تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: تخريج حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي تخريج حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

    حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

    [ حديث ضعيف بهذا اللفظ ]

    حديث على بن أبي طالب : أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/375) – وعنه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" (469) ، ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (2/49) – ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم" (20) ، أخرجه البزار في "مسنده" (509) ، والخطيب في "الموضح" (2/25) ، وأبو طاهر السلفي في "الثامن عشر من المشيخة البغدادية" (رقم 1/ من حديث أبي علي بن الصواف / مخطوط) .
    كلهم من طريق جعفر بن إبراهيم من ولد ذي الجناحين ، قال : حدثني علي بن عمر ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فدعاه ، فقال : ألا أحدثك بحديث سمعته من أبي ، عن جدي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لا تتخذوا قبري عيدا ، ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن صلاتكم وتسليمكم يبلغني حيث ما كنتم.

    قلت : وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (2/186) عن ابن أبي شيبة ، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم" (26) عن ابن أبي شيبة مقتصرا على الشطر الأخير .
    وقد سمعه أبو مسلم بن غازي بن حيدر القزويني - بمدينة السلام سنة سبع وثلاثين وخمسمائة - من أبي الفتوح الاسفرائني بروايته عن القاضي هجيم الروياني، عن الأشج باسناده الى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ذكره الرافعي في "أخبار قزوين" (2/26) .

    قال البزار : " وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَقَدْ رُوِيَ بِهَذَا الإِسْنَادِ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ فِيهَا مَنَاكِيرُ ، فَذَكَرْنَا هَذَا الْحَدِيثَ لأَنَّهُ غَيْرُ مُنْكَرٍ : لاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا وَلاَ بُيُوتَكُمْ قُبُورًا قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ " .

    قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه :
    1- جعفر بن إبراهيم من ولد ذي الجناحين ، ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/160) وقال : "يعتبر حديثه من غير رواية عن هؤلاء" ، وتحرف كلامه في "لسان الميزان" (2/106) الى : " يعتبر بحديثه من غير روايته عن أبيه" ، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح و التعديل" (2/474) ، وسكت عنه .
    2- علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ذكره ابن أبي حاتم الجرح والتعديل (6/196) وسكت عنه، وكذلك ذكره البخاري في التاريخ الكبير (6 / 289) ، وسكته عنه أيضا .

    3- عمر بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6 / 124) وسكت عنه، وكذلك البخاري في التاريخ الكبير (6/179) .

    حديث الحسن بن علي : يروى عنه من طريقين :
    الطريق الأول : أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم" (27) ، وأبو بشر الدولابي في "الذرية الطاهرة" (119) ، والمحاملي في "الأمالي – رواية ابن مهدي الفارسي" (144) – ومن طريقه السبكي في "طبقات الشافعية" (1/166) – ، والطبراني في "المعجم الكبير" (2729) ، وفي "المعجم الأوسط" (365) ، وابن عساكر في "تاريخه" (13/61) .

    كلهم من طريق سعيد بن أبي مريم قال: نا محمد بن جعفر قال: أخبرني حميد بن أبي زينب، عن حسين بن حسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "حيثما كنتم فصلوا علي ، فإن صلاتكم تبلغني " .

    قال الطبراني : " لا يروى هذا الحديث عن الحسن بن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به: ابن أبي مريم" .
    قال السبكي : " ليس من رواية الحسن عن أبيه في شيء من الكتب الستة" .

    قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه حميد بن أبي زينب لا يعرف .
    قال الهيثمي في المجمع (10/162) : "فيه حميد بن أبي زينب لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".

    الطريق الثاني :أخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" (6761) : حدثنا موسى بن محمد بن حيان حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا عبد الله بن نافع أخبرني العلاء بن عبد الرحمن قال :سمعت الحسن بن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " صلوا في بيوتكم لا تتخذوها قبورا ، ولا تتخذوا بيتي عيدا ، صلوا علي وسلموا ، فإن صلاتكم وسلامكم يبلغني أينما كنتم " .

    قلت : وهذا اسناد منكر فيه :
    1- موسى بن محمد بن حيان : ترك أبو زرعة حديثه ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال : "ربما خالف" ، وقال الخطيب البغدادي في "تاريخه" : "أحاديثه مستقيمة" .
    2- عبد الله بن نافع : وهو ضعيف منكر الحديث .
    3- العلاء بن عبد الرحمن : لا يحتج بما ينفرد به .
    4- الانقطاع : العلاء بن عبد الرحمن لم يدرك الحسن بن علي .

    حديث أبو هريرة : يروي عنه من طريقين :
    الطريق الأول : أخرجه أحمد في "مسنده" (2/367) ، وأبو داود في "السنن" (2042) – ومن طريقه البيهقي في "شعب الايمان" (4162) ، وفي "حياة الأنبياء بعد وفاتهم" (ص 95) – ، وابن فيل البالسي في "جزئه" (113) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (8030) .

    كلهم من طريق عبد الله بن نافع ، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم )) .

    قال الطبراني : " لم يصل هذا الحديث عن ابن أبي ذئب إلا عبد الله بن نافع ، تفرد به: مسلم بن عمرو ".

    قلت : وهذا اسناد منكر ، فأن عبد الله بن نافع المخزومي ليس به بأس ، ما لم يتفرد والا فهو منكر الحديث .


    الطريق الثاني : أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/283) : حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمود، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا محمد بن السكن الأيلي، ثنا عبد الله بن هشام الدستوائي، حدثني أبي، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تتخذوا قبري عيدا لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يصلون إليها وصلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا»

    قال أبو نعيم : " غريب من حديث هشام لم نكتبه إلا من حديث ابنه عبد الله " .

    قلت : وهذا اسناد ضعيف جدا فيه :
    1- عبد الله بن هشام الدستوائي : وهو متروك .
    2- يحيى بن أبي كثير : ثقة الا أنه مدلس وقد عنعن .

    مرسل الحسن بن الحسن بن علي :
    أخرجه علي بن حجر السعدي في "حديثه عن إسماعيل بن جعفر" (436) عن سهيل بن أبي سهل أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فالتزمه، ومسح قال: فحصبني حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تتخذوا بيتي عيدا، ولا تتخذوا بيوتكم مقابر»

    وعبد الرزاق الصنعاني في "المصنف" (3/71) و (3/576) عن الثوري، عن ابن عجلان، عن رجل يقال له: سهيل، عن الحسن بن الحسن بن علي، قال: رأى قوما عند القبر فنهاهم وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تتخذوا قبري عيدا، ولا تتخذوا بيوتكم قبورا، وصلوا علي حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني»

    و ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/375) و (3/345) : حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن ابن عجلان ، عن سهيل ، عن حسن بن حسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تتخذوا قبري عيدا ، ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي حيث ما كنتم فإن صلاتكم تبلغني.

    قلت : والحسن بن الحسن بن علي لم يدرك النبي صلى الله عليه و سلم ، فهو مرسل .

    وإسماعيل بن إسحاق القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم" (30) : حدثنا إبراهيم بن حمزة قال: ثنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل قال: جئت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وحسن بن حسين يتعشى في بيت عند النبي فدعاني فجئته فقال: ادن فتعش قال: قلت: لا أريده قال: مالي رأيتك وقفت؟ قال: وقفت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخلت المسجد فسلم عليه، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا في بيوتكم ولا تجعلوا بيوتكم مقابر، لعن الله يهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وصلوا علي؛ فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم» .

    قلت : وسهيل بن أبي صالح هذا ليس بصحابي وهو صدوق الا أنه تغير حفظه و نقص ، وفي الاسناد سقط .

    وابن عساكر في "تاريخه" (13/62) من طريق الليث بن سعد ، حدثني ابن عجلان عن سهيل وسعيد بن أبي سعيد مولى المهري عن حسن بن علي بن أبي طالب أنه قال ورأى رجلا وقف على البيت الذي فيه قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعو له ويصلي عليه فقال حسن للرجل لا تفعل فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : " لا تتخذوا بيتي عيدا ولا تجعلوا بيوتكم قبورا وصلوا علي حيث ما كنتم فإن صلاتكم تبلغني" .

    قال الذهبي في "تاريخ الاسلام" (6/329) : "هذا حديث مرسل" .

