تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: ومن شبه المرجئة الفهم الخطأ لقوله تعالى (وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    269

    افتراضي ومن شبه المرجئة الفهم الخطأ لقوله تعالى (وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا)

    ومن شبه المرجئة الفهم الخطأ لقوله تعالى : { إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا )
    فظنوا أنه لا كفر إلا بإعتقاد وقد رد بن حزم عليهم قائلاً :
    ولما قال تعالى : { إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا(2) } . خرج من ثبت إِكراهُه عن أَنْ يكون بإظهار الكفر كافراً إلى رخصةِ الله تعالى والثَّبات على الإيمان ، وبقي من أظهر الكفر : لا قارئاً ولا شاهداً ، ولا حاكياً ولا مكرهاً على وجوب الكفر له بإجماع الأمَّة على الحكم له بحكم الكفر وبحكم رسول الله ? بذلك ، وبنصِّ القرآن على من قال كلمة الكفر إِنَّه كافرٌ ، وليس قول الله عزَّ وجل { ولكِنْ مَنْ شَرَحَ بالكُفْرِ صَدْرَاً } على ما ظنُّوه من اعتقاد الكفر فقط ، بل كلُّ من نطق بالكلام الذي يُحكم لقائله عند أهل الإسلام بحكم الكفر لا قارئاً ولا شاهداً ولا حاكياً ولا مكرهاً فقد شرح بالكفر صدراً ؛ بمعنى أَنَّه شرح صدره لقبولِ الكفر المحرَّم على أهل الإسلام وعلى أهل الكفر أَنْ يقولوه وسواءً اعتقدوه أو لم يعتقدوه ، لأَنَّ هذا العمل من إعلان الكفر على غير الوجوه المباحة في إيرادِه وهو شرحُ الصدرِ به ، فبطل تمويههم بهذه الآية وبالله تعالى التوفيق )

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    235

    افتراضي رد: ومن شبه المرجئة الفهم الخطأ لقوله تعالى (وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا)

    "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما رأيك في هذا القول
    (( لا يوجد عندنا في الشريعة أبداً نص يصرح ويدل دلالةواضحة على أن من آمن بما أنزل الله لكنه لم يفعل شيئاً مما أنزل الله، فهذا كافر ..!!" والتفريق بين كفر وكفر هو أن ننظر إلى القلب، فإن كان القلب مؤمناً والعملكافراً، فهنا يتغلب الحكم المستقر في القلب على الحكم المستقر في العمل((..!!"
    وهل الذي يقول بأن قاله وقع في الأرجاء يكون مصيبا أم مخطأ؟

  3. #3

    افتراضي رد: ومن شبه المرجئة الفهم الخطأ لقوله تعالى (وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاحب السنة مشاهدة المشاركة
    "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما رأيك في هذا القول
    (( لا يوجد عندنا في الشريعة أبداً نص يصرح ويدل دلالةواضحة على أن من آمن بما أنزل الله لكنه لم يفعل شيئاً مما أنزل الله، فهذا كافر ..!!" والتفريق بين كفر وكفر هو أن ننظر إلى القلب، فإن كان القلب مؤمناً والعملكافراً، فهنا يتغلب الحكم المستقر في القلب على الحكم المستقر في العمل((..!!"
    وهل الذي يقول بأن قاله وقع في الأرجاء يكون مصيبا أم مخطأ؟
    أخي الكريم صاحب السنة جعلني الله واياك من أتباعها, قال الله تعالى (انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم أيمانا وعلى ربهم يتوكلونالذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقونأولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم), وهنا أخي ذكر الله الأعمال القلبية وأعمال الجوارح وبين أنها الأيمان الحق. وهذه المقولة التي ذكرتها ليست مقولة سنية والله أعلم.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    269

    افتراضي رد: ومن شبه المرجئة الفهم الخطأ لقوله تعالى (وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا)

