أين الإنصاف يا طلاب العلم؟!الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد.بقلم أبي عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين
فقد وردت انتقادات على بعض المواضع من طبعة ابن عباس لمنتخب عبد بن حميد من شخص تسمى بيحيى الخليل، وقد اهتممت بها للبحث عما فيها من الفوائد، ولما وقفت على ما فيها توقعت أن صاحبها هو الأخ محمود خليل الصعيدي، المشارك في تحقيق طبعة عالم الكتب للأستاذ صبحي السامرائي، وبعد كتابة تعليقي الذي سميته تعليقًا(1)، ولم أسمه ردًّا كما كتب هو بعد ذلك وتبعه غيره، وبعد أخذ ورد بينه وبين الأخ الفاضل محمد عبد الغني صرح له بأنه كما توقعت : محمود خليل الصعيدي، وهذا الأخ محمود خليل لا زلت أسمع عنه وعن اشتغاله بالحديث من السبيعنات – إن صح التعبير – وتبلغني عنه أخبار كثيرة، يبلغني عنه ما هو أهم من الاشتغال بتحقيق كتب التراث ونحوه، فرجل أعرف اشتغاله بالحديث وتحقيق كتب التراث من أكثر من ثلاثين سنة فمن البدهي ألا أكون عنيته بقولي: فصنف منهم متطفلون على هذا العلم الشريف، بل كلامي لا يحتمل هذا بالمرة، فحين كتبت المقدمة لم يكن بالطبع قد كتب هو الانتقاد، وهذا واضح لكل أحد، لأنه لم يكن الكتاب خرج للناس، ومع وضوحه، فإن المتسمى بمعاذ عسكر، قد جعله المقصود بذلك وحده، حيث قال: من هو المتطفل، ومن الذي لا يدري في المسائل العلمية خاصة الشرعية منها، ومن الذي نستعين بالله عليه، هل هو يحيى الخليل أم أحمد أبو العينين؟ ثم تبين أنه يعني كلامًا آخر في التعليق، ولم أعن الأخ الخليل به أيضًا، وكلامي واضح في أنني لا أعنيه، وإنما كان موجها للمتسمى بمعاذ عسكر، فأراد أن يوهم القراء أن المعني به غيره.
وأقول: وأنا الآن أنص على أنني لم أقصد بهذا الأخ محمود خليل، وأظنه لا يشك في ذلك، لكنني آخذ عليه في تعليقه أشياء لم أكن أظن أنها تصدر من مثله، فإنني كنت قد قابلت النسخ الخطية على نسخة السامرائي، وهي نسخة الأخ محمود خليل الصعيدي – الطبعة الأولى عام 1408 ، وصححتها، وأصلحت ما وقفت عليه من الخطأ فيها، فلما قدمتها للصف على الكمبيوتر، إذا بالأخ العراقي الأجاوي - الذي يقوم بصف الكتاب - يذكر أنه وجد نسخة مكتوبة على الكمبيوتر ومشكولة، وعرض عليَّ أن أصححها بدلا من أن يعيد كتابتها، وكنت مترددًا، لأنها ستكلفني إعادة تصحيحها، وأخشى أن يفوتني بعض أخطائها خاصة في التشكيل لصغر الحركات ( الضمة – الفتحة – الكسرة) ، ولذلك يخفى على البصر، وبعد أن وافقت قمت بتصحيحها، وإصلاح كثير من أخطائها، والأخ محمود خليل يعرف ذلك، ومن أراد الوقوف على ذلك فليرجع إلى النسختين، وللعلم أنا لم أطلع على النسخة وعليها اسم الأخت التي ذكرها الأخ محمود حيث قال: الدليل يعلمه الأخ أحمد أبو العينين، ويعرف اسم الأخت التي ستراجع ، بل سبق، واستفاد من علمها، وعملها، وذكر ذلك في مقدمة تحقيقه لهذا الكتاب، وهذا هو الدليل : ألم يقل أخي أحمد في المقدمة، وأعاده هنا في رده: إنه حصل على نسخة عالم الكتب منسوخة من على شبكة الإنترنت؟! إنها نسخة الأخت أم أسامة، واسمها مثبت عليها.
وأقول: أنا لم أقل : حصلت، وإنما حَصل عليها كما ذكرت الأخ العراقي الأجاوي، ولم أر اسم أحد عليها، بل جاءني بها بعد طباعة بروفة لأصححها، ولم أستفد منها إلا التشكيل، وقد وقع فيه ما وقع.
وقد ذهب الأخ محمود خليل يثني على هذه النسخة، وعلى تميزها عن غيرها، فقال: هذه النسخة فعلا بعد مراجعتها والحواشي التي كتبتها الأخت الفاضلة (أم أسامة)، أتقن من جميع الطبعات التي وقف عليها الأخ أحمد، ويكفي أنها بارك الله فيها أثبتت فروق النسخ، وقارنت بين الطبعات، وأصلحت عشرات الأخطاء التي سلفت في الطبعات السابقة، وكل ذلك أخذه أخي أحمد (جاهزًا) غنيمة باردة، بلا تعب ولا نصب، ولما رآها اتخذها أصلا، وهذا هو السر.
وأقول: لقد ذكرت في المقدمة التي أشار إليها أنني صححت وقابلت على نسخة السامرائي المطبوعة، وليست هذه التي ذكرها ، وقد بينت مقصدي في تعليقي السابق من إطلاق كلمة ( أصل ) هنا، وهي أنني أقابل عليها،
ــــــ حاشية ـــــــــ
(1) ولا أدري هل كتب عليه الأخ العراقي الأجاوي (وهو الذي أدخله الموقع) اسم الرد أم لا ، لأنني ليست لي مشاركة شخصية في ذلك.
وأصححها، ولا أقصد المعنى السائد عند المحققين من جعلها النسخة التي تعتمد عند الاختلاف، وقد بينت هذا في تعليقي السابق، ومع ذلك فلا يزال الأخ محمود خليل الصعيدي يكررها مرات، وهذه طريقة لا تليق بمثله، خاصة بعد البيان.
لكن الأعظم من ذلك هو كونه اعترف بأن نسخة الأخت الفاضلة أم أسامة - بارك الله فيها – أتقن من جميع هذه الطبعات السابقة، وأَصْلَحت عشرات الأخطاء التي سلفت في الطبعات السابقة، وعليه فلم تفسد شيئًا مما كان في الطبعات السابقة، وكل ( الإتقان ، والإصلاح ، و....) كل ذلك أخذه أخي أحمد جاهزًا غنيمة باردة...، وأخذه لكل ذلك يعني أنه لم يصُفَّها صفًّا جديدًا، وعليه فهو إن لم يصلح شيئًا لن يفسد شيئًا مما في هذه الطبعة المتقنة والتي أصلحت فيها أم أسامة – بارك الله فيها – عشرات الأخطاء التي سلفت في الطبعات السابقة، فلما تحولت، وهي هي إلى طبعة أحمد أبي العينين صارت إفسادًا لما كان صالحًا في الطبعات السابقة.
كيف يكون ذلك؟
لا بد أن نصدقه لأنه من الشيخ يحيى الخليل الذي وصل زائروه إلى أكثر من أربعة عشر ألفًا من طلبة العلم والمحققين ( كما ذكر معاذ عسكر) وإن لم تقبله عقولنا.
قد يبدو التهكم في عبارتي، وسامحني أخي محمود خليل، فلا أجد ما أعلق به في هذا المقام غير هذا، فمن وجد فليسعفني به.
فإنك قلت عن نسختي قبل ذلك: وهي هي نسخة أم أسامة – بارك الله فيها – (التي هي أتقن من جميع هذه الطبعات السابقة، وأصلحت عشرات الأخطاء التي سلفت في الطبعات السابقة) قلت عن نسختي: طبعة دار ابن عباس التي وقع فيها التحريف في مواضع كثيرة، وسبق ذكر البعض وما زال أمامي الكثير، صدرت بعد الطبعات الثلاث، ومع ذلك تكرر التصحيف والتحريف والسقط، وهذه نتيجة من يحقق كتابا، فيشتغل بكل شيء إلا التحقيق، ثم قلت: طبعتك حرفت ما جاء على الصواب في الطبعات السابقة، وسلف، وذكرت بعضًا من ذلك، وهناك الكثير قادم، ولا أنكر أني فرحت بطبعة ابن عباس أول ما خرجت، وخدعني ما جاء في المقدمة، ولكن أن يسقط اسم الصحابي من الإسناد، ويكتب المحقق عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، فأعتقد أن المصيبة أعظم من تصورنا، وبالطبع أنت تعرف أن هذا الخطأ لم يقع من المحقق، وإنما وقع من الأخت الفاضلة أم أسامة، وفات المحقق أن يصححه.
وقال أيضًا: بعد ظهور الكثير من التحريف والسقط والتصحيف في طبعة دار ابن عباس تم تكليف واحدة من النساء المتخصصات في هذا الشأن بمراجعة الطبعة من البداية، وسوف تبدأ في ذلك إن شاء الله بعد انتهائها من مراجعة صحيح ابن خزيمة، على أن أطبع لكم النسخة المصححة كاملة إن شاء الله تعالى تصوروا وتخيلوا أيها الإخوة أن يقع ذلك، وغير ذلك، من المحقق، وقد سبقه ثلاث طبعات، وأضعف الإيمان أن يأتينا بطبعة أفضل من الذي سبق، أو مثل الذي سبق، ولكن إنا لله، وإنا إليه راجعون، اللهم هون علينا المصائب، ما ظهر منها وما بطن.
أقول: كل هذا مع غيره هي التي تستحقها طبعة ابن عباس مع أن الأخ محمود خليل وصفها كما سبق بأن محققها الأخ أحمد أخذ نسخة الأخت الفاضلة أم أسامة – بارك الله فيها – التي أصلحت عشرات الأخطاء في الطبعات السابقة، وهي أتقن منها كلها، فكيف إذا كانت طبعة ابن عباس قد حوت كل هذا الخير الذي في طبعة الأخت الفاضلة أم أسامة ، وليس مزية طبعة دار ابن عباس على كونها هي نفس نسخة الأخت الفاضلة أم أسامة التي أصلحت عشرات الأخطاء التي وقعت في الطبعات السابقة، وهي أتقن من كل ما سبقها، وعليه فلم يقع فيها إفساد لما كان في الطبعات السابقة (1)، وقد تميزت طبعة دار ابن عباس عن نسخة الأخت الفاضلة أم أسامة – بارك الله فيها – بأن محققها قد أصلح كثيرًا من الأخطاء التي وقعت في نسخة الأخت الفاضلة.
وهذا يعرفه الأخ محمود خليل جيدًا، بل ويعترف به، فقد سقط الحديث رقم (656) من الطبعات كلها قبل طبعة ابن عباس، ومنها أيضًا نسخة الأخت الفاضلة أم أسامة، فعقب على ذلك الأخ محمود خليل على هذا الموقع
ــــــــــ حاشية ــــــــــ
(1) وفي أثناء هذه المراجعة لم أقف على خطأ وقع في طبعة ابن عباس بتحقيق أبي العينين، ولم يقع في نسخة الأخت الفاضلة أم أسامة إلا خطأ واحدًا، وهو في الحديث رقم (1402)، وأما كل هذه الأخطاء التي ذكرتها هنا، فهي واقعة في نسختها التي زكاها الأخ محمود خليل بهذه التزكية العظيمة.
نفسه: هذا الحديث لم يرد في نسختين خطيتين، وكذلك لم يرد في طبعات: عالم الكتب، وبلنسية، والتركية، وأثبته محقق طبعة مكتبة ابن عباس، الأخ أحمد أبو العينين، عن نسختين خطيتين أُخريين، فجزاه الله خير الجزاء.
ومن نظر إلى ما أصلحته، وقابل بين النسخ سيقف على الكثير من الأخطاء مما وقع في الطبعات كلها بما فيها نسخة الأخت الفاضلة أم أسامة، ومن المعلوم أيضًا أن الأخ محمود خليل حين وصف نسخة ابن عباس بما وصفها به كان يعلم أنها هي نسخة الأخت الفاضلة أم أسامة بالتمام والكمال، مع ما صحح فيها كما أقر هو نفسه ، بل قد اعترف أن أم أسامة هي أيضًا المكلفة بالمراجعة، وهذا التناقض العجيب ورغم ما فيه من الظلم العظيم البين الذي أظن أن الأخ محمود خليل أو يحيى الخليل يقر به، ولا ينكره لوضوحه لكل أحد، فإنه يحملني على إحسان الظن به، لكونه ليس ماكرًا، ولا لئيمًا بخلاف غيره، ومما يدل على ذلك أيضًا سرعة اعترافه بنفسه، وهذا ما لا نطمع فيه أبدًا من مثل المتسمي بمعاذ عسكر، وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياه لما يحب ويرضى، ولكن أحببت أن أنبه الأخ محمود خليل أن يحترز في ما يكتب حتى لا يدع مجالا لمثل المتسمي بمعاذ عسكر، فإنه قد قرأ كلام الأخ محمود خليل الذي قال فيه: إن نسخة ابن عباس هي نسخة أم أسامة بتمامها مع ما اعترف به قبل ذلك بإضافة من سماه الأخ أحمد أبو العينين حديثًا ليس في النسخ كلها، يعني أنه صحح فيها، ومع ذلك فهو ينسب الإفساد في الطبعات السابقة إلى نسخة أبي العينين وحده، فإن صح تسميته إفسادًا، فهو واقع من الأخت الفاضلة أم أسامة لا من أبي العينين، فإن لم يفهم هذا فتلك مصيبة، وإن كان يفهم ويخفيه فالمصيبة أعظم، وهل بعد هذا البيان وإيضاح أن الأخ محمود خليل الذي كان قد تسمى بيحيى الخليل قد قال عن نسخة الأخت الفاضلة أم أسامة - بارك الله فيها – إنها أتقن الطبعات السابقة، بل قد أصلحت عشرات الأخطاء الواقعة في الطبعات السابقة، وقال أيضًا: إن الأخ أحمد أخذ هذه النسخة غنيمة باردة، وهذا يعني أن طبعة أبي العينين: أتقن الطبعات، وقد أصلح فيها عشرات الأخطاء السابقة، وبالطبع فليس فيها إفساد، وقد اعترف بأن الأخ أحمد أبو العينين قد استدرك حديثًا كاملا، فسوف يستدرك عبارة أو عبارات، وكلمة أو كلمات من باب أولى، وهذا يستلزم اعترافه بأنه أصلح كثيرًا من أخطاء نسخة الأخت الفاضلة أم أسامة، وهذا هو الواقع لمن تتبع، فبعد هذا: هل سيغير معاذ عسكر كلامه في أبي العينين أو في يحيى الخليل؟!!!
أما أنا فلا أظن ، وأرجو من إخواننا متابعته في ذلك فإنه مهم لكل من يطلب الحقيقة!!!
وقد استغل هذه الطعون التي صدرت من الأخ محمود خليل هذا المسمى بمعاذ عسكر لصب وإلقاء أشد الألفاظ التي تعبر عما بنفسه، وتصف لنا أخلاقه، ومع ذلك لم يضف على انتقاد الأخ محمود شيئًا إلا أخطأ فيها، فقد قال: غضب أبو العينين من النصيحة والإصلاح، وبعث هنا برد، وكتب من وضع الرد: رد على ما انتقده الدكتور يحيى الخليل على طبعة دار ابن عباس لمنتخب عبد بن حميد.
ثم قال المتسمي بمعاذ عسكر: هذا فيه تدليس شديد، والذي يقرأ ذلك يظن أن أبا العينين رد على جميع ما انتقده، والحقيقة أنه رد على ثلاثة مواضع فقط، أخطأ في اثنتين منها، وأصاب في واحدة.
وأقول: أما قوله: غضب أبو العينين من النصيحة والإصلاح، فليته يذكر دليلا على ذلك إن كان يفهم ما يقول.
وأما تسمية ما كتبت ردًّا فلم يرد في شيء مما كتبت، فإن وُجد شيء من ذلك فهو من الأخ العراقي، وكذلك قوله: الدكتور يحيى الخليل، فأنا أعرف كثيرًا من تاريخ الأخ محمود خليل، وأما دعوى التدليس، فإن كان صدر مني ذلك فمن أي أنواع التدليس؟
بل التدليس الحقيقي أن يتسمى هو باسم ليس باسمه، وهو من تدليس الشيوخ، فإن كان لا يحب التدليس حقًّا فليصرح باسمه، ولا إخاله يفعل، ويرد دعواه أنني ذكرت أنه أصاب في بعض ما انتقده ، وهذا يبين أنه يريد الطعن بحق كان أو بباطل.
وأما قوله: والحقيقة أنه رد على ثلاثة مواضع فقط، أخطأ في اثنتين منها، وأصاب في واحدة.
فأقول: لقد قلت: قد أصاب في بعض ما كتب، وأخطأ في بعضه، فكان مما أخطأ فيه، وذكرت المواضع الثلاثة التي أخطأ فيها الأخ محمود خليل، وهذا لا يعني أنه أصاب في كل ما سكت عنه، بل لم أذكر إلا ما كان خطؤه محضًا، ففي بعضها يكون الخطأ مشتركًا.
أما الحديث الأول، وهو الحديث برقم (655): قال ابن عباس: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الهدنة التي كانت، قال الصلح الذي كان بينه وبينهم، والمشركون عند باب الندوة مما يلي الحجر... الحديث.
قال الأخ محمود خليل: تصحف في طبعتي التركية وابن عباس إلى (قال)، وادعى أن الصواب (قبل) بدل (قال) ، واستند في دعوى التصحيف إلى وقوعه كذلك في نسخة أيا صوفيا الخطية، ومصنف ابن أبي شيبة المطبوع، فبينت له أنه وقع كذلك: (قال) في النسخ الثلاثة الخطية: القرويين – والفتياني – وشقرا، وكل واحدة منها أقل خطأ من أيا صوفيا، فكيف إذا اجتمعت؟!، وبينت له أن الحديث لا يستقيم بما ادعاه صوابًا، وهي (قبل) ، لأنه يستلزم وقوع صلح أولا، ثم وقوع هدنة ثانيًا، وهذا ما لم يقع، ودعواه باطلة، والأمر الثاني أنه يستلزم وقوع هذه العمرة قبل صلح الحديبية، وهذا باطل بالإجماع، لأنه أولا مخالف لما ثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل عمرة القضية بعد صلح الحديبية، وكذلك دلت الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعمل عمرة وفي مكة مشركون إلا عمرة القضية التي بعد صلح الحديبية، فجعل الكلمة (قبل) يناقض هذا كله.
فأجاب الأخ محمود بقوله: كل هذا الذي رد به لا صلة له بموضوع النزاع، وموضوع هدنة، وصلح ، وهذا باطل بالإجماع، كل ذلك لا صلة له بالتحقيق العلمي.
وأقول: هل وجود الكلمة على ما أثبتُّ في ثلاث نسخ خطية لا صلة له بالتحقيق العلمي؟!
فكيف إذا كانت النسخة الوحيدة التي وقعت فيها مخالفة لهذه النسخ أقل في الضبط من كل واحدة منها؟!
فهل ترجيح ما في النسخ الثلاثة والحالة هذه لا صلة له بالتحقيق العلمي؟!
فكيف إذا كان ما وقع في هذه النسخة الوحيدة يقتضي إثبات معنى باطل، ينافي الثابت في السيرة المتواترة والأحاديث الصحيحة وما عليه إجماع أهل العلم. فهل ترجيح الوجه الذي وقع في النسخ الثلاثة ولا يخالف الثابت في السيرة المتواترة والأحاديث الصحيحة وما عليه أهل العلم بالسيرة لا صلة له بالتحقيق العلمي؟!
فما هو التحقيق العلمي إذًا الذي يعنيه الأخ محمود خليل؟!!!
أنا لا أكاد أصدق أن هذا الكلام كتبه الأخ محمود خليل الذي له 35 سنة في العمل الحديثي!!!
ثم برر كلامه ذلك بقوله: وأنا أترك النص بين يدي الباحثين هنا.
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الهدنة التي كانت، قال : الصلح الذي كان بينه وبينهم.
ثم قال: فبالله عليكم؛ ما معنى: الْهُدْنَةِ الَّتِي كَانَتْ قَال الصُّلْحِ؟!
وأقول: لقد كنت أردت تفسيرها حين كتبت التعليق، لكني آثرت تركه لعدم الإطالة، ولظني أنني أكتب ذلك، وسيقرأه طلاب علم يفهمون الكلام، ولقد ظننت أن بعض طلاب العلم سيكتب للأخ محمود تفسيرها على الوجه الصحيح، ولكن ذلك لم يقع ، فأين الأربعة عشر ألف مشارك؟!،
وأقول يا أخانا محمود: إنَّ (كان) هنا تامة، وهي التي تكتفي بمرفوعها، فإذا كانت تامة كان معناها وُجد أو حصل كقوله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ } (280) سورة البقرة ، والمعنى على ذلك: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهدنة التي كانت، يعني: حصلت وتمَّت، (قال، وقال هنا تفسيرية من الراوي بمعني: أي، الصلح الذي كان بينه وبينهم، واسأل يا أخ محمود خليل أهل العلم في ذلك، فالأمر بيِّن، ولا حاجة لتخطئة ما في النسخ للمطبوع من مصنف ابن أبي شيبة أو غيره، ولا يجوز اعتماد ما وقع في نسخة واحدة، وهو يضاد الثابت الصحيح في السيرة النبوية، ولا داعي للاتهام بالجدل : (يعني بالباطل) حيث قلت: ولكن، الجدل هو الذي دفع صاحب الرد لرفض ما جاء في ثلاث طبعات (جيدة) لمصنف ابن أبي شيبة، ويتوافق مع نسخة خطية للكتاب، وصار كل ما ورد هو المحرف، إلا ما ورد في طبعته من كلام لا معنى له.
وأقول: أليس في قولك ( هو الذي دفع صاحب الرد لرفض ... ) اتهام للنيات، وهو ما أنكرته ، وأما قوله ثلاث طبعات جيدة لمصنف ابن أبي شيبة، فهل تشهد لها بالجودة فعلا؟
لقد قابلني الكثير من التصحيف في نسخة الرشد التي هي أحسنها، فكيف بغيرها؟، ومتى كان التحقيق العلمي أن نرد ما في النسخ الخطية لنسخ مطبوعة؟
وقد سبق بيان بطلان ما وقع في النسخة الواحدة!!!
وأما معاذ عسكر فكما وصفته؛ فهو تابع على كل حال، فليس هو من العلم في صدر ولا ورد، أو ليس له منه إلا أن ينقل الكلام، ويعلق عليه: (أبو العينين مفسد، أبو العينين عليه أن يترك المشيخة ، ....) ولذلك فهو في هذا الموضع كغيره: (أبو العينين مخطئ).
وأقول: حتى لو سلمنا بخطأ أبي العينين، فما توجيه الحديث وتفسيره على ما صوبه الأخ محمود خليل؟
فبالطبع الجواب: هذا أمر لا يعنينا ، المهم أن نحذر من هذا المفسد ونسخته، ولا فساد في الدنيا إلا فيه وفي نسخته.
وفي الحديث رقم (349) ورد الراوي في الإسناد في النسخ الخطية كلها عمران بن عبد الله، وورد اسمه كذلك في بعض كتب الرجال ومصادر التخريج، وفي بعض كتب الرجال وبعض المصادر ورد: عمران بن عبدٍ، بغير إضافة، وهو الأصح، فأثبت ما ورد في النسخ الخطية للكتاب، ونبهت في الحاشية على الوجه الآخر الأصح، فهل على هذا التصرف من اعتراض؟
وقد عقب على ذلك الأخ محمود خليل بقوله: أعتقد أنني لم أُخطأ، ونضع الأمر بين يدي طلبة العلم.
فأقول: هب أنك لم تخطئ، فهل قد أخطأت أنا حين أثبت ما في النسخ الخطية، ونبهت في الحاشية على الوجه الآخر؟!
وأما معاذ عسكر، فهو كما عُهد منه.
ومما زاده معاذ عسكر قوله: هنا أفسد أبو العينين ما جاء على الصواب في طبعة بلنسية في قوله: تصحف في طبعتي دار ابن عباس وعالم الكتب إلى : فاستمسكت، يعني قوله في الحديث: فاستمكنت.
وهنا افترى معاذ عسكر على أبي العينين ونسخته، فالذي فيها: فاستمكنت على الصواب.
فأما الإفساد فقد سبق بيانه وبيان الواقع منه، وأما ذكره لطبعة بلنسية، وأن أبا العينين قد أفسد ما فيها مع غيرها، فأظنه لا يخفى عليه من التناقض العجيب الذي بين المتن والتعليق في هذه الطبعة مما لم أره ولم أسمع به طيلة حياتي أنه وقع في كتاب علمي بهذه الطريقة والسبب في ذلك هو الإخلال بالأمانة، وقد طالب القراء والناس بأن يشهدوا في الفصل فيما كتبه الأخ محمود خليل بيني وبينه، واستدل بقوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ} (2) سورة الطلاق ، وقال : وهذه شهادة، ستدخل مع كل إنسان قبره.
وأقول: قد بينت كل ما كان بيني وبين الأخ محمود خليل، وأنا مستعد لمزيد بيان لكل من لم يتضح له شيء، وليته يعمل بهذه الشهادة التي يطالب بها القراء، ويذكرهم بدخولها معهم القبر، ليته يؤدي هذه الشهادة على هذا التناقض العجيب وغيره من النقد الذي بينته من حال نسخة بلنسية، فإن لم يعلم أين بينت ذلك، ولا إخاله كذلك، فهو كتاب: «الانتصار للحق وأهل العلم الكبار والرد على من رمى الشيخ الألباني – رحمه الله - بالتساهل»، وأظنه موجودًا على هذا الموقع، وليته يبرأ إلى الله من التدليس، فيفصح عن اسمه، أسأل الله عز وجل لي ولإخواني المسلمين التوفيق والسداد.
وأطالب الأخ محمود خليل أو الشيخ يحيى الخليل كما يتسمى على الموقع أن يبين حال نسخة بلنسية، فقد استشهد بها وبصاحبها، وأن يبين حال هذا التناقض العجيب بين المتن والتعليق الواقع فيها، وهل رآه في عمله العلمي طيلة حياته أو سمع به، وأظن أن الأخ محمود خليل سيبرر سكوته عن هذه الشهادة لكونه قد عرف شخصه، فسكوته والحالة هذه طلبًا للسلامة.
وأما معاذ عسكر الذي لا يزال مجهولا، وأظنه سيبقى كذلك، فما مبرره للسكوت عما وقع في هذه النسخة من التناقض المتكرر، وأين الشهادة التي طالب القراء بها، أليس في سكوته عنها فتح باب فتنة عظيمة على المبتدئين حيث يظنون أن طلاب العلم يستغلون الشرع لخدمة أهوائهم؟!!!
وإن مما يحسب للأخ محمود خليل أنه كان سببا من أسباب إعادتي النظر في الكتاب ، والاجتهاد في إصلاحه، وأنا أرحب بكل تصحيح يضاف إلى ما ذكرت، ولست أدعي العصمة، وأسأل الله صلاح الحال في الدنيا والآخرة.