    وكتبه
    أبو عبد الله السكندرى

  2. #2

    افتراضي رد: تخريج حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

    جزاك الله خيراً وبارك الله فيك...لكن
    1- موسى بن محمد بن حيان : ترك أبو زرعة حديثه ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال : "ربما خالف" ، وقال الخطيب البغدادي في "تاريخه" : "أحاديثه مستقيمة" .
    قال الخطيب روى عنه: محمد بن إسحاق الصاغاني، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم المارستاني أحاديث مستقيمة. انتهى وهذا ليس مثل أن نقول قال الخطيب (أحاديثه مستقيمة) فهذا أعم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: تخريج حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزالدين ايقال مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراً وبارك الله فيك...لكن

    قال الخطيب روى عنه: محمد بن إسحاق الصاغاني، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم المارستاني أحاديث مستقيمة. انتهى وهذا ليس مثل أن نقول قال الخطيب (أحاديثه مستقيمة) فهذا أعم
    لم أفهم ما الفرق؟!! لم أكن مهتما بنقل شيوخ الراوي وتلاميذه، بل غرضي نقل حكم الإمام في الراوي فقط، وجزاكم الله خيرا .

  4. #4

    افتراضي رد: تخريج حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    لم أفهم ما الفرق؟!! لم أكن مهتما بنقل شيوخ الراوي وتلاميذه، بل غرضي نقل حكم الإمام في الراوي فقط، وجزاكم الله خيرا .
    هو لم يذكر شيوخ الراوي إنما ذكر بعض تلاميذه الذين اختص بهم الخطيب بأنهم رووا عنه أحاديث مستقيمة.
    قلت: والعبارة أيضا لم تنف أيضا أنه قد يروي أحاديث منكرة، فتحتمل ذلك.
    فنقلك عن الخطيب: "أحاديثه مستقيمة" تعديل لأحاديثه عامة.
    وهذا ليس كما في تخصيصه بأن بعض التلاميذ رووا عن موسى بن محمد بن حيان أحاديث مستقيمة.
    وقد يكونون رووا عنه غير أحاديث مستقيمة فعبارة التخصيص لا تدل على الاستقراء التام لمرويات الراوي نفسه.
    والله أعلم.
    .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: تخريج حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    هو لم يذكر شيوخ الراوي إنما ذكر بعض تلاميذه الذين اختص بهم الخطيب بأنهم رووا عنه أحاديث مستقيمة.
    قلت: والعبارة أيضا لم تنف أيضا أنه قد يروي أحاديث منكرة، فتحتمل ذلك.
    فنقلك عن الخطيب: "أحاديثه مستقيمة" تعديل لأحاديثه عامة.
    وهذا ليس كما في تخصيصه بأن بعض التلاميذ رووا عن موسى بن محمد بن حيان أحاديث مستقيمة.
    وقد يكونون رووا عنه غير أحاديث مستقيمة فعبارة التخصيص لا تدل على الاستقراء التام لمرويات الراوي نفسه.
    والله أعلم.

    تمام، جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم، وعهدي بهذا الحديث بعيد، وقد تراجعت عن تضعيفه إلى تحسينه بناء على الطريق الأول من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والله المستعان لا رب سواه.

  6. #6

    افتراضي رد: تخريج حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    تمام، جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم، وعهدي بهذا الحديث بعيد،
    جزاك الله خيرا وبارك ونفع بك.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    كلهم من طريق عبد الله بن نافع ، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم )) .
    قال الطبراني : " لم يصل هذا الحديث عن ابن أبي ذئب إلا عبد الله بن نافع ، تفرد به: مسلم بن عمرو ".
    وقد تراجعت عن تضعيفه إلى تحسينه بناء على الطريق الأول من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والله المستعان لا رب سواه.
    بل هو كما قال الطبراني، فإنه قد وهم عبد الله بن نافع مرتين مرة بأنه وصله وقد خولف من الثقات بأنه مرسل،
    ومرة بأنه جعل سعيدا هذا المقبري إنما هو مولى المهري بفتح العين وسكون الهاء وراء مهملة آخره.
    والدليل على ذلك ما عزاه السيوطي في الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع (ص:111) إلى سعيد بن منصور في سننه من حديث سعيد بن أبي سعيد مولى المهري قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تتخذوا بيتي عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، وصلوا عليّ حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني ". اهـ.
    ولم أجد إسناده عن ابن منصور، لكن وجدت له متابعة خرجه عبد الرزاق في مصنفه [15916]، فقال:
    عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكر نحوه.
    وخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق [13 : 61] من طريق ابْن أَبِي دَاوُدَ السجستاني، فقال:
    نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي [وهو الليث بن سعد]،
    حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلانَ، عَنْ سُهَيْلٍ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمُهْرِيِّ، عَنْ حَسَنِ بْنِ حسن بن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فذكره بلفظ ابن منصور وفيه قصة.
    ولعل هذا من تدليس العطف، فإنه قصد حديث سهيل بن أبي سهيل وحده، وأما حديث سعيد مولى المهري فهو مرسل.
    فقد خرجه عبد الرزاق في مصنفه [6726]، فقال: عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: سُهَيْلٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ:
    رَأَى قَوْمًا عِنْدَ الْقَبْرِ، فَنَهَاهُمْ، وَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكره.
    وورد في جزء حديثي من حديث إسماعيل بن جعفر الأنصاري [436]، فقال:
    ثنا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، أَنَّهُ رَأَى قَبْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَالْتَزَمَهُ، وَمَسَحَ، قَالَ:
    فَحَصَبَنِي حَسَنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكر نحوه.
    وخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [7617]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُهَيْلِ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ حَسَنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره بلفظ عبد الرزاق بدون القصة.
    والله أعلم.
    .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    المشاركات
    1,147

    افتراضي رد: تخريج حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

    «الإخنائية أو الرد على الإخنائي ت العنزي» (ص266):
    كما رواه سعيد بن منصور في سننه حدثنا حبان بن علي حدثني محمد بن عجلان عن أبي سعيد مولى المهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تتخذوا بيتي عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني).
    وقال سعيد أيضا: حدثنا عبد العزيز بن محمد أخبرني سهيل بن أبي سهيل قال: رآني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عند القبر فناداني وهو في بيت فاطمة يتعشى فقال: هلم إلى العشاء. فقلت: لا أريده فقال: ما لي رأيتك عند القبر؟ فقلت: سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إذا دخلت المسجد فسلم عليه، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتخذوا بيتي عيدا ولا بيوتكم قبورا، لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. وصلوا علي إن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم) ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء.
    أبو يوسف الفلسطيني
    https://t.me/ZawadAlshamela

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: تخريج حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا وبارك ونفع بك.

    بل هو كما قال الطبراني، فإنه قد وهم عبد الله بن نافع مرتين مرة بأنه وصله وقد خولف من الثقات بأنه مرسل،
    ومرة بأنه جعل سعيدا هذا المقبري إنما هو مولى المهري بفتح العين وسكون الهاء وراء مهملة آخره.
    والدليل على ذلك ما عزاه السيوطي في الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع (ص:111) إلى سعيد بن منصور في سننه من حديث سعيد بن أبي سعيد مولى المهري قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تتخذوا بيتي عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، وصلوا عليّ حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني ". اهـ.
    ولم أجد إسناده عن ابن منصور، لكن وجدت له متابعة خرجه عبد الرزاق في مصنفه [15916]، فقال:
    عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكر نحوه.
    وخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق [13 : 61] من طريق ابْن أَبِي دَاوُدَ السجستاني، فقال:
    نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي [وهو الليث بن سعد]،
    حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلانَ، عَنْ سُهَيْلٍ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمُهْرِيِّ، عَنْ حَسَنِ بْنِ حسن بن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فذكره بلفظ ابن منصور وفيه قصة.
    ولعل هذا من تدليس العطف، فإنه قصد حديث سهيل بن أبي سهيل وحده، وأما حديث سعيد مولى المهري فهو مرسل.
    فقد خرجه عبد الرزاق في مصنفه [6726]، فقال: عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: سُهَيْلٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ:
    رَأَى قَوْمًا عِنْدَ الْقَبْرِ، فَنَهَاهُمْ، وَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكره.
    وورد في جزء حديثي من حديث إسماعيل بن جعفر الأنصاري [436]، فقال:
    ثنا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، أَنَّهُ رَأَى قَبْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَالْتَزَمَهُ، وَمَسَحَ، قَالَ:
    فَحَصَبَنِي حَسَنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكر نحوه.
    وخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [7617]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُهَيْلِ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ حَسَنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره بلفظ عبد الرزاق بدون القصة.
    والله أعلم.
    لا اتفق معك فيما ذكرت من عدة وجوه:
    الأول: قال الطبراني : " لم يصل هذا الحديث عن ابن أبي ذئب إلا عبد الله بن نافع ، تفرد به: مسلم بن عمرو ".
    أي لم يروه عن ابن أبي ذئب موصولا، إلا عبد الله بن نافع، ولكن أين هي الروايات عن ابن أبي ذئب ؟!!!
    أن الروايات التي أتيت بها لا تعكر على رواية ابن نافع لسبب بسيط، لأن الجهة منفكة تماما، فقد رواه ابن نافع عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به
    لكن تعالى لنرى الروايات التي أتيت بها


    والدليل على ذلك ما عزاه السيوطي في الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع (ص:111) إلى سعيد بن منصور في سننه من حديث سعيد بن أبي سعيد مولى المهري قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تتخذوا بيتي عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، وصلوا عليّ حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني ". اهـ.
    ولم أجد إسناده عن ابن منصور، لكن وجدت له متابعة خرجه عبد الرزاق في مصنفه [15916]، فقال:
    عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكر نحوه.


    أولا: رواية عبد الرزاق لا يقال عنها متابعة ... لأنك لا تعلم ما هو إسناد سعيد بن منصور ابتداء حتى تعثر له على متابعة !!!
    ثانيا: إسناد عبد الرزاق هذا سيتكرر معك كثيرا، يقول: عن إبراهيم بن أبي يحيى وابن جريج، فتظن أن ابن أبي يحيى قد توبع من ابن جريج، والأمر غير ذلك، بل رواه ابن أبي يحيى [المتروك]، عن صفوان ... فجاء ابن جريج فرواه عن ابن أبي يحيى ثم دلسه فأسقطه، فصار في صورة المتابع، والحقيقة أن الرواية تعود لابن أبي يحيى وحده ... وهذه نكتة تخريجية فلا تغفل عنها.

    أما باقي الروايات فموجود في أصل تخريجي بالمشاركة رقم واحد .... والقصد من هذا كله إثبات أن هذه المراسيل لا تعكر على رواية ابن نافع لانفكاك الجهة.

    وقد دافع العالم النحرير ابن عبد الهادي عن هذه الحديث، فانظر هذا التحرير في كتابه الصارم المنكي، وستعلم أنه كما لا يصحح حديث بتساهل، فلا يسقط حديث بتشدد، وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم

  9. #9

    افتراضي رد: تخريج حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    لا اتفق معك فيما ذكرت من عدة وجوه:
    الأول: قال الطبراني : " لم يصل هذا الحديث عن ابن أبي ذئب إلا عبد الله بن نافع ، تفرد به: مسلم بن عمرو ".
    أي لم يروه عن ابن أبي ذئب موصولا، إلا عبد الله بن نافع، ولكن أين هي الروايات عن ابن أبي ذئب ؟!!!
    ما المانع أن مقصود الطبراني ألا يصح إلا مرسلا.
    ولا يشتهر هذا الحديث مرسلا من سعيد إلا ابن أبي سعيد مولى المهري.
    وليس شرطا أن يكون مخالفا لشيخه ابن أبي ذئب مباشرة.
    فهذا من أدوات التعليل بما اشتهر فقد جاء في المجروحين
    [2 : 36] لابن حبان، قال:
    رَوَى عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، قَالَ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةُ ".
    أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ بِالْمِصِّيصَةِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
    وَهَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَلا مِنْ حَدِيثِ نَافِعٍ، وَلا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ،
    إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ، وَلَهُ طُرُقٌ أُخَرُ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعُ ذِكْرِهَا". اهـ.
    وقد ينكر على عبد الله بن نافع بحديث مشهور خرجه مسلم في صحيحه
    [782]، فقال:
    حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    " لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ". اهـ.
    حيث أن صدر حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة يتفق مع صدر حديث عبد الله بن نافع.
    فمخالفته للمشهور أن ابن نافع قال بعد: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر"، قال:
    "وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ". اهـ.
    فقول الطبراني - وهو إمام مطلع - بتعليل الوصل هو الصواب، فلو تتبعنا مرويات عبد الله بن نافع عن ابن أبي ذئب لوجدناها مناكير.
    ومن وجوه نكارة الحديث أن عبد الله بن نافع هو المتفرد برواية هذا الحديث عن مثل إمام مشهور في الحديث له تلاميذ مكثرون عنه.
    فأين هؤلاء التلاميذ من هذا الحديث الذي يتداعى إلى نقله؟
    بل قد يكون هذا الحديث منكرا عند الإمام أحمد، وذلك أنه رصه على حديث منكر أنكره بنفسه.
    فالحديث الذي قبله حديث
    " إِنَّ الْإِيمَانَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ". اهـ، أي البربريين.
    رواه أحمد في مسنده [8585]، فقال:
    حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: فذكره مرفوعا.
    قال الإمام أحمد: "هذا حديث منكر". اهـ. "المنتخب لابن قدامة من العلل للخلال" (16).
    وقد كان الشيخ شعيب الأرناؤوط رحمه الله يجود الإسناد بأن النكارة مكتسبة من المتن فحسب.
    والحق أن إسناده منكر أيضا، وعلته عبد الله بن نافع فهو المتفرد بذلك ولا أنكر من هذا.
    حيث أن صالح مولى التوءمة مشهور بالرواية عن أبي هريرة فتلوكها الرواة ذوو الأوهام مثل عبد الله بن نافع.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة

    أن الروايات التي أتيت بها لا تعكر على رواية ابن نافع لسبب بسيط، لأن الجهة منفكة تماما، فقد رواه ابن نافع عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به
    لكن تعالى لنرى الروايات التي أتيت بها

    وهنا حديث ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مشهورة قد تلوكها بعض ألسنة ذوي الأوهام.
    ولا يستبعد أن يكون روى ابن أبي ذئب عن سعيد مولى المهري؛ لأنه مدني أيضا وفي طبقة المقبري، لكنه مقل، فيستغنى بعضهم عن حديثه؛ لذلك لم يستكثروا عنه.
    وقد وهم عبد الله بن نافع في حديث مس الذكر منقض للوضوء.
    فرواه عن ابن أبي ذئب بإسناده عن ابن ثوبان عن جابر، فأخطأ في وصله؛ لأن حديث ابن ثوبان عن جابر مشهور.
    قال الشافعي في الأم
    [1 : 30]:
    أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، [فذكر حديثا مرسلا].
    قال الشافعي :وَزَادَ ابْنُ نَافِعٍ فَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
    وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْحُفَّاظِ يَرْوِيهِ، وَلَا يَذْكُرُ فِيهِ جَابِرًا. اهـ.
    قال أبو داود كما في مسائله لأبي داود [2000]: سَمِعْتُ أَحْمَدَ، سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ:
    ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
    قَالَ: "هَذَا مِنَ ابْنِ نَافِعٍ، كَانَ لَا يُحْسِنُ الْحَدِيثَ". اهـ.
    قال الطحاوي في شرح معاني الآثار [286]:
    وَإِنِ احْتَجُّوا فِي ذَلِكَ بِمَا، [روى من طريق] عَبْد اللَّهِ بْن نَافِعٍ الصَّائِغُ، قَالَ:
    حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

    قِيلَ لَهُمْ: هَذَا الْحَدِيثُ كُلُّ مَنْ، رَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ مِنَ الْحُفَّاظِ، يَقْطَعُهُ وَيُوقِفُهُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
    فَمِنْ ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ.

    فَهَؤُلاءِ الْحُفَّاظُ، يُوقِفُونَ هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيُخَالِفُونَ فِيهِ ابْنَ نَافِعٍ، وَهُوَ عِنْدَكُمْ حُجَّةٌ عَلَيْهِ وَلَيْسَ هُوَ بِحُجَّةٍ عَلَيْهِمْ.
    فَكَيْفَ تَحْتَجُّونَ بِحَدِيثٍ مُنْقَطِعٍ فِي هَذَا، وَأَنْتُمْ لا تُثْبِتُونَ الْمُنْقَطِعَ؟ وَإِنِ احْتَجُّوا فِي ذَلِكَ". اهـ.
    وقال أبو حاتم كما في العلل (1/428) : "هَذَا خطأٌ؛ الناسُ يروونه عَنِ ابْنِ ثَوْبَان، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرسَلاً؛ لا يذكرون جابرًا". اهـ.
    وكذلك وهم عبد الله بن نافع في حديث ءاخر خرجه البيهقي في معرفة السنن والآثار [2380] من طريق مُحَمَّد بْن رَافِعٍ، قَالَ:
    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ بِخَمْسَةِ أَوَاقٍ، إلخ.
    قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَقَدْ رَوَى ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ،
    " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ رَجُلٌ بِخَمