وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ورد الدعاء بـ "يا حنان يامنان" في حديث رواه الإمام أحمد وغيره, ولكن ضعفه جمع من أهل العلم, وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى "ليس من أسماء الله - سبحانه - (( الحنَّان )) بتشديد النون ، ومعناه : ذو الرحمة ، لهذا فلا يُقال : (( عبدالحنَّان )) وإنَّما هو صفة فعل لله - تعالى- بمعنى الرحيم ، من الحنان - بتخفيف النون - وهو الرحمة ، قال الله تعالى : { وَحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا}[ مريم: من الآية13] أي رحمة منا ، ورجَّح بعض المفسرين ومنهم ابن كثير ، أن الصفة ليحيى - عليه السلام - فيكون المعنى : جعلناه ذا حنان وزكاة ، وأما ما جاء في حديث أنس - رضي الله عنه - قال : (( سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يقول : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك الحنان المنان )) . فهو حديث في السنن الأربع ، ورواه أحمد ، وتفرد في المسند : 3/158 بلفظ : (( الحنان )) وكذا ابن حبان في صحيحه ، وانظر في حرف الياء : ياحنين .
كلاهما من طريق خلف بن خليفة بن صاعد الأشجعي وهو صدوق مختلط . وفي المسند أيضاً : ( 3/230 ) من حديث أنس - رضي الله عنه - : أن عبداً في جهنم لينادي ألف سنة : يا حنَّان ي منان ، وهو ضعيف ، وقد ورد عدُّه أيضاً في رواية الحاكم في المستدرك : 1/ 17 لحديث أبي هريرة ، وفي سنده ابن الترجمان : عبدالعزيز بن الحصين ، وهو ضعيف بالاتفاق .
ولهذا قال الخطابي في : شأن الدعاء : (( ومما يدعو به الناس خاصهم وعامهم وإن لم يثبت به الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - الحنان )). انتهى" معجم المناهي اللفظية