تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234
النتائج 61 إلى 69 من 69

الموضوع: مقالات عن رمضان الشهر الكريم

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    955

    افتراضي رد: مقالات عن رمضان الشهر الكريم

    تهانينا.. تهانينا
    الكاتب : محمد حسين يعقوب
    تهانينا.. تهانينا



    بسم الله الرحمن الرحيم

    إضافة شوال 1427 هـ

    تهانينا.. تهانينا

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

    أيها الأحبة في الله.. كل عام وأنتم بخير.. تقبل الله منا ومنكم

    من هذا المقبول الذي أعين على الصيام والقيام؟

    وعلى إصلاح وظائف الأعمال من الصلوات المكتوبات والجمعات؟

    من هذا المقبول الذي أعين على وظيفة الصدقة ووظيفة تلاوة القرآن؟

    وختم له رمضان بالسداد في الأعمال الصالحات؟

    من هذا المقبول فنهنيه؟

    مقتضيات القبول

    أولا: الانكسار لعظمة الله:
    وتهنئتنا له وتهانينا إليه بفضل الله عز وجل الذي آتاه، وأن ذلك يعني منه مزيد انكسار لعظمة الله، وعرفان بنعمة الله عز وجل، ومزيد سعي لشكران تلك النعم.

    فعن أبي عمران الشيباني: قال موسى يوم الطور: "يا رب.. إن أنا صليت فمن قبلك، وإن أنا تصدقت فمن قبلك، وإن أنا بلغت رسالاتك فمن قبلك، فكيف أشكرك؟"

    فقال الله تعالى لموسى: "الآن شكرتني".

    فهذا قول الكليم.. كليم الله عز وجل.. وهو قول العارف بفضل الله المقر بإحسانه، قال: "يا رب، إن أنا صليت فمن قبلك"، لا من سعي من نفسي، ولا من تحصيلها، فلو وكلت إلى نفسي، ولو وكلت النفس إلى ما فيها، لما كان من العبد إلا العجز والتقصير، والتواني والذنب، والخطيئة والسيئات.

    "يا رب.. إن أنا صليت فمن قبلك، وإن أنا تصدقت فمن قبلك"، فكذلك ليس المال من تحصيلي، بل هو من رزقك وفضلك وعطائك، ولو شئت لم أكتسب شيئا من ذلك المال، وقد أحضرت الأنفس الشح، وجبلت على الإمساك والبخل، فلولا أن تجود علي بمباعدة شح نفسي، ما كان مني صدقة ولا إنفاق.

    "فيا رب، إن أنا تصدقت فمن قبلك"، فليس لي من ذلك العمل أي شيء أنسبه لنفسي.

    "ويا رب، إن بلغت رسالاتك فمن قبلك"، فليس ذلك البيان، ولا الشفقة على المكلفين، ولا الإعانة على البلاغ، ولا إيصال ذلك إلى قلوب المكلفين، ولا حركة المكلفين بموجب ذلك، وليس شيء من ذلك من سعي العبد ولا من تحصيله؛ بل كل ذلك بفضل الله عز وجل وإحسانه.

    "وإن أنا بلغت رسالاتك فمن قبلك؛ فكيف أشكرك؟"

    فلو كانت الصلاة شكرا، فما هي من سعي، والشكر فعل ينسب إلى العبد لا إلى صاحب الإنعام والإكرام.

    وإن كانت الصدقة شكرا، فهي كذلك من فضل؛ فليس ينسب إلى العبد شيء من ذلك.

    وإن كان البيان عن الله والبلاغ لرسالته شمرا، فهو كذلك من الله عز وجل لا من المخلوقين.

    ذهبت حيل السعاة في شكر الله، وعجزوا عن شكر الله عز وجل على نعمه، فأصبح إقرارهم بالعجز هو إعلانهم بالشكر لله عز وجل على نعمائه.

    فكان جواب الكريم للكليم: "الآن شكرتني".

    إقرارك بعجزك عن الشكر هو حقيقة ذلك الشكر، فإن شكر نعمة الله عز وجل يكون بنعمة أخرى من الله عز وجل وفضل وإحسان، يستوجب شكرا آخر، حتى يكون الشكر الآخر نعمة أخرى تستوجب شكرا آخر، وهكذا.

    فيفضي الحال إلى الإقرار بالعجز، والإعلان بالقصور، وأن شكر نعمة الله عز وجل هو الإعلان بالعجز عن شكره.

    ثانيا: شهود منة الله:
    فليت شعري من هذا المقبول فنهنيه على فضل الله الذي آتاه؟

    وأن ذلك يقتضي الإعلان بشكر نعمة الله، والإعلان بالعجز عن القيام بذلك، وأن ذلك يقتضي مع تلك التهنئة الالتفات للعمل والنظر إليه، حتى يشهد منة الله عز وجل فيما كان، وحتى يرى تقصير نفسه في كل عبادة يرى فيها أوجه عجزه وأبواب قصوره وضعفه وتوانيه وتباطئه مع فضل الله عز وجل السابق، وإحسان الله تعالى الغالب عليه.

    ثالثا: مطالعة عيب النفس والعمل:
    وتهنئة المقبولين تعني التفاتاً إلى نعمة رب العالمين، وتعني رجوعا إلى هذه الأعمال التي كانت، بالنظر إليها، والتفتيش في أوجه القصور والنقص فيها، وأنه كان ينبغي أن تكون هذه الأعمال أفضل مما تأدت، وأن حق الله عز وجل أعظم من ذلك، وأن حق خطايا هؤلاء المقبولين وسيئاتهم يقتضي عملا أكثر، فما يزيل أدران قلوبهم أضعاف أضعاف ما قدموا، بل إن هذه السيئات والعيوب تقتضي منهم سعيا موصولا وعبادة غير منقطعة وشغلا دءوبا بذكر الله عز وجل ومحبته إلى الممات، لا يقوم حق الله عز وجل بدون ذلك.

    فليت شعري من المقبول؟، حتى يستحق تلك التهاني، وينال مع تلك التعاني تنبيهات على سعيه.

    رابعا: استقامة القلب:
    ليت شعري من هذا المقبول فتهنيه؟، حتى تكون تهنئتنا له على ما نال قبله من ذل لله عز وجل وتعظيم لأمره، وانكسار من ذلك القلب، ورقة على الخلق ليستديم ذلك الحال، وليتحول إلى شخص آخر بعد منحة الله عز وجل له في رمضان، وعطائه إليه وإحسانه.

    خامسا: الثبات على العمل الصالح:
    ليت شعري من المقبول فنهنيه؟، بأن يرجو موسم رمضان آخر بينهما عبادة موصولة، وشغل بالله عز وجل وطاعته وخدمته ومحبته، شغل دائم غير منقطع.

    ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه؟، حتى تكون تهنئتنا له سببا لثباته على ما وفقه الله عز وجل له من العمل الصالح.

    فما ينقضي مع انقضاء رمضان صيامه..

    وما يذهب مع ذهاب ليالي رمضان قيامه..

    وما يعود إلى ما كان منه من وحشة بينه وبين مصحفه وورد قرآنه..

    ليتحول إلى شخص مقتد بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد كان عمله ديمة

    وقال صلى الله عليه وسلم: «أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل» [رواه مسلم]، فأحب العمل أدومه وإن قل، فيكون تهنئتنا للمقبولين سبباً لدوامهم على ما آتاهم الله عز وجل من أسباب التوفيق، فيقتدون في ذلك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب: 21].

