تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مسألةالتثبت وقبول الخبر ورده

  1. #1

    افتراضي مسألةالتثبت وقبول الخبر ورده

    أحاول من حين لآخر ترقب نشاط النفس وبث روح العزم فيها على تسطير ما يمكن عرضه للفائدة ، فخطر على القلب مسألة التثبت في الأخبار وقبولها من ردها .. وما هي إلا لحظات حتى وجدتُ نفسي في طريق طويل لا أكاد أرى له طرف انتهاء ، وأعرف نفسي ملولة كثيرة الشغل بغير الفائدة ..
    فقررتُ التوقف واستغلال هذه الفورة من النشاط في اختصار ما تم تسطيره حتى اللحظة علّ الله عز وجل أن ييسر لاحقاً ولو على فترات متباعدة إتمام أصله والتوسع فيه بالنقولات والأدلة
    *********

    ملخص مسألة التثبت في الأخبار

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
    أما بعد ..

    مسألة التثبت وقبول الخبر ورده

    حياة الفرد لا تخلو من أخبار يتلقاها بين الفينة والفينة وتختلف ماهيتها حسب الخبر والمخبر عنه والمخبر به [الناقل والمنقول إليه] وبعض هذه الأخبار تحتاج إلى رد فعل يقابل الخبر ، ثم إنه قد يكون رد الفعل هذا ذاتي لا أثر خارجي له أو العكس
    وذلك يعتمد بالدرجة الأساس على مسألة قبول أو رد الخبر الذي ينتج عنه رد الفعل المناسب لهذه النقطة
    وهذا القبول والرد منه ما يدفع السامع إليه دفعاً ، قبولاً أو رداً ..
    ومنه ما يسبب التردد والحيرة وهذه تنتج للسامع رد فعل آخر أقل اندفاعاً في التعامل مع الخبر فيما يتعلق بالعلاقة مع المخبر عنه
    والذي ينبغي بمن يحب لنفسه أن ترتع في حياض المحاسن وتجتنب سفاسف المساوئ التنبه إلى تفصيل التعامل مع هذه القضية

    فهذه القضية أطرافها أربعة :

    1- الخبر
    2- المُخْبِر به [ المتكلم ]
    3- المُخْبَر به [ السامع ]
    4- المُخْبَر عنه

    ولكل طرف ما يخصه من التعامل ..

    :: الخبر::

    من حيث التلقي ، منه ما يكون معلوم مسبق أو حادث
    ثم منه القطعي ومنه الظني
    والأول منه النظري ومنه الضروري
    والثاني منه ما يغلب على الظن ومنه ما يدور بين الشك والوهم
    وهذه كلها من ناحية القبول إما أن تكون في رد الخبر لكذبه أو قبوله لحقيقته
    وموضوع الخبر إما ذو أثر إيجابي أو سلبي ، شخصي أو عام
    وإما أن يكون معارضاً بغيره أو لا ..
    وفي رد الفعل عليه لابد أن يعتمد إلى النظر إلى القرائن المحتفة بالخبر ، وتغليب جانب المصلحة فمن الأمور ما يكون التجاوز فيها خير من المؤاخذة ..

    :: المخبر به (السامع) ::

    لا يخلو من أن يكون الخبر يعنيه بالدرجة الرئيسية
    أو بدرجة ثانوية أي ضعيف التعلق به
    أو لا يعنيه أصلاً ولا يفيده وليس له أثر على حياته
    ومنه ما يوجب اتخاذ رد فعل خارجي ومنه ما يكون رد الفعل نفسي داخلي
    ومنه ما يمرر فلا يحتاج لرد

    :: المخبر به (المتكلم) ::

    وتختلف حالته من الجهالة والمعرفة
    وعلى الثاني من الصدق والكذب ، والستر والفسق
    ومقصوده من إصلاح أو إفساد
    ومعتمده من نقل أو مشاهدة

    ::المخبر عنه::

    إما عين وإما عرض
    فالأول يعاد فيسطر ما سبق ذكره في الأعلى من الجهالة والمعرفة والستر والفسق
    ثم المتعلق لا يخلو من أن يكون ذماً أو مدحاً سلباً أو إيجاباً
    والأثر هل يعود أم لا يعود
    وفي الحالين الأعيان والأعراض لا يخلو أيضاً الخبر من أن يكون معقولاً أو مبالغاً فيه
    وفي رد الفعل يراجع القرائن

    ::خلاصة التعامل مع الأخبار (رد الفعل)::

    الأثر ومتعلقه
    الأخبار التي لا يعود لها أثر ينبغي إقصاء السلبي منها ، وجعل الإيجابي حافز لفعل الأفضل
    والتي لها أثر فإن كل بحسبه فالسلبي إن يعد على الغير فالنصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    والعائد على النفس فالعفو والتسامح إن أمكن حسب المصالح الشرعية
    وعلى المخبر السامع ، النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ابتداء من التعامل مع الناقل وحتى النقل والمنقول عنه
    وحسن الخلق مطلوب ولو حال النهي عن المنكر ، ويراعي في الإنكار ألا يرد الخبر بالجرح فإن إهانة الأشخاص لذاتهم كبر يترفع عنها أهل التواضع ولكن الإنكار بالشدة جيد لمن يحتاجه بمقدار مع عدم خلو التأنيب من فتح طريق يلجأ إليه المعاتب فلعله ألا تغلق عليه أبواب التوبة ولو كان بها كاذباً
    وعلى الناقل مراعاة النقل مما تثبت منه أو غلب على ظنه ولا يكون متعلقاً بفتن وإحن فيكون من النميمة
    والمنقول عنه ينبغي على السامع ألا يؤثر علاقته بخبر سلبي مالم تكن مصلحة شرعية
    وفي الأخبار المبالغ فيها الأصل التريث والتعامل معها بحسبها دون التسرع بالرد
    وفي المعقول النظر في القرائن التي تحتف به من ناحية تأكيد الخبر أو رده
    ففي كلا الحالتين لا يستغنى عن النظر مع التزام حسن الخلق والتأني بحثاً عن التأكد
    كل هذا فيما يعود إما بفائدة أو دفع ضرر عام أو خاص بالمخبر به [ المستمع ] دون اللغو الذي لا يعود بفائدة

    :: والخلاصة ::

    لا يوجد خبر يقبل مطلقاً أو يرد مطلقاً في حال استثناء المسلمات العقدية والممتنعات العقلية .
    والممتنع وهو الذي لا يمكن تحققه لاستحالته العقلية كاجتماع النقيضين
    على أنه لا يرد بهذه الحجة كل ما لا يقبله عقل المستمع لإمكانية كونه مما يمكن ولكن نقص علم المستمع تجعله مما لا يتقبله وهذا كإخبار المتقدمين بحضارة العصر الراهن الرقمية فإنه من منطلق معرفته قد يعدها من الاستحالات العقلية
    وهكذا يقال لا يتسرع بالحكم على ما قد لا يعقله بالاستحالة حتى يكون ممن يلم بقوانين وطبيعة العلوم العصرية كما أن الخبر قد يكون فيه حيلة تجعل المستمع يظنه استحالة وهو ممكن بالحيلة
    والحكمة من عدم التسرع بالرد الحفاظ على ماء الوجه فإن ثبوت ما أنكره يدخل الإحراج وتهمة الجهل

    فخبر الثقة يجب قبوله ، لكونه بلغ مرتبة الثقة عند المستمع فإن بان ضعفه فالخطأ على الموثق فعليه تعديل معايير التوثيق لديه
    وإن تعارض خبر الثقة مع حق الغير فيتوقف فيه حتى يتثبت ، وذلك لأنه ينتقل ليصير دعوى فإن كان أخبر فلقد عارض خبره خبر المنقول عنه

    وخبر الفاسق يجب التثبت منه ولا يرد مطلقاً

    *********
    *********

    تم هذا الاختصار وفيه الإخلال ظاهر ،
    ولا عجب فحال المختصر لا يخفى على جاهل
    فلعل الله أن ييسر التكميل على لسان الأفاضل


    وبالله تعالى التوفيق

    وكتبه
    أبو محمد
    الأحد 10/7/1432هـ
    الموافق 12/6/2011م

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    14

    افتراضي رد: مسألةالتثبت وقبول الخبر ورده

    جزاك الله خيراا
    وكثر الله من امثالك

  3. #3

    افتراضي رد: مسألةالتثبت وقبول الخبر ورده

    بارك الله فيك وجزاك خيراً ، أحسن الله إليك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •