رسالة إلى الزوج المسلم..~

أخي الزوج: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الغالي: هذه رسالتي أبعثها إليك بعد أن عطرت حروفها بأريج المحبة، ورششت على كلماتها زخاتٍ من ماء الورد والياسمين.. أرسلها إليك وقلبي يرتل أشعار الحب لك، وشفاهي تتمتم بالدعاء بأن يوفقك الله ويجعلك مباركاً أينما كنت..
أخي: إن الحياة الزوجية بحر واسع الأطراف، بعيد الشطآن، تمخر فيه سفينة كل زوجين، وإن حياة زوجية بلا طاعة لله عز وجل لهي سفينة خربة؛ تتقاذفها الأمواج من كل جانب، وتلعب بها الرياح يمنة ويسرة، وأهلها في خوف ورعب عظيمين، أما الحياة الزوجية التي يتعاون فيها الزوج مع زوجته على البر والتقوى، ويساعد كل طرف شريكه ليكون أقرب إلى الله؛ فتلك هي الحياة السعيدة التي يحفها الأمان والاطمئنان من كل جانب.
أخي الحبيب: إن البيت الذي يعمره ذكر الله عز وجل، ويعظّم اهله أوامر الله تبارك وتعالى ونواهيه؛ فلا يصدر منهم إلا كل فعل حميد، فذلك البيت السعيد الذي يهنأ فيه صاحبه ومن معه، وأما ذلك البيت الذي فرّط فيه أهله في حقوق الله تعالى، ونسوا ذكر الله فإن الشقاء والتعاسة سيلاحقهم أينما كانوا !! واعلم أنك راعٍ ومسؤول عن رعيتك، والله سائلك عن بيتك وأسرتك، فاتق الله فيمن تعول وألزمهم شرع الله تجد السعادة والهناء في الدنيا والفوز والفلاح في الآخرة { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ }
أخي الزوج: للمعصية أثر بالغ في سوء العشرة وتغيّر الحال بين الزوجين، وقد كان بعض السلف يقول: "إني لأذنب الذنب فأرى ذلك في خُلُق دابتي وامرأتي". فتفقد نفسك ومن حولك من زوجة وأبناء واسأل نفسك هل اتقيت الله عز وجل فيمن رعاك الله؟ هل تخلصت من كل ما يغضب الله؟ هل جعلت رضا الله تبارك وتعالى نصب عينيك في كل ما تأتي وتترك؟ هذه أسئلة لابد أن يجيب عليها كل زوجين، وينظران بعين الحقيقة والواقع ليعرفا مقدار قربهما أو بعدهما من الله عز وجل. واعلم أخي الزوج أن السعادة في الحياة الزوجية تكمن في الرضا بما قسم الله والقناعة بما أعطى سبحانه من مسكن أو ملبس أو مركب أو زوجة؛ فارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.
أخي الغالي: يقول الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً } فالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم كانت لهم زوجات، ونبينا صلى الله عليه وسلم له زوجات، وضرب لنا أروع الأمثلة في كيفية التعامل الأمثل في شتى مواقف الحياة الزوجية، في حلوها ومرّها وصفوها وكدرها ؛ فكم هو جميل أن نجعل قدوتنا صلى الله عليه وسلم رائدنا في تعاملنا مع زوجاتنا، ونستلهم منه صلى الله عليه وسلم الدروس والعبر، وفقني الله وإياك للاهتداء بهديه إنه جواد كريم والسلام عليكم .
المصدر