قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
الفائدة الثانية‏:‏ تقرر ان البخاري لا يعيد الحديث الا لفائدة،
لكن تارة تكون في المتن، وتارة في الاسناد، وتارة فيهما‏.‏
وحيث تكون في المتن خاصة لا يعيده بصورته بل يتصرف فيه،
فان كثرت طرقه اورد لكل باب طريقا، وان قلت اختصر المتن او الاسناد‏.‏
وقد صنع ذلك في هذا الحديث، فانه اورده هنا عن عبد الله بن مسلمة - وهو القعنبي - مختصرا مقتصرا على مقصود الترجمة كما تقدمت الاشارة اليه من ان الكفر يطلق على بعض المعاصي، ثم اورده في الصلاة في باب من صلى وقدامه نار بهذا الاسناد بعينه، لكنه لما لم يغاير اقتصر على مقصود الترجمة منه فقط، ثم اورده في صلاة الكسوف بهذا الاسناد فساقه تاما، ثم اورده في بدء الخلق في ذكر الشمس والقمر عن شيخ غير القعنبي مقتصرا على موضع الحاجة، ثم اورده في عشرة النساء عن شيخ غيرهما عن مالك ايضا‏.‏
وعلى هذه الطريقة يحمل جميع تصرفه، فلا يوجد في كتابه حديث على صورة واحدة في موضعين فصاعدا الا نادرا، والله الموفق‏