    تهانينا.. تهانينا
    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن لا تغتر، إنما قبلت بتوفيق الله، وتسديد الله، وفضل الله ورحمته، وليس منك، فليتعلق قلبك بالله شكرا لله.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن لا تفرح بعملك؛ فإن الله يستحق أكثر من ذلك.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن احرس قلبك حتى لا تضيع لذة الطاعة التى حصلتها في رمضان.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن احذر المشي والقعود مع البطالين والاغترار بهم.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن اعلم أن علامة القبول الازدياد كل يوم من الطاعة.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن سل نفسك: هل قوة الاندفاع للعبادة ضعفت عند أم لا؟

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن هل لو مت الآن ستجد الله راضيا عنك؟

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن سل نفسك: هل عملي يبلغني أعلى الجنان أم يكفي لمجرد نجاتي من النار؟

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن احذر الفتور والقعود عن طاعة الله.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن إذا لعبت أو لهوت بعد رمضان فهذه علامة الخسران.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن احذر أن يعود قلبك لقساوته بعد أن انجلي في رمضان.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن احذر أن تهدم ما بنيته، وتعبت فيه وسهرت من أجله.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن احذر أن تكون رمضانيا، تتعامل مع الله شهرا وتتركه أحد عشر.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن احذر أن تزوغ بقلبك بعد أن ذقت وعرفت، حتى لا تثبت على نفسك الحجة يوم القيامة.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن اعلم أن واجب الشكر لله يحتم عليك أن تشكر نعمة الطاعة التى وفقك الله إليها وأعانك عليها بالعمل، قال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13]

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن لا تهن نفسك بعد أن أكرمك الله بالعبودية له وحده.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن احذر أن تعصى ربك وتهجر كلامه.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن احذر جمود العين وسوء الأخلاق.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن احذر تضيع الأوقات، فكما كنت حريصا على الوقت في رمضان حافظ عليه بعده.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن حافظ على الشحنة الإيمانية الكبيرة التى معك وزد عليها ولا تنقص.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن هل أنت حزين بانتهاء الشهر أم فرحان؟

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن أريدك أن تقارن بين قلبين: قلبك في رمضان، وقلبك بعد رمضان.. انظر وتأمل.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن سل نفسك: هل أنا بعد رمضان مقبل على الدنيا بقلبي وعقلي، أم أن الآخرة مازالت أكبر همي؟

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن احذر أن ينتهي الصيام بانتهاء رمضان.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن السعيد من استعد ليوم الوعيد.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن احذر من الاعتماد على ما قدمت؛ فإن من يحب مولاه يواصل السير إليه.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن احذر الالتفات والمكر؛ فالله معك يسمعك ويراك.

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن اعلم أن الحقيقة، حقيقة القلب لا الظاهر فحسب، قال تعالى: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً} [الإسراء: 25].

    أيها المقبول.. تهانينا؛ ولكن احذر ضياع التقوى التى حصلتها.

    أيها المقبول تهانينا؛ ولكن احذر أن يقال لك: تعازينا..

    وليت شعري من هذا المحروم فنعزيه؟
    حتى يرى أن مصيبة الدين أعظم من مصيبة الدنيا، وأن الضر الذي يكون في عمله الصالح ينبغي أن يكون أشد عليه من ضره في بدنه أو ماله، وأنه مهما أصابه من مصائب الدنيا، فحق جبرانها وتعويضها مضمون، وأما مصيبة الدين فحظه من الله عز وجل قد ذهب، وحظه من الآخرة قد ولى.

    مقتضيات الحرمان
    فليت شعري كيف يستدرك ذلك، وقد فات وذهب بذهاب أيامه وأزمانه؟

    أولا: الإقرار بظلمه لنفسه:
    ليت شعري من هذا المحروم فنعزيه؟، وكلنا ذلك المحروم، حتى يعلم أن ما أصابه بكسبه ومرذول عمله وسيئاته في قصده ووجهته، وأن ذلك مع إحسان الله عز وجل وفضله غير لائق منه، وغير مناسب لعقله وإيمانه، وأن الله تعالى لم يظلمه شيئا، ولكن ظلم نفسه.

    قال سبحانه في الحديث القدسي: «يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» [مسلم].

    ثانيا: التنبيه لشؤم السيئات:
    ليت شعري من هذا المحروم فنعزيه؟ ليعلم أن هذه السيئات والتفريطات إنما هي نتاج سابق السيئات والتفريطات، وأن جزاء الحسنة التوفيق لحسنة بعدها، وأن عقوبة السيئة الخذلان حتى يقع في سيئة تتلوها وتكون بعدها.

    ثالثا: لزوم الوقوف بالباب:
    ليت شعري من هذا المحروم حتى نعزيه؟، ليكون عزاؤنا أن فضل الله عز وجل الواسع يقتضي لزوم الوقوف بالباب، وألا يفارق العبد باب ربه مهما كان من ظلم العبد أو سوء فعله، فلا يزال من الله عز وجل الكرم والجود، وإن كان من العبد البخل والإمساك، ولا يزال من الله عز وجل الإحسان والعطاء، وإن كان من المكلفين الإساءة وسوء الفعل.

    رابعا: لزوم التوبة:
    ليت شعري من هذا المحروم فنعزيه؟، ليعلم أن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس في مغربها، ويعلم أن باب الله عز وجل لا يزال مفتوحا، وأن الله تعالى لا يرد توبة التائب «لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة» [مسلم].

    فلا تزال التوبة متاحة ما لم تبلغ روحك أيها المحروم حلقومك، فمتى أمدك الله عز وجل وأفسح في أجلك فلا تزال مدة تراجعك قائمة، لا يزال أمر توبتك لازما غير معفي أنت منه.

    خامسا: إصلاح العمل:
    ليت شعري من هذا المحروم فنعزيه؟، حتى يعلم أنه لابد له من أن يصلح عمله؛ حتى يكون عمله ذلك بالنية الخالصة لرب العالمين..

    وحتى يكون عمله ذلك وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

    وحتى يكون عمله ذلك خاليا من آفة الغرور وآفة العجب، فلا يرى عملا يعجب به، بل يرى فضل الله يستوجب انكساره وذله لربه، وإعلانه بالعجز عن شكره، ولا يرى نفسه التي تأدي منها العمل، بل يرى نفسه التي هي أسباب القصور في العمل والعجز عن القيام بحق الله تعالى.

    سادسا: إنما يتقبل الله من المتقين:
    قال علي رضي الله عنه: "كونوا لقبول العمل أشد منكم اهتماما بالعمل، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [سورة المائدة: 27].

    وقال بعضهم: "لأن أعلم أن الله يتقبل مني مثقال حبة من خردل أحب الي من الدنيا وما فيها، لأن الله عز وجل يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [سورة المائدة: 27]".

    وقال بعضهم: "كانوا يدعون الله عز وجل ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أخرى أن يتقبل منهم رمضان".

    كل ذلك يعني أن رمضان بذهاب أيامه لم ينقص، وأن وظائف رمضان لا تزال قائمة، وأن ما كان من عمل في رمضان فلا يزال ينادي على المكلفين ويستتبع اهتمامهم بقبول ذلك العمل، بعدما وقع منهم العمل، فقد كانوا يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا؟، وكان خوفهم ألا يقبل منهم عملهم أشد عليهم من العمل نفسه، فما يذهب بذهاب مواسم الطاعات الإقبال على الله عز وجل، ولا الاهتمام بالأعمال الصالحات.

    بل إذا ذهبت مواسم الطاعات؛ بقي بعد ذلك استكمال حقوق هذه الطاعات، واستتمام ما يكون من لوازمها، من النظر فيها. والتفتيش في آفاتها، والحذر من إفشائها؛ حتى تكون أبعد عن الرياء.

    تعازينا.. تعازينا
    أيها المحروم.. تعازينا؛ أيها المحروم جبر الله مصيبتك؛ ولكن لم تنته الدنيا بانتهاء رمضان ومازال في العمر بقية، ومازال ربنا جل جلاله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، فتب وقد تاب الله عليك.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن لا تيأس: {أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22] ، إذا كان في الصوم دعوة مستجابة؛ ففي كل ليلة ربك يقول في الثلث الآخر: «هل من سائل فأعطيه» [صححه الألباني]، ما زالت أمامك تفرصة لم تنته، القضية أنك لن تخلك في جهنم مادمت موحدا، مازالت أمام فرص.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن قف لتنظر من أين أتيت، لم خذلت، بم انتكست، لا شك أنه من عند نفسك، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]، الفرص كانت أمامك متاحة وأنت خذلن نفسك، أنت أوكست نفسك، {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} [الزخرف: 76]؛ فلذلك قف لتتخلص من النفس الأمارة بالسوء، قف لتتأمل كيف ضاع منك رمضان كما ضاع سنين، قف فالمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن إن كان قد ضاع منك رمضان؛ فإن الله الحي باق معك على الدوام، يدعوك للإقبال عليه والإنابة إليه؛ فأقبل تقبل.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن أعلم أن أبواب الرحمات مفتوحة طوال العام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر » [صححه الألباني].

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن لازلت حياً تستطيع أن تستدرك ما فاتك؛ بالتوبة والعزم على استغلال رمضان القادم؛ فاستعد من الآن.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن أعلم أن مواسم الطاعة متنوعة وكثيرة، ومن فضل الله علينا أنها في كل شهر، فبعد رمضان ست من شوال، ثم عشر من ذى الحجة، ثم الحج، ثم شهر المحرم، وهكذا مواسم وطاعات طوال العام.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن أمامك صيام الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، وقيام إحدى عشرة ركعة يوميا، والصدقة، وقراءة القرآن وغير ذلك، فهي أبواب للخير في رمضان وغيره؛ فأقبل ولا تحزن.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن حاول أن تقوم بعمرة في الفترة القادمة؛ لتعوض ما فاتك وتجبره.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن لا تخف ولا تحزن؛ فالكريم سبحانه شكور يشكر على القليل، ثم ينميه، ولكن بشرط الإخلاص.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن اقتنص كل فرصة بعد ذلك تأتيك في طاعة الله.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، وتعلم من أخطائك حتى تتقدم بعد ذلك.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن في لحظة تستطيع أن تكون وليا حقا.. تقيا حقا، بالتوبة والإقبال على الله، والندم على ما فات، والعزم على الإصلاح.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن لا تيأس؛ فإنه {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن معك سلاح قوي تستطيع أن تفتح به كل مغلق وهو الدعاء، فالزم التضرع والافتقار.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن ندمك على ما فاتك يرضي الله عنك فيرحمك، فأبشر مادمت نادما عازما.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن أبشر فأنت مسلم موحد تصلي وتذكر الله وتحب نبيك محمداً صلى الله عليه وسلم؛ فيرجى لك ومنك الخير.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن حاول مرة أخرى، وتأس بالنمل، المخلوق الضعيف الذي يحاول مرات ومرات؛ حتى يسلك الطريق الذي يريده.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن أبشر؛ فإن لك ربا هو الله، الغني القوي الحنان المنان الملك الرحمن الرحيم الودود اللطيف يقول: «»" من تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا " .

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن أبشر بجنة عرضها السماوات والأرض إن استقمت وعدت إلى الله.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن لازالت معك الجوهرة العظيمة، والمعجزة الخالدة، تراها وتمسك بيدك: القرآن الكريم، فأسعد به واتله ليلا ونهارا.

    أيها المحروم.. تعازينا؛ ولكن أبشر تفاءل بندمك وتوبتك وتحسرك على ما فات منك، فتلك علامة ثحة قلبك، وادع الله أن يبلغك الخير.

    أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن انتظر أن نقول لك: تهانينا...

    ليت شعري من المحروم فنعزيه؟، حتى يحبس نفسه على طاعة الله ويمنعها من مألوفاتها ومحبوباتها وشهواتها، ويعلم أن ذلك الحرمان إنما أصابه لاستغراقه في تحصيل شهواته، ولتركه سنن النبي صلى الله عليه وسلم حتى قعدت به عاداته ومألوفاته عن فوز عظيم. يا حسرة على ما فاته!!..

    من صام رمضان وهو يعزم إذا ذهب رمضان أن لا يعصي الله تعالى؛ فإنه مقبول بغير حساب ولا عذاب، ومن صام رمضان وهو يعزم إذا ذهب رمضان أن يعصي الله تعالى، فصومه مردود عليه، وعمله غير مقبول منه.

    فليت شعري من هذا المحروم فنعزيه؟، حتى يكون عزاؤنا له إلزاما له ببداية توبته واستكمال استقامته، ويحذره من أن لا يأتيه رمضان آخر، حتى يكون ذلك تحذيرا له من أن يأتيه الموت بغتة، {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [الزمر: 56-59]

    اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم

    اللهم اجعلنا من المقبولين، ولا تجعلنا من المحرومين...

    اللهم اجبرنا وارحمنا...

    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

    محمد حسين يعقوب نقلا عن موقعه

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    955

    افتراضي رد: مقالات عن رمضان الشهر الكريم

    وفي العيد تصفو القلوب
    الكاتب : سلطان العمري
    وفي العيد تصفو القلوب



    وما أجمل تلك الابتسامات في يوم العيد، وما أحلى تلك العبارات بالتهنئة ليوم العيد، واعتقد أن أجمل من ذلك كله (صفاء القلب) و (نسيان المواقف) و (التغافل عن العيوب).

    نعم أيها الأخ ويا أيتها الأخت.. لعل بعضنا قد حصل معه خلاف مع صديق أو أخ أو قريب، أو زوجة أو ولد أو أخت أو غيرهم.

    ولعل الشيطان قد ملأ القلوب أحقاداً و أسكن الأرواح حسداً وبغضاءً. ولكن ومع بداية أول يوم في هذا العيد، لم لا نعفو عن الخطأ؟ وننسى الذنب القديم؟ لم لا نسامح ذلك الذي اعتدى علينا، ونحسن إليه {وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [سورة آل عمران: 135]؟

    يا تُرى هل نقوى على ذلك؟ اعتقدُ أنك قادر مع إشراقة هذا العيد أن تملأَ قلبك حباً وعفواً ومسامحة لكل الناس وخاصةً لمن آذاك... وهكذا كان الأنبياء..

    ولعل موقف يوسف - عليه السلام - مع إخوته يكون نموذجاً لك في هذا اليوم... فقل لمن أخطأ معك أو أساء إليك: {لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [سورة يوسف: 92].



    سلطان العمري

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    955

    افتراضي رد: مقالات عن رمضان الشهر الكريم

    غداً توزع الجوائز في أعظم مشهد إسلامي
    الكاتب : أبو بكر جابر الجزائري
    غداً توزع الجوائز في أعظم مشهد إسلامي



    بسم الله ولي المؤمنين ومتولي الصالحين!..
    بسم الله الرحمن الرحيم ورب العالمين!..
    بسم الله المنعم بأوسمة القبول على السابقين!..

    يُعلَن لجماهير المتسابقين من المؤمنين والمسلمين أن غداً توزع فيه جوائز السابقين لَيَومٌ قريب!..
    إنه يوم العيد السعيد الذي لم يبق عليه إلا أن تحترق فحمة آخر ليلة من ليالي السباق... ليالي رمضان المشرقة العِذَاب... ليالي الأنس والشوق إلى الحبيب القريب.

    الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر
    أيتها الجماهير المتسابقة!
    أيتها الفئات المؤمنة الآملة!
    أيتها المواكب الراكبة إلى الله الراكضة!
    إلى المشهد... إلى مصلى العيد!..

    هلموا... هلموا... خذوا بطاقات الحضور من بيوت إماء الله تعالى وعبيده الفقراء والمساكين بدفع صدقات فطركم إليهم، ثم يمموا المشهد آملين راجين وبذكر ملككم العظيم لاهجين:
    الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

    لا تزالون مكبَّرين مهللين كذلكم حتى ساحة المشهد.. خذوا أماكنكم من قاعة المشهد مترنمين بتسبيح مليككم السبُّوح رب الملائكة والروح قائلين:
    سبحان الله والحمد الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    والآن معشر المتسابقين إليكم هذه القائمة بأسماء الفائزين في مسابقة شهر رمضان العظمى:
    أسماء الفائزين في المسابقة:
    * عبدالله الذي كان لا يشهد صلاة الجماعة صبحاً ولا عصراً ولا عشاء فأصبح لا تفوته أية ركعة منها.
    * عبدالله الذي كان بينه وبين أحد أقربائه عداوة و شحناء فأزالها وصافى قريبه وبرَّه وأحبه في الله.
    * عبدالله الذي كان يؤذي جيرانه فترك أذاهم وأبرَّهم وأحسن إليهم تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى.

    * وليُّ الله الذي كان يستهويه الطرب فيسمع الأغاني، ويقضي جزءاً كبيراً من يومه وليله حول المذياع يسمع أصوات الشيطان ومزاميره فتاب من ذلك وأصبح إذا سمع صوت طرب أدخل أصبعيه في أذنيه كي لا يسمع تقرباً إلى الله تعالى.
    * وليُّ الله الذي كان يأتي بيوت الله ورائحة فمه متغيره بنتن التبغ والشيشة فاستحى من الله تعالى ، وترك ذلك تطهيراً لبيت ربه وتطيباً لفمه الذي يذكر به اسم ربه.
    * ولي الله الذي كان بعض أصدقائه يدعوه إلى السمر على لعب (الكيرم) والورق، فكان بذلك يغضب مليكه، وملائكته وصالحي إخوانه فعدل عن ذلك خوفاً من الله.
    نكتفي بذكر هذه القائمة من أسماء الفائزين ونكبر الله: الله أكبر الله أكبر الله أكبر ثم لنستمع لهذا الهتاف:
    هنيئاً لمن سابق فسبق!
    هنيئاً لمن تاب وأناب وقُبل!
    هنيئاً لمن أحب الله فأحبه الله!

    وأنتم أيها المتخلفون عن ركب الفائزين لا تيأسوا! من رحمة الله، إن مليككم يقول: {قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [سورة الزمر: 53-54] إنه قد هيأ لكم فرصة أخرى للسباق والفوز فاهتبلوها، إنها تبتدئ من يومكم هذا ولا تنتهي إلا بسبقكم وفوزكم، فارموا إذاً بخيول العزم في ميدان السبق، واستعينوا بالصبر والصلاة، واستعينوا على ترك الآثام بخوف المقام، وتقووا على الطاعة بذكر الساعة، وتغلبوا على الرذائل بكرهها وحب الفضائل.

    ثم أحذروا أيها المتسابقون الأبطال من العائق الأكبر، احذروه أن يعوقكم كما عاق أمماً من قبلكم ، احذروه إنه: (حب الدنيا وكراهية الآخرة) فأحبوا الآخرة بالإكثار من الزكاة والصلاة واكرهوا الدنيا بتقليل الرغبة فيها وبالتجافي عن الشهوات.

    وأخيراً إلى الأخوة هذين المثالين العجيبين:

    المثال الأول: رجل شديد وسخ الجسم والثياب تفوح منه رائحة النتن والتعفن الكبير، من رآه كرهه وفر منه، ذهب إلى نهر عذب فغسل جسمه وثيابه وتطيب بأجود أنواع المسك والطيب، فصار أحسن الناس هيئة، وأجملهم منظراً، وأطيبهم ريحاً، ولم يلبث إلا يسيراً حتى رمى نفسه في حمأة منتنة فتمرغ فيها، وعاد أقبح ما يكون منظراً، وأنتن ما يمكن ريحاً.. وذلك مثل من ترك المعاصي في رمضان توبة منه إلى الرحمن، ولما أنقرض شهر رمضان عاد إلى معاصيه، وراجع ما كان يأتيه فتهاون بالصلاة ، وغفل عن ذكر الله... نسى الله فأنساه الله نفسه فكان من الفاسقين.

    المثال الثاني: رجل عليل الجسم سقيم البدن، شاحب الوجه، مصفر اللون، قد غارت عيناه ونضب ماء محياه، ساقته عناية الله إلى مستشفى الأمراض المستعصية فعالج أوجاعه، وداوى أسقامه، فعاد كأصح الناس جسماً، وأنضرهم وجهاً غير أنه يتمتع بتلك الصحة ولم ينعم بذلك الكمال إلا أياماً معدودة حيث عاد إلى أسباب أسقامه وأوجاعه الأولى يتعاطاها ويجري وراءها حتى عاودته الآلام وأحاطت به من جديد الأسقام.. وذلك مثل من أناب إلى ربه، وتاب في رمضان من ذنبه، ولما خرج رمضان عاد إلى معصية الديان، فزين بيته بالصور والتماثيل، ونام عن صلاة الليل وترك مجالس العلم واقبل على مجالس اللعب واللهو، فترك سماع القرآن وشغل سمعه بأصوات الشيطان.

    فاحذر أيها المسابق الفائز سبيل هذين الرجلين، واربأ بنفسك أن تكون من الخاسرين، وسلام عليك في الفائزين الصالحين.

    أبو بكر جابر الجزائري
    المدرس بالمسجد النبوي الشريف

    أيها المحب اعلم أن الله لا يضيع أجرك إن نشرته.

    صيد الفوائد

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    955

    افتراضي رد: مقالات عن رمضان الشهر الكريم

    ينابيع الخير.. في عيد الفطر
    الكاتب : متنوع
    ينابيع الخير.. في عيد الفطر



    في عيدَي الإسلام، الفطر والأضحى، من المعاني الجميلة والمحاسن العظيمة والحكم الجليلة ما لا يوجد في غيرهما من أعياد الأمم الأخرى أو الأعياد المبتدعة، وفوق ذلك يتميز كل عيد من عيدَي الإسلام بمميزات عن الآخر، تُضفي على حسنهما حسناً، وتزيد بهاءهما بهاء وجمالاً.

    وما دمنا في عيد الفطر، ننعم بساعاته، فلننتهز الفرصة ولنرتع في معانيه الجميلة، وننهل من ينابيعه الثرّة، ونستمتع بما أودع الله - تعالى -فيه من نعم وخيرات.

    وتأمل.. كيف جعل الله - تعالى -الفرح عبادة، حيث جعل - سبحانه - الفطر في يوم العيد واجباً والصوم حراماً، وأبرز مظاهر الفرح في العيد هي الفطر، وفي الحديث: «للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه» [رواه مسلم]، والفرح غاية مهمة ينشدها الإنسان ليحقق سعادته، فيجهد لتوفير أسبابها وتهيئة أجوائها، وقد يصنع الإنسان في سبيل ذلك ما يضر بنفسه، أو يفرح بما لا يحقق لها سعادة أو سروراً، أما الفرح الذي يهيئه الله - تعالى -للمسلمين ويشرعه لهم فهو الفرح الكامل والسرور التام، فأتم الفرح وأحسن السرور أن يفرح العبد بما شرع له ربه - عز وجل - من عبادات، وأمره به من طاعات، ورتب على ذلك من ثواب وحسنات، قال ابن القيم: "فليس الفرح التام والسرور الكامل والابتهاج والنعيم وقرة العين وسكون القلب إلا به - سبحانه -، وما سواه إن أعان على هذا المطلوب فرح به وسُـر به، وإن حجب عنه فهو بالحزن به والوحشة منه واضطراب القلب بحصوله أحق منه بأن يفرح به، فلا فرحة ولا سرور إلا به، أو بما أوصل إليه وأعان على مرضاته‏. ‏ وقد أخبر - سبحانه - أنه لا يحب الفرحين بالدنيا وزينتها، وأمر بالفرح بفضله ورحمته، وهو الإسلام والإيمان والقرآن، كما فسره الصحابة والتابعون" (الفوائد المجموعة لابن القيم)‏. ومن صور الفرح بفضل الله - تعالى - ورحمته فرجة العيد!

    ومن الناس من لا يعرف الفرح له طريقاً ولا يعرف طريقاً إلى الفرح طوال العام أو أكثره، لما أحاط به من هموم أو أحزان، فيأتي شهر الصوم العظيم، يتبعه عيد الفطر، بما شرعه الله - تعالى - فيه لنا من الفرح والسرور، ليكسر ما أحاط بالقلب من الهموم، ويُخرج ما توطن فيه من الأحزان، ليرى الحياة بوجه جديد، يبعث فيه البهجة، ويجدد له الأمل، حين يبيت ليلة الفطر سعيداً بإتمام صومه، ويستقبل العيد بالسنن المستحبة التي تبعث في النفس السرور وتجدد فيه النشاط، فيغتسل للعيد، ويلبس أحسن الثياب، ويفطر على وتر من التمرات، ثم يخرج مع إشراقة شمس يوم جديد، يستنشق نسيم الصباح، ويستقبل النهار بوجهه، ويذكر الله - تعالى - مكبراً ومهللا وحامداً، ساعياً إلى الصلاة، مرققاً قلبه بسماع الموعظة، ليَـلقَى بعدها إخوانه ويأنس بهم، فيا لها من عبادات وسنن وأفراح تكسر الهموم وتذيب الأحزان وتجدد النشاط.

    وفي عيد الفطر فرصة لا تدانيها فرصة لكي يستثمرها الناس في بر الوالدين وصلة الأرحام وإكرام الجار، بمبادلة الزيارة والمعايدة والتهنئة وغيرها من مظاهر الفرحة، كما فيه فرصة عظيمة لإصلاح ذات البين، وإزالة ما زرعه الشيطان في قلوب المتخاصمين والمتنازعين من حواجز البغضاء والفتن، فكلمة تهنئة واحدة في العيد قد تزيل تلك الحواجز، وتداوي الكثير من الجراح بين المتدابرين من الأصحاب والأزواج والعائلات والأسر، وترسل على العلاقات التي أصابها الجفاف قطرات من ندى المحبة، تعيد لها الحيوية والنشاط، عن محمد من زياد قال: "كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك". قال أحمد بن حنبل: إسناده جيد (الجوهر النقي 3 / 320).

    وانظر إلى جمال التشريع في الإسلام، حيث شرع الله - تعالى -من العبادات ما يوحّد بينهم بصورة عملية، ويدمج بينهم في الانتماء والعواطف والأحاسيس، والعيد هنا من هذه العبادات، فالمناسبة واحدة، والفرحة فيه واحدة، ومراسم الاحتفال واحدة، وهذه المشاركة مما يعمل على ربط القلوب، وتعميق الصلات بين الشعوب الإسلامية على اختلاف أجناسها وعاداتها ولغاتها. كما أن في العيد فرصة كبيرة لتوطيد العلاقات بين المسلمين، وتقوية روابط الأخوة والمودة، ليس على مستوى الأفراد فحسب، بل هذا مما ينبغي استثماره في تحسين العلاقات بين دول الإسلام، وإذابة ما قد يطرأ على العلاقات بينها طوال العام من خلافات ومشاحنات، وبناء ما انهدم من أواصر وروابط بين الدعاة والقادة والزعماء والحكام.

    وانظر إلى رحمة الله - تعالى -الواسعة، كيف فرض على المسلمين أن تكون الفرحة بينهم عامة لا يُحرم منها أحد، حيث فرض - سبحانه - صدقة الفطر، ليشترك الفقراء والمحتاجون والأغنياء جميعاً في هذه الفرحة العظيمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "فرض رسول الله زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" [رواه أبو داود وابن ماجة بإسناد حسن].

    وهكذا يزرع العيد في قلوب المسلمين المودة والرحمة، ويربيها على حب الخير للآخرين، ويدرّبها على معالجة المشكلات الاجتماعية، حين يدفع الإسلام المسلم -بفرض صدقة الفطر عليه- إلى الإحساس بالفقير والمسكين، فيألم لحالهم، وقد ذاق طعم الجوع مثلهم في شهر رمضان، فيخرج ليشتري لهم من الطعام ما يسد حاجتهم في العيد، ويغنيهم عن السؤال يوم الفطر والفرح، ثم يبحث عنهم ويذهب إليهم ويقدم لهم ما يستحقونه من طعام. فأي تدريب للنفس بعد هذا، وأي تربية لها على البذل والعطاء والإحساس بهموم الآخرين، والعطف عليهم، الكلمات هنا لا تكفي لوصف ما تزرعه صدقة الفطر وحدها من أخلاق فاضلة ومعان نبيلة في نفس المسلم.

    ثم انظر إلى هذا المظهر الحضاري، الذي يرد على العلمانيين وغيرهم بعض مزاعمهم وادعاءاتهم بظلم المرأة في المجتمعات الإسلامية، حيث شرع الإسلام للمرأة الخروج للصلاة يوم العيد، تخرج في حجابها الإسلامي الوقور، غير متبرجة ولا مختلطة بالرجال، حتى إن كانت حائضاً غير أنها لا تصلي، لتشهد جمع المسلمين ودعوتهم، عن أم عطية -رضي الله عنها- قالت: "أُمرنا أن نَـخرج، فنُخرج الحُيَّض والعواتق وذوات الـخدور - أي المرأة التي لم تتزوج -، فأما الحُيَّض فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزلن مصلاهم" [أخرجه البخاري ومسلم].

    وفي العيد تربية للعبد المسلم على تحقيق العبودية لله - تعالى -في حياته اليومية، وهو معنى قد لا يدركه كثير من الناس وإن كان له أثر في نفوسهم، فالعبد ينتقل من الفطر قبل شهر رمضان، وقد ورد النهي عن تقدم شهر رمضان بيوم أو يومين بصيام تطوع لم يعتده، ومن الفطر الذي أمر به ينتقل العبد إلى الصوم في شهر رمضان فيمتنع عن الطعام والشراب والجماع عبادة وطاعة لأمر الله - تعالى -، ثم ينتقل العبد إلى يوم العيد فيجب عليه الفطر، بعد أن كان الصوم بالأمس عليه واجباً، فيفطر عبادة لله - تعالى -وطاعة لأمره، وفي هذا الانتقال من حال إلى حال مقابلة لها تعويد للنفس على الخضوع المطلق لأمر الله - عز وجل -، والانقياد لأحكامه، والسير على شرعه، مع محبة ذلك والفرح والسرور به، وهذه هي العبودية التي ينبغي أن يسير عليها العبد في حياته كلها.

    وهداية الله لنا للإسلام وبيانه معالم الدين لنا؛ نعمة عظيمة تستحق منا أن نعظّم الله ونشكره عليها، قال - تعالى -: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا ْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185]، وفي عيد الفطر تتجلى مناسبة من أعظم المناسبات للشكر وهي فرحة إتمام الصوم ويوم الفطر، حين يعبّر المسلم عن شكره ذلك، بالتكبير والتهليل والتحميد، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

    ولعل من فوائد التكبير في العيد كما ذكر بعض العلماء- أن العيد محل فرح وسرور، ولما كان من طبع النفس تجاوز الحدود لما جبلت عليه من الشره تارة غفلة وتارة بغياً؛ شُرع فيه الإكثار من التكبير لتذهب النفس من غفلتها وتكسر من سَوْرتها. لذلك كله تلاحظ أن صلاة العيد، تتميز عن غيرها من الصلوات بسنة التكبير، عن عائشة - رضي الله عنها -: "أن رسول الله كان يكبر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمساً" [صحيح سنن أبي داود]. كما أن في تمييز صلاة العيد بالتكبير تنويعاً وتمييزاً له حكمته، وله بهاؤه، ولعل من ذلك ما يضفيه على صلاة العيد من تشويق ولذة وحلاوة، وما يلقيه ذلك في القلب من خشوع وخضوع لله رب العالمين. فالعجب كل العجب ممن يضيعون هذا المعنى من تعظيم الله - تعالى- بالتكبير، ويجعلون العيد وقتاً للفساد والإفساد، من مشاهدة المحرمات، أو تضييع الصلاة، أو التبرج والسفور والاختلاط.

    والتكبير والتهليل والتحميد في العيد؛ هي أذكار تعظيم لله - تعالى- وتوحيد وشكر، فالقدرة التي منحها الله لنا لكي نصوم، والطعام والشراب، وصوم رمضان وما فيه من فضل ومغفرة وثواب، والعيد وما فيه من فرحة بالفطر وأسباب الترابط والمودة بين المسلمين.. نعم عظيمة، وكلها تستحق شكر الله عليها بذكره من تكبير وتهليل وتحميد، وقد قال ابن القيم: "فعلى العبد أن يعلم أنه لا إله إلا الله فيحبه ويحمده لذاته وكماله، وأن يعلم أنه لا محسن على الحقيقة بأصناف النعم الظاهرة والباطنة إلا هو، فيحبه لإحسانه وإنعامه ويحمده على ذلك، فيحبه من الوجهين جميعاً... فإنه هو الذي جعل الحامد حامداً والمسلم مسلماً والمصلي مصلياً والتائب تائباً، فمنه ابتدأت النعم، وإليه انتهت، فابتدأت بحمده وانتهت إلى حمده، وهو الذي ألهم عبده التوبة وفرح بها أعظم فرح، وهي من فضله وجوده‏. ‏ وألهم عبده الطاعة وأعانه عليها ثم أثابه عليها وهي من فضله وجوده، وهو - سبحانه - غني عن كل ما سواه" (الفوائد المجموعة لابن القيم).

    وختاماً.. أليس لنا في العيد كفاية عن الأعياد المبتدعة، ألا يسعنا عيد الفطر وعيد الأضحى بما فيهما من معان عظيمة وكثيرة لكي نصل الأرحام ونبر الوالدين ونذكّر بنعمة الإسلام ونتوجه إلى الله - تعالى - بالذكر المشروع، فأين الأعياد المبتدعة كعيد الأم والموالد وغيرها من عيد الفطر وعيد الأضحى، لقد جمع عيد الفطر وعيد الأضحى كل ما قد يكون في تلك الأعياد المبتدعة من معان صحيحة يرغب فيها الناس، كالفرح والسرور والبر بالوالدين وصلة الأرحام والتصدق على الفقراء، والذكر والموعظة والتذكير، وهما فوق ذلك عيدان مشروعان، مقبولان ممن يحتفل بهما، لذلك فهما خير من كل الأعياد المبتدعة، قديمها وحديثها، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه- قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا في الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ- تبارك وتعالى -قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْراً مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ » [أخرجه أحمد وغيره]، أما الأعياد المبتدعة فهي غير مقبولة لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» [رواه مسلم].

    محمد سعد الشعيرة

    موقع صيد الفوائد

  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    955

    افتراضي رد: مقالات عن رمضان الشهر الكريم

    برنامج عملي للثبات بعد رمضان
    الكاتب : هاني حلمي



    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:

    فأسأل الله تعالى أن يتقبل منَّا إنه هو السميع العليم، وأن يتوب علينا إنَّه هو التواب الرحيم، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

    مضى رمضان، وفاز الصالحون بالجوائز، وبفضل الله تعالى كانت إنجازات هذا العام فوق جميع التصورات، وحدثت طفرة بين الإخوة في الأعمال الصالحة، واستجاب الكثيرون لمشروعات الأعمال الفذة التي اقترحناها في برنامج (العشر الأواخر) نسأل الله الصدق والإخلاص، وأن يتقبل منا، ويثقل بهذا الميزان.

    بفضل الله من الشباب من أنعم الله عليه، فختم في رمضان أكثر من (10 ختمات) وصل ببعضهم إلى (15 ختمة)، وهناك من صلى أكثر من (200 ركعة) في يوم ووصل ببعضهم إلى (700 ركعة)، وهناك من استغفر وسبَّح أكثر من (20 ألف) مرة في يوم، ووصل ببعضهم إلى (70 ألف مرة).

    هذه قصة نجاح مع الله، وعلامته الاستقامة بعد رمضان، وأن يثمر في القلب الإيمان، فبقي علينا اليوم أن نحافظ على ما تمَّ، وأن نجتهد في (ما بعد رمضان) شكرًا لله أن وفقنا لبلوغ رمضان، ورزقنا فيه الصيام والقيام وتلاوة القرآن وسائر العمل الصالح، نسأل الله الصدق والإخلاص والقبول.

    برنامجنا هذه المرة لما تبقى من شوال وينتهي بذي القعدة، وسيكون - إن شاء الله - برنامجًا جديدًا في العشر الأوائل من ذي الحجة.

    ما قبل البرنامج..
    (1) هناك محفزات كثيرة لابد أن ننتبه إليها، حتى لا تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا، وحتى لا تهدم ما بنيت.

    أولاً: من أهم علامات القبول: الخوف من عدم القبول، فيتولد من ذلك الإقبال على الطاعة والبُعد عن المعاصي، والحرص علة عدم الرجوع إلى الذنوب التي تاب لله منها.

    ثانيًا: لو كان قلبك نبض بالإيمان واستشعر حلاوة القرب من الرحمن، فهل تعود لسابق العهد من قسوة القلب، ألم تعلم أنَّ أعظم الحرمان البُعد عنه؟!!، فلا تسمح لنفسك بذوق مرارة الهجر مرة أخرى.

    ثالثًا: لا تعامله معاملة التاجر، ينشط في المواسم ثمَّ يفتر بعد ذلك انتظارًا لموسم آخر، فالله أعظم وأجل من ذلك، فلا تدخل في قوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [سورة الزمر: 67].

    خطوات عملية للاستقامة على الطريق:
    في الطريق إلى الله ثوابت ومتغيرات، فثبِّت أشياء لا تحتمل عندك الجدال والمناقشة، وكلما زادت الثوابت علت درجت عنده، فبعضنا الثابت الذي لا يتغير عنده الصلوات الخمس، وبعضنا صار القيام والصيام وتلاوة القرآن، وبعضنا طلب العلم وأعمال البر، وهكذا " فممن أنت؟!

    هذه هي الثوابت التي لا تحتمل المناقشة بعد رمضان، ومن عنده همة للزيادة؟!!

    هذه الثوابت لابد أن نجتمع عليها ولا يمكن أن تتغير مهما كانت الظروف:
    1- الصلوات الخمس: في جماعة للرجال، وفي أول الوقت للجميع.

    2- صلاة 12 ركعة نوافل؛ ليُبنى لنا كل يوم بيتًا في الجنة.

    3- قيام الليل بركعتين، و أقل شيء بـ 100 آية، أو جزء من القرآن؛ لنكون من القانتين عند رب العالمين.

    4- صيام الاثنين والخميس، و 13، 14، 15 عسى أن يختم لنا بصيام فندخل الجنة.

    5- قراءة جزء من القرآن كل يوم؛ ليطهر القلب ويشفى من آفات وتتنزل الرحمات.

    6- وأذكار الصباح والمساء: فهي طريق استقامة القلب.

    7- الاستغفار، والصلاة على النبي، وقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والباقيات الصالحات من تسبيح وتحميد وتكبير وحوقلة، لتكون من الذاكرين الله كثيرًا فيغفر لك.

    8- وأعمال بر من صدقة شبه يومية، وبر الوالدين، وصلة رحم، وزيارة شهرية لمريض، ومسح رأس يتيم لإدخال السرور على قلب مسلم.

    9- الدعوة إلى الله وبث الخير بين الناس؛ لتضاعف أجرك فالدال على الخير كفاعله.

    مشروعات مقترحة:
    1- الصلاة..
    - نقترح كل أسبوع أن يكون هناك قيام ب (1000 آية) ليكتب لك قنطار من الأجر.

    - صلاة (33 ركعة نوافل): [ركعتا الفجر، أربع ركعات ضحى، أربع ركعات قبل الظهر، أربع ركعات بعده، أربع ركعات قبل العصر، اثنين بعد المغرب، واثنين بعد العشاء، وإحدى عشر ركعة قيام]، ومن أراد الزيادة فليذكر قوله صلى الله عليه وسلم: «صلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين» [الراوي: أبو أمامة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1288- خلاصة الدرجة: حسن] فكلما زاد ثقل ميزانه، فاسجد واقترب.

    2- الصيام:
    مشروعنا لهذا العام (150 يوم صيام)...

    - شهر مضان (30يوم)، وإذا صمت الاثنين والخميس وثلاثة أيام تحصل (110 يوم أو أكثر) في العام.

    - وعندك صيام في التسع الأول من ذي الحجة.

    - وصوم يوم تاسوعاء وعاشوراء.

    - والإكثار في الأشهر الحرم لاسيما المحرم.

    - وكذلك في شعبان فالمطلوب زيادة (10 أيام) فيكون المجموع (150 يوم).

    أمَّا صاحب العمل الأرقى فهو من يصوم (180 يوم ) صيام سيدنا داود، يصوم يومًا ويفطر يومًا.

    وتحقيق العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صيامه يبلغ ذلك، لكن لا ينتظم على صيام يوم وإفطار يوم، بل كان يصوم كثيرًا ثم يفطر كثيرًا، فلو أحصيت الأيام التي صامها لبلغت صوم داود أو أكثر.

    3- الصدقة:
    كفالة شهرية لبعض الفقراء، ومساعدة بعض الجمعيات الخيرية بذلك، والاهتمام بكفالة طلبة العلم الشرعي، والصدقات الجارية لا سيما في نشر الخير من خلال الكتب والأشرطة النافعة.

    4- الذكر والدعاء:
    نوصي بشدة الاهتمام بالأذكار الموظفة (ذكر الدخول والخروج من البيت، أذكار النوم ... الخ)، لذلك من الجميل أن تصطحب كتيبًا للاذكار في هذه المدة، وتبدأ في حفظ ذكر يوميًا، حتى تدخل في بشارة الرسول: «لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله» [الراوي: عبدالله بن بسر المازني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7700- خلاصة الدرجة: صحيح] فتبلغ الجنة إن شاء الله.

    وهذه بعض الأذكار والأدعية التي أوصانا رسول الله بها، نوصي بحفظ واحد منها كل أسبوع منها، إسهامًا في نشر سُنة الحبيب صلى الله عليه وسلم:

    الأول: قال صلى الله عليه وسلم: «ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا»، قال: "فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟"، فقال: «بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمه» [الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 5/267- خلاصة الدرجة: إسناده صحيح].

    الثاني: عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: «اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أوقال: في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به»، قال: «ويسمي حاجته» [رواه البخاري].

    الثالث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا شداد بن أوس، إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة؛ فأكثر هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم؛ إنك أنت علام الغيوب» [الراوي: شداد بن أوس المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3228- خلاصة الدرجة: إسناده صحيح]

    الرابع: عن سعد بن أبي وقاص قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تعلم الكتابة: «اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر» [رواه البخاري].

    الخامس: عن ابن مسعود قال: وكان – يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات ولم يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهد: «اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قابليها وأتمها علينا» [الراوي: عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف أبي داود - الصفحة أو الرقم: 969- خلاصة الدرجة: ضعيف].

    السادس: عن زيد بن أرقم قال: لا أعلمكم إلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها» [رواه مسلم].

    السابع: عن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول: «اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت رب كل شيء وإله كل شيء أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك والملائكة يشهدون أعوذ بك من الشيطان وشركه وأعوذ بك أن أقترف على نفسي إثما أو أجره على مسلم» [الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 10/102- خلاصة الدرجة: إسناده صحيح].

    الثامن: عن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن من الفزع، «أعوذ بكلمات الله التامة، من غضبه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون» [الراوي: عيد بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3893- خلاصة الدرجة: حسن دون قوله: "وكان عبد الله"].

    التاسع: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك، وإن كنت مغفورا لك؟، قل: لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحكيم الكريم، لا إله إلا الله سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين» [الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2621- خلاصة الدرجة: صحيح].

    العاشر: عن أبي أمامة رضي الله عنه قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أحرك شفتي فقال لي: «بأي شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة»، فقلت: "أذكر الله يا رسول الله"، فقال: «ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك بالليل والنهار»، قلت: "بلى يا رسول الله"، قال تقول: «سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله عدد ما خلق والحمد لله ملء ما خلق والحمد لله عدد ما في الأرض والسماء والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء والحمد لله عدد كل شيء والحمد لله ملء كل شيء» [الراوي: أبو أمامة المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/361- خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]].

    5- القرآن:
    - نوصي بالالتحاق بمقرأة لإجادة القراءة بأحكام التجويد.

    - بالنسبة للقراءة نقترح :
    من ختم في رمضان ختمة... يحافظ على هذا الورد فيقرأ كل يوم جزء.

    من ختم (ختمتين أو ثلاث)... ورده جزء ونصف في اليوم.

    من ختم (4 -5 ختمات) ورده جزءان... ختمتان في الشهر.

    من ختم (6 - 7 ختمات) ورده ثلاثة أجزاء يختم ثلاث في الشهر.

    من ختم (8-10 ختمات) يختم كل أسبوع.

    بالنسبة للحفظ:
    إذا حفظت من القرآن الكريم في اليوم ( آية واحدة فقط) تحفظ القرآن كله في مدة 17 سنة و7 أشهر و9 أيام.

    وإذا حفظت في اليوم 5 آيات تحفظ القرآن في 3 سنوات و6 اشهر و 7 أيام.

    وإذا حفظت في اليوم 15 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 2 شهر و 1 يوماً.

    وإذا حفظت في اليوم 20 آية تحفظ القرآن في 10 شهر و 16 يوماً.

    وإذا حفظت في اليوم صفحة تحفظ القرآن.. في 1 سنة و8 شهر و12 يوماُ.

    وإذا حفظت في اليوم صفحتين تحفظ القرآن.. في 10 أشهر و 6 أيام فقط.

    إنها فرصة العمر حتى ترتقي "اقرأ وارق ورتل".

    - فليكن شعارنا:
    فرَّغ ساعة وارتق عشر درجات في الجنة بحفظ عشر آيات فقط.

    - بر بوالديك وألبسهما التاج يوم القيامة:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ وتعلمه وعمل به؛ ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتان لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بم كسبنا هذا؟، فيقال: بأخذ ولد كما القرآن» [الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1434- خلاصة الدرجة: حسن لغيره].

    أعتق رقبتك من النار فمازال الفرصة سانحة بعد رمضان، فاحفظ القرآن، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لو جمع القرآن في إهاب ما أحرقه الله بالنار» [الراوي: عصمة بن مالك الخطمي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5266- خلاصة الدرجة: حسن].

    وأخيرًا: التدبر وفهم القرآن
    مشروعنا تفسير جزئي عمَّ وتبارك من أحد التفاسير التالية (زبدة التفاسير للأشقر، مختصر ابن كثير للمباركفوري، أيسر التفاسير للجزائري، تفسير السعدي).

    نسأل الله تعالى أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل.

    ملحة الختام:
    قالوا : أرجى الأعمال للقبول ما لا تراه عينك، ولا تحدث به نفسك، وتحتقره في جنب فيض نعم ربك الكريم. فالعمل المقبول مرفوع {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [سورة فاطر: 10] فلا تراه العين.

    محبكم في الله
    هاني حلمي

    نقلا عن موقع منهج للشيخ هاني حلمي

    تم تخريج الأحاديث من موقع الدرر السنية

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    955

    افتراضي رد: مقالات عن رمضان الشهر الكريم

    أحلى رمضان
    الكاتب : هاني حلمي



    أريد أن أسألك سؤال لكن... لا أريد جواباً من لسانك... لا تفكر في الجواب كثيراً... أريد ما بداخل قلبك بصدق...

    ما الذي يشغلك ويملأ قلبك؟
    هل أنت مشغول بطاعة الله؟... حب الله يملأ قلبك؟... أم أن قلبك لاهٍ غافل لا يفكر إلا في الدنيا ومشاغلها؟...

    هل مللت من حياة الغفلة والبعد عن الله وتريد حياة العفة والطهر والاستقامة؟... تريد أن تصبح إنسانا جديدا ليرضى الله تعالى عنك؟... تريد أن تترك الذنوب والمعاصي وتديم على طاعة الله تعالى؟... تريد أن تتقرب من الله وتشعر بلذة الأنس به تعالى؟

    أبشر رمضان فرصتك...
    لكي تحصل على هذه الفرصة والغنيمة عليك أن تستعد من الآن فتعال بنا نعد العدة لاستقبال ضيفنا الحبيب:

    قال الله تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} [التوبة: 46]

    فأين عدتك لرمضان؟

    ألم تكن قد أعددت العدة بعد فتعال لنتجهز للذهاب إلى الله تعالى: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: 99].

    كيف نستعد لرمضان؟
    1- إثارة الشوق لاستقبال رمضان: فليس رمضان حدث عادي بل هو شهر العتق، شهر الرحمة، شهر المغفرة، عدد على نفسك فضائله.

    2- تعظيم شهر رمضان: رمضان عند الله شهر معظم فليكن في قلبك كذلك، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ} [البقرة: 185].

    3- التوبة: التوبة وظيفة العمر، قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].

    جدد التوبة... تب من كل ما يعوقك عن الوصول لأهدافك في رمضان، ليس فقط التوبة من الذنوب بل تب من كل العوائق والعلائق.

    4- طهر قلبك: أحد عشر شهرا قضيناها في اللعب واللهو لاشك أن القلب قد أصيب بأمراض، قف وقفة جادة مع نفسك ولا تخادعها، قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} [النساء: 142-143].

    قال ابن القيم رحمه الله: "وقلت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يوما: سئل بعض أهل العلم أيهما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار؟، فقال: إذا كان الثوب نقيا فالبخور وماء الورد أنفع له، وإذا كان دنسا فالصابون والماء الحار أنفع له، فقال لي رحمه الله تعالى: فكيف والثياب لا تزال دنسة؟" (الوابل الصيب).

    5- كن صاحب همة عالية: قال ابن القيم رحمه الله: "الوصول إلى المطلوب موقوف على همة عالية ونية صحيحة".

    6- مرن نفسك على العزيمة في العبادة: قال أبو الدرداء رضي الله عنه لصبيح: "يا صبيح، تعود العبادة فإن لها عادة وإنه ليس على الأرض شيء أثقل عليها من كافر".

    أطل الركوع في ليلة وأطل السجود في ليلة... سبح واستغفر كفعل أبي هريرة رضي الله عنه ألف في اليوم... هكذا تدرب ولا تعجز واعلم أن النصر مع الصبر فاصبر وصابر ورابط.

    7- عش العبادة قبل الشروع فيها: استشعر مقام الذل وتمام العبودية في الصوم قبل الشروع فيه، قف قبل صلاتك وتخيل وقوفك بين يدي الله، وركوعك وسجودك: جبهتك على الأرض وأنفك كذلك تمام الذل لله ما أعظمه من مشهد، استشعره بقلبك ولا تمرره هكذا بل عش وتأمل وتفكر.

    هل يا تُرى تشعر بنعمة الله عليك بأن أكرمك ببلوغ رمضان؟!
    غيرك رهين القبور الآن... كان يتمنى أن يُبلَّغ رمضان... يعتق من النيران... تُفتح له أبواب الجنان... يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر... يشهد ليلة القدر... يضاعف رصيده عند ربه...

    فهل أنت مستشعر نعمة رمضان؟ هل تعلم قدر هذه النعمة عليك؟

    بدلا من أن تسأل عن رمضان... اسأل كيف نشكر نعمة رمضان أن بلغني الله إياه؟
    قال وهيب بن الورد: "كثيرا ما يأتيني من يسألني من إخواني فيقول: يا أبا أمية ما بلغك عن من طاف سبعاً بهذا البيت؟ ماله له من الأجر؟، فأقول: يغفر الله لنا ولكم... بل سلوا عن ما أوجب الله من أداء الشكر في طواف هذا السبع ورزقه إياه حين حرم غيره".

    بعد تعدادك لنعم الله عليك هل استشعرت مدى اصطفائه لك؟ هل شعرت بقلبك فضل هذه النعم؟
    إذا استشعرت هذه المعاني والنعم العظيمة فلابد أن تحتقر أي عمل تقوم به؛ لأن أي عمل قياسا بهذه النعم فهو لا شيء.

    المجتهدون في رمضان
    آلا تهفو نفسك إلى أن تبلغ شيء ولو قليل من اجتهاد السلف!؟

    آلا تهفو نفسك إلى أن تبلغ شيء ولو قليل من اجتهاد السلف!؟

    هل تريد عزيمة تُبلَّغ بها اجتهاد السلف؟... إليك الآتي:
    1- استشعر ضيق الوقت: قال بعض السلف: "علامة المقت ضياع الوقت".

    2- صارع الغفلة وأسبابها: لابد أن تقهر غفلتك، قال بعضهم: "من غفل عن نفسه تصرمت أوقاته وعَظُمَ فواته واشتدت حسراته".

    3- استشعار حب الله: إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها.

    4- دوام الاستعانة والتوكل: قال تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِي نَ} [آل عمران: 159].

    6- اغسل القلب من أثر الدنيا: قال أبو حازم: "إذا عزم العبد على ترك الآثار أتته الفتوح".

    فلو نزعت كل ذرة من ذرات الدنيا من قلبك ينفتح لك باب خير بكل ذرة عند الله.

    7- تَنَشَّط ولا تعجز وانهض مضى زمن الكسل: اغسل وجه الجد من غبار الكسل، واهجر التردد لكي تكون مجتهداً اجتهاداً حقيقياً.

    ماذا تفعل لتفوز برمضان؟

    ضع هذه الأهداف نُصب عينك:
    - من كانت له بداية محرقة كانت له نهاية مشرقة.

    - من صفى صُفى له:
    يوم الاستغفار، حقق أرقاما قياسية في الاستغفار لاسيما استغفار السحر ليصفو قلبك.

    - وعجلت إليك ربى لترضى:
    افعل عبادة جديدة لم تكن في العادة تفعلها.

    - لأرين الله ما أصنع:
    يوم علو الهمة، كن صاحب همة عالية.

    - أقسمت يا نفس:
    حدد عبادة صعبة جدا عليك وافعلها.

    - تحسر على فوات ثانية واحدة من وقتك:
    جرب معي: أجلس ربع ساعة واجتهد أن تفعل فيها عبادة قراءة قرآن أو ذكر، ألا ترى أنك ستخرج بتحقيق شيء جيد، فليكن يومك محسوبا بالثانية فلا تضيعها.

    - أنت اليوم بألف.
    تميز بعبادة من العبادات هل أنت قارئ القرآن؟ أم القوام؟ أم الذاكر؟

    - الثبات حتى الممات

    - ربيع قلبي.
    قف وقفة جادة مع كتاب الله، صار ربيعا لقلبك؟ تأمله ومرره على قلبك وتوقف مع الآيات وقفة متفكر متدبر

    - ولذكر الله أكبر.
    أكثر من الذكر فهو سبب للثبات على الطريق قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45].

    - الدعاء في السحر:
    أكثر من الدعاء لاسيما في أوقات السحر فهو وقت من أوقات الإجابة.

    - أسرع من الريح المرسلة:
    أكثر من الصدقة فهو شهر الجود.

    - فلذلك فادع واستقم كما أمرت:
    يوم الدعوة، ذكر من حولك... وزع شريطا أو كتيبا وتنشط.

    - بكل مؤمن ومؤمنة حسنة:
    استغفر للمؤمنين والمؤمنات قال صلى الله عليه وسلم: «من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة» [الراوي: عبادة بن الصامت - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع].

    - افعلوا الخيرات:
    ابحث عن أبواب الخير التي لم تطرقها: إفطار صائم....

    - لا تحقرن من المعروف شيء:
    مهما يكن الخير الذي تصنعه قليلا فلا تحقرنه افعله وليتقبل الله.

    - أعف يُعف عنك:
    قاربت أيام المغفرة على الانقضاء فاعف عن كل من أساء إليك يعفو الله عنك، الجزاء من جنس العمل.

    - لن يسبقني إلى الله أحد:
    هيا تنشط وأعد همتك أكبر مما كانت أول رمضان، فالعمر يمر سريعا.

    وبعد حاول أن يكون رمضان هذا العام أحلى رمضان في حياتك، تخرج منه شخصا آخر وستشعر بمعاني جديدة لم تعرفها في حياتك من قبل، حاول مجرد محاولة فلن تكلفك شيئا...

    من محاضرة أحلى رمضان للشيخ هاني حلمي...

  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    955

    افتراضي رد: مقالات عن رمضان الشهر الكريم

    يرفع جزاكم الله خيرا.

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    955

    افتراضي رد: مقالات عن رمضان الشهر الكريم

    تقبل الله منكم

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    1,334

    افتراضي رد: مقالات عن رمضان الشهر الكريم

    مواضيع قيمة ... شكرا لك
    وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •