كلمة في شيخ الإسلام ابن تيمية - الشيخ العلامة محمد الأمين بوخبزة المغربي
ابن تيمية
قال بعضهم:
(كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث) كلمة قيلت عن سعة اطلاع ابن تيمية وحفظه للحديث , كما نقلها ابن حجر في ترجمته من الدرر الكامنة,كما نقلوا عنه أنه قال عن القاضي عياض لما وقف على كتابه (الشفا) : غلا هذا المغيربي وايم الله, وهو كلام دال على غروره وطبعه, وقد قال الإمام الذهبي مخاطبا له في رسالته التي وجهها إليه:
كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين,فواخيبته ا.وهذا لسلاطة لسانه وحدة طبعه وغروره
وتروى عنه أشياء من ذلك في مجالس مناظراته, حتى إنه كان إذا جهل الأمر واستعصى عليه عاند وجابه سائله, وهكذا في كتاباته كان إذا استغلق عليه الأمر لف ودار وأكثر من الاستطراد والتعمية والهروب من الموضع, وقد قيل عنه أنه كالعصفور الذي إذا حاولت القبض عليه من جهة طار منك إلى الأخر
قلت:
لا أدري من أين استقى عفا الله عنه هذا الكلام الدال على جهل كبير بعلوم شيخ الإسلام الفذ أحمد ابن تيمية وأسلوبه في الكتابة والمناظرة.
وهذه ترجمته مبسوطة وأخباره مدونة في عشرات الكتب والرسائل الخاصة به والعامة, والرسالة الذهبية المنسوبة للذهبي ـ وهو تلميذه الأثير ـ قامت الأدلة الكثيرة على انتحالها.وقد ترجمه الذهبي في معاجمه التي هي آخر ما ألف, وطاب الثناء عليه وبالغ.ورجل جمع علوم عصره , ونافح عن الإسلام بالسنان والسيف والأقلام, وواجه وحده طائفتين كبيرتين معززتين بالسلطان, وهما فقهاء المذاهب المقلدة, وصوفية الربط والزوايا.وجرعهم الغصص, وألقمهما الأحجار,وناظرهم مرارا وتكرارا , وأمهلهما عاما كاملا ليأتوا بما ينقض حرفا واحدا من عقيدته الواسطية , فلم يستطيعوا , ونافح عن مختاراته الفقهية بمؤلفات قيمة, فلم يستطع نقضها كفء له.
وحتى تقي الدين ابن السبكي عدوه الألد كتب في الرد عليه رسائل يقال عند قراءتها:
(أطرق كرى...إن النعام في القرى) وفي مسألة الزيارة رد ابن عبد الهادي وهو أصغر تلامذته بكتابه(الصارم المُنكي في الرد على السبكي), فضحه به أيما فضيحة, ولما لم يجد هؤلاء جميعا وسيلة للانتصاف منه ولسان حالهم يقول:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه *** فالكل أعداء له وخصوم
استعدوا عليه السلطان, فسجن إلى أن مات في السجن رحمه الله ورضي عنه.وكلمته في الشفاء صحيحة يعرف قدرها العلماء لما اشتمل عليه الشفاء من الغلو والموضوعات.
__________________
ملتقى أهل الحديث تطوان