* ثم قال بعد ذلك([1]): (والشاهد من إيراد هذا النص أعلاه هو أنه على الرغم من بيع تركة الشيخ راشد بن خنين بعد وفاته في عام 1206هـ لم يظهر ما يفيد كتابات أخفاها الشيخ راشد وهي ضد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله).
أقول: سبحان الله؛ وهل يلزم أن يظهر شيء؟! أو هل يلزم أن يكتب شيء؟!
هذا إلزامٌ من المؤلف بما لا يلزم، فهل اشتهر الشيخ ابن خنين رحمه الله بالتأليف حتى تقول هذا في حقه؟!
أم هل استقر في بلدٍ واحدٍ طيلة عمره حتى لا توجد كتاباته ورسائله إلا فيه؟!
هذه الطريقة من المؤلف تعتبر جبرٌ وإلزامٌ للقارئ بأن يقول أن الشيخ ابن خنين بريء من معارضة الدعوة ولا يقول غير هذا، وإلا فقد أخطأ وتجنى واقترف ذنباً عظيما لا يغتفر!!!
فلذلك كرر هذا الادعاء نفسه؛ فقال بعد أن أورد نصاً عاماً([2]): (إن ذلك دليل على أن كتب الشخص الذي توفي سواء كان شخصا بارزا أو طالب علم تظهر بعد وفاته وتعرض للبيع ويظهر ما كان يخفيه).
أقول: لا أدري كيف يستطيع المؤلف أن يتجرأ بالجزم والتأكيد في أمرٍ لا يلزم منه ذلك؟! ويعلم الله وحده أن هذه عادة المؤلف في كل كتابه هذا، فهو لا يزال يجزم ويؤكد ويجبر الناس على فكرته، بل ويصف مخالفتها بالجهل والوهم ومجانبة الصواب والافتراء ونحو هذه العبارات التي مرت معنا.
كم من عالمٍ مات ولم تر كتبه النور، بل ولم يعلم أن له مؤلفات أصلا! وكم من عالمٍ مات ولم يؤلف كتاباً واحدا! فهل ستنكر هذه الحقائق من أجل أن تلزم الآخرين بفكرتك؟!! هيهات هيهات
([1]) انظر ص70 من الكتاب.
([2]) انظر ص70 من الكتاب.