![اقتباس](images/metro/purple/misc/quote_icon.png)
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين هتان
الأخت الفاضلة أم هانئ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..ذكر ابن عبد البر في جامع بيان العلم و فضله 2/33 عن مالك رحمه الله تعالى أنه كان يقول بعد أن يفتي: إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين.
بارك الله فيك أخي حسين, أنا لاأريد أن ألزم المقابل بما أقول فهذا ليس من الأنصاف, فكلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب, وانما كلامي هو تحفيز للمعلومات التي عندي وعندك بارك الله فيك.
أقول وبالله التوفيق تعليقا بسيطا على ما أوردته أختي الفاضلة أم هانئ:
*نية القطع وتغيير النية مسألتان نتيجتهما واحدة. وهي الفساد
ليست المسألة كذلك بارك الله فيك فنية القطع تفسد بينما نية التغير قد تفسد وقد لاتفسد بحسب الأنتقال, فرجل نوى ان كان غدا من رمضان فانه صائم ثم تبين أن الغد ليس برمضان فله أن يجعله نفلا كما ذكر ذلك أهل العلم.
ثم ماذا تريدون من هذه المسألة ؟
وأتمنى التفريق بينهما أختي أم هانئ؟
نريد بارك الله فيك, بحسب كلامك بوجوب تبيت النية من الليل وأن النبي
بيت النية من الليل فقوله (اني اذا صائم) لها عدة مدلولات:
1: اما اخبار عن كونه قد بيت نية من الليل وأنه مستمر على هذه النية وأن طلبه للطعام غير مؤثر في هذه النية (وهذا كما تعلم أخي الكريم قد بين فساد هذا الصوم أهل العلم).
2: اما أخبار على انه قد بيت نية من الليل وأنه قطعها بطلبه للطعام فلما لم يجد احتاج أن يجدد نيته, وهذا كما ذكرنا أنه سائغ على كلام بعض أهل العلم, بل ورد ان النبي
في يوم عاشوراء عندما علموا بالصيام بعد الصباح فأمرهم النبي
بالأمساك وقد بين بعض أهل العلم ومنهم شيخ الأسلام أن اليوم الذي يمسك فيه وان كان بعد طلوع الشمس أنه لايقضى.
3: أو أنه
لم يكن قد بيت نية من الليل ثم طلب الطعام في الصباح فلما لم يجد انشأ نية للصيام. وهذا جائز على كلام بعض أهل العلم.
وفي الحالة الثانية والثالثة فأنه
قد أنشا نية في الصباح والله أعلم. • قولك : أين الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم علق فطره بوجود الطعام؟
الجواب : هو حديث عائشة رضي الله عنها . الذي يدل هو وحديث آخر ذكر سابقا .أنه صلى الله عليه وسلم بيّت الصيام من الليل وهذا لاشك فيه . ثم طرأ عليه أن يفطر فلم يجد شيئا فقال إني إذا صائم .
أين في الحديث بارك الله فيك أنه علق فطره بوجود الطعام أليس هذا تكلف. وقد بينت لك فيما سبق ما يتعلق بقوله
(أني اذا صائم). وهنا لكم الحرية بكون النبي صلى الله عليه وسلم نوى القطع أو تغيَّرت نيته .. سيّان .
• قولك : وهل افتراض وجود مثل تلك النية المعلقة أولى من القول بإنشاء نية الصوم
للنافلة المطلقة من النهار ؟ أيهما أظهر وأقرب ؟
الجواب :أستطيع صياغة السؤال بطريقة أخرى أفضل وهو: هل افتراض إنشاء النية من النهار أولى من القول بوجوب تبييت النية من الليل؟
نعم أولى وأقرب. وأبعد عن القول بأن الصوم من النهار . لا صيام من النهار . الصيام يبدأ من الليل . هذا هو الظاهر من الأحاديث . ولذا الناظر للأدلة يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين لنا ولا في دليل واحد بأن للإنسان الصوم من النهار في التطوع ولا عن طريق صحيح عن الصحابة الكرام. لأن الصيام من النهار مسألة دقيقة وهي فرع عن أصل واضح وضوح الشمس أن الصيام من الليل فقط. لحديث حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له .
ولفظة "صوم " عامة في كل صوم.
• بل من صميم موضوعنا*
سلمك الله أخي المبارك حسين, الحديث الذي أوردنا في صيام عاشوراء عندما جاءهم الخبر بعد طلوع الشمس وأمر النبي
لهم بالأمساك دليل على جواز انشاء نية من النهار, وقد ذهب بعض أهل العلم الى اعتبار صوم ذلك اليوم الذي أنشات نيته في النهار منهم شيخ الأسلام أبن تيمية رحمه الله. - المثال الذي ذكرته في مسألة السفر بتلك الصيغة يقابل فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما بيّت النية من الليل ثم هو مخير بين الصوم والفطر . لكن لابد من تبييت النية . ومثل هذا السفر . فيبيّت
النية من الليل ثم إذا تيسر له السفر جاز له الفطر . أما إذا نوى الفطر ثم لم يتيسر السفر فصومه فاسد.
كلامك صحيح في الفرائض والنذور والكفارات وليس في النفل المطلق سلمك الله.
• أعلم أن بعض العلماء الكرام رحمهم الله تعالى وحفظ من بقي منهم .القول بالتفريق بين الصوم الفرض والنفل . لكن ذلك لا ينهض على دليل. ولا دليل على التفريق.
أنت فرقت بارك الله فيك بين الفرائض والنفل المطلق بأن أجزت للمتنفل أن يفسد صومه اذا شاء, والأدلة لايلزم أن تكون كلها ذات دلالة صريحة بل بعضها وأظنك تعلم سلمك الله يفهم منها ما ذكرنا وهذا هو من الفقه الدقيق للمسائل التي ذكرها اهل العلم ومنهم العثيمين رحمه الله.
• وأعجب من التفريق بينهما . بينما الأمر لا يحتاج لهذا كله .
ولكن لا بد للعلماء كلهم بلا استثناء الخطأ ولابد.
وهذا الخطأ يحتمله الجميع بارك الله فيك وليس فيه احد أولى من أحد, فمن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر ورحم الله الجميع.
• أحسنت حينما قلت : حديث عائشة المتنازع فيه .
وأقول : الحق أحق أن يتبع ويجب على المسلم العمل بما رآءه صوابا .
* ما وجه التلازم بين خيار الصائم المتنفل
وبين إضماره نية فطر معلقة على وجود الطعام أو عدمه ؟
فهل يفقد الصائم المتنفل حرية الخيار إذا لم يكن مضمرا لنية
الفطر المعلقة على وجود طعام ؟
كلامنا سلمك الله ليس في أضمار المتنفل تعليق صومه بعدم وجود الطعام في اليوم التالي ولكن بتحميلك حديث النبي
ذلك الأضمار وهو لايحتمل ذلك فالحديث ليس في منطوقه ولا مفهومه ذلك الأضمار. الجواب : إذا أضمر الصائم المتنفل بتعليق صومه بوجود الطعام . لا يضره ذلك . ووجه التلازم : أن الإضمار أبلغ من تعليق الفطر بوجود الطعام. ومع هذا وذاك فلا اشكال في الإضمار أو التعليق؟
• قولك : إن هذا هو القول الظاهر المتيقن ؟
الجواب : نعم. لأن الإحتمالات والتأويلات البعيدة لا تغني من اليقين شيئا.
• قولك : أن الأحوط تبييت النية للنفل المطلق من الليل أولى وأحوط وأفضل أجرا.
أجيب : هذا كلام جميل جدا . ولفظة الأحوط : أي الأحوط وجوباً.
هذا الإحتياط لا يجوز تركه .
لا تحمل كلام الأخت ما لاتريده فهي تريد الأحوط جوازا أي مع جواز أنشاء نية في النهار لصيام النفل المطلق.
وأيضا ثمت سؤال وهو :ماهو الدليل على أن من أنشأ النية من النهار فله الأجر من حيث عقد النية . وهل يكتب له صوم ذلك اليوم كاملا .وهل يباعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا كما جاء في الحديث . وهل يجوز له أن ينشئ النية قبل المغرب بقليل ؟
الدليل حديث (انما الأعمال بالنيات....), يكتب له من حيث أنشا النية, يجوز له أن ينشأ النية في بعض الحالات مادامت الشمس لم تغب كما بين ذلك شيخ الأسلام أبن تيمية رحمه الله ويعتبر له صوم يوم.
وفقنا الله لا تباع طرق الحق و الهداية وجنبنا وإياكم طرق الضلالة و الغواية
أسأل الله أن ينفعني وأياك وأختنا أم هانئ بما قلنا وان يجعله في ميزان حسناتنا وان يلهمنا رشدنا وبارك الله فيك أخي الحسين.