    طبعاً هذا من الإرجاء المبين فكيف يقال هذا وقد قال الله ((وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) فو لم يعملوا ما ورثوها وهذا هو الأصل العام وما خالفه يرد إلى هذا المحكم فيجمع بينهما .
    قال الله ((إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )) فلم يثتثنى من الخسران إلا الذين عملوا .
    وقال الله (( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ )) فيقال لمثل هذا الأمر لفعل الصلاة بمفردها دون إعتقاد وجوبها أم لإعتقاد بوجوبها دون أن يفعلها ؟
    فإن أجاب بأن الأمر من الله يتضمن إعتقاد وجوبها مع طلب فعلها فيقال له فلم فرقت أنت بين الإعتقاد والعمل مع أن ربك لم يفرق بينهماه وطلبهما سوياً .
    وأيضاً كما ذكر الأخ قال الله تعالى (انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم أيمانا وعلى ربهم يتوكلونالذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقونأولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم), وهنا أخي ذكر الله الأعمال القلبية وأعمال الجوارح وبين أنها الأيمان الحق.
    وأيضاً إنعقاد الإجماع على ذلك وسوف يأتى
    وهذا رد لضيق الوقت أخذته من كتاب (
    تنبيه الغافلين

    إلى إجـمـاع المــسـلمين

    على أن ترك جنس العمل كفر في الدين




    كتبه

    حمد بن عبد العزيز بن حمد ابن عتيق


    1421هـ ))



    الأدلة على أن ترك جنس العمل كفر :
    أ – ما أخرجه الشيخان من حديث النعمان بن بشير : أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال :" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " .
    فجعل النبي صلى الله عليه وسلَّم القلوب مع الجوارح على قسمين :
    الأول : أن يكون القلب صالحاً فتصلح بذلك الجوارح تبعاً له ، وبحسب صلاح القلب تصلح الجوارح .
    الثاني : أن يكون القلب فاسداً ، فتفسد بذلك الجوارح تبعاً له ، وبحسب فساد القلب تفسد الجوارح ، فإذا فسدت الجوارح فساداً مطلقاً ، دل ذلك على فساد القلب فساداً مطلقاً ، وعليه فمن ترك عمل الجوارح مطلقاً ، صار بذلك جسده فاسداً فساداً مطلقاً ودل ذلك على فساد قلبه فساداً مطلقاً . وهذا هو الكفر ولا شك .
    فمن قال : إنه يوجد في القلب إيمان - من محبة لله وخوف ورجاء – ثم لا يظهر أثر شيء من ذلك على الجوارح ، فقد جاء بقسم ثالث لم يعلم به رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، ولكان ينبغي للنبي صلى الله عليه وسلَّم أن يقول : إذا صلحت صلح الجسد ، وقد يكون فاسداً.!! سبحانك هذا بهتان عظيم .
    قال ابن تيمية : القلب هو الأصل ، فإذا كان فيه معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة ، لا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلَّم في الحديث الصحيح :" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد ألا وهي القلب " …
    فإذا كان القلب صالحاً بما فيه من الإيمان علماً وعملاً قلبياً ، لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر ، والعمل بالإيمان المطلق ، كما قال أئمة أهل الحديث : قول وعمل ، قول باطن وظاهر ، وعمل باطن وظاهر، والظاهر تابع للباطن لازم له متى صلح الباطن صلح الظاهر ، وإذا فسد فسد ، ولهذا قال من قال من الصحابة عن المصلي العابث : لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه ا.هـ .
    تنبيه مهم : لقد حاول بعضهم التهوين من دلالة حديث النعمان بن بشير على عقيدة التلازم بين الظاهر والباطن بشيء دل على عدم تصوره للمسألة ، فقد قال بعد ذكره لحديث النعمان : وغاية ما يدل عليه هذا الأصل أن الإيمان الباطن دافع للعمل الظاهر ، ولكن ذلك لا يستلزم بالضرورة نفي الإيمان الباطن لمن لم يأت بالالتزام الظاهر ، كما أن وجود العمل الظاهر لا يستلزم الإيمان الباطن بالضرورة كما في المنافق مثلاً . ا.هـ
    والجواب : أن المنافق يخالف تماماً صورة المسألة هنا ، ذلك أن المنافق وإن كان قلبه فاسداً ، إلا أنه حال دون ظهور هذا الفساد على جوارحه مانع ألا وهو خوفه على نفسه أو ماله أو جاهه أو غير ذلك . وإلا لو خلي المنافق ليظهر ما عنده ، لسرى فساد قلبه مباشرة إلى جوارحه ، ولذلك لا تجد في المهاجرين من كان منافقاً، وإنما ظهر النفاق في المدينة لما قويت شوكة المسلمين .
    ومن هنا تعلم أن كلام النبي صلى الله عليه وسلَّم – الذي هو أحسن الناس بياناً – لا استدراك عليه مصداقاً لقوله سبحانه : ( وما ينطق عن الهوى ) .
    لذا قال ابن تيمية : وهنا أصول تنازع الناس فيها ، منها أن القلب هل يقوم به تصديق أو تكذيب ، ولا يظهر قط منه شيء على اللسان والجوارح وإنما يظهر نقيضه من غير خوف ؟ فالذي عليه السلف والأئمة وجمهور الناس أنه لابد من ظهور موجب ذلك على الجوارح . ا.هـ . وعليه فالمنافق والمكره ليسا داخلين في صورة المسألة ، فتنبه .

    ب – الإجماع على أن ترك جنس عمل الجوارح كفر مخرج عن الملة ، وقد نقل هذا الإجماع غير واحد من أهل السنة والجماعة ، ومنهم :
    1) الشافعي : قال : كان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ، ومن أدركنا يقولون : الإيمان قول وعمل ونية ، لا يجزئ واحد من الثلاث إلا بالآخر ا.هـ
    2) الحميدي : قال : أخبرت أن أناساً يقولون : من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ، ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت . ويصلي مستدبر القبلة حتى يموت ، فهو مؤمن ما لم يكون جاحداً إذا علم أن تركه ذلك فيه إيمانه إذا كان مقراً بالفرائض واستقبال القبلة ، فقلت : هذا الكفر الصراح وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وعلماء المسلمين ا.هـ .
    3) الآجري : قال : ثم اعلموا أنه لا تجزئ معرفة بالقلب والتصديق ، إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقاً ولا تجزئ معرفة بالقلب ونطق باللسان حتى يكون عمل بالجوارح ، فإذا كملت فيه هذه الخصال الثلاث كان مؤمناً دل على ذلك الكتاب والسنة ، وقول علماء المسلمين ، .. – إلى أن قال - : فالأعمال – رحمكم الله – بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان ، فمن لم يصدق الإيمان بعمله بجوارحه ، مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد ، وأشباه لهذه ، ورضي من نفسه بالمعرفة والقول لم يكن مؤمناً ، ولم تنفعه المعرفة والقول ، وكان تركه للعمل تكذيباً لإيمانه وكان العمل بما ذكرناه تصديقاً منه لإيمانه .. وقد قال الله تعالى في كتابه ، وبين في غير موضع ، أن الإيمان لا يكون إلا بعمل ، وبينه النبي صلى الله عليه وسلَّم ، خلاف ما قالت المرجئة الذين لعب بهم الشيطان . ا.هـ .
    4) ابن تيمية : قال : وهنا أصول تنازع الناس فيها ، منها أن القلب هل يقوم به تصديق أو تكذيب ولا يظهر قط منه شيء على اللسان والجوارح ،وإنما يظهر نقيضه من غير خوف ؟ فالذي عليه السلف والأئمة وجمهور الناس أنه لابد من ظهور موجب ذلك على الجوارح … وقد قال النبي صلى الله عليه وسلَّم :" إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " . فبين أن صلاح القلب مستلزم لصلاح الجسد ، فإذا الجسد غير صالح دل على أن القلب غير صالح . والقلب المؤمن صالح ، وعلم أن من يتكلم بالإيمان ولا يعمل به لا يكون قلبه مؤمناً . ا.هـ .
    المبحث الثالث : الأدلة التي استدل بها من قال إن ترك جنس العمل ليس بكفر والجواب عنها :
    (1) الأدلة التي فيها أن الله لا يغفر الشرك والكفر الأكبرين ويغفر ما دون ذلك ، ومنه قول الله سبحانه : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) وما رواه مسلم من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال : " من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة " .
    والجواب : أن هذا من الاستدلال بمحل النزاع ، إذ إننا نرى أن ترك جنس العمل من الكفر الأكبر المخرج عن الملة ، فكما أنه لا يجوز أن يستدل بهذه الآيات والأحاديث على عدم الكفر بترك جنس عمل القلوب ، فكذا لا يصح الاستدلال بها على عدم الكفر بترك جنس عمل الجوارح .
    (2) الأدلة التي فيها دخول الجنة لمن لم يعمل خيراً قط : ومن ذلك ما رواه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري وفيه :" ثم يقول الله عز وجل ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقاً كثيراً ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها خيراً ، فيقول الله عز وجل : شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط … قال : فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة ، هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه"
    والجواب من أوجه :
    الأول : أن التمسك بعموم هذه الأدلة دون النظر إلى الأدلة الأخرى يلزم منه عدم التكفير بترك جنس عمل القلوب ، بل وبترك النطق بالشهادتين ، فما كان جواباً لهم على ذلك فهو جواب لنا .
    الثاني : أنه يصح في اللغة والشرع نفي الشيء ما لم يتم التمام الواجب ، قال أبو عبيد : فإن قال قائل : كيف يجوز أن يقال : ليس بمؤمن واسم الإيمان ليس زائلاً عنه ؟ قيل : هذا كلام العرب المستفيض عندنا غير المستنكر في إزالة العمل عن عامله إذا كان عمله على غير حقيقة ، ألا ترى أنهم يقولون للصائغ إذا كان ليس بمحكم لعمله : ما صنعت شيئاً ولا عملت عملاً ، وإنما وقع معناه هاهنا على نفي التجويد لا على الصنعة نفسها ، فهو عندهم عامل بالاسم ، وغير عامل في الإتقان ، حتى تكلموا به فيما هو أكثر من ذلك … وقد وجدنا مع هذا شواهد لقولنا من التنزيل والسنة ا.هـ .
    وقال ابن خزيمة : قال أبو بكر : هذه اللفظة " لم يعلموا خيراً قط " من الجنس الذي يقول العرب : ينفى الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال والتمام ، فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل " لم يعملوا خيراً قط " على التمام والكمال لا على ما أوجب عليه وأمر به وقد بينت هذا المعنى في مواضع من كتبي . ا.هـ (2).
    وقال ابن تيمية : لأن ما لم يتم ينفى كقوله للذي أساء في صلاته " صل فإنك لم تصل " فَنَفيُ الإيمان حيث نُفِي من هذا الباب ا.هـ (3) .
    وكذا نفي العمل الظاهر في هذه الأدلة من هذا الباب ، ويدل له الوجه الثالث : جاء في السنة الصحيحة إطلاق " لم يعمل خيراً قط " على من عمل بعض أعمال الجوارح ، فقد أخرج الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال :" كان ممن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً " الحديث ، وفيه : " فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى ، وقالت ملائكة العذاب : " إنه لم يعمل خيراً قط " الحديث .
    وعليه فالمراد بقول النبي صلى الله عليه وسلَّم في حديث الشفاعة " لم يعملوا خيراً قط " ليس نفي مطلق العمل الظاهر ، بل المراد به أن أعمالهم من الضعف والقلة لدرجة أنها لا تذكر بالنسبة لسيئاتهم ، كما هو حال قاتل المائة نفس ، فإنه خرج مهاجراً لله ، ومع ذلك قالت عنه الملائكة إنه لم يعمل خيراً قط ، وذلك لقلة هذا العمل في مقابل ما اقترفه من القتل .
    (3) الأدلة التي فيها الاكتفاء بالشهادتين للنجاة يوم القيامة :
    ومن ذلك ما رواه أحمد والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال : إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً ، كل سجل مثل مد البصر ، ثم يقول : أتنكر من هذا شيئاً ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يارب ، فيقول : أفلك عذر ؟ فيقول : لا يا رب ، فيقول : بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم ، فتخرج بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول : احضر وزنك ، فيقول : يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ، فقال : إنك لا تظلم ، قال : فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ، فلا يثقل مع اسم الله شيء " .
    قالوا : في الحديث إشارة إلى أنه ليس معه من الصالحات غير شهادة التوحيد ، هذا هو القطع لأنه لم يذكر شيء غيره .
    والجواب من أوجه :
    الأول : أن التمسك بعموم هذه الأدلة يلزم منه عدم التكفير بترك جنس أعمال القلوب ، لأنها لم تذكر في حسنات هذا الرجل ، فإن قيل إنها لابد أن تكون معه بدلالة الأدلة الأخرى ، فكذلك أعمال الجوارح لابد أن تكون معه بدلالة الأدلة الأخرى ، فما كان جواباً لكم عن عدم ذكر أعمال القلوب ، فهو جوابنا عن عدم ذكر أعمال الجوارح .
    الثاني : أن هذا الرجل مسرف على نفسه ، فقد يكون عمل بعض الصالحات فلم تقبل منه لاختلال شرط أو وجود مانع ، ولذلك لم تسجل في بطاقته ، كما أن بعض الذنوب سبب لعدم قبول الصالحات كإتيان الكهنة والعرافين . وبعض الذنوب سبب لحبوط العمل كما قال صلى الله عليه وسلَّم :" من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله" أخرجه البخاري .
    الثالث : أن هذا الرجل – قطعاً – لم يقع في ناقض من نوا قض الإيمان كالاستهزاء بالله ، إذ لو كان كذلك لم تنفعه بطاقته ، فكذلك يقال : إن هذا الرجل لم يقع في ترك جنس عمل الجوارح ، لأنه ناقض بدلالة الأدلة المتقدمة .
    الرابع : أن هذا الرجل كان يكرر لا إله إلا الله ويداوم عليها ، حتى صار لها هذا الوزن والثقل في الميزان ، ومن هذه حاله خارج عن محل النزاع ، إذ النزاع فيمن قال : لا إله إلا الله فدخل في الإسلام ، ثم لم يعد لها ولم يعمل خيراً مطلقاً ، وفرق بين هذا وذاك .
    الخامس : أن يكون هذا الرجل من الذين جاء ذكرهم في حديث حذيفة الذي رواه ابن ماجة والحاكم وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم :" يُدرس الإسلام كما يُدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى منه في الأرض آية ، وتبقى طوائف من الناس : الشيخ الكبير والعجوز ، يقولون : أدركنا آباءنا على هذه الكلمة : لا إله إلا الله ، فنحن نقولها .
    فقيل لحذيفة : ما تغني عنهم لا إله إلا الله ، وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة ، فقال : تنجيهم من النار" .
    وبعد : فإن هذه الأدلة حاصل ما يستدل به القوم ، وقد رأيتَ أنها غير قائمة للاستدلال بها ، وحتى لو كانت هذه الإجابات غير كافية لمن علقت به هذه الشبهة ، فيكفي في ذلك ، أن يُسلم المؤمن لإجماع أهل السنة فهو بإذن الله عصمة ، وعليه أن يتعامل مع هذه النصوص المشتبهة بردها إلى النصوص المحكمة ويقول : " آمنا به كل من عند ربنا " . وليعلم أن هذه الأدلة هي هي الأدلة التي استدل بها من قال : بأن إيمان القلب كاف للنجاة وكذا من قال : إن النطق بالشهادتين كذلك ، وما
    ذاك إلا لأنهم خالفوا إجماع الأمة وحاولوا الاستقلال بفهم الأدلة ، والله يقول : (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ) .



    .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    235

    افتراضي رد: ومن شبه المرجئة الفهم الخطأ لقوله تعالى (وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يقول الشيخ الألباني رحمة الله في جوابه على كفر شاتمالله ورسوله كما في شريط " الكفر كفران ":" ما نرى ذلك على الإطلاق، فقد يكون السبوالشتم ناتجاً عن الجهل، وعن سوء تربية ..!!" .

    "
    ولكننا نفرق بين الكفرالمقصود قلباً وبين الكفر الذي لم يُقصد قلباً، وإنما قالباً وفعلاً ..!!" " الكفرعمل قلبي وليس عمل بدني ..!! " لا يوجد عندنا في الشريعة أبداً نص يصرح ويدل دلالةواضحة على أن من آمن بما أنزل الله لكنه لم يفعل شيئاً مما أنزل الله، فهذا كافر ..!!" والتفريق بين كفر وكفر هو أن ننظر إلى القلب، فإن كان القلب مؤمناً والعملكافراً، فهنا يتغلب الحكم المستقر في القلب على الحكم المستقر في العمل ..!!"


  6. #6

    افتراضي رد: ومن شبه المرجئة الفهم الخطأ لقوله تعالى (وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاحب السنة مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يقول الشيخ الألباني رحمة الله في جوابه على كفر شاتمالله ورسوله كما في شريط " الكفر كفران ":" ما نرى ذلك على الإطلاق، فقد يكون السبوالشتم ناتجاً عن الجهل، وعن سوء تربية ..!!" .

    " ولكننا نفرق بين الكفرالمقصود قلباً وبين الكفر الذي لم يُقصد قلباً، وإنما قالباً وفعلاً ..!!" " الكفرعمل قلبي وليس عمل بدني ..!! " لا يوجد عندنا في الشريعة أبداً نص يصرح ويدل دلالةواضحة على أن من آمن بما أنزل الله لكنه لم يفعل شيئاً مما أنزل الله، فهذا كافر ..!!" والتفريق بين كفر وكفر هو أن ننظر إلى القلب، فإن كان القلب مؤمناً والعملكافراً، فهنا يتغلب الحكم المستقر في القلب على الحكم المستقر في العمل ..!!"
    أخي الكريم صاحب السنة بارك الله فيك, نقل الكلام المبتور وعدم نسبته يوقع الناس في أشكال أنت تلام عليه لأنه ليس لك أن تمتحن الناس بكلام أنت تعرف قائله, ثم أن الكلام الذي ذكرته لايعطي معنى كامل بل يكون فيه لبس, واعلم أخي الكريم كون أن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى قائل هذا الكلام لايلزم بأن يكون حقا وهو الذي ربى تلاميذه وكتب في كتبه وكان رحمه الله يدندن حوله هو ربط الناس بالكتاب والسنة وبفهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين وأتباعهم, أخي الكريم الناس نعم تعذر بالجهل لقوله تعالى (وكنا معذبين حتى نبعث رسولا), ومعلوم أن العذر بالجهل يختلف من مكان الى مكان ومن زمن الى زمن ومن شخص الى شخص, ولكن مااظن أن أحدا خصوصا في البلاد العربية ومنها الأردن ان كنت منها لايعلمون أن سب الله ورسوله حرام وعدم علمهم بعقوبة السب ليس مانعا من ترتب الحكم الشرعي, فلو سألت الساب هل تريد بهذا السب التنقص من الله ورسوله لقال نعم, والدليل على ترتب العقوبة مع عدم العلم بها دون الجهل باصل الحكم ماجاء في الحديث أن رجلا أتى النبي فقال أنه وقع على أمرأته في نهار رمضان فأرشده النبي الى الكفارة ولم يعذره كونه لايعلم عقوبة الفعل لأنه يعلم حرمة الفعل الذي وقع به, أخي الكريم كلام الشيخ اللباني رحمه الله الذي نقلته كلام مجمل, وللشيخ كلام مفصل يبين ان تارك الأعمال بالكلية يكفر وأنه لايمكن أن يدعي انسان أنه مؤمن ويتمكن من فعل الطاعات ولايوجد مانع من فعلها ثم لايقوم بأي عمل من أعمال الأيمان, أخي الكريم أنصحك أمتثالا لقول النبي (الدين النصيحة.......), أن لاتقدم على مثل هذه الأمور ولاتوقع الناس في الحرج ولاتنقل كلام مجمل يحتمل دون نقل الكلام المبين للمجمل حتى لايساء لأهل العلم بسببك بارك الله فيك وهداني وأياك للصواب.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    235

    افتراضي رد: ومن شبه المرجئة الفهم الخطأ لقوله تعالى (وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا)

    قال الرسول صلى الله عليه وسلم ("إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا
    إذا سرقفيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد،
    والله لو أن فاطمةبنت محمد سرقت لقطعت يدها".)
    ولا شك أن الشيخ الألباني عزيز من السرقه ولكن بالمثال يتضح المقال >>>
    والكلام غير مبتور والمعنى ظاهر جزآك الله خير.

    فهانحن ينطبق علينا الحديث النبوي الشريف أعلاه.
    كان ردك قبل أن تعلم أن الشيخ الألباني صاحب القول رد على القول ولقد أتيت بالحق ولا شك أن القول من أقوال المرجئه والعجيب من ردك بعدما علمت وليتك لم ترد لكان أفضل لك.
    كان يجب عليك أن تتمسك بقولك الأول ولا تخاف في الله لومة لائم..

    لاشك أننا نحب الشيخ الألباني رحمه الله ولكن الحق أحب إلينا من كل احد ونحن لا نقلل من شأن الشيخ وعلمه وخدمته لسنه ولكن كي لايتابع فيما أخطاء فيه رحمه الله لأنه غير معصوم وكل يأخذ من قوله ويرد ألا محمد صلى الله عليه وسلم...
    وأنا عندي سؤال يا أخي ما تقول في علي الحلبي هل هو على مذهب الشيخ الألباني أم على غير مذهب الشيخ أن قلت أنه على مذهب الشيخ وهذا هو الحق قلنا لك كل ما قيل فيه من جهة العقيدة ورد اللجنة الدائمة عليه يقال في الشيخ رحمه الله وأن قلت أنه ليس على مذهب الشيخ قلنا لك أثبت لنا ذلك
    الشيخ علي الحلبي في كل مجلس يقول أنا على مذهب شيخي .

    هذا واقعنا المر الذي نعيشه ولابد من تغييره

    أين نحن من سيرةحبيبنا صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام


    إلى الله المشتكى وهو حسبناونعم الوكيل

    لك احترامي وتقديري

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •