ زمنٌ على كلا البلدين
صارا في دائرة النسيان
جاءت حرب غزة ،، أذهلت العقول ،، فصارت غزة محل أنظار العالم ،، نُسي الهمّ كله أمام همِّها
ومن نام ضميره زمنًا طويلًا استيقظ
والإعلام توجَّه كلُّه يتسابق ليُظهرَ أحداث غزة
ضاعتِ العراق
لم يعُد لذكرها مجال
تاهت
وبقيت تصارعُ أحزانها وحدها
وانتهت حرب غزة ،، فلم تعُد إلا ذكرى لبعضِ ذوي القلوب الحية..
طيب لمَ كان هذا؟
ولماذا يجبُ أن يكون ؟
هل كان لابُدَّ أن تُدَمَّر البيوت جُلُّها، ويصابَ أغلب الناس ،ويخرج من كلِّ بيتٍ محمولًا إلى قبره ليلقى ربَّه إما طفلٌ أو طفلة ، شابٌّ أو شابَّة ، رجلٌ أو امرأةٌ ، جدٌّ أو جدة ..
هل كان لابد أن يقتلعَ الشجر الذي رباه صاحبه أعوامًا ، ويقتل الحمام الذي يربي بدخله أبناءه ، ويقتل حتى الحمار الذي يجرُّ عربته ..
هل الدماء وحدها هي غذاء الضمائر حتى تصحو؟!!!!!!!!!
نعم والله ،، يموتون بسبب الكهرباء في العراق ولا بأس فلمَ تُرَ الدماء
وكذا في الصومال !!َ!! يموتون جوعًا بلا رحمةٍ من بشرٍ ولا بأس طهور !!!!!!!!!!!!!!
طيب هناك أناسٌ يقتلون في انفجاراتٍ كلَّ يومٍ في العراق
ألم تسل لهم دماء
أم كونهم احترقوا فصاروا رمادًا ذريعة قوية لنا
إلى متى نبقى هكذا ؟ القلب ميتٌ والعقل مغيب ،، إلى متى يا أمَّتي إلى متى ؟؟
وجاء موسى لفرعون يدعوه بالقول اللين
فقال ما علمت لكم من إلهٍ غيري
و لما أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ؟!!!
ءااااالآن يا فرعون ؟؟؟؟
اليوم ننجيكَ ببدنكَ لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرًا من الناس عن آياتنا لغافلون