شهر رجب
شهر الله الحرام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، وصلاة وسلاما تامين دائمين من الله تعالي علي صفوة الخلق أجمعين المبعوث رحمة للعالمين سيد الأولين والآخرين وخاتم الأنبياء والمرسلين ، سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه والتابعين ، ومن تبعهم باحسان علي ملته وهديه إلي يوم يقوم الناس فيه لرب العالمين .
وبعد
فهذ مبحث فى شهر رجب ،، شهر الله الحرام ، جمعت عناصره من مصادر ومراجع شتى ، يجمعها قاسم مشترك هو المصداقية إلى أبعد حد ، فجلها موثق محقق ، وهو أسلوب أحافظ عليه دوما قدر الجهد والطاقة ، حين الكتابة تصنيفا وتأليفا ،،، فتلك أمانة القلم .
ومع ذلك ،،،،، فإن ظفرت أيها القاريء الكريم بفائدة فادع بالتجاوز والمغفرة ، أو بزلة قلم أو لسان فافتح لها باب التجاوز والمعذرة ، فلا بد من عيب .
ولسان حالى يتمثل بقول الشاعر الكبير أحمد فارس الشدياق :
فإن كان فيه بعض شيئ يعيبــه *** فكل كتاب خط لم يخل من عيب
الأشهر الحرم أربعة ،،، ثلاثه سرد ،، وواحد فرد ،، أما الثلاثة السرد فهى ( ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ) ، وأما الشهر الفرد فهو ( رجب ) ،، وقد عظمتها العرب قديما ، وعظمها الإسلام أيضا ، و سُميت هذه الأشهر حُرما لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو ولأنه لا يُنادى فيه يا قوماه ، أو لأنه لا يُسمع فيه صوت السلاح ، ولتحريم انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها ، وسمي رجبٌ رجباً لأنه كان يُرجَّب أي يُعظَّم . لذا يُسمى رجب الأصم ، ( كما جاء في لطائف المعارف لإبن رجب الحنبلي رحمه الله تعالي ) . واسمه من رجب الشئ أي هابه وعظمه ، وقيل : رجب أي توقف عن القتال.
وشهر رجب ، إذا ضموا إليه شهر شعبان ، قالوا ( رجبان ) .
وفي شهر رجب ، علي مدي السنوات المتواليات ، وقعت أحداث كثيرة ، سجلها لنا التاريخ ، يطيب لنا أن نذكر بعضا منها ، بإيجاز مناسب غير مخل ، وبإطناب موافق غير ممل . .
في رجب سنة 9 هـ كانت غزوة تبوك ، وهي من عظميات مغازي رسول الله صلي الله عليه وسلم وآخرها ، وذلك لصعوبة الظرف الذي وقعت فيه ، إذ كان وقت مجاعة وجدب وحر شديد ، بالإضافة إلي بعد تبوك عن المدينة المنورة بنور النبي صلي الله عليه وسلم ، فضلا عن تفوق الروم عددا وعدة آنذاك . وتفردت هذه الغزوة بالنفير العام لها ، إذ كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لايحدد وجهته في غزوة من الغزوات ، ولكنه في غزوة تبوك حدد اتجاهه وقصده . وقد بلغت العسرة يومها أشدها ، ومن ثم فقد سمي جيشها جيش العسرة . وفي تمويلها أنفق عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه في ذلك نفقة عظيمة ، لم ينفق أحد مثلها . ووقعت أحداث من قبل تبوك ، وفي أثنائها ، ومن بعدها ،، فقبل غزوة تبوك ، اعتذر البعض ليتخلفوا عن الخروج ، وكانوا من غفار ( رهط أبي ذر رضي الله عنه وأرضاه ) ، فلم يأذن لهم النبي صلي الله عليه وسلم ، وتخلف آخرون ، وكان اعتذارهم بعد رجوعه ، فقبل اعتذارهم ، وأرجأ توبة ثلاثة منهم ، حتي نزل فيهم قرآن كريم يتلي . وجاء إليه سبعة من أهل العوز والحاجة ، يطلبون منه أن يحملهم ، فقال لهم :
لا أجد ما أحملكم عليه ،،،،، فتولوا وأعينهم تفيض بالدمع باكين ، وفي الطريق إلي تبوك ، مر بالحجر ( ديار ثمود ) ، فأعلن صلي الله عليه وسلم بعض المحاذير ، فلما وصل إلي تبوك ، أقام هناك بضع عشرة ليلة ، إلي عشرين ، فكان يقصر الصلاة ، ويجمع العصر مع الظهر ، والمغرب مع العشاء ، ولم يتم الصلاة في هذه المدة ، لأنه لم تحدد مدة إقامته فيها ، انتظارا لأمر ربه تعالي . وهناك ،، لم يخرج إليه أحد من الروم ، خوفا ورعبا ، بعد أن كانوا قد بيتوا عزمهم علي حربه ، وغزوه في دياره لذا ،،، استشار النبي صلي الله عليه وسلم ، كما هي سنته فيما لم ينزل فيه وحي إلهي . استشار أصحابه ، فأشار عليه الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه قائلا : { يا رسول الله ، إن للروم جموعا كثيرة ، وليس بها أحد من أهل الإسلام ، وقد دنوت منهم ، وأفزعتهم دونك ، فلو رجعت هذه السنة حتي تري ، أو يحدث الله لك في ذلك أمرا } . وكانت مشورة صادقة مخلصة مباركة ، انصرف علي إثرها النبي صلي الله عليه وسلم قافلا إلي بلده ، إذ لم يلق كيدا ، وقد نصره ربه تعالي بالرعب مسيرة شهر . وهناك في تبوك ، توفي عبد الله ذو البجادين المزني ، وشهد النبي صلي الله عليه وسلم دفنه ، ونزل في القبر ، وقال للشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأرضاهما :دليا أخاكما ، .فلما دلياه ،، وهيأه لشقه ،، قال :
[ اللهم إني أمسيت راضيا عنه ، فارض اللهم عنه ] . وفي هذا قال ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه : يا ليتني كنت صاحب هذه الحفرة . وهناك في تبوك ،، خطب النبي صلي الله عليه وسلم خطبة جامعة ، تفيض بالإيمان والحكمة والتوجيه النبوي القويم ، تطلب في مظانها لمن يريد . وهناك في تبوك ،، صالح النبي صلي الله عليه وسلم يوحنة أو يوحنا بن رؤبة ، صاحب أيلة ، علي الجزية ، وكتب له بذلك كتابا ، وصالح أيضا أهل جرباء وأذرح ، ( بلدان بالشام ) ، وكتب لهم بذلك كتابا . وبني بعض الظلمة مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين ، وإرصادا لمن حارب الله ورسوله ،، فنزل فيه القرآن الكريم بالأمر الذي جعل النبي صلي الله عليه وسلم يأمر بهدمه فور رجوعه ، إذ قال لإثنين من الصحابة ( مالك بن الدخشم ، ومعن بن عدي ) : انطلقا إلي هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه ،،،،، ففعلا . وغزوة تبوك تعرض لها سورة التوبة ، وتصور كثيرا من أحداثها .
في رجب سنة 12هـ فتح المسلمون مدينة الأنبار بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه .
في رجب سنة 13 هـ
انتصر المسلمون بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه عل جيش الروم في معركة اليرموك .
في رجب سنة 14 هـ فتح المسلمون بقيادة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه دمشق الفيحاء .
في رجب سنة 60 هـ بدأ حكم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، الذي ولد في سنة 25 هـ أو 26 هـ ، وهو ابن ميسون بنت بجدل الكلبية ،
وفي عهده وقعت مأساة كربلاء ، التي استشهد فيها أبو عبد الله الحسين بن علي رضي الله عنهما وأرضاهما ، والتي تعد أعظم مآسي التاريخ الإسلامي قاطبة . وفي عهد يزيد أيضا ، حدثت وقعة الحرة ، إذ أرسل يزيد جيشا إلي أهل المدينة ، لأنهم خرجوا عليه وخلعوه ( لفسقه وسوء سيرته ) ، وقتل هذا الجيش خلقا كثيرا من الصحابة رضي الله عنهم جميعا ، واستبيحت مدينة رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ونهبت ، ثم تقدم هذا الجيش إلي مكة المكرمة ، لحصار عبد الله بن الزبير ، ورميت الكعبة بالمنجنيق ، فاحترقت ستائرها وكذا سقفها ،
في رجب سنة 62 هـ توفيت بالديار المصرية عقيلة بني هاشم ، السيدة زينب بنت علي وفاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين ، حيث اختارت مصر لتسكن فيها ، فوفدت إليها من بعد مقتل أخيها البطل أبي عبد الله الحسين بعدة شهور ، ودفنت رضي الله عنها وأرضاها ، في ذلك المكان المعروف في القاهرة ، المسمي بالمشهد الزينبي .
في رجب سنة 92هـ
نزل "طارق بن زياد" رحمه الله على الهضبة المعروفة باسمه "جبل طارق" بعد عبوره البحر المتوسط إلى الأندلس لفتحها .
في رجب سنة 101 هـ توفي الخليفة الزاهد العادل أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان ، سابع خلفاء بني أمية ، ودفن في منطقة دير سمعان ، بالقرب من حلب بسوريا ، وكان قد ولد في حلوان بمصر ، إبان إمارة أبيه عبد العزيز بن مروان عليها من قبل أخيه عبد الملك . وكانت مدة خلافته ثلاثون شهرا ، عدل فيه الموازين في دنيا الناس ، إذ قام في أمر الرعية بالعدل ، ونشر العلم ، وحفظ القرآن والسنة ، وبناء المساجد ، وتعمير البلدان والأمصار ، وأعاد سيرة وعهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ، حتي عده الأئمة أول المجددين في الإسلام . وسيرته ومناقبه لا تزال تملأ الأسفار وتزينها ، علامة من علامات النور والهدي في سجل الخالدين ، فرضي الله عنه وأرضاه .
في رجب سنة 110 هـ توفي التابعي الجليل ، الفقيه الزاهد الإمام الحسن بن أبي الحسن البصري في البصرة ، وهو ابن 89 عاما ، إبان خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان ، ومن أقواله الحكيمة الرصينة الخالدة : ( لم أر أشقي بماله من البخيل ، لأنه يحاسب علي صنعه ،، عيشه في الدنيا عيش الفقراء ،، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء ) ، ( ليس العجب ممن عطب كيف عطب ، ولكن العجب ممن نجا كيف نجا ) . فرضي الله عنه وأرضاه وعن الصحابة والتابعين أجمعين .
في رجب سنة 204هـ
توفي عن حوالي ( 55 ) عاما الإمام أبو عبد اللّه محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي ، المعروف بالشافعي، ثاني المجددين في الإسلام ، ناصر السنة ، وأحد الأئمة الأربعة المجتهدين ، ومؤسس المذهب الشافعي الذي انتشر فى مصر والعراق والداغستان وما وراء النهر وغيرها من البلاد ، وهو واضع علم الأصول، ولد في غزة في نفس السنة التي توفي فيها الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه ( سنة 150 هـ ) ، وتلقى تعليمه في مكة والمدينة وبغداد ، وانتهى به المطاف إلي مصر، وظل بها إلى أن توفي فيها . وكان فقيهاً، حافظاً ، مناظِراً، عارفاً باللغة والشعر وكلام العرب. حتي قيل فيه :
ومَنْ يَكُ عِلمُ الشافعي إمَامــه *** فمرتعه في باحة العلم واســع
وكان أيضًا شاعرًا رقيقًا ، فاض شعره بالتقرب إلى الله ، وله ديوان مطبوع ،،،،، قال عن نفسه في هذا الصدد : ولولا الشعر بالعلماء يزري *** لكنت اليوم أشعر من لبيد
قال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراءات. وترك الإمام الشافعي رضى الله عنه مؤلفات عظيمة قيمة جدا ، تبلغ حوالي ( 140 ) كتاباً ،، ذكر مِنْهَا ابن النديم فِي ( الفهرست ) أكثر من مئة ، كما أن هناك قائمة أخرى ذكرها الحافظ ابن حجر في (توالي التأسيس ) ، من هذه الكتب ، كتاب الأم في الفقه ( مذهب الشافعي الجديد إذ هو موسوعة للفقه الإسلامي و خلاصة الأحكام الفقهية التي استقر عليها الشافعي بعد حِلِّهِ وترحاله بين الحجاز والعراق واستقراره بمصر ) ، و( الرسالة في أصول الفقه ) ، وهو يُعدُّ أول كتاب يُصنف في هذا العلم ، لما توفي رحمه الله تعالى ، حمل سريره بعد صلاة الجنازة عليه إلي حيث دار السيدة نفيسة رضي الله عنها ، فنزلت إلى فناء الدار ، وصلت عليه صلاة الجنازة، وقالت: رحم الله الشافعي ، إنه كان يحسن الوضوء.
ويالها من كلمة جد بليغة ، تقصرعن تفسيراتها عشرات المصنفات والأسفار .
في رجب سنة 218 هـ توفي المأمون أبو العباس عبد الله بن هارون الرشيد في البدندون من أقصي الروم ، ونقل إلي طرطوس ، حيث دفن فيها ، قرأ العلم منذ صغره ، وما زال كذلك ، حتي برع في الفقه والعربية وأيام الناس ، وكان ذا بديهة حاضرة ، وذكاء متوقد ، فلما كبر ، عني بالفلسفة وعلوم الأوائل ، فجره ذلك إلي القول بخلق القرآن .
كان أفضل رجال بني العباس حزماً وعزماً وحلماً وعلماً ورأياً ودهاء وهيبة وشجاعة وسؤددا وسماحة ، فضلا عما كان فيه من الفصاحة والبلاغة . ولم يل الخلافة من بني العباس أعلم من المأمون ، وكان معروفا بالتشيع ، وقد زار هذا الخليفة العباسي مصر ، فكان أول من دخلها من الخلفاء العباسيين ، قال حين حضرته الوفاة : [ يا من لا يزول ملكه ، ارحم من قد زال ملكه ] ، رحم الله المأمون العباسي .
في رجب سنة 240 هـ توفي الإمام الكبير سحنون ( عبد السلام بن سعيد بن حبيب التنوخي ) أحد أعلام الفقه المالكي ، وهو حمصي الأصل ، كان قد ولد بالقيروان ، وقد انتهت إليه رئاسة العلم في المغرب . وقد تولي منصب القضاء بها إلي أن مات ، رحمة الله عليه .
في رجب سنة 261 هـ توفي الإمام الجليل مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري رحمه الله تعالي ، صاحب الصحيح ، ودفن بظاهر نيسابور . وكان قد ولد بها في سنة 204 هـ ، وقيل 206 هـ ، ورحل إلي الحجاز ومصر والشام والعراق وغيرها ، وتتلمذ علي يد الإمام البخاري رحمه الله تعالى . وللإمام مسلم رحمه الله تعالي كتب كثيرة ، أهمها وأشهرها الصحيح ،، الذي جمع فيه ( 12 ) ألف حديث ، وقد عكف علي شرحه ودراسته كثيرون من أهل العلم والفقه من بعده .
في رجب سنة 276هـ
توفي أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، المعروف بابن قتيبة ، أديب الفقهاء ومحدث الأدباء ، كان أحد أعلام اللغة والأدب والتاريخ والحديث في القرن الثالث الهجري ، وصاحب المؤلفات المتعددة المتنوعة ، إذ تعدد ت اهتماماته ، فتنوعت موضوعات كتبه ، من مثل :
( الشعروالشعراء ) و ( أدب الكاتب ) و( تأويل مشكل القرآن ) و ( معاني الشعر ) و ( عيون الأخبار ) ،، وغيرها كثير ، ( قيل إنها بلغت ستين ) ،،
أما كتاب ( أدب الكاتب ) فقد نال إعجاب كثير من العلماء وتقديرهم ، إذ عدَّه ابن خلدون من أمهات كتب الأدب العربي ، حيث قال: ( وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين، هي ( أدب الكاتب ) لابن قتيبة، وكتاب ( الكامل ) للمبرد، وكتاب) البيان والتبيين ) للجاحظ ، وكتاب ( النوادر ) لأبي علي القالي البغدادي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع منها ) ،
وقال عنه الإمام السيوطي : ) كان رأسًا في العربية واللغة والأخبار وأيام الناس ) ، و قال ابن النديم في ( الفهرست ) : ) كان صادقاً فيما كان يرويه ، عالماً باللغة والنحو وغريب القرآن ومعانيه ، والشعر والفقه ، كثير التصنيف والتأليف ) ، وقال عنه ابن الجوزي في ( المنتظم ) : ) كان عالماً ثقة ديِّناً فاضلاً، وله التصانيف المشهورة) ،.
قيل : من الراجح أن ابن قتيبة ولد فى الكوفة فى سنة (213هـ ) .
في رجب سنة 279 هـ توفي الإمام الحافظ المصنف أبو عيسي محمد بن عيسي الترمذي فى بلده ( بوغ ) من قري ترمذ ، كان قد رحل في طلب العلم مبكرا ، ، وبالذات طلب الحديث الشريف ، ودخل بلادا عدة في سبيل ذلك ، حتي صار محدثا ثقة حجة ، وترك عدة مؤلفات ، من أهمها ( السنن ) ، و( الشمائل المحمدية ) ، و( العلل ) ، وغيرها ، أما جامع الترمذي فمن أهمها ، وهو من أفضل كتب السنن وأنفعها .
في رجب سنة 479هـ
المرابطون بقيادة الأمير الجسور يوسف بن تاشفين (400 هـ ــ 500 هـ ) ينتصرون على الملك القشتالي ألفونس السادس وجيشه من الأسبان في موقعة " الزلاقة " .
في رجب سنة 483 هـ
دخول المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين مدينة غرناطة ، من بعد أن عزل سلطانها عبد الله بن بلقين .
في رجب سنة 516هـ توفي الأديب العبقري الفذ أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان، المعروف بالحريري ، صاحب المقامات المعروفة باسمه ، وعددها خمسون مقامة ، تلك التى نالت شهرة واسعة ، وكثرت حولها الشروح والدراسات . والمقامات فن من فنون الكتابة العربية ابتكره بديع الزمان الهمذاني (358 هـ ــ 398 هـ ) ، وهو نوع من القصص القصيرة تحفل بالحركة التمثيلية، ويدور الحوار فيها بين شخصين، ويلتزم مؤلفها بالصنعة الأدبية التي تعتمد على السجع والبديع ، ولم يكتف الحريري بالسجع والمحسنات البديعية في مقاماته ، وإنما أضاف إليها أمورًا أخرى تشير مباشرة إلي تمكنه من قاموس لغتنا العربية ، فكأنه بين راحتيه ، يلقط منه ما يشاء وقتما يشاء ، جاءت المقامة "المراغية" رسالة بديعة تتوالى كلماتها مرة منقوطة ومرة غير منقوطة : "العطاء ينجي ، والمطال يشجي ، والدعاء يقي ، والمدح ينقي ، والحر يجزي..." ،، وفي المقامة الثامنة يخطب أبو زيد السروجي خطبة كل كلماتها غير منقوطة، بدأها بقوله : " الحمد لله الممدوح الأسماء، المحمود الآلاء، الواسع العطاء ، المدعو لحسم اللأواء ، مالك الأمم ، ومصور الرمم، وأهل السماح والكرم ، ومهلك عاد وإرم..." وجاءت المقامة السادسة والعشرون باسم الرقطاء ، لأنها تحتوي على رسالة ، تتوالى حروف كلماتها بالتبادل بين النقط وعدمه : "ونائل يديه فاض ، وشح قلبه غاض ، وخلف سخائه يحتلب ، وقد حظيت هذه الإبداعات الحريرية الفريدة بعناية كثير من المستشرقين ، وترجمت علي أيديهم إلي اللاتينية والألمانية والفرنسية والإنجليزية ، وللحريري إلى جانب ذلك رسائل أدبية ، تمكن فيها من ناصية البيان ، ولكن ضاع معظمها ، ولم يتبق منها إلا القليل ، من مثل ما جاء في معجم الأدباء لياقوت : ( الرسالة السينية ، لأن كلماتها جميعًها لا تخلو من حرف السين : "باسم القدوس أستفتح ، وبإسعاده أستنجح، سجية سيدنا سيف السلطان ، السيد النفيس ، سيد الرؤساء ، حُرست نفسه ، واستنارت شمسه ، وبسق غرسه واتسق أنسه ، استمالة الجليس ، ومساهمة الأنيس ، ومواساة السحيق والنسيب ") ،،، وللحريري غير المقامات والرسائل كتاب قيم بعنوان " درة الغواص في أوهام الخواص " بيّن فيه أغلاط الكتاب فيما يستعملونه من الألفاظ بغير معناها في غير موضعها ، طُبع في مصر ، وله أيضا " ملحة الأعراب في صناعة الإعراب " ، وهي أرجوزة شعرية ، طُبعت في باريس وبيروت والقاهرة. وله أيضا ديوان شعر ، وكان رحمه الله قد ولد بالمشان، وهي من ضواحي مدينة البصرة في سنة 446 هـ .
ونسأل ونتساءل ،،،، أين نحن الآن من مثل هذا الأديب العبقرى الألمعي الفذ ، على كثرة حملة الأقلام فى دنيا الأدب العربى العظيم ؟؟؟؟؟؟؟؟
في رجب سنة 571 هـ
توفي في دمشق الإمام ، العلاّمة الموسوعي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله ، المعروف بابن عساكر الدمشقي الشافعي ، أحد حفّاظ الحديث وأئمة التاريخ في القرن السادس الهجري، تتلمذ على عدد ضخم من شيوخ دمشق وعلمائها، ثم ارتحل إلي شيوخ بغداد و الحجاز وإيران وخراسان وأصبهان وهمذان وأبيورد وبيهق والري ونيسابور وسرخس وطوس ومرو ثم عاد أخيرا إلى دمشق وانصرف إلى التأليف والتصنيف و التدريس ، يذكر أن عددُ شيوخه الذين في معجمه زاد عن ( 1700 ) شيخا ، مابين الإستماع والإنشاد والإجازة ، ومن ثم فقد حصل علما وفيرا ، فصنف وألف كثيرا من المصنفات والمؤلفات القيمة ، وكان "صلاح الدين الأيوبي" يجله ويحضر مجالس تدريسه ، ، ومن أهم وأشهر مؤلفات ابن عساكر كتابه الموسوعي الخالد القيم "تاريخ دمشق " في ثمانين مجلدة ، أرخ و ترجم لعدد هائل من الأعلام في تاريخ الإسلام منذ ظهوره وحتى عصره ، ومن كتبه أيضا ( الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين ) و ( فضائل سعد بن أبي وقاص ) ،، قال عنه الحافظ الذهبيّ في ( سير أعلام النبلاء ) : [ الإمام ، العلاّمة ، الحافظ الكبير، المجود ، محدّث الشام ، ثقة الدين ، أبو القاسم الدمشقيّ ، الشافعيّ ، صاحب تاريخ دمشق ] ،، وكان رحمه الله قد ولد في غرة المحرم من سنة 449 هـ .
في رجب سنة 583 هـ كانت موقعة حطين ، وهي قرية تقع غرب بحيرة طبريه وشرقي مدينة عكا ، وفيها انتصر المسلمون علي الصليبيين نصرا مؤزرا ، واستردوا مدينة القدس ، بقيادة صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شادي الأيوبي ،
وقد اتصف هذا الرجل العظيم بالعدل والإقدام ، ورجاحة العقل والصلاح ، وكان قد حكم بمصر 24 سنة ، وبسورية 19 سنة ، فلما توفي ، لم يكن قد ادخر لنفسه مالا ولا عقارا ، ولكنه خلف تراثا خالدا في تاريخ الإسلام ، ودنيا المسلمين ، فرحمة الله عليه ، وسلام عليه فى الخالدين .
في رجب سنة 676 هـ توفي الإمام أبو زكريا يحيي بن شرف النووي الحوراني الشافعي ، فى نوي ، حيث ولد فيها ، في سنة 631 هـ ، وهو الإمام الحافظ شيخ الإسلام الذي اعتني بالتصنيف والتأليف ، فجمع وألف كثيرا من ذخائر الكتب في علوم الحديث والتوحيد والفتاوي والشروح ، ومن أهمها ( شرح صحيح مسلم ) ، ومع أنه توفي رحمه الله تعالي عن 45 عاما ، إلا أن كبار الأئمة والعلماء أثنوا عليه ثناء كثيرا ، قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله : { كان حافظا للحديث وفنونه ورجاله وصحيحه وعليله ، رأسا في معرفة المذهب } . وقال عنه الحافظ الدمشقي : { هو الحافظ القدوة ، الإمام ، شيخ الإسلام ، كان فقيه الأمة ، وعلم الأئمة} . رحمة الله تعالي عليهم جميعا .
في رجب سنة 680هـ
انتصار المسلمين في معركة حمص بقيادة المنصور قلاوون سلطان مصر علي التتار بقيادة منكوتمر .
في رجب سنة 751 هـ
توفي عن ( 60 ) عاما العلامة الموسوعي الكبير عبد الله محمد بن قيم الجوزية، أحد الأئمة الأعلام في القرن الثامن الهجري، اشتهر بمؤلفاته الكثيرة المتنوعة في الفقه والحديث والتاريخ والتصوف وغيرها ، والتي قاربت المائة ، من أشهرها ( زاد المعاد في هدي خير العباد ) و( إعلام الموقعين ) و (الفوائد ) و ( مدارج السالكين ) و( الوابل الصيب في الكلم الطيب ) و (الروح ) ، وكان رحمه الله قد ولد في صفر سنة 691 هـ ،
قال عنه ابن كثير رحمه الله: ( ولد في سنة إحدى وتسعين وستمائة ، وسمع الحديث ، واشتغل بالعلم ، وبرع في علوم متعددة ،لا سيما علم التفسير والحديث والأصلين ، ولما عاد الشيخ تقي الدين ابن تيمية من الديار المصرية في سنة ثنتي عشرة وسبعمائة لازمه إلى أن مات الشيخ ، فأخذ عنه علماً جما ، مع ما سلف له من الاشتغال ، فصار فريداً في بابه في فنون كثيرة ، مع كثرة الطلب ليلاً ونهاراً ، وكثرة الابتهال ، وكان حسن القراءة والخلق ، كثير التودد ، لا يحسد أحداً ولا يؤذيه ولا يستعيبه ، ولا يحقد على أحد ، وكنت من أصحب الناس له ، وأحب الناس إليه ، ولا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه ، وكانت له طريقة في الصلاة ، يطيلها جداً ، ويمد ركوعها وسجودها ، ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان ، فلا يرجع ولا ينزع عن ذلك رحمه الله ، وله من التصانيف الكبار والصغار شيء كثير ، وكتب بخطه الحسن شيئاً كثيراً ، واقتنى من الكتب ما لا يتهياً لغيره تحصيل عشره من كتب السلف والخلف ) آهـ .
في رجب سنة 782هـ
تولي الأشرف قايتباي الحكم في مصر، وهو يعد من أبرز سلاطين دولة المماليك البرجية، وقد دامت فترة ولايته 29 عاما وترك منشآت عظيمة ، من أشهرها قلعة قايتباي بالإسكندرية .
في رجب سنة 849 هـ ولد الإمام الجليل جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ، بالقاهرة ، و نشأ يتيما ، ونبغ في طلب العلم منذ صغره ، فحفظ القرآن الكريم ، وهو دون الثامنة من عمره ، ثم طلب العلم من بعد ذلك ، وبلغ عدد شيوخه نحو الخمسين أستاذا ، فحصل علما غزيرا وفيرا ، ومن ثم فقد أفتي وهو في سن السابعة والعشرين من عمره المبارك ، ولتبحره العميق في العلوم والآداب والفنون المختلفة والمتنوعة ، ضرب الإمام السيوطي في كل علم بسهم وافر عظيم ، حتي إن تلميذه ابن إياس ذكر أن مصنفات السيوطي بلغت الستمائة ، وهذه المؤلفات العديدة المتنوعة ، شرقت وغربت في الأمصار الإسلامية ، متسمة بالدقة والتحقيق ، فضلا عن التعمق والإستقصاء والإبداع . وعلي الجملة والعموم ،،، فقد ندر أن يوجد علم أو فن ، لم يكتب فيه الإمام السيوطي كتابا أو رسالة ، تعد في ذاتها مصدرا ومرجعا هاما ، محققا وموثقا وموثوقا به ، ومن أشهر مؤلفاته ( الإتقان في علوم القرآن ) ، و( المزهر في علوم اللغة ) ، و(الأشباه والنظائر في العربية) ، و( الحاوي للفتاوي ) ، وغيرها كثير وكثير وكثير ، وحق لهذا الإمام الموسوعي العلم أن يعد أحد المجددين في الإسلام ، إذ توفي في القاهرة في جمادي الأولي سنة 911 هـ ، أي علي رأس المائة التاسعة من الهجرة ، بعد أن حقق كل الشروط الواجب توافرها في المجدد ،،
رحم الله الإمام السيوطي رحمة واسعة ، وسلام عليه في الخالدين ،
في رجب سنة 848 هـ
السلطان العثماني مراد الثاني ينتصر على ملك المجر "لاديسلاس" في معركة "فارنا" الشهيرة .
في رجب سنة 920هـ
وقعت معركة "جالديران" بين العثمانيين وبين الصفويين ، وتُعد هذه المعركة من المعارك الفاصلة في الصراع العثماني الصفوي؛ إذ استطاع السلطان "سليم الأول" بقضائه على جيش الصفويين في تلك المعركة أن يحقق لدولته الأمان من عدو ظل يشكل خطرًا حقيقيًا عليها لفترة طويلة من الزمان ، إلا أنها من ناحية أخري ، عطلت تقدم الدولة العثمانية عن فتوحاتها المطردة في أوروبا .
في رجب سنة 922 هـ
انتقال الخلافة الإسلامية من بني عباس إلى بني عثمان، وكان آخر خليفة عباسي هو المتوكل على الله، وهو الخليفة العباسي الـ 54، وقد اعترف للسلطان العثماني "سليم الأول" بالخلافة .
في رجب سنة 1026 هـ
افتتح في تركيا جامع ( السلطان أحمد (للصلاة، وهو من أشهر المساجد العثمانية في العالم، وقد استمر العمل في إنشاء هذا المسجد حوالى 7 سنوات ونصفا، وللمسجد 6 مآذن، وهو من الآثار الرائعة للمعماري التركي ( قوجا محمد أغا ) .
في رجب سنة 1255 هـ
ولد الشاعر المصرى الكبير "محمود سامي البارودي"، رب السيف والقلم ، ولد ونشأ بالقاهرة ، والتحق بالجيش المصري ، وشارك في حملات الخلافة العثمانية ، وعمل بالسياسة وزيرًا ورئيسًا للوزارة التي عُرفت بوزارة الثورة ، وتم نفيه إلى سرنديب من بعد فشل الثورة العرابية ، التي كان أحد زعمائها ،، ويعد البارودي رائد الشعر العربي في العصر الحديث ، إذ نظم الشعر في كل أغراضه المعروفة ، مرتسمًا نهج الشعر العربي القديم وتوفي في القاهرة في شوال 1322هـ . من بعد أن ترك ديوان شعر يزيد عدد أبياته عن خمسة آلاف بيت، طبع في أربعة مجلدات ، وله قصيدة طويلة عارض بها البوصيري ، أطلق عليها "كشف الغمة"، وله أيضًا "قيد الأوابد" وهو كتاب نثري سجل فيه خواطره ورسائله بأسلوب مسجوع ، وله كذلك "مختارات البارودي" وهي مجموعة انتخبها من شعر (30 ) شاعرًا من فحول الشعر العباسي ، تبلغ نحو 40 ألف بيت.
في رجب سنة 1287هـ ولد في القاهرة "أحمد شوقي بك " أمير شعراء العربية ، وبها نشأ وتعلم ، درس الحقوق في فرنسا ، وتزود بثقافة غربية واسعة ، إلي جانب غزارة ثقافته العربية ، وتمكنه من لغة الضاد ، وسعة علمه بالتاريخ ، ويشهد له على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتخصصون ، من مثل أرجوزته "دول العرب وعظماء الإسلام" التي تضم 1400 بيتا ، وغيرها كثير من مثل "مصرع كليوباترا" و"قمبيز"، "مجنون ليلى"، "عنترة"، "علي بك الكبير" .
وقد نظم شوقي الشعر العربي في جميع أغراضه ، وارتقى به إلى آفاق فسيحة ، وأدخل فيه فن المسرحية الشعرية لأول مرة ، خلف تراثا شعريا قيما بلغ ( 238 ) قصيدة معروفة ضمت حوالى ( 23500 ) بيتا ، بما لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث ، فاستحق عن جدارة أن يتبوأ منصب أمير الشعراء ، كما كانت له آثار نثرية ذات قيمة عالية ، وتوفي رحمه الله في 13 من جمادى الآخرة 1351 هـ .
في رجب سنة 1303 هـ
ولد في محافظة الدقهلية العالم المصري الكبير دكتور سليم حسن ، أحد رواد علم الآثار المصرية ، بل عميد الآثاريين المصريين ، أنتخب عضوا بالإجماع في أكاديمية نيويورك التى تضم يومئذ أكثر من 1500 عالما من 75 دولة. حقق كثيرا من الإكتشافات الأثرية المصرية الهامة . وقد بلغت مؤلفات سليم حسن ( 50 ) كتابا ، من أهمها الموسوعة التاريخية المعروفة باسم مصر القديمة ، وهي موسوعة شاملة باللغة العربية عن تاريخ مصر القديمة بلغت ( 16 ) مجلدا ، توفى قبل أن يكملها ، وله أيضا ( 17 ) كتابا باللغة الإنجليزية عن حفرياته في منطقتى الهرم وسقارة. وتوفي رحمه الله في ربيع الآخر سنة 1381هـ .
في رجب سنة 1342هـ
إلغاء الخلافة العثمانية على يد مصطفى كمال أتاتورك ، الذي أعلن نفسه رئيسًا للجمهورية التركية ، وطرد الخليفة العثماني وأسرته إلى خارج البلاد .
في رجب سنة 1344هـ
الحكومة التركية بقيادة مصطفي كمال أتاتورك تقرر قراءة القرآن الكريم باللغة التركية بدلا من العربية ، و ذلك بحجة أن الأتراك لا يستطيعون تلفظ وكتابة بعض الحروف العربية .
في رجب سنة 1362هـ
بدء المباحثات التي دعا إليها رئيس الوزراء المصري خالد الذكر "مصطفى باشا النحاس" مع عدد من الدول العربية المستقلة ، وذلك لبحث صيغة مناسبة لتحقيق الوحدة العربية المنشودة ، والتي تمخضت من بعد ذلك عن إنشاء جامعة الدول العربية.
في رجب سنة 1365 هـ توفي الشاعر المصري الكبير أحمد محرم ، أحد فحول الشعر العربي في العصر الحديث ، تفرد هذا العملاق الخالد من بين شعراء العربية جميعهم بنظم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في نحو ثلاثة آلاف بيت ، مصورًا فيها حياة النبي صلي الله عليه وسلم ، منذ ولادته حتى وفاته ، بحسب التسلسل الزمني ، وأطلق عليها ( مجد الإسلام ) أو (الإلياذة الإسلامية ) ، علي غرار ( شاهنامة الفردوسي الفارسية وإلياذة هوميروس اليونانية ) ،،،
ولهذا الشاعر الفذ مجلد شعري كامل عن الصحابة رضوان الله عليهم ، لكل صحابي أوصحابية قصيدة خاصة ، كما نظم قصيدة طويلة في قصص الأنبياء ، وقد خلف هذا الشاعر العملاق ديوانه الذي به أكثر من ( 300 ) قصيدة ، ليحتل مكانا بارزا مشرفا علي جبين التاريخ ، علما كبيرا من أعلام الصحوة الإسلامية ، وكان هذا الشاعر العظيم قد ولد في 5 من المحرم سنة 1294 هـ رحمة الله عليه .
في رجب سنة 1373 هـ
توفي عن ( 54 ) عاما الشاعر المصري الكبير الطبيب إبراهيم ناجي أحد شعراء الرومانسية ، كان رحمه الله من مؤسسي ( مدرسة أبوللو الشعرية )، اشتهر بقصائده الغزلية التي غنى بعضها كبار المطربين ، لعل من أشهرها قصيدة ( الأطلال ) لسيدة الغناء العربي أم كلثوم رحمها الله . وقام ناجي بترجمة بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان ( أزهار الشر ) ، وقام بترجمة بعض الروايات عن الإنجليزية وعن الإيطالية ، وقام بإصدار مجلة ( حكيم البيت ) ، وألّف بعض الكتب الأدبية من مثل ( مدينة الأحلام ) و ( عالم الأسرة ) وغيرهما. وقد كتبت عنه بعد رحيله عدة دراسات وكثير من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية .
في رجب سنة 1378هـ
توفي في الأراضي السعودية الكاتب المصرى الكبير عبد الوهاب عزام ، أحد أركان النهضة الأدبية في مصرالحديثة ، ولد فى قرية الشوبك الغربي إحدى قرى محافظة الجيزة، وتلقى تعليمه فى الأزهر الشريف ، واستكمل دراسته في لندن ، ومن بعد عودته عمل فى كلية الآداب فى الجامعة المصرية ، وتدرج فيها إلي أن أصبح عميدا لها ، ثم انتقل إلى العمل الدبلوماسي سفيرًا لمصر في السعودية وفي باكستان، ثم اختارته السعودية ليؤسس فيها جامعة الرياض ويديرها، فظل بها حتى لقي ربه تعالى ، كان أديبا ورحالة وشاعرا ومؤرخا ، يجيد الإنجليزية والفرنسية ، متمكنا من الفارسية والتركية والأوردية ، وكان عضوا بالمجلس الأعلى لدار الكتب المصرية ، واختير عضوا عاملاً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة ، وعضوا مراسلاً بالمجمعين العلمي العربي بدمشق وبغداد. وله مؤلفات وبحوث ودراسات ومقالات متعددة ومتنوعة كثيرة قيمة ، في التاريخ والتصوف والأدب وغيرها ، فكتب عن المتنبي وعن المعتمد بن عبَّاد وعن محمد إقبال والأدب الفارسي. وله كتاب (النفحات) عن شهر رمضان ، وكتاب "الأوابد" ،، وهو عبارة عن مقالات ومنظومات ، وسجّل خواطر أسفاره في كتابه "رحلات عزام" وله ترجمات كثيرة ، منها ترجمة ديوان ( الأسرار والرموز ) و( بيان مشرق ) ، و( ضرب الكليم ) لشاعر باكستان محمد إقبال ، حيث ترجمها من الفارسية إلي العربية ، وله مجموعة بحوث في اللغات الشرقية ، وقد حدد عبد الوهاب عزام رحمه الله موقع سوق عكاظ ، بالاشتراك مع المؤرخ الشاعر الشيخ محمد بن بلهيد رحمه الله ، وعلق على ذلك الأستاذ حمد الجاسر ، وانتهوا بتحقيقهم الموثق إلى أنه يقع على مسافة 12 كم ، شرقي مطار الطائف الآن . وبعد وفاته في السعودية نقل جثمانه إلي مصر ، حيث دفن في مسجده الذي شيده في حلوان . وكان قد ولد رحمه الله في شهر المحرم سنة 1312 هـ .
في رجب سنة 1414هـ
توفي الخطاط المصرى النابه ، شاعر الخط العربي سيد إبراهيم ، أحد عمالقة فن الخط في القرن الميلادي العشرين ، قام بتدريس فن الخط نحو 50 عاما في مدرسة تحسين الخطوط العربية بالقاهرة ، وتخرجت على يديه أجيال متعاقبة من الطلاب المصريين والعرب والمسلمين والأجانب ، كما درّس الخط في كلية دار العلوم ، وفي قسم الدراسات العربية بالجامعة الأمريكية ، وفي معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية. وجاءت شهرته الكبرى عن طريق كتابته عناوين المجلات والصحف المصرية والعربية، من مثل: الهلال والمصور والبلاغ والإخوان المسلمين، وكان يكتب لوحات ملونة لآيات القرآن الكريم ، توزع مع مجلة الإسلام، وكانت يومئذ أوسع المجلات الإسلامية انتشارا. وكانت خطوطه الجميلة تزين صدور الكتب العربية ، وكان إلى جانب موهبته في الخط شاعرا جيدا ، إذ تمتع بثقافة واسعة وحب للتراث العربي، فحفظ عيون الشعر، وأغرم بشعر المتنبي و المعري، ، وقد أورثته هذه الثقافة نظرات دقيقة في الخط العربي ، شارك سيد إبراهيم في الحياة الثقافية بتأسيس رابطة الأدب الحديث وجماعة أبوللو، وتحتفظ مجلة أبوللو بقصائد شعرية رقيقة لسيد إبراهيم ، فكان عضوا في لجنة تيسير الكتابة العربية في الأربعينيات من القرن الميلادى السابق ، وعضوا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ، وفي المجلس الأعلى للفنون والثقافة ، وبعد وفاته قام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بتسمية المسابقة العالمية الخامسة للخط العربي بإستانبول باسمه ، وهي التي تقام لتخليد أسماء عظماء فن الخط في التاريخ . كان رحمه الله قد ولد في القاهرة في شهر ربيع الأول سنة 1315هـ .
في رجب سنة 1426هـ
توفي بمنزله في جنوب افريقيا الداعية الإسلامي الجليل الشيخ أحمد ديدات عن عمر يناهز 87 عاما ، ولد ديدات في (22 من رمضان 1336هـ ) في مقاطعة سورات الهندية ، ثم انتقل مع أسرته إلى جنوب أفريقيا ، اشتهر بمناظراته الدينية الناجحة التي أسلم بسببها كثيرون ، كان عالما وقورا مهذبا ، ترك كتبا كثيرة ، منها ( المسيح في الإسلام( و( محمد المثال الأسمى ( و ( القرآن معجزة المعجزات ) و ( الاختيار بين الإسلام والمسيحية ) ، رحمة الله عليه ، وسلام عليه فى الخالدين .
هذا والله أعلى وأعلم ،
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وتابعيه إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين .
ويحسن فى كل آخر الحمد لله رب العالمين .
صلاح جاد سلام