المبحث الرابع:
منغصات سببها فقد الدور الكامل للعلماء
1ـ أين دورُ العلماءِ والفقهاء وهم قادة الناس ومُوجهيهم، ويَنتظر منهم المسلمون النصرة لإخوانهم فإن العلماء الذين سطر التاريخُ أمجادهم كان الناسُ يلجأون إليهم بعد الله عندما تدلهم المصائب وتكثرُ الأزماتُ ليجدُوا عندهم الحلَّ والتوجيه وقيادة الركب، فلا معنى لعالمٍ أو طالب علم يكون في وادٍ أو برج عاجي وأمته وقضاياها في وادٍ آخر.
ـ لابد للعلماء في مبادرة العلماء بالتحرك لحل مشاكل الأمة والتصدر لها،ولا يكونوا في آخر الركب.
2ـ إذ يزفر القلب بآلاف التساؤلات عن دور العلماء والمصلحين والصالحين والأمة جميعاً !
3ـ وكذلك وهو الأهم تهميش دور العلماء في الإشراف على تعليم المرأة.
4ـ إن دور العلماء اقتصر على الفتاوى في الأحكام الشخصية والاجتماعية ، بل أصبح العلماء لا يفتون إلا عند الطلب ! هل هذه حقيقة ؟ أم أن هناك تعتيماً إعلامياً حول فتاوى العلماء التي تمس القضايا العامة والهامة في حياة الأمة ؟
5ـ وأحسب أن من أسباب النكبات التي يعاني منها العالم الإسلامي اليوم وقبل اليوم إبعاد العلماء عن مجالاتهم وابتعادهم هم، وأن التصور الخاطئ الذي يحصر مسؤوليتهم في نواح محددة لا يجوز لهم أن يتخطوها كان من عوامل الضعف والتدهور في كيان العالم الإسلامي .
ونحن اليوم في حاجة إلى صوت جهير من قبل العلماء يصدع بالحق بلا مواربة، ويدعو إلى الله على بصيرة ،ويشارك في التوجيه مشاركة طليعية وفق ما يقتضيه الدين وتوجبه الشريعة السمحاء.
6ـ تلاعب العلمانيين في أصولنا سببه غياب دور العلماء.
7ـ انحصار دور العلماء والدعاة في مجالات محدودة لا تمس مشكلات الناس الحياتية.
8ـ إن غياب دور العلماء الثقات، هو الذي جعل علماء السلطة يزيدون الأمور تعقيداً واضطراباً.ولابد من تمكين العلماء الصادقين من القيام بواجبهم، وفتح السبل لكلمتهم، والسماح بمرورها إعلامياً، وتسخير إمكانات الأمة لهذا الغرض.
9ـ ولا يخفى أن إبعاد العلماء عن المراكز التوجيهية أمر له خطورته، وفي بعض المجتمعات تقلص دور العلماء، وأصبح قاصرًا على خطبة الجمعة، وبعض الأحاديث التي تخضع للعيون الساهرة والمراقبة الدقيقة، وأصبح بعض العلماء يَجْرُون وراء المناصب جريًا تذل له الجباه، ويطلبون المناصب بما لهم من مآثر في الأتباع، وأياد في التصفيق والتأييد.
10ـ إن الذين يهاجمون علماء الأمة ومفكريها وساستها ومربيها وفقهاءها ومحدثيها وحركييها يخدمون المخططات اليهودية والنصرانية والطاغوتية والاستخبارية سواء شعروا بذلك أم لا، والذين لا يزالون يطعنون في علماء الأمة بفعلهم هذا يكونون قد ابتعدوا عن منهج أهل السنة والجماعة الذي يقول: «وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل».