
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء
جزاك الله خيرا وكتب أجرك.
ولكن رأيتك تقول:
ثم نظرت فلم أر في منقولك من الفتاوى ولا في تأصيلك للمسألة ما يخدم إطلاقك هذا (حكم العبارات التي يكون مطلعها كلمة "دمتم" ابتداء)!
ألا ترى أخي الفاضل أن قول القائل "دمت في رعاية الله" (أ) أو "دمتم في حفظ الله" (ب)، لا يستوي بإطلاق اللفظة المجردة "دمتم" (ج) فضلا عن قولهم "أدام الله أعماركم/بقاءكم" (د)؟ فإن القرينة اللفظية التي تخلفت عن الحالة (ج) فنتج عن تخلفها تقدم المعنى المذموم إلى الأذهان بلا دافع، قد أثبتها المتكلم في الحالتين (أ) و (ب)! وذلك بخلاف الحالة (د) التي ثبت فيها المعنى المذموم لا محالة!
فكأنما يقول القائل في الحالتين (أ) و(ب): فلتكن في رعاية الله دائما، أو أدام الله حفظه لك، وهذا المعنى ليس بمذموم، والله أعلم.
و جزاك ربي خيرا
أما ادعاؤك أني ما نقلت فتاوى ولا تأصيلا يوافق ما ذكرت من إطلاق فإليك أخي الفتاوى وإليك التأصيل
أولا الفتوى
1 فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في قولي:
أولا فتوى العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :
قول: "أدام الله أيامك" من الاعتداء في الدعاء، لأن دوام الأيام محال، وهو منافٍ لقوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ*وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }، وقوله تعالى: { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}.
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلدالاول - باب المناهي اللفظية.
ثانيا
فتوى الشيخ بكر رحمه الله عند قولي:
ثانيا فتوى الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى:
قال رحمه الله:
(( قال الله تعالى : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } . فالدوام لا يكون إلا لله سبحانه .. وهذه اللفظة (( دمتم)) الجارية في تذييل المكاتبات الودية ينبغي التوقي من إطلاقها ، وإن كان المراد بها الدوام المطلق لا يكون إلا لله سبحانه )) .
انظر معجم المناهي اللفظية (ص 641) .
وتأمل قول الشيخ :
وهذه اللفظة (( دمتم)) الجارية في تذييل المكاتبات الودية ينبغي التوقي من إطلاقها
ألا تفهم من ذلك الإطلاق؟؟!!
أما حول التأصيل فأكتفي بقولي:
يُستدل بالآيتين على أن البقاء والخلد والدوام لا يكون لأي إنسان
فاستفيد من ذلك أن الدعاء بالبقاء أو الخلد أو الدوام من غير تقييد تعد في الدعاء
وماذا فهمت أخي من قولي من غير تقييد
ثم اخيرا أخي
فهمت من كلامك أنك ما فهمت وجه الاستدلال
لأنني فهمت من كلامك أنك تعلل النهي عن ذلك بفساد المعنى حين الإطلاق أي يصرف إلى ما يذم
لكن لتعلم أخي أن النهي عن ذلك أعم مما ذكرت أنت أخي
وقد نبهت على ذلك بقولي سابقا :
يُستدل بالآيتين على أن البقاء والخلد والدوام لا يكون لأي إنسان
فاستفيد من ذلك أن الدعاء بالبقاء أو الخلد أو الدوام من غير تقييد تعد في الدعاء
وبقولي:
بمعنى أن الدوام لا يكون إلا لله سبحانه
فلا أدري كيف التبس عليك الأمر أخي
وجزاك الله خيرا