قال أمير الشعراء:
بلاد مات فتيتها لتحيا = وزالوا دون قومهم ليبقوا
وحررت الشعوب على قناها = فكيف على قناها تسترق
بني سورية اطرحوا الأماني = وألقوا عنكم الأحلام ألقوا
فمن خدع السياسة أن تغروا = بألقاب الإمارة وهي رق
وكم صيد بدا لك من ذليل = كما مالت من المصلوب عنق
فتوق الملك تحدث ثم تمضي = ولا يمضي لمختلفين فتق
نصحت ونحن مختلفون دارا = ولكن كلنا في الهم شرق
ويجمعنا إذا اختلفت بلاد = بيان غير مختلف ونطق
وقفتم بين موت أو حياة = فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا
وللأوطان في دم كل حر = يد سلفت ودين مستحق
ومن يسقى ويشرب بالمنايا = إذا الأحرار لم يسقوا ويسقوا
ولا يبني الممالك كالضحايا = ولا يدني الحقوق ولا يحق
ففي القتلى لأجيال حياة = وفي الأسرى فدى لهم وعتق
وللحرية الحمراء باب = بكل يد مضرجة يدق
جزاكم ذو الجلال بني دمشق = وعز الشرق أوله دمشق