تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 19 من 19

الموضوع: من بدع رمضان عند المغاربة

  1. #1

    افتراضي من بدع رمضان عند المغاربة

    التسبيح والتكبير أثناء صلاة التراويح ؟
    أما التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد برفع الصوت جماعة ، كل أربع ركعات أو بعد انتهاء الصلاة ، فليس من عمل السلف ، لا في عصر النبوة ولا بعدها ، كعصر مالك .
    وقد ثبت نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن رفع الصوت بالدعاء قائلا لهم اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا . والمأمور به في القرآن أن يذكر الله في النفس دون الجهر .
    فتاوى حماني ج1 ص148
    مفتي الجزائر سابقا
    طبعة وزارة الشؤون الدينية
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  2. #2

    افتراضي رد: من بدع رمضان عند المغاربة

    بسم الله
    أخي خالد أبو عبد الله، ليس كل ما لم يفعله الرسول (صلى الله عليه وسلم) والصحابة لا يجوز فعله، ألم تر أنّ صلاة التراويح لم يجتمع لها المصلون في زمنهم، ورغم ذلك أقامها عمر بن الخطاب كما ورد في كتب السير، ولا تغضب مني إذا قلت لك أن حماني لا يُعتد بفتاويه. والله أعلم

  3. #3

    افتراضي رد: من بدع رمضان عند المغاربة

    قول الشيخ البشير الإبراهيمي في الشيخ أحمد حماني حيث ذكره في ثلاثة مواضع من كتابه الآثار (2 /172، و219، و267) ، ملخصها أن الشيخ أحمد حماني من المشائخ الأكفاء الممتازين بماضيهم وعملهم وتحصيلهم ، وأنه ذو معرفة وتحصيل ويحمل الشهادة العالمية من الزيتونة ، وأن الشيخ البشير اختاره عضوا في لجنة التعليم العليا لكونه من قدماء المعلمين . قول الشيخ البشير الإبراهيمي في الشيخ أحمد حماني حيث ذكره في ثلاثة مواضع من كتابه الآثار (2 /172، و219، و267) ، ملخصها أن الشيخ أحمد حماني من المشائخ الأكفاء الممتازين بماضيهم وعملهم وتحصيلهم ، وأنه ذو معرفة وتحصيل ويحمل الشهادة العالمية من الزيتونة ، وأن الشيخ البشير اختاره عضوا في لجنة التعليم العليا لكونه من قدماء المعلمين .

  4. #4

    افتراضي رد: من بدع رمضان عند المغاربة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن خميس الحجري مشاهدة المشاركة
    بسم الله
    أخي خالد أبو عبد الله، ليس كل ما لم يفعله الرسول (صلى الله عليه وسلم) والصحابة لا يجوز فعله، ألم تر أنّ صلاة التراويح لم يجتمع لها المصلون في زمنهم، ورغم ذلك أقامها عمر بن الخطاب كما ورد في كتب السير، ولا تغضب مني إذا قلت لك أن حماني لا يُعتد بفتاويه. والله أعلم
    لا ! بل نعتد بفتاوى من ؟؟
    رحم الله العلم وأهله ...

  5. #5

    افتراضي رد: من بدع رمضان عند المغاربة

    وفق الله الجميع لكل خير

  6. #6

    افتراضي هداك الله يا ابن خميس الحجري بل أنت لا يعتد بكلامك هذا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن خميس الحجري مشاهدة المشاركة
    بسم الله
    أخي خالد أبو عبد الله، ليس كل ما لم يفعله الرسول (صلى الله عليه وسلم) والصحابة لا يجوز فعله، ألم تر أنّ صلاة التراويح لم يجتمع لها المصلون في زمنهم، ورغم ذلك أقامها عمر بن الخطاب كما ورد في كتب السير، ولا تغضب مني إذا قلت لك أن حماني لا يُعتد بفتاويه. والله أعلم
    ما رأيك في هذه أم أن الشيخ البشير ايضا لا يعتد بفتاويه والله لو قلتها لهويت على أم رأسك


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد أبو عبد الله الجزائر مشاهدة المشاركة
    قول الشيخ البشير الإبراهيمي في الشيخ أحمد حماني حيث ذكره في ثلاثة مواضع من كتابه الآثار (2 /172، و219، و267) ، ملخصها أن الشيخ أحمد حماني من المشائخ الأكفاء الممتازين بماضيهم وعملهم وتحصيلهم ، وأنه ذو معرفة وتحصيل ويحمل الشهادة العالمية من الزيتونة ، وأن الشيخ البشير اختاره عضوا في لجنة التعليم العليا لكونه من قدماء المعلمين . قول الشيخ البشير الإبراهيمي في الشيخ أحمد حماني حيث ذكره في ثلاثة مواضع من كتابه الآثار (2 /172، و219، و267) ، ملخصها أن الشيخ أحمد حماني من المشائخ الأكفاء الممتازين بماضيهم وعملهم وتحصيلهم ، وأنه ذو معرفة وتحصيل ويحمل الشهادة العالمية من الزيتونة ، وأن الشيخ البشير اختاره عضوا في لجنة التعليم العليا لكونه من قدماء المعلمين .
    هداك الله يا ابن خميس الحجري بل أنت لا يعتد بكلامك هذا .
    أرجو أن تتريث أخي وهل تعرف الشيخ رحمه الله .

  7. #7

    افتراضي رد: هداك الله يا ابن خميس الحجري بل أنت لا يعتد بكلامك هذا

    بسم الله
    لماذا ترفعون الأشخاص إلى هذه الدرجة وتقدسونهم، فحماني إنسان يخطئ ويصيب، أما قولك أهوي على أم رأسي، وكأنك تتحدث عن أحد الأنبياء المعصومين. أما حماني فأعرفه من خلال خرجاته التلفزيونية في بداية شهر رمضان وفي نهايته. فهو كهلال رمضان. ثم قلت أنه ذكر في كتاب الابراهيمي ثلاث مرات (وليس ثلاثة) كأنه ذكر في القرآن ؟؟؟؟

  8. #8

    افتراضي رد: هداك الله يا ابن خميس الحجري بل أنت لا يعتد بكلامك هذا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن خميس الحجري مشاهدة المشاركة
    بسم الله
    لماذا ترفعون الأشخاص إلى هذه الدرجة وتقدسونهم، فحماني إنسان يخطئ ويصيب، أما قولك أهوي على أم رأسي، وكأنك تتحدث عن أحد الأنبياء المعصومين. أما حماني فأعرفه من خلال خرجاته التلفزيونية في بداية شهر رمضان وفي نهايته. فهو كهلال رمضان. ثم قلت أنه ذكر في كتاب الابراهيمي ثلاث مرات (وليس ثلاثة) كأنه ذكر في القرآن ؟؟؟؟
    ليتك أخي الفاضل تترك الكلام فيما لا تحسن ...

  9. #9

    افتراضي رد: هداك الله يا ابن خميس الحجري بل أنت لا يعتد بكلامك هذا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن خميس الحجري مشاهدة المشاركة
    بسم الله
    لماذا ترفعون الأشخاص إلى هذه الدرجة وتقدسونهم ، نحن لا نرفع الأشخاص للدرجة التي تتصورها ولا قدسهم ولو ظنننت بنا ذلك فتلك مصيبة فحماني إنسان يخطئ ويصيب بارك الله فيك نحن لانتناقش في كون الشيخ حماني يخطئ ويصيب نحن لا نتناقش في مُسلمات فهذه منك حيدة عن الموضوع ولو ظننت فينا ذلك فالله المستعان فالذي يعتقد العصمة في شخص غير الأنبياء فأكيد أنك تعرف حاله ، أما قولك أهوي على أم رأسي، وكأنك تتحدث عن أحد الأنبياء المعصومين لا أملك إلا أن أدعو لك بالهداية فهداك الله . أما حماني فأعرفه من خلال خرجاته التلفزيونية في بداية شهر رمضان وفي نهايته سبحان الله أصبح العالم واداعية عند الكثير من يكثر الخروج في التلفاز وأنا لا أعتقد أنك تقول هذا ولكن عاملتك بمنهجك وزنت بميزانك . فهو كهلال رمضان يظهرر أنك لا تعرف الشيخ جيدا وإن كنا نحن أهل السنة لا نرتضي عقيدته الأشعرية فدونك معلومة ربما خفيت عنك ولو أردت أن تعرف الشيخ أكثر فعليك بكتابه صراع بين السنة والبدعة وبعض فتاويه التيي أنقل لك مها الشيء اليسير . ثم قلت أنه ذكر في كتاب الابراهيمي ثلاث مرات (وليس ثلاثة) كأنه ذكر في القرآن ؟؟؟؟ بارك الله فيك على التصحيح
    واعمل بنصيحة الأخ أسامة واتق الله في نفسك .

  10. #10

    افتراضي رد: من بدع رمضان عند المغاربة

    ترجمة موجزة :
    هو الشيخ أحمد بن محمد بن مسعود بن محمد حماني ولد ببلدة الميلية بولاية جيجل سنة 1915، بدأ حياته العلمية بمسقط رأسه حيث حفظ كتاب الله والمبادئ الأولى في الفقه والتوحيد، ثم نزح إلى مدينة قسنطينة حيث انخرط في صفوف طلبة الشيخ ابن باديس لمدة 3 سنوات، وبعدها ارتحل إلى تونس حيث انظم إلى طلبة جامع الزيتونة لمدة 10 سنوات وحصل خلا لها على:
    - شهادة الأهلية.
    - شهادة التحصيل.
    - شهادة العالمية.
    بعدها عاد إلى الجزائر وعمل في التدريس، ومع بداية الثورة التحريرية الكبرى شارك فيها بكل قوة، حيث اعتقل وعذب لمدة 4 سنوات إلى غاية الاستقلال.بعدها عمل مديرا لمعهد ابن باديس ثم أستاذا بجامعة الجزائر لمدة 10 سنوات.
    وفي سنة 1972 عين رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى إلى حين تقاعده سنة 1989 وواصل الدعوة إلى الله رغم كبر سنه والفتن التي مرت بها الجزائر، ويعتبر من أبرز العلماء المصلحين الذين عرفتهم الجزائر، ترأس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد مؤتمرها التأسيسي، من أبرز مؤلفاته:
    - فتاوى الشيخ أحمد حماني - والتي أخذت منها هذه الترجمة اليسيرة-
    -كتاب الإحرام لقاصدي البيت الحرام.
    -صراع بين السنة والبدعة.
    توفي رحمه الله سنة 1998 م .

  11. #11

    افتراضي رد: من بدع رمضان عند المغاربة

    إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيِّئات أعمالنا ، من يهده الله ؛ فلا مُضِلَّ له ، ومن يضلل ؛ فلا هادي له .
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
    أما بعد : فإن دراسة عقيدة الشيخ أحمد حماني ليست بالأمر السهل ، ولا بالشيء البسيط الهين ، فهي تتطلب بحثا جادا ، وحلما وصبرا ، ووقتا طويلا ، وكيف لا تكون كذلك ؟ وقد تقلد الشيخ مناصب التعليم والعلم والفتوى ، وترك كثيرا من الآثار منها المطبوع ، وربما منها المخطوط ، ومنها المتفرق في بطون المجلات والجرائد ، ومنها المسجل في الملتقيات والمحاضرات ، وحسبك أن تعرف أن من كتب الشيخ المشهورة : كتاب "صراع بين السنة والبدعة" وكتاب "الدلائل البادية على ضلال البابية وكفر البهائية " و"الفتاوى" وكتاب " الإحرام لقاصدي بيت الله الحرام" وغيرها .
    وفي هذا المقال سأحاول – بعون الله – بيان عقيدة الشيخ أحمد حماني السلفية من خلال بعض النصوص من كتابيه : "صراع بين السنة والبدعة" و"الدلائل البادية على ضلال البابية وكفر البهائية" .
    قال الشيخ أحمد حماني – رحمه الله – معربا عن أصول منهجه في الدين في كتابه "صراع بين السنة والبدعة"(1 /79-80) - نقلا عن ابن باديس – : « اعلموا - جعلكم الله من وعاة العلم ، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم ، وجملكم بعزة الاتباع ، وجنبكم ذلة الابتداع - أن الواجب على كل مسلم - في كل مكان وزمان - أن يعتقد عقدا يتشربه قلبه ، وتسكن له نفسه ، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله ، أن دين الله تعالى - من عقائد الإيمان ، وقواعد الإسلام ، وطرائق الإحسان - إنما هو في القرآن الكريم والسنة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ، وأن كل من خرج عن هذه الأصول ولم يحظ لديها بالقبول – قولا كان أو عملا أو عقدا أو احتمالا فإنه باطل من أصله – مردود على صاحبه – كائنا من كان في كل زمان ومكان - ، فاحفظوها ، واعملوا بها ؛ تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى ، فقد تضافرت عليها الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال أساطين الملة من علماء الأمصار وأئمة الأقطار ، وشيوخ الزهد الخيار ، وهي لعمر الله الحق ، لا يقبلها إلا أهل الدين والإيمان ، ولا يردها إلا أهل الزيغ والبهتان » .
    وقال عن أصول الإيمان في "الدلائل البادية"(ص/84-87) : « إن الدين عند الله الإسلام ، والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ، وإنما يكون الجدال بالحجة والبرهان قبل الاقتناع والإذعان ، دون أي ضغط ولا إكراه .
    وليس الإسلام مجرد دعوى ، بل له قواعد يرتكز عليها ، وأسس يبنى فوقها ، ولا يعد أحد مسلما حتى يقوم بها ويلزمها ، وقد جاء ذكر هذه القواعد في آيات محكمات في مختلف سور القرآن الكريم المكية منها والمدنية ، من الطوال ومن المتوسط ومن القصار ، ثم أجملها – وجمعها – حديث جبريل الصحيح المشهور ، وقد رواه عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – . قال عبد الله بن عمر - فيما رواه مسلم في صحيحه - : حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ جلوس عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ، شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ ، وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا » . قَالَ : صَدَقْتَ ، قَالَ : فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ . قَالَ : « أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ » . قَالَ : صَدَقْتَ. قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ . قَالَ : « أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ » . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ . قَالَ : « مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ » . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا . قَالَ : « أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ » . قَالَ : ثُمَّ انْطَلَقَ ، فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ، ثُمَّ قَالَ لِي : « يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ ؟ » ، قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : « فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ » .
    فالإيمان والإسلام والإحسان وانتظار الساعة لا ريب فيها تسمى كلها دينا ، فمن اجتمعت فيه كلها فهو المسلم المؤمن المحسن ، ومن تخلف فيه ركن من أركانها ، فليس له أن يدعي هذه الدعوى ، إذ لا برهان له عليها ، فهذا الحديث هو أصل الإسلام كما قالت فيه العلماء ، وفهموا منه أن الدين قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح.
    وقد جعل فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الإسلام اسما لما ظهر من الأعمال ، وجعل الإيمان اسما لما بطن من الاعتقاد ، وليس ذلك لأن الأعمال ليست من الإيمان ، والتصديق بالقلب ليس من الإسلام ، بل ذلك تفصيل لجملة هي كلها شيء واحد ، جماعها الدين ؛ ولهذا قال الرسول – صلى الله عليه وسلم - : « فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ » .
    فلا يكون مسلما حتى يعلن بلسانه الشهادتين : أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، ثم يقيم الصلاة ، ويؤتي الزكاة ، ويصوم رمضان ، ويحج البيت إن استطاع إليه سبيلا ، فلو أنكر شيئا من هذه الأركان ، وقال : ليس هو مما أوجبه الإسلام ؛ فقد أنكر معلوما من الدين بالضرورة ، فهو مرتد عن الإسلام ، ولا يحسب في أهله ، ومن اعترف بها كلها وقصر في القيام بشيء منها ؛ فهو من العصاة البغاة ، وله حكم يذكر بالتفصيل في كتب الفقه .
    ولا يكون امرؤ مؤمنا حتى يذعن قلبه ، ويصدق بوحدانية الله في ألوهيته وربوبيته ، ويعبده وحده لا يشرك به ، ويصدق بوجود ملائكة الله ، وهم جند الله لا يعصونه فيما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون ، وحتى يصدق بكتبه المنزلة على أنبيائه ورسله المصطفين الأخيار، وحتى يصدق بإرسال الله رسلا من البشر إلى عباده مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ، ولا بد من الإيمان بمن وردت أسماؤهم في القرآن تفصيلا، ومنهم محمد خاتم المرسلين ، وعيسى بن مريم وأنه عبد الله ورسوله كإخوانه من الأنبياء ، وموسى كليم الله ، وإبراهيم خليل الله ، ولابد أن يصدق باليوم الآخر يوم البعث والنشور، تنصب فيه الموازين ﴿ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ﴾ ، ولابد أن يصدق بالقضاء والقدر ، وأن الخير من الله ، والشر مقدر منه ، ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأن على العبد أن يجتهد ويعمل ، وكل ميسر لما خلق له » .
    وقال عن الإيمان بالله في كتابه "صراع بين السنة والبدعة" (1/38) – في سياق حديثه عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - : « ولما كانت نشأة هذه الدعوة في صميم البلاد العربية ونجحت على خصومها الأولين في جزء منها ، وكانت مبنية على الدين وتوحيد الله سبحانه في ألوهيته وربوبيته ، ومحو كل آثار الشرك – الذي هو الظلم العظيم – والقضاء على الأوثان والأنصاب التي نصبت لتعبد من دون الله ، أو تتخذ للتقرب إلى الله ، ومنها القباب والقبور في المساجد والمشاهد ، لما كان ذلك فهم أعداء الإسلام قيمتها ، ومدى ما سيكون لها من أبعاد في يقظة المسلمين ، ونهضة الأمة العربية التي هي مادة الإسلام وعزه ، إذ ما صلح أمر المسلمين أول دولتهم إلا بما بنيت عليه هذه الدعوة ، وقد قال الإمام مالك « لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها »».
    وقال عن اعتقاده في الصفات في الكتاب نفسه (1/38): « وكذلك كان من البدع تأويل آيات القرآن على غير وجهها » ، وقال فيه أيضا (1/44) : « وجاء دور الإمام أحمد بن حنبل –رضي الله عنه- وقد اشتد ساعد القدرية ، وتمكنوا من الدولة ومن الوزارة، وأقنعوا الخليفة المأمون بمذهبهم الباطل ، فوضع ثقله كله في كفة ميزانهم الخاسر ، وجعل هو ووزيره الفاجر أحمد بن أبي داود وعصابته يجبرون العلماء على القول بخلق القرآن ، ونفي الصفات ، وذلك ما لم يرو عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولم يعهد من الخلفاء في مدة تزيد على قرنين من الزمن . ولكن العلماء الربانيين – وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل – وقفوا كالشجى في حلاقيمهم ، وقالوا لبدعتهم جهرا : لا ، هذه بدعة كريهة ، ونحلة فاسدة ، وقول باطل، وأنتم المبطلون » .
    وقال - رحمه الله – في ذم فرق الضلال (1 /38): « وكان أول ما ظهر من البدع القول بالقدر ، وهو أصل بدعة الاعتزال ، وبلغت فتنة المعتزلة أوجها حينما أجبروا المسلمين على القول بخلق القرآن ، وكذلك من البدع تأويل آيات القرآن على غير وجهها ، ورفع السلاح على أهل القبلة ، وشق الطاعة ، وتفريق الجماعة ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق » .
    وقال في مضار تشتيت الفرق لكلمة المسلمين وذكر فيها ما يجب نحو الصحابة (1 /40-43) : « وفي الموطأ أن قوما يأتون الحوض يوم القيامة بعلامة المؤمنين التي يختص بها أهل هذه الأمة بسبب وضوئهم للصلوات ، فيراهم النبي – صلى الله عليه وسلم – ويدعوهم للورود ، ولكنهم يذادون عنه كما يذاد البعير الضال ، فيناديهم النبي – صلى الله عليه وسلم – قائلا : « ألا هلم ، ألا هلم ، ألا هلم » ، فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك ؛ فأقول : « فسحقا ، فسحقا ، فسحقا » ؛ حمله جماعة من العلماء على أنهم أهل البدع ، وهذا معنى براءته منهم ، وتنكره لهم .
    لأجل هذا الحديث وأمثاله عدت العلماء كل الفرق التي خالفت السنة وخرجت منها : قولا أو فعلا أو اعتقادا أو سلوكا ، من الفرق المبتدعة . ومقتوا البدعة فيهم ، ونصحوهم ، وحاولوا أن يفيئوا بهم إلى المنهاج السوي : كتاب الله وسنة رسوله .
    ثم إن هذه الفرق انقسمت على نفسها :
    فمنهم مقتصد حاول أن يدرك الحق ويهتدي إليه ، ومنهم ظالم لنفسه بالغلو والعناد مما أدى ببعض هؤلاء إلى الخروج عن الإسلام بأقوال رهيبة واعتقادات زائغة ، ناهيك من يزعم أن للقرآن ظاهرا وبطنا ، الظاهر جاء ليعلمه الناس ، والباطن إنما يعلمه الأئمة المعصومون ، ومنهم من بلغ به الكفر إلى الزعم بأن جبريل أخطا في تبليغ الرسالة ، فنزل بالقرآن على محمد ، وقد أمر – في زعمهم – أن ينزل على علي ، فهؤلاء ليسوا بمسلمين ، ومن أشنع أقوال الغلاة وكيدهم لإبطال الشريعة ، وتحطيم دولة المسلمين ، تهجمهم على الصحابة ، وحتى الكبار منهم –رضوان الله عليهم أجمعيين – وشتمهم ، ورميهم بالكذب ، ونزع صفة العدالة عنهم والأمانة ، وإقدامهم على سفك الدماء واستباحة الأعراض والأموال بغير حق ، وتبرير ذلك وتحبيذه شبيه بفعل فاعله ، فما أغنى العاقل عنه ! .
    وقد أخبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن أمته ستفترق على بضع وسبعين فرقة ، لا تنجو منها سوى فرقة واحدة ، هي التي تمسكت بسنته ، ولزمت جماعة المسلمين ، وقد افترقت أمته بالفعل كما أخبر ، وربما ادعت كل فرقة أنها الفرقة الناجية المستثناة في الحديث ، فلا يلتبسن الأمر على أحد ؛ لأن الميزان الذي تعرف به هذه الفرقة الناجية ، وتمتاز به عن غيرها ، موجود في القرآن وفي حديث حبيب الرحمن ، فالله يقول : ﴿ فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ﴾ ، والحديث يرشد إلى التمسك بالسنة عند الاختلاف ، وبها النجاة .
    فمن زعم أن للقرآن ظاهرا يعلمه الناس لأنه بلغ إليهم ، وباطنا قد اختص به الأئمة أو غيرهم ، كائنا من كان فقد ابتدع وافترى ، ونسب الكتمان لصاحب الشريعة .
    ومن أشنع البدع التي سببت افتراق المسلمين ، وأحدثت فيهم الفتنة مزاعم القدرية ، وهو أصل الاعتزال ، ولما سمع بمقالهم عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أنكر عليهم أشد الإنكار ، وتبرا منهم ، وحدث عن أبيه عمر بن الخطاب بحديث جبريل في الإسلام والإيمان والإحسان ، وفي خصال الإيمان جاء قول نبينا – صلى الله عليه وسلم – يخاطب جبريل : « وتؤمن بالقدر خيره وشره » ، وقد صدقه جبريل فيما قال .
    فمن قال في القدر كقول المعتزلة فهو مبتدع ، ومن قال بعلم الباطن كالباطنية والرافضة فهو مبتدع ، ومن أغرق في شتم الصحابة وإذايتهم ، ورميهم بالبهتان ؛ فهو مبتدع ، وكيف وقد رضي الله عن أصحاب محمد – صلى عليه وسلم - ، ورضوان الله عنهم ، ولم نعلم أنه سخط عليهم بعد الرضى ، ومدحهم وأعلن أنهم المفلحون والصادقون ؛ قال تعالى: ﴿ لكن الرسول والذين ءامنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون ﴾ ، وفي آية الحشر شهد للمهاجرين بالصدق ، وللأنصار بالفلاح ، ولم نعلم أنه ذمهم بعد هذه الآيات ، بل مات رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو عنهم راض ، فلا يبغضهم ولا يقع في أعراضهم إلا من سفه نفسه ، أو سكن النفاق قلبه ، قال تعالى : ﴿ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ﴾ ، ثم قال : ﴿ ليغيظ بهم الكفار ﴾ ، ولهذا قال مالك فيمن اغتاظ منهم : « ليس له في فيء المسلمين نصيب » ؛ لأن الله ذكر أهل الفيء ، وهم المهاجرون الصادقون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ، والأنصار المفلحون ، وهم الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم ، ثم الذين جاؤوا من بعدهم إلى يوم القيامة ، وهؤلاء يقولون : ﴿ ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ﴾ ، هؤلاء هم أهل الفيء ، ولا حق لغيرهم، ونحن – والحمد لله – من الذين جاؤوا من بعدهم .
    ثم إن هؤلاء الأصحاب هم الذين حملوا إلينا الرسالة ، فبلغوا إلينا القرآن وسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وكانوا عليها أمناء عدولا ، وهم كالنجوم يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر ، والقدح فيهم وشتمهم لا يقع فيه إلا ملحد يضمر الشر للإسلام والمسلمين ، أو جاهل أحمق لا يدري ما يصنع ، أو غبي أعماه الحقد الدفين ، ولا يعلم ما يقول ، ولا يقدر نتائج ما يعتقد وبه يتفوه ، فالرافضة وهم المتجرئون على الصحابة ، إنما تأسست فرقتهم ، وشاعت نحلتهم ، بقصد هدم دولة العرب ، ومحو ديانة الإسلام ، وقد حقق هذا الدكتور حسن إبراهيم حسن في كتابه الجليل "الدولة الفاطمية" ، وبرهن عليه بوثائق تاريخية ، وبأعمال أتوها من سفك الدماء في الحرم ، والعبث بالحجر الأسود ، كما فعله القرامطة .
    إن الإسلام مبني على القرآن والسنة ، وعن هؤلاء الصحابة رويناهما وأخذناهما ، وماذا يبقى لنا لو صدقنا الذين طعنوا في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين وسعد وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وعائشة الصديقة بنت الصديق وابن عباس ومعاوية وعمرو بن العاص وعبد الله بن عمرو وأبي هريرة وأبي موسى الأشعري ، وغيرهم كثير ممن أدركتهم الفتنة فاجتهدوا سواء أخطؤوا أو أصابوا ، وما أحد من الذين ذكرتهم إلا وفي المبتدعة من يقدح فيه ولا يرضى عنه ، والمكثرون من الحديث كأبي هريرة وابن عباس وابن عمر وعائشة وأبي سعيد وجابر بن عبد الله لم يسلم واحد منهم من قالة السوء ، تعلنها فيه الغالية من الفرق الضالة حاشا المعتدلين .
    فماذا يبقى لنا من حديث رسول الله إن اتهمنا هؤلاء وأولئك ورددنا حديثهم ؟ لا شك أن الجراءة عليهم أو على أحدهم تؤدي إلى التهمة ، وتذهب الثقة ، وتعرض بنيان الدين إلى الانهيار ، وذلك ما يسره ويصر عليه كل فاجر كفار .
    والفرقة الناجية - حقا – تعلن رضاها عن جميعهم ، وترضى عنهم ، وتتأول ما شجر بينهم ، وتسأل لهم الرحمة والمغفرة من الله ، وذلك ما وعد الله به المتقين من عباده في قوله : ﴿ ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ﴾ ، فالقرآن الكريم أرشدنا ونحن واقفون على ما أوقفنا عليه ، وهو الذي يقول : ﴿ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ﴾ ».
    قلت : قبل أن أختم هذا المقال لا يفوتني أن أذكر قولين :
    أحدهما : قول الشيخ البشير الإبراهيمي في الشيخ أحمد حماني حيث ذكره في ثلاث مواضع من كتابه الآثار (2 /172، و219، و267) ، ملخصها أن الشيخ أحمد حماني من المشائخ الأكفاء الممتازين بماضيهم وعملهم وتحصيلهم ، وأنه ذو معرفة وتحصيل ويحمل الشهادة العالمية من الزيتونة ، وأن الشيخ البشير اختاره عضوا في لجنة التعليم العليا لكونه من قدماء المعلمين .
    قلت : ولهذا السبب وصفته بأنه رباني ؛ لأن الرباني عند العرب هو العالم العامل المعلم.
    والثاني : قول الشيخ أحمد حماني في شيخ الإسلام ابن تيمية – وبه تمتحن الأشاعرة -: « ومن أعظم الرجال الذين صارعوا البدعة والمبتدعين ، وتحملوا في سبيل ذلك البلاء المبين ، شيخ الإسلام أحمد بن تيمية وتلميذه شمس الدين بن قيم الجوزية ، وقد مات كلاهما أثناء القرن الثامن للهجرة النبوية – الرابع عشر للميلاد – ، وقد نبغ ابن تيمية – وأصله من شمال العراق – في دمشق ، وقد أحاطت بالإسلام والمسلمين البلايا والمحن في عصره ، فسل السيف واللسان والقلم ، وجاهد في الهأ حق جهاده ، في معارك في الميدان بجانب الملك الناصر بن قالوون ضد التتار ، وضد المبتدعة ، وضد الصليبيين ، وضد الخونة المتعاونين معهم . كما جرد اللسان والقلم ، وأعلنها حربا شعواء على البدع والفرق الضالة من أهل الأهواء كالرافضة والباطنية من المنتسبين إلى الإسلام ، وكالنصارى واليهود المتقولين عليه ، يرد مذاهبهم ، ويفند حججهم ، وقد اصطدم بالجمود والجحود من علماء عصره ، ومن العامة التي انحرفت ، عن التوحيد ، والتبس عليها الأمر ، وارتكبت أفعال الشرك - وإن نطقت الألسن بكلمة التوحيد والإخلاص- فامتحن – رحمه الله – على يد ولاة السوء ، وبتحريض الجامدين والجهلة من العلماء والقضاة ، ونقل إلى مصر معتقلا ، ودخل السجن مرارا ، منها في القاهرة بضعة عشر شهرا ، ثم أفرج عنه ، ولكنه عاد إليه بعد سنوات ، واعتقل آخر مرة ، وحكم عليه بأقسى عذاب ينال السجين – واسأل به خبيرا – وهو تجريده من الكتب ومن كل أدوات الكتابة حتى مات رحمه الله في قلعة دمشق عام 728هـ - 1328م-
    ولكنه ترك ثروة علمية عظيمة ما تزال تفتك بالبدعة وأهلها إلى الآن ، كما أنه ترك تلاميذ نال بعضهم – كابن القيم – بعض ما ناله من سجن وتعذيب ، فهذا الإمام العظيم - رحمه الله – من الذين عاشوا حياتهم كلها في الجهاد بالنفس والمال، وباللسان والقلم ، لنصر الإسلام والسنة ، ومحق الكفر والبدعة ، والإخلاص في الدين ﴿ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ﴾ ».
    قلت : والحمد لله رب العالمين .
    وكتبه أبو طيبة محمد بن مبخوت لثمان خلت من شعبان سنة 1430هـ.

    منقول بتصرف والأخ ابو طيبة يقرر أن الشيخ أحمد حماني على عقيدة السلف في الأسماء والصفات .
    والمسأالة تحتاج إلى تحرير والله الموفق .

  12. #12

    افتراضي رد: من بدع رمضان عند المغاربة

    بعض فتاوى الشيخ أحمد حماني :
    حكم إقامة الزردة والوعدة
    السؤال : كنا نزور المشايخ بنية خالصة ، ونتبرك بآثار الصالحين ، ونتمسح بقبورهم ، ونتوسل بهم ، ونقيم الزردات والوعدات كلما مرت بنا المحن ؛ فنظفر بالمنن ، وتفرج علينا. حتى جاء الباديسيون ، وقطعوا علينا هذه الاحتفالات البهيجة ، وغابت عنا ، وغضب علينا ديوان الصالحين . أفليس من الخير أن نعود إلى الزردة والوعدة ، ونحيي ما اندثر ؟ فإن ذلك عادات الآباء والأجداد , زيادة على الرجاء في تبديل الأحوال ، وانصراف الأهوال ، وإرضاء الرجال ، وعسى أن تنفرج عنا المحن وتكثر المنن ، هذا ما يقوله بعض الناس ، ويود أن تسبح الأمة ؛ فتذهب الغمة . وما علينا في الزردة والوعدة، وقضاء زمن كثير من الأفراح، والأيام والليالي الملاح ، والقصبة والبندير ، والتهويل والشخير والنحير ؟ فما رأيكم دام فضلكم ؟
    عبد الله الغفلان - زمورة ولاية غليزان-.
    الجواب : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
    أولا : سؤال محير ، لا ندري أصاحبه جاد به أم هازل ؟ فإن كان جادا أجبناه بعلمنا ولا عتب علينا ، وإن كان هازلا بنا فنعوذ بالله أن نكون من الهازلين .
    فقول السائل : كنا نزور المشايخ بنية صالحة , الصواب : كنا نزورهم بغفلة فاضحة، أعيننا مغلقة ، وعقولنا معطلة ، فالشيوخ كانوا عاطلين عن كل ما يؤهلهم للزيارة , فلا علم ولا زهد ولا صلاح ، ولكن نسب مرتاب في صحته ، بل كما قيل : نعبدهم ونرزقهم .
    والزيارة الشرعية تكون للشيخ إذا كان من ذوي العلم والفهم والصلاح ، فيكتسب منه الزائر العلم والدين والصلاح ، ويأخذ منه المعقول والمنقول ، ويرجع بفوائد جمة . كما كان عالم المدينة بها ، وأبو حنيفة في العراق , هذه هي الزيارة المأذون فيها ، وكانت تضرب إليها آباط الإبل , فأما إذا كان الشيخ كالصنم فماذا يستفيد الزائر ؟ أعلما أم زهدا أم صلاحا أم نصيحة أم عقلا ؟ إن المشايخ كانوا خلوا من كل ذلك , وفاقد الشيء لا يعطيه .
    والذين كان يمكن الاستفادة من علمهم لم يردوا في سؤالكم ، ولا يمكن أن يخطروا ببالكم ، مثل ابن باديس والتبسي - رحمهما الله - , فقد كان يزورهما الطلاب ، ويرجعون من عندهم بعلم وفير ونصائح جمة أفادت الوطن والأمة . وإنما حكمت أنك لا تريد هذا الصنف المقيد من العلماء ؛ لأنك ذكرت مع زيارتهم ، البركة والتمسح بالقبور والزردة والوعدة ، ونسيت الهردة والوخدة والفجور والخمور , فقد أنقذوا هذه الأمة من هذه الشرور وخلصوها من قبضة مشايخ الطرق , فكان ذلك مقدمة لتحريرها ورفع رايتها, ولم يكن لغالب مشايخ الطرق إلا فضيلة النسب الشريف وهو مظنون , وإن صح ففي الحديث : » من بطأ به عمـله لم يسرع به نسبه « [ رواه مسلم ] ، وأم الشرفاء قال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: »يا فاطمة لا أغني عنك من الله شيئا« [ رواه البخاري ومسلم ] . فإذا أردت أخذ البركة من المشايخ ؛ فاقصدهم للعلم والفضل والصلاح والزهد ، واقتد بهم ، واعمل عملهم ؛ تنتفع وتحصل لك أنواع من البركة الحقيقية لا المتخيلة .
    ثانيا: وأما قولك: نتمسح على قبورهم ؛ فإن مثل هذا التمسح نوع من الشرك ولا يكون إلا للحجر الأسود بالكعبة فقط مع التوحيد الخالص لله وقد قال له عمر – رضي الله عنه - يخاطبه : « والله ما أنت إلا حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك » [ متفق عليه] , فإن كنت مع الحجر الأسود كما قال عمر ، فلا بأس أن تقبله ، أما غيره فلا يجوز لك التمسح به ؛ فإن التمسح به وتقبيله شرك يتنـزه عنه المؤمن الموحد .
    إن المؤمن يعلم - كما علم عمر – أنه حجر والله يقول في مثله من الجماد الذي كان يفتن العباد : ﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ﴾ [فاطر 14] ، فالبركة المستفادة من هذا التمسح هي الرجوع إلى عهد الجاهلية والشرك بالله. هذا هو التمسح بالقبور , فإنها أجداث ، فإن قصدت ساكني القبور ، فإن ذلك منك أضل ، ألم تر أن صاحب القبر كان حيا يرزق ثم جاءه الموت , والموت كريه لا يحب زيارته أحد من الأحياء , فلم يستطع دفعه عن نفسه واستسلم مكرها ولو استطاع أن يفتدي منه لبذل له الدنيا وما فيها .
    فمن رجا الخير من ميت أو دفع الضر المتوقع فلا أضل منه , فادع في كل ما يصيبك الحي الذي لا يموت فإنه النافع الضار وحده والله يوصي عباده فيقول﴿ ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ﴾ [ فصلت :37]
    ثالثا : فأما قولك:كنا نتوسل بهم ، فإن التوسل الشائع بين الناس وهو دعاء - الدعاء مخ العبادة – شرك محض , فالتوحيد أن تدعو الله الذي خلقك - ولو عظمت ذنوبك – فإنه معك يسمع دعاءك فإن كان لابد من التوسل فتوسل بصالح أعمالك كما فعل الثلاثة أصحاب الغار حينما نزلت عليهم الصخرة وسدته عليهم , فاستجاب لهم من يعلم بشدتهم, هذا هو التوسل الصحيح وغيره قد يوقع صاحبه في الشرك فلا تحم حوله.
    رابعا: وأما قولك: كنا نقيم الزردات والوعدات كلما اشتدت بنا المحن ، فإن هذه الزردات كانت من آثار غفلتنا وهي منافية ليقظتنا , وكان علماؤنا رحمهم الله يسمونها أعراس الشيطان ، لما يقع فيها من سفه وتبذير وعهر وخمر واختلاط وفجور , وإنما كان يشد إليها الرحال من تونس حتى المغرب الغافلون منا المستهترون بالدين والأخلاق وكانت من أعظمها زردة سيدي عابد بناحيتكم , يأتيها الفساق من تونس والمغرب وما بينهما , وسل الشيوخ من الأحياء ينبئونك , وكانت هذه الزرد كثيرة لأن لكل قوم إلههم من أصحاب القبور من حدود تبسة إلى مغنية , فكانت القبور تعبد من دون الله ولكل قوم من يقدسونه. فسيدي سعيد في تبسة , وسيدي راشد بقسنطينة , وسيدي الخير بسطيف , وسيدي بن حملاوي بتلاغمة , وسيدي الزين بسكيكدة ، وسيدي منصور بتيزي وزو , وسيدي محمد الكبير في البليدة , وسيدي بن يوسف بمليانة وسيدي الهواري بوهران ، سيدي عابد بغليزان, وسيدي بومدين بتلمسان , وسيدي عبد الرحمن بالعاصمة ويزاحمه سيدي امحمد، وليعذرني الإخوة ممن لم أذكر آلهة بلدانهم وهم ألوف .
    ففعل هؤلاء القوم مع هؤلاء المشايخ يشبه فعل الجاهلية مع هبل واللات والعزى وخصوصا إقامة الزردة حولها والذبح لها والتمسح بالقبور , أفتريدنا نا نحيي آثار الشرك ونحن الموحدون ؟
    لقد وقف العلماء وقفة صادقة ضد هذه المناكير في الزرد , لا فرق بين علماء الإصلاح وغيرهم ممن كان يناصر جمعية العلماء ومن كان خارجها حتى قضوا على الزردة وساء ذلك الدوائر اٍلاستعمارية فأرادت أن تحييها وتحافظ عليها , وفي علمي أن آخر زردة في قسنطينة, أقامها سياسي فشل في سياسته الإدماجية فعادى العلماء واتهمهم , وأقام زردة بثيران المعمون وأخرافهم ؟ وأين ؟ في مدينة قسنطينة , عرين أسد الإصلاح , لكنه دفن نفسه ولم تقم له قائمة . فمن يريد أن يسير اليوم بإحياء الزردة والوعدة فبشره بخيبة تصيبه مثل خيبة الأمس ، فاحذر يا صاحب السؤال .
    خامسا: ثم إن الطعام واللحم المقدم في الزردة لا يحل أكله شرعا لأنه مما نص القرآن على حرمة أكله فإنه سبحانه وتعالى يقول : ﴿حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به﴾ [المائدة:3] فاللحم من القسم الرابع أي مما أهل لغير الله , أي ذبح لغير الله بل للمشايخ. فزردة سيدي عابد أقيمت له وهكذا سيدي امحمد بن عودة وسيدي بومدين....الخ , أقيمت له الزردة ليرضى وينفع ويدفع الضر ، وتقول إن هذه الذبائح قد ذكر عليها اسم الله , فنقول : ولو ذكر اسم الله ، فإن النية الأولى وهي تقديمها إلى صاحب المقام يجعلها لغير الله . برهان ذلك فعل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - مع والد الفرزدق ؛ سحيم ، فإن سحيما علم أن غالبا نحر ليطعم الناس فنحر , فسمع به غالب فنحر عشرات , فغالبه سحيم ونحر مثله وكثر المنحور حتى عد بالمئات , يريدان به الفخر , فلما جاء الأمر إلى علي – رضي الله عنه - نهى الناس عن أكل لحمهما واعتبرها مما أهل لغير الله , ولا شك أن ناحريها قد ذكروا عند نحرها اسم الله , لكن الناحرين قصدا بذلك التباهي والافتخار ، فكانت مما أهل به لغير الله ، فلحم الزردة حرام , وطعامها حرام ؛ لأنه صنع بذلك اللحم , والحضور في الزردة حرام ؛ لأنه تكثير لأهل الباطل ، ولو كان الذي حضر إماما أو رئيس أئمة أو دكتورا أو عالما ؛ فإنه عار علينا أن نزرد بأموال الدولة ، ونحن غارقون في الديون . وقد شاهدنا في تلفزتنا ما يحب الأروبيون أن نكون عليه من اللعب بالثعابين , فكل من أحيا فينا الغفلة التي كنا فيها بالأمس ليس بناصح لنا بل غاش ولن يفلح في مقاصده وسيكون كما قال الله في مثله ممن جعلوا المال للكيد بالمسلمين: ﴿ فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون﴾.[الأنفال:36] ، وهذا وعد من الله صادق ولن يخلف الله وعده .
    سادسا : وأما قولك: حتى جاء الباديسيون ، فالحق أن ابن باديس وأصحابه إنما دقوا الجرس فاستيقظ الشعب ورأى الخطر المحدق به فانفض عنهم ولم يأت ابن باديس بدين جديد ولا بطريق جديد وإنما تلا كتاب الله وحدث بكلام رسول الله – رضي الله عنه - وسار بسيرة السلف الصالح - رضي الله عنهم أجمعين - ، وكفى ابن باديس أن أيقظ المسلمين .
    سابعا : إذا أردنا أن تزول المحن عنا فلنجتنبها ونخالف طريقها : نعبد الله وحده ونطيع الله ورسوله ، ونوحد الكلمة فيما بيننا ، ونعتصم بحبل الله المتين ، ونجتنب الخلاف والنزاع ، ونؤمن بالله ، ونستقيم ونعمل الصالحات ، فلا بد من العمل المتواصل لأن الله يأمر به: ﴿ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون﴾ [التوبة:105 ]
    هذه هي وسائل النجاح وليست إقامة الوعدات والزردات ودعاء غير الله فهذا عمل الخاسرين . فإن طلبنا النجاح وزوال المحن بغير هذه الطريقة فنحن في ضلال وخسران ، كما أقسم على ذلك رب الناس : ﴿ والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ﴾هذا جواب سؤالك يا أخا زمورة وسنعود إلى الموضوع والسلام عليكم وعلى كل من اتبع الهدى .
    الجزائر في1991/11/18 ، جريدة الشعب اليومية الإثنين 1991/11/19 ص/ 9

  13. #13

    افتراضي رد: من بدع رمضان عند المغاربة

    الصدقة على الميت وقراءة القرآن
    السؤال: جرت عادة كثير من النّاس عندنا أنّه إذا مات لهم ميّت أطعموا عنه الطّعام, وتصدّقوا بشيء من المال، واجتمع طلبة القرآن فرتّلوا منه ما تيسّر ويقبضون على ذلك صدقة. فهل ينتفع الميّت بثواب ما أُكل من الطّعام وما تُصدّق به عنه، وما قُريء من القرآن؟
    الجواب: الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتّبعهداه.
    طعام أهل الميّت:
    في السّؤال ذكر الطّعام الّذي يقدّمه أهل الميّت لغيرهم، والسنّة في الإسلام أنّ أهل الميّت يصنع لهمالطّعام، يقدمه لهم غيرهم، لا أنّهم يصنعون الطّعام ويقدمونه لغيرهم لاشتغالهم عن صنعه لما دهمهم من المصيبة. فقد جاء في الحديث أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم- لمّا جاءه نعي جعفر بن أبي طالب الّذي استشهد في معركة مؤتة، قال لأهله: « اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم » رواه أحمد في مسنده وأبو داود والترمذي وبنماجه والحاكم عن عبد الله بن جعفر وهو صحيح.
    والبدعة أن يصنع أهل الميّت الطّعام للنّاس ويطعمونهم إيّاه، وربما عُذّب الميّت بذلك لما روي عن جرير بن عبد اللهالبجلي صاحب رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه قال: «كنا نعد الاجتماع إلى أهلالميت وصنعهم الطّعام بعد دفنه من النّياحة ».
    الميّت يعذّب بما نيح عليه:
    والنّياحة رفع الصّوت بالبكاء على الميّت وذكر المصيبة به، وذلك ممّا ورد التّحذير منه والنّهي عنه، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر -رضي الله عنه - أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: « الميّت يعذّب في قبره بما نيح عليه ». ومثله عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: « إنّه من نيح عليه يعذّب بما نيح عليه ».ففي قول جرير رضي الله عنه نصيحة للمسلمين وتبصير بما قد يخفى على كثيرين لأنّ اجتماع النّاس لأهل الميّت وصنعهم الطّعام يدعو إلى البكاء ورفع الصّوت بذكر المصيبة بالميّت، ممّا يشعر بالسّخط على قضاء الله فيه، ولم يخف هذا عن صحابة رسول الله وهم أدرى بمفاهيم الشّريعة وتفسير أقوال النّبي ومعرفة أحوال النّاس .
    هل هذا الطّعام صدقة؟ مثل هذا الطّعام لا يعدّ صدقة, لأنّ صنعه وإطعامه مخالف للسنّة, ولأنّ الّذين يأكلون منه أكثرهم أغنياء عنه, لا تصحّ فيهم الصّدقة، وإنمّا الصّدقة للفقير واليتيم والأسير والمسكين , ولا يغيّر صفته واسمه الحقيقي إذا سمّاه النّاس صدقة. ومن أراد أن يقدّم الطّعام صدقة عن الميّت فلا يقدّمه عند جنازته أو متّصلا بها.
    الصدقة عن الميّت وهل ينتفع بها؟:
    إنّ الصّدقة الّتي يقدّمها الأحياء على الأموات لا ينبغي أن يكون منها الطّعام المصنوع عند الوفاة, أمّا الطّعام المقدّم على الميّت فمنه ما هو جائز ينتفع منه الميّت بإجماع العلماء, ومنه ما هو مختلف فيه . فالجائز المنتفع به بإجماع العلماء اثنان:
    الأوّل: إذا كانت هذه الصّدقة من مال الميّت وكسبه, وكان قد أوصى بها قبل وفاته أو حبس أصلها, ونفّذها الورثة بعد موته. فهذه هي الجارية الواردة في الحديث الصّحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - قال :« إذا مات ابن آدم انقطع عملةإلاّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعوا له » رواه مسلم وغيره. وهذه الصّدقة هي في الحقيقة من سعي الإنسان وعمله، لا تعارض العموم في قولهتعالى: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [ النجم: 39 ].
    الثّاني: إذا كانت هذه الصّدقة من مال بنيه الذّكور أو الإناث المكلّفين، فهذه الصّدقة أيضا لا خلاف بين المسلمين في جوازها وانتفاع الميّت بها، لما ورد عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في ذلك فقد روى مالك في الموطأ وروى غيره من الأئمة أنّ سعد بن عبادة -رضي الله عنه - توفيت أمّه وهو غائب في غزوة مع الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - فلمّاقدم أتى رسول الله فقال: يا رسول الله، هل ينفعها أن أتصدّق عنها؟، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : « نعم »، فتصدّق عنها سعد بحائط (حديقة مثمرة). وروى البخاري من حديث عائشة - رضي الله عنها- أنّ رجلا قال للنّبي - صلّى الله عليه وسلّم - : إن أمّي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدّقت، فهل لها أجر إن تصدّقت عنها؟ فقال:« نعم »، ومعنى افتلتت: ماتت فجأة لم تستطع الكلام. هذان الحديثان صريحان في انتفاع الميّتبصدقة ولده عنه. وهذه الصّدقة أيضا هي في الحقيقة من كسب الميّت وسعيه لأنّها منولده, وقد صحّ في الحديث أنّ ولد الرّجل من كسبه.
    وأمّا المختلف فيه، فهو صدقةيقدّمها عن الميّت غير ولده من ولي، أو قريب أو بعيد، فهذه اختلف فيها العلماء، منهم من أجازها وقال: إنّ الميّت ينتفع بها، ومنهم من منع من ذلك لعدم ورود النّص فيها، ومقتضى عموم الآية: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ منعها.
    صرّح علماء المذهب المالكي بالتّرغيب في صدقة وليّ الميّت عنه – ولم يقيدوه بالأولاد – وأنّها ممّا ينتفع به الميّت ويصل ثوابه إليه بلا خلاف عندهم.قال الشّيخ خليل في المختصر، وهو يتكلّم عن الحجّ: « وفُضِّل...تطوع وليِّهِ[عنه] بغيره: كصدقة ودعاء ». يعني أنّ الأفضل أن يتطوّع وليّ الميّت عنه بمثل الصّدقة والدّعاء لا بالحجّ، فإنّ حجّ عنه فقد فعل المفضول، والحجّ صحيح ينتفع به ولكنّ الأفضل لو تصدّق. قال الدّردير في شرحه: «(كصدقة ودعاء) وهدي وعتق لأنّها تقبلالنّيابة ولوصولها [ للميّت ] بلا خلاف، [فـ] المراد بالغير [غير مخصوص وهو] ما يقبل النّيابة كما ذكر، لا كصوم وصلاة، ويكره تطوّعه عنه بالحجّ ». اهـ. فصريح قول الدّردير أنّ الصّدقة تصل إلى الميّت بلا خلاف، كانت من ولد الميّت أو من وليّه، والوليّ يشمل الولد وغيره من القرابة، ويفهم من كلام النّووي -رحمه الله - في شرحه على صحيح مسلم مثل هذا العموم. فقد حكى الإجماع على أنّ الصّدقة تقع عن الميّت ويصل ثوابها، ولم يقيّد بكون المتصدّق ولدا للميّت. وهذا ما يفهم من كلام شيخ الإسلامابن تيميّة، وتلميذه ابن قيم الجوزيّة. – كما نقل الشّيخ محمّد رشيد رضا في تفسير المنار في كتابه – منتقى الأخبار – لحديث من سأل النّبي عن أخت له نذرت أن تحجّ فلم تفعل حتّى ماتّت وأجابه النّبي - صلّى الله عليه وسلم - بأنّه دين، ودين الله أحقّ أن يقضى؛ قال معقبا ما نصّه: « وهو يدلّ على صحّة الحجّ عن الميّت من الوارث وغيره حيث لم يستفصله أوارث هو؟ أم لا؟ وشبهه بالدّين ». فهذا الكلام من شيخ الإسلام يدلّ على أنّ مذهبه أنّ الميّت ينتفع بعمل غيره من الطّاعات والقربات المأذون فيها بالحجّ والصّوم والصّدقة من الابن وغيره، وارثا أو غير وارث.
    ولم يرتض بعضالعلماء هذا، فمنعوا من انتفاع الميّت بصدقة غير الولد، ووقفوا عند النّص لعموم الآية في قوله تعالى: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾، ورأوا أنّ هذا العموم لا يخصّصه إلاّ نصّ صريح، مثل الإذن في الصّوم، والحجّ وصدقة الولد عن أبويه، وما لم يرد فيه نصّ لا يقاس على الولد. قال الشّيخ محمّد رشيد رضا في تفسيره المنار عند قوله تعالى في سورة الأنعام: ﴿ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّنَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا﴾ [الأنعام: 164] ما نصّه : «...أن لا يصلّي ولا يصوم أحد عن أحد هو أصل الشّريعة العام في جميع النّاس إلاّ ما استثني بالنّص من صيام الولد أو حجّه أو صدقته عن والديه ». وقال: « وأمّا قياس عمل غير الولد على عمله فباطل، لمخالفته للنصّ القطعي [ على كونه قياسا مع الفارق] ». وقريب من قول صاحب المنار ما صرح به الشوكاني في كتابه" نيل الأوطار" حيث قال: « أحاديث الباب تدلّ على أنّ الصّدقة من الولد تلحق الوالدين بعد موتهما بدون وصيّة منهما ويصل إليهما ثوابها... وأمّا من غير الولد فالظّاهر من العمومات القرآنيّة أنّه لا يصل ثوابها إلى الميّت فيوقف عليها حتّى يأتي دليل يقتضي تخصيصها» .
    والأولى بالاتّباع مذهب الّذين توسّعوا وقالوا بانتفاع الميّت بالصدقة الّتي يقدّمها عنه أهله، بشرط أن تكون من أموالهم طيّبة بها نفوسهم، كأن يتصدّق عنه ابنه أو بنته أو أخوه أو أخته أو زوجته أو غيرهم، من مالهم الخاص، ويشترط أن لا تخالف السنّة بصنع الطّعام في جنازته واجتماع النّاس في داره بعد موته، خشية ممّا ورد من التّحذير من ذلك وهذا ما يفعله النّاس كما ورد في السّؤال، وكما هو الشّائع في أنحاء القطر مع الأسف. وممّا هو شائع معروف أنّ هذا الطّعام يصنع من مال الهالك قد يوصي به أولا يوصي، ومن المعلوم أنّ مال الميّت يصبح إرثا لورثته يتوقّف التّصرف فيه على إذنهم ورضاهم، وقد يكون فيهم يتامى قاصرين لا يحلّ أكل مالهم، ومن أتلفهضمنه.
    الدّعاء للميّت:
    من أعمال البرّ الدّعاء للميّت، وهو ممّا اتّفق العلماء على أنّه نافع للحيّ وللميّت، والقريب والبعيد، بوصيّة أو غيرها. وجاء في الحديث أنّ أفضل الدّعاء أن يدعو المؤمن لأخيه بظهر الغيب. وقد حكى النّوويّ في شرحه على صحيح مسلم الإجماع على القول بوصول الدّعاء إلى الميّت, وهل الصّلاة على الميّت إلاّ دعاء له، وهي فرض كفاية على الأحياء؟.
    وفي القرآن الكريم والسنّة الصّحيحة القوليّة والفعليّة ما يدلّ على التّرغيب في دعاء المؤمنين لإخوانهم من الأحياء والأموات. قال تعالى في المؤمنين المتأخّرين: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَ ا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحشر: 10]. وفي سورة نوح - على لسان نوح عليه السلام-: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِي نَ وَالْمُؤْمِنَات ِ﴾ [نوح: 28]. وفي صحيح مسلم من حديث بريدة – رضي الله عنه - أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - كان يعلّمهم إذا خرجوا إلى المقابر أنيقول قائلهم: « السّلام عليكم أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية ». وفي حديث: « إذا مات ابن آدم انقطععمله...», جاء ذكر الولد الصّالح يدعو له, وكان الرّسول - عليه الصّلاة والسّلام - كثيرا ما يذهب إلى مقبرة البقيع يدعو لأموات المسلمين. وانتفاع الميّت بالدّعاء يكون بالاستجابة لدعوة الدّاعي وقبول دعائه.
    التطوّع بالقرآن للميّت:
    إن خرج هذا التّطوع مخرج الدّعاء للميّت, كأن يقول القارئ قبل شروعه في القراءة : اللهم اجعل ثواب ما أقرأه لفلان، فحكمه حكم الدّعاء, وصرح ابن رشد – من المالكية – بأنّه لا خلاف في جوازه لأنّه من باب الدّعاء ينتفع به الميّت إن كان مقبولا. وإن لم يخرج مخرج الدّعاء فقد اختلف فيه عند المالكيّة على قولين أشار إليهما الدّردير بالجواز والكراهة. والقول بالكراهة هو أصل المذهب، والقول بالجواز هو ما عليه المتأخّرون كما ذكره الشّيخ الدسوقي في حاشيته. ومنالقائلين بوصول ثواب قراءة القرآن للميّت العلّامة ابن القيّم قائلا: « إنّ الثّواب ملك للعامل فإذا تبرّع به وأهداه إلى أخيه المسلم أوصله الله تعالى إليه».
    وقد شدّد بعض المحقّقين من العلماء النّكير على التطوّع بقراءة القرآن وإهداء ثوابه إلى الميّت, وجعلوه من فعل المبتدعة الّذي يصدّق على فعلهم أنّه (ضلالة). قال الشّيخ الدّردير في شرحه على المختصر: « وقد صرّح بعض أئمّتنا بأنّ قراءة الفاتحة – أي مثلا – وإهداء ثوابها للنّبي - صلّى الله عليه وسلّم- مكروه. وسئل ابن حجر عمّن قرأ شيئا من القرآن وقال في دعائه: اللّهم اجعل ثواب ما قرأته زيادة في شرف النّبي - صلّى الله عليه وسلّم-. فأجاب: بأنّ هذا مخترع من متأخّري القرّاء لا أعلم لهم فيه سلفا, ونحوه لزين الدّين الكردي». ونقل الدّسوقي عن الحطاب شارح المختصر, أنّ جل العلماء على القول بالمنع من إهداء القرآن للنّبي شيء من القرب لأنّه لم يرد فيه أثر ولا شيء لمن يقتدي به من السّلف.اهـ. وقال فيه ابن تيميّة: « لا يستحب إهداء القرب للنّبي - صلّى الله عليه وسلّم- بل هو بدعة هذا الصّواب المقطوع به». وقال ابنالجزري: « لا يروى من السّلف ونحن نقتدي بهم».
    قراءة (يس) على الموتى:
    وقد روى بعض الأئمّة: أحمد وأبو داود وابن ماجة حديثا في قراءة سورة "يس" على الميّت عن معقل بن يسار لفظه: « يس قلب القرآن لا يقرأها رجل يريد الله والدّار الآخرة إلاّ غفر له, واقرؤوها على موتاكم ». وهو حديث معلول مضطرب، قال فيه الدارقطني: «هذاحديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن, ولا يصحّ في الباب حديث ». وحتّى على فرض صحّته فإنّ معناه القراءة عند الّذي حضره الموت, دليل ذلك أنّ ابن ماجة بوّب له فقال: باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا [حُضر]. وقد رجّح هذا المعنى ابن القيّم وجعله مثل الحديث الآخر: « لقنوا موتاكم لا إله إلا الله». رواه أحمد في مسنده عنأبي سعيد، ومسلم وابن ماجة عن أبي هريرة, والنّسائي عن عائشة. والحكمة من قراءة "يس" عند المحتضر انتفاعه بهذه السّورة لما فيها من التّوحيد والمعاد والبشرى بالجنّة لأهل التّوحيد وغبطة من مات عليه بقوله: ﴿ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴾ [يس:26-27], ولو فهم الصّحابة أنّ المراد قراءة "يس" عند القبر لعملوا به ولما أخلّوا بفعله, ولم يُؤثرعنهم شيء من ذلك. وانتفاع المحتضر بقراءة "يس" هو المقصود, وأمّا قراءتها عند القبر وبعد الموت فلا ثواب له على ذلك, لأنّ الثّواب يحصل من القرآن إمّا بقراءته أو بسماعه, وكلاهما لا يحصل ممّن مات. هذا ما حقّقه ابن القيّم - رحمه الله-.
    وقد حكم الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - أنّ القراءة على الميّت عند دفنه بالبدعة, قال : « بدعة لأنّه ليس من فعله عليه الصلاة والسّلام وفعل أصحابه ». فعلم أنّه محدث, وسألهابنه عبد الله: يحمل مصحفا إلى المقبرة فيقرأ فيه عليه, قال: «بدعة».
    قال الشّيخ محمّد رشيد رضا في "تفسير المنار":« وإذ قد علمت أنّ حديث قراءة سورة "يس" على الموتى غير صحيح, وإن أُريد به من حضرهم الموت, وأنّه لم يصح في هذا الباب حديث قط – كما قال المحقّق الدارقطني – فاعلم أنّ ما اشتهر, وعمّ البدو والحضر من قراءة الفاتحة للموتى, لم يرد فيه حديث صحيح ولا ضعيف, فهو من البدع المخالفة لما تقدّم من النّصوص القطعيّة, ولكنّه صار لسكوت اللابسين لباس العلماء وبإقرارهم له ثمّ بمجاراة العامة عليه, من قبيل السنن المؤكّدة أو الفرائض المحتّمة».
    ثمّ ذكر - رحمه الله - خلاصة أنّ المسألة من الأمور التعبديّة, فيجب فيها الوقوف عند النّص وعمل السّلف الصالح, وقد ورد النّص بـ: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾، وورد مع ذلك الأمر بالدّعاء لأحياء المؤمنين وأمواتهم, وورد في الأخبار جواز صدقة الأولاد عن الوالدين ودعائهم لهما, وقضاء ما وجب عليهما من صيام أو صدقة أو نسك.. فمن أراد أن يتّبع الهدي فليقف عند النّصوصالصّحيح.
    «الفدوة»وفسادها :
    اعتاد النّاس في كثير من البلاد الإسلامية أن يحضروا طلبة القرآن يوم وفاة الميّت ويستأجروهم على قراءة (ختمة)، أو ما تيسّر منه عند رأس الميّت، وهو مسجى في بيته, أو قراءة سورة يس عند قبره, ويعطونهم (أجرا) بدل تلاوتهم, ويسمّون ذلك (فدوة).
    لا شكّ في فساد هذا العمل وبطلانه, فقد رأينا اختلاف العلماء في (التطوّع) بقراءة القرآن وإهداء ثوابه للميّت, وإنّ من جوّزه إنّما جوّزه لأنّه اعتبره من باب الدّعاء, وأنّ من منعه استند على أنّ هذا ليس من السنّة إذ لم يرد فيه حديث, وليس من عمل السّلف الصّالح الأمناء على نقل الدّين قولاً وفعلاً, ولم يقل أحد من العلماء بصحة مثل هذه الإجارة فضلا عن اعتبار نتيجتها (فداء) الميّت, وماذا يبيع الطّالب؟ إن الإنسان يبيع ما يملكه ملكا صحيحا وهو معلوم للبائع والمشتري, فأمّا هذا الطّالب فقد باع ما لا يملك ولا يعلم, كما أنّ الميّت قد اشتُري له شيء غير معلوم, فمن علم أنّ الله أثابه؟ إنّ الله سبحانه إنّما يثيب على العمل الصالح خالصا لوجهه الكريم, وهو يقول: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف:110]. فإن كان ما يقبضه (الطلبة) ثمنالقراءتهم فيخشى أن يكون ذلك من أكل أموال النّاس بالباطل, وإن كان ما يعطى لهم تَكرُمة أو صدقة، وكانوا ممّن تصحّ فيهم الصدقة لفقرهم فقد تقدّم القول في الصّدقة.
    1977/06/28
    المرجع: فتاوى الجنائز للشيخ أحمد حماني (ص/46-59، ط1، 1429هـ، دار ابن حزم ).

  14. #14

    افتراضي رد: من بدع رمضان عند المغاربة

    جدال عقيم ,
    ولن يسأل الله أحدا يوم القيامة عن تقديسه الشيخ أحمد حماني أو تبديعه اياه
    أما عن الموضوع فأنا من سكان المغرب ولم أر المصلين يوما يسبحون ويكبرون برفع الصوت جماعة ، كل أربع ركعات ,,,والله أعلم

  15. #15

    افتراضي رد: من بدع رمضان عند المغاربة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر محب مالك بن أنس مشاهدة المشاركة
    جدال عقيم ,
    ولن يسأل الله أحدا يوم القيامة عن تقديسه الشيخ أحمد حماني أو تبديعه اياه
    أما عن الموضوع فأنا من سكان المغرب ولم أر المصلين يوما يسبحون ويكبرون برفع الصوت جماعة ، كل أربع ركعات ,,,والله أعلم
    يا أخي غفر الله لك، فإن لحوم العلماء مسمومة، وسنة الله في من هتك أعراضهم معلومة ....
    وأما بدعة التكبير والتسبيح في الترويح فهذا أمر موجود في كثير من المساجد لا ينكره إلا مكابر، وكان الأولى أن تقول أن هذا الأمر لا يحدث عندنا، لا أن تنكر علم الشيخ وفضله، وأنت المجهول عندنا ...
    ونحن لا نقدس الشيخ، ولا غيره من العلماء، إنما العبرة بالدليل وما وافق الشرع ...

  16. #16

    افتراضي رد: من بدع رمضان عند المغاربة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة بن الزهراء مشاهدة المشاركة
    يا أخي غفر الله لك، فإن لحوم العلماء مسمومة، وسنة الله في من هتك أعراضهم معلومة ....
    وأما بدعة التكبير والتسبيح في الترويح فهذا أمر موجود في كثير من المساجد لا ينكره إلا مكابر، وكان الأولى أن تقول أن هذا الأمر لا يحدث عندنا، لا أن تنكر علم الشيخ وفضله، وأنت المجهول عندنا ...
    ونحن لا نقدس الشيخ، ولا غيره من العلماء، إنما العبرة بالدليل وما وافق الشرع ...
    أخي في الله أسامة والذي فطر السموات والارض أنا لم أتعرض للشيخ بسوء وأنا لا أعرف الشيخ أصلا ,أنا أردت الاشارة الى كونكم جانبتم الموضوع وانتقلت الى الحديث عن الشيخ فقلت لن يسألكم الله عنه غدا أكان صالحا أم مبتدعا وفي ذلك دلالة الى الاشتغال بما يعنينا وترك الحديث في العلماء ,
    أما عن قولك -وكان الأولى أن تقول أن هذا الأمر لا يحدث عندنا،- فقد أصبت وأنا أعترف بخطئي ولعل المساجد عامرة بمثل هذا وأنا لا أدري ,,,فتكلمت وكأني صليت بها جميعها
    أسأل الله أن يغفر لي
    والسلام

  17. #17

    افتراضي رد: من بدع رمضان عند المغاربة

    نريد بدعا أخرى بارك الله فيكم

    فمثلا هنا بالمغرب الأقصى ـ في بعض المساجد ـ توجد بدعة أخرى في التراويح لم ينزل الله بها من سلطان

    وهي عندما يريدون أن يصلوا صلاة التراويح , يقول بعض الأئمة , صلاة التراويح من فضلكم

  18. #18

    افتراضي رد: من بدع رمضان عند المغاربة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن خميس الحجري مشاهدة المشاركة
    بسم الله
    أخي خالد أبو عبد الله، ليس كل ما لم يفعله الرسول (صلى الله عليه وسلم) والصحابة لا يجوز فعله، ألم تر أنّ صلاة التراويح لم يجتمع لها المصلون في زمنهم، ورغم ذلك أقامها عمر بن الخطاب كما ورد في كتب السير، ولا تغضب مني إذا قلت لك أن حماني لا يُعتد بفتاويه. والله أعلم
    أخي الكريم حياك الله

    أظنك لم تطلع على أقوال أهل العلم في التراويح

    فالنبي صلى الله عليه وسلم صلى التراويح بالصحابة مرتين أو ثلاث , لكن خشي أن تفرض عليهم وعلى من سيأتي بعدهم , فلما مات صلى الله عليه وسلم أحياها أمير المؤمنين عمر , ومعلوم أن أمير المؤمنين كان من أكثر الناس محاربة للبدعة

  19. #19

    افتراضي رد: من بدع رمضان عند المغاربة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله العسري المغرب مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم حياك الله

    أظنك لم تطلع على أقوال أهل العلم في التراويح

    فالنبي صلى الله عليه وسلم صلى التراويح بالصحابة مرتين أو ثلاث , لكن خشي أن تفرض عليهم وعلى من سيأتي بعدهم , فلما مات صلى الله عليه وسلم أحياها أمير المؤمنين عمر , ومعلوم أن أمير المؤمنين كان من أكثر الناس محاربة للبدعة
    جزاك الله خيرا ، فقد تنبّهت لأهمّ نقطة في كلام الأخ.
    سُبْحَانَ رَبّكَ رَبّ الْعِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَىَ الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ للّهِ رَبّ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •