بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد فليس الغرض من هذه المناقشة بيان الراجح من مذاهب العلماء في حقيقة الإيمان فمذهب السلف معروف ومذهب غيرهم من الخوارج والمعتزلة والمرجئة معروف وبيان دليل كل مذهب مسطور في محله
ولكن الغرض من هذه المناقشة بيان ما هو مذهب الأشعرية في حقيقة الإيمان ؟؟ وبعبارة أصح وأدق هل المعاصي عند الأشعرية سبب للعقاب - إذ قد يعفو الله عنه كما هو مذهب كثير من السلف - وهل الطاعات سبب للثواب أم لا ؟؟
إذ المشهور في كثير من الكتب أن الأشعرية مرجئة وأن ترك العمل غير مؤثر عندهم في العقاب , لكني وجدت السبكي في طبقات الشافعية الكبرى وهو ظاهر كلام الرازي في الأربعين في أصول الدين وسبقه الشهرستاني في الملل والنحل عنهم أن العمل عند الأشعرية خارج عن حقيقة الإيمان لكنه من لوازم الإيمان إذ الإيمان سبب للعمل فالعاصي على ما حكاه السبكي والرازي وغيرهما معرض للعقاب والعذاب وهو عمليا موافق لمذهب السلف , نعم السلف جعلوا العمل من ماهية الإيمان بينما الأشعرية في ظاهر الكلام السابق العمل خارج عن ماهية الإيمان لكن ترك العمل مضر ومؤثر عندهم وسبب للعقاب فكان الخلاف إذن بين الأشعرية والسلف لفظيا لا معنويا وهو ما حاول السبكي تقريره في كلامه في المجلد الأول من كتابه طبقات الشافعية الكبرى !!!!
فأرجو المناقشة الهادئة الهادفة في حقيقة الإيمان عند الأشعرية وهل العاصي معرض للعذاب عندهم أم لا من كتبهم ومن أقوال أئمتهم لا من أقوال غيرهم عنهم
وجزاكم الله خيرا