تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: هل ثمة مبالغة في وجود الشرك في الجزيرة العربية قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟

  1. #1

    افتراضي هل ثمة مبالغة في وجود الشرك في الجزيرة العربية قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟



    هل ثمة مبالغة في وجود الشرك في الجزيرة العربية قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟
    اعتدنا أن نقرأ في بعض الكتابات أو نسمع في بعض المنتديات عن اتهام مؤرخي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ تلميحاً أو تصريحاً ـ بالمبالغة في وصف الأوضاع الدينية بالسوء قبل دعوة الشيخ ، وإنها بعيدة عن الواقع في ذلك الزمان ، بل وصل ببعضهم إلى اتهام الشيخ نفسه بالمبالغة عند وصفه لتلك الأوضاع في رسائله وكتبه . ونحن نعلم أن هذا الاتهام قديم ظهر بظهور دعوة الشيخ في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري ثم استمر حتى أيامنا هذه التي تتعرض فيه هذه الدعوة لهجوم ظالم على كافة المستويات بعضه ـ ياللأسف ـ ممن عاشوا في ظلها أو ممن يعدون من أبنائها . وإذا أحسنا الظن بمن يوردون هذا الاتهام فإنهم إما قوم لا يدركون المفهوم الشرعي الصحيح للشرك أو الكفر ، أو أنهم قوم قد أدركوا المفهوم الشرعي الصحيح للشرك أو الكفر ولكنهم وهم في عصرنا هذا لم يتصوروا حقيقة الجهل الذي كان يطبق على العالم الإسلامي عامة والجزيرة العربية خاصة ، بل بلاد نجد وما حولها على وجه الخصوص ، فالناس عصرذاك في سذاجة عقولهم ، وسطحية تفكيرهم ، وتقادم عهدهم بالعلم ـ وأكثرهم من أهل البادية ـ كانوا بيئة صالحة لتقبل الخرافة والاعتقادات المنحرفة ، وقس على ذلك بما نراه الآن من انتشار للخرافات والأفكار المنحرفة في بيئات إسلامية عديدة ، واعتبر أيضاً بما يحصل من اعتقاد بالسحر والكهانة ، وإيمان بالأسطورة والخرافة في وسط مجتمعات ما يسمى بالعالم المتحضر ممن يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة غافلون .
    إننا إذا أوردنا ما قالـه مؤرخو الدعوة الذين فهموها واستوعبوا منهجها ـ في وصف أوضاع الجزيرة العربية عند ظهور الدعوة قيل إنهم متعصبون ، بعيدون عن الموضوعية ، مبالغون أكثر من اللازم . ولكن ماذا سيقال في كلام رجل لم يسمع بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، قدم الحجاز للحج وسجل ما رآه وعايشه من مشاهد شركية تمارس من قبل أهل البلاد أنفسهم ـ فضلاً عن القادمين ـ تقرباً إلى الله فيما زعموا ، وقد كان ذلك في سنة 1081 هـ / 1670 م ، أي قبل أن يولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأربع وثلاثين سنة ، وقبل أن تظهر دعوته بحوالي مائة سنة ، وفي بلد مثل الحجاز الذي ينتظر أن يكون أكثر أقاليم الجزيرة العربية تحضراً وعلماً . هذا الحاج تركي اسمه أوليا جلبي ، ولم يكن من العامة الذين يهرفون بما لا يعرفون ، ولا يؤبه بما يقولون ، بل كان من الطبقة المتعلمة ، حفظ القرآن في صغره ، وواصل تعليمه حتى تمكن من علوم وفنون كثيرة ، وأتقن ـ بجانب لغته التركية ـ اللغة الفارسية واللغة العربية ، وقد أولع بالرحلات ، فرحل إلى بلاد كثيرة سواء في داخل العالم الإسلامي أو خارجه ، وقد كان في بعضها مرافقاً لحملات عسكرية تركية من ناحية ، أو مشاركاً في وفود دبلوماسية من ناحية أخرى ، وقد دون رحلاته تلك ، فجاءت في عشرة مجلدات ، وكان من أواخر رحلاته رحلته إلى الحج سنة 1081 هـ التي أشرنا إليها آنفاً ، وقـد طبعت بعـنوان (الرحلة الحجازية) ، وقد ترجمها عن التركية وقدم لها الأستاذ الدكتور الصفصافي أحمد المرسى . ونحن سننقل فيما يلي بعض ما ورد في الكتاب من انحرافات وتجاوزات بعيدة عن العقيدة الصحيحة مما دونه هذا الحاج ، سواء شاهده بعينه في أرض الحجاز أو زاوله بنفسه هناك مع غيره من الأهالي والقادمين . فمما قاله عن قبر حمزة بن عبـد المطلب t(( أما مزار حمزة فعلى بعد مسيرة ساعة واحدة من المدينة ، وهو على شكل قبة 000 وتحت هذه القبة 000 يرقد t داخل صندوق رباعي الأضلاع ، والصندوق داخل مقصورة رباعية أيضاً ، ومن يحمل سيفاً فعليه أن يضعه داخل صندوق سيدنا حمزة ، وبعد فترة يخرجه وسط تكبيرات حارسي المقبرة ، ويتمنطقه وسط تهليلاتهم ، فيكسب ثواب الغزوة )) ( الرحلة الحجازية ، ص 156 ) . فانظر كيف يمارس مثل هذا الدجل عند قبر هذا الصحابي الجليل ، فبمجرد أن تقوم بهذا العمل تكسب أجر غزوة أحد ! .
    ولزيارة مقبرة الصحابة هناك شرط (( أن تكون وقت السحر ، وأن يكون الزائر عاري الرأس ، حافي القدمين )) ( ص 156 - 157 ) . كما أنه يقام في هذا المكان في كل سنة مراسم المولد ، ويشتد الوجد ببعضهم حتى تخرج روحه من جسده فيدفن في ذلك المكان ، يقول المؤلف (( وخلال شهري محرم وصفر من كل عام يُقرأ المولد الشريف هنا ، وعند مقبرة سيدنا حمزة يكتظ المكان بالمؤمنين ، وتجيش نفوس الحاضرين في كل عام ، تحت تأثير الإنشاد الديني والدعاء والابتهالات التي تتردد أصداؤها في المكان كله لدرجة أن البعض تخور قواه ، ويلقى ربه من أثر الوجد الذي تفعم به النفوس ، ويعم المكان ، فيدفن حيث يكون في صحبة الشهداء )) ( ص 158 ) .
    وفي مكة يمارس عند أحد القبور شيء من مظاهر الشرك والخرافة ، يقول أوليا جلبي عما يسمونه قبر صفيان الصوري إن (( من يصاب بألم في معدته فعليه أن يربط صرة عليها وبها قليل من تراب هذا القبر ، وبأمر الله يتم الشفاء )) ( ص 285 ) .
    وفي زيارة قبر النبي r تمارس أنواع من البدع التي نراها اليوم يمارسها بعض الفئات المنحرفة عند مزاراتهم المقدسة كما يزعمون ، يقول المؤلف عن نفسه (( ثم دلفت إلى المسجد النبوي من باب السلام ، ثم بدأت أزحف وسط الحشد الغفير حتى وصلت إلى المقصورة النبوية فلثمتها ، ثم ركعت على ركبتي محيـياً ( السلام عليك يا رسول الله ) )) ( ص 112 ) .
    ولقد أشار بعد ذلك إلى بدعة كان أهل المدينة يفعلونها عند قبر فاطمة رضي الله عنها وذلك في قوله (( ومن عادات أهل المدينة ما أن يُولد لأحدهم بنت حتى يحضرونها إلى الحرم النبوي الشريف ، ويقفون بها ساعة أمام مرقدها الطاهر )) ( ص 127 ) .
    هذا شيء مما جاء عن الأوضاع الدينية في الحجاز في كتاب ( الرحلة الحجازية ) لمؤلفه أوليا جلبي ، حيث صور جانباً من الانحرافات العقدية ، والأمور البدعية الموجودة في هذه البلاد . وننبه هنا إلى أن ما أورده أوليا جلبي ذو أهمية في هذا الباب من حيث كونه يقدم شهادة تتميز بالمصداقية عن واقع الجزيرة العربية الديني ، فهو أولاً كما سبق من الطبقة المتعلمة ، ثم أنه ثانياً حينما كتب ما كتب عن الحجاز كان قبل ظهور دعوة الشيخ محمد بن الوهاب ، ولم يكن واقعاً تحت تأثير اتجاه معين ، أو مدفوعاً بمصالح ذاتية أو مذهبية ، ثم إن ما دونه ثالثاً قد جاء عرضاً في وصف رحلته ، فهو لم يكن يقصد تتبع الأوضاع الدينية في الحجاز ، إذ سجل ما شاهده ومارسه في الحجاز عند أدائه للحج ، ومن المؤكد أنه ترك الكثير في هذا الميدان . نعود ونقول إذا كانت مثل هذه المظاهر التي أوردها أوليا جلبي في رحلته قد وقعت زمنذاك في الحجاز الأكثر تحضراً وعناية بالعلم فهل يستغرب أن يحصل مثلها ، بل أكثر منها وأطم في بلاد مثل نجد التي كان الجهل قد خيم عليها ، وهل يسوغ لبعضهم بعد أن يقرأ ما جاء في رحلة أوليا جلبي أن يسخر ؛ بَلْهَ يشكك في كلام ابن بشر وابن غنام وعلماء الدعوة حينما يصفون أوضاع الناس الدينية وقت ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟ .
    د. محمد بن إبراهيم أباالخيل
    الأستاذ بجامعة القصيم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    106

    افتراضي رد: هل ثمة مبالغة في وجود الشرك في الجزيرة العربية قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    هناك رسالة قيمة للشيخ د.عبد العزيز العبد اللطيف - حفظه الله - :
    بعنوان " مسائل الاعتقاد عند علماء نجد قبل الدعوة الإصلاحية خلال القرن العاشر والحادي عشر والثاني عشر "

    وهي رسالة نافعة جداً ، مطبوعة في مكتبة الرشد (1432 هـ )

    ..
    ..
    ..
    ابن المهلهل

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: هل ثمة مبالغة في وجود الشرك في الجزيرة العربية قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    هذه مقولة يرددها الليبراليون ويبالغون في تصوير تكفير الشَّيخ للمجتمع من أجل القول بأنَّه هو الَّذي يبالغ، وهي مغالطة جدليَّة مشهورة
    والمسألة لا تحتاج إلى أكثر من زيارة أي ضريح في العالم الإسلاميّ، فهكذا كان أهل نجد
    أستاذ جامعي (متقاعد ولله الحمد)

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: هل ثمة مبالغة في وجود الشرك في الجزيرة العربية قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    ولقد أشار بعد ذلك إلى بدعة كان أهل المدينة يفعلونها عند قبر فاطمة رضي الله عنها وذلك في قوله (( ومن عادات أهل المدينة ما أن يُولد لأحدهم بنت حتى يحضرونها إلى الحرم النبوي الشريف ، ويقفون بها ساعة أمام مرقدها الطاهر )) ( ص 127 ) . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    هل قبر فاطمة رضي الله عنها في المسجدالنبوي الشريف ؟؟؟؟؟؟
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •