مـــتى يُعــد الإنســان ميْتًــا ؟
هــل - فقط - إذا فارقت روحه جسده ؟
هــل - فقط - إذا حوى جثمانه قـبره ؟
مـــتى يُعــد الإنســان ميْتًــا ؟
هــل - فقط - إذا فارقت روحه جسده ؟
هــل - فقط - إذا حوى جثمانه قـبره ؟
قال النووي في المجموع :-
((ذكر الشافعي والأصحاب للموت علامات وهي :
- أن تسترخي قدماه - ينفصل زنداه , وزاد جماعة منهم :
وتتقلص خصيتاه , مع تدلي الجلدة ,
فإذا ظهر هذا علم موته فيبادر حينئذ الى تجهيزه ,
قال الشافعي : فأما من مات مصعوقاً أو غريقاً أو حريقاً أو خاف من حرب أو سبع أو تردى من جبل أو في بئر فمات فإنه لايبادر به حتى يتحقق موته , فيترك اليومين والثلاثة حتى يخشى فساده لئلا يكون مغمى عليه أو انطبق حلقه أو غلب المرار عليه )) أهـ
انظر المجموع للنووي (5/125) والام للشافعي (1/243)
مـــــــــــتى قضــــــــــى ؟
شخص كان بينك وبينه ربــاط
جمعتـك معه أرقى وأنبل الذكريــات
ثم هو هجرك زمنـا طـويلا طـويلا ثم مــات
مـتى يُعــد بالنسبـة إليـك ميْتًـــــــــا ؟
أمــن حـين قـرر الهجـر ؟ أم - فقط - حــين انتهى بـه العمـــر ..؟
قد يكون الإنسان حيًا ولو فارقت روحه جسده؛ {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} [البقرة/154]
وقد يكون ميتًا وروحه لم تفارق جسده؛ {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النحل/20، 21].
قرأت العنوان فتذكرت مباشرة ما أنشده بعض العلماء, فأحببت أن أرفعه هنا :
وفي الجهل قبل الموت موتٌ لأهله ... فأجسامهم قبل القبور قبورُوإنّ امرأ لم يَحْيَ بالعلم ميّتٌ ... فليس له حتى النشور نشورُ
ومنه قول عدي بن الرعلاء:
ليسَ مَن ماتَ فاستراحَ بِميْتٍ * * * إنَّما الميْتُ ميِّتُ الأحْياءِ
إنَّما الميْتُ مَن يَعيشُ كئيبًا * * * كاسفًا بالُه قليلَ الرَّجاءِ
فأُناسٌ يُمصَّصون ثِمادًا * * * وأُناسٌ حُلوقُهم في الماءِ
أما أنا فأرى...
أن الميت حقا...
من يعيش لنفسه....
تماما...
كما تعيش البهائم...
لا يدري عن أحد...
لا يهمه أحد...
لسان حاله يقول...
أنا... ومن بعدي الطوفان..
يأكل..
يشرب..
ينام...
يعبد هواه...
حتى يأتيه الموت...
حياته كمماته....
لم يزد شيئا في الحياة...
فهو زائد عليها....
ذاك عندي....
هو الميت.....
ألقاكم بعد رمضان
إن شاء الله
أستودعكم الله
أختكم تسنيم.
وفي التعبير القرآني المعجز:
((أفَرأيْتَ إن مّتَّعْناهُم سِنينَ * ثُمَّ جاءَهُم مّا كانُوا يُوعَدونَ * ما أغْنَى عنْهُم مّا كانُوا يُمتَّعونَ))
= = =
وقال تعالى:
((يا أيها الذين آمنوا استجِيبوا للَّه وللرَّسولِ إذا دعاكم لما يحييكم)) ..
قيل: لما يحييكم من علوم الديانات والشرائع؛ لأن العلم حياة والجهل موت ... قال الشاعر [من المنسرح]:
لا تُعجِبنَّ الجهُولَ حُلَّتُهُ * * فذاك ميْتٌ وثوبُهُ كفَنُ
وقيل: لما يحييكم من الشهادة؛ لقوله تعالى: ((بل أحياء عند ربهم)).
في الانجيل جملة فيها فائدة واراها جميلة جداً ونكررها في حياتنا
(( مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ، وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ خَسِرَهَا؟ ))
انجيل لوقا 9 :25
قال رسول الله عليه وسلم ( حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج )
لعلي فهمت من تعليقكم الأخير أن المراد :
هل يعد الهاجر ميتاً بالنسبة للمهجور ؟
فلئن كان ما ظننته صحيحاً . فاسمحوا لي بالمشاركة وإبداء الرأي
أقول :
لا يخفى علينا حكم التهاجر بين المؤمنين وأنه بحسب متعلقه يكون حكمه فما كان لحظ النفس وأمور الدنيا فالزيادة على المسموح تعدٍ وما كان لحق الله فليس مقصود هنا بحثه
وعلى هذا أقول :
بصرف النظر عن الوزر الواقع على المتهاجرين وأيهما المعتدي ، وقد يكون أحدهما حاول ربأ الصدع ولم الصف فقوبل بالصد مما كبر عليه ولم يكن من بد من مقابلة الهجر بمثله إذ الوصل لم يجد طريقه
وعموماً فالموضوع المراد هو في اعتبار الهاجر ميت بالنسبة للمهجور
فأقول إن كان هذا الاعتبار إنما هو مجرد تعبير عن نفس فاقدة لعين كانت ذات اتصال بها فليس هذه إلا مشاعر أدبية تزفرها النفس لقاء ما لقيته من ألم الجوى وفراق أحبة
إلا أننا نخشى أن تجد النفس بهذا حجة فتعطي الأمر أكبر من حقه فيجرها لمقابلة الخطأ بمثله وارتكاب المحظور وذلك يقع إذا اعتقدت بهذا الأمر في نفسها وصادف أن بادر الهاجر الظالم بالرجوع أو تعرض لموقف يحوج المسلم لتقديم العون ويتعين المهجور شرعاً بذلك .. أو أنه يموت حقيقة فلا يُقْدم المهجور على العبادات المترتبة عليه والتي تجب عليه بذلك ...
كل ذلك يجعلنا نخشى أن يولِّد هذا الشعور قسوة تحمل صاحبها على ارتكاب المحظور لا تهاوناً بل تقرباً أو على الأقل على سبيل العادة والله المستعان
فالله أعلم بالحال ، لكن الكمال المرام للنفس البشرية المسلمة ألا تطلق لحظوظها العنان فيتفلت منها الزمام .
فلا يبالغ في مقابلة الأذى بمثله ، ولو أخذ بما يقيمها ثم أعادها إلى الحسنى وعودها على التجاوز والصفح والسماح فأنه سيشعر بطعم آخر في معاملاته .. وفي الأخير هو من اختار هذا الذي آذاه ورضيه لنفسه خليلاً ولما يقدره قدره فاللوم إن عاد لنفسه خف استشعار الأذى من خصمه ومكنه من التعامل بالحسنى مهما بلغ الأذى لأنه يعامل نفسه مع ربه لا ينظر لحظها وشخصها
وعلى هذا فقد يموت الظالم في عين المظلوم فهذا شعور قد يكون مباحاً
لكن :
هل يستطيع المظلوم بتعامله من هذا المنطلق ، ألا يموت أيضاً في عين إخوانه وخلانه ؟
والله تعالى أعلم
وأخيراً ، أرجو ألا أكون بهذا الهدر قد أبعدت النجعة وعاكست المورد المراد ، فإن كان ذلك كذلك فألتمس سماحاً منكم وتقبلاً لمداخلة أردت بها خيراً فجنيت منها خلفاً
والله الموفق
إن شاء الله اﻹجابة النموذجية في ردي القادم!
صحيحُ الودّ لو يسمي عليلا ... لتكتب أو نرى منكم رسولا
أراك تسومهُ الهجران حتّى ... إذا ما اعتلّ كنت له وصولا
فرُدَّ ضنى الحياة بوصل يومٍ ... يكونُ على رضاكَ له دليلا
هما موتان موت ضنى وهجرٍ ... وموتُ الهجر شرّهما سبيلا
(لأحمد بن أبي فنن)
ولعل الشاعر ناصيف اليازجي اختصر اﻹجابة في بيت واحد فقال:
إنما الهَجْرُ للمُحِبّينَ موتٌ ... ليتَ شِعري متى تكونُ القيامَةُ
أرجو أن تكون إجابة سؤال هل فقط وسؤال أَمِنْ و أَمْ في ما سبق من أبيات..
مبارك عليكم الشهر...
الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات جزاكم الله خيرا جميعــا وأحسن إليكم
فما من مشاركة إلا وفيها فائدة ، بورك في الجميع آمين آمين آمين .
و لو علمتم سبب سؤالي ربما استطعتم إفادتي أو ربما خففتم من شديد حيرتي ..!
أيها الأكارم :
أتاني نبأ وفاة من كانت يوما صديقتي ، فحزنت لأجلها ، وما كف لساني عن الدعاء لها
ووالله لا أذكر لها إلا كل خير ، فقد كانت من أخير خلق الله - أحسبها كذلك والله حسيبها -
فكم لها من أيدٍ علينا ، ووالله مهما فعلنا أو قلنا ما وفينا ... غفر الله لها وبفضله رحمها آمين
وليُعلم أن ماذكرته عنها وما دعوت به لها ليس بسبب وفاتها بل يعلم الله أني يوما ما نسيتها
ولا كففت عن الدعاء بظهر الغيب لها ... أحفظ مودتها وأشكر طيب عشرتها .
ولكن الإشكال الذي ولّد عندي ذالكم السؤال هو :
أن حزني على وفاتها كان أقل كثيرا مما توقعت :
فالعين بالدمع لم تجد ، وكان للألم في قلبي حد ...!!
بينما من سنوات حين اختارتْ - دون سبب خاص - الهجر والفراق
بسبب فتنة المنهج والافتراق (1) حينها جادت عيناي بالدمع لشهور طوال
أما مدى حزني فالله وحده أعلم بالحال ....
أغلقت بيننا كل الأبواب التواصل والتقارب
ورفعت هي ومن معها ممن كن مقربات شعارَ : إما الموافقة وإما المفارقة ...
فلم أستطع ترك ما أعتقد صوابه لأجل صحبتهن ، وفشلت كل محاولة للتقارب
معهن ............ وكان الفراق ...!!
كادت النفس على فراقها و فراقهن تزهق ، لولا الثبات من الإله الأوحد ..!!
مرت عليّ أوقات غلبني إليها الحنين ، حتى أني كنت أتعمد على هاتفها الرنين
فقط لأسمع صوتها تسأل من المتصل ، ثم أغلق ودمع العين متصل ...!!
غفر الله لها ، غفر الله لها ، غفر الله لها ...!!
والسؤال يا قومنا :
لم لم أحزن على موتها كثيرا ولا استطعت بكاءها طويلا ...!!
---------------------------------------------
(1)- http://majles.alukah.net/showthread.php?t=61907
أشعر أن للسؤال هدف من أم هانئ
بالنسبة لي لو هجرني شخص عزيز سأظل على أمل حتى نلتقي ..
أما اذا انتهى به العمر سيكون هو الموت الحقيقي ..
ربما سأموت من القهر لأن الأمل انقطع .. لأن النهاية بيننا
كانت على غير ود وبالتأكيد سأسامحه بل أنا أصلا مسامحته من قبل ..
ولكن يبقى السؤال .. هل هو سيسامحني ؟؟؟؟
أسأل الله أن لا أصل مع أي شخص الى هذه الدرجة
لعل التأثر بالفراق يكون بعد نظر العين والكلام والاجتماع ... لكن بعد الافتراق تفتر المشاعر مهما كانت .
ولأنك تحبينها لم تسوعبي كيف تسير في طريق غير طريقك ( الذي تعتقدين صوابه ) ، فكان ألم الهجر وفقدان السند من الأخوات وبكاء على تعدد الطرق بعدما كانت طريقكما واحدة .
رحمها الله وتغمد أختنا برحمته الواسعة ، ورزق جمبع من عرفها الصبر .
أختي الغالية شميسةكيف تسير في طريق غير طريقك
أم هانئ لم تفارق ولم تعاد
هن فعلن ذلك - غفر الله لهن - لأنها هي عندهن خالفت الطريق والمنهج!
فرفعن معها راية: من لم يوافقنا فليس منا
والله المستعان