الســؤال : يقــول بعــض النـــاس : إذا رأيت مسلماً يشرب أو يأكل ناسياً في نهار رمضان فــلا يلزمك أن تخبره ، لأن الله أطعمه وسقاه كـمــا فـــي الحديث ، فهل هذا صحيح ؟.

الجواب : الحمد لله
مــن رأى مسلما يشرب في نهار رمضان أو يأكل أو يتعاطى شيئاً مـــن المفطرات الأخرى ، وجب إنكاره عـــليـه ، لأن إظهار ذلك فـــي نهار الصوم منكر ، ولـو كان صاحبه معذوراً فــي نفس الأمر ، حتـــى لا يجترئ الناس عــلى إظهار مـــا حــرّم الله مـــن المفطرات في نهار الصيام بدعوى النسيان ، وإذا كـان مــن أظهـــر ذلك صادقاً فـــي دعوى النسيان فلا قضاء عليه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتمّ صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ) متفق على صحته .
وهكذا المسافر ليس لــه أن يُظهر تعاطي المفطرات بين المقيمين الذين لا يعرفون حاله ، بل عـليــه أن يستتر بذلك حتى لا يتّهم بتعاطيه ما حرّم الله عليه، وحتى لا يجرؤ غيـــره عــلى ذلك ، وهكــذا الكفـــار يمنعون من إظهار الأكل والشرب ونحوهمــا بيــن المسلمين ، سدّاً لباب التساهل فـــي هـــذا الأمر ، ولأنهم ممنوعون من إظهار شعائر دينهم الباطل بين المسلمين . والله وليّ التوفيق .
فتاوى الشيخ ابن باز ج/4 ، ص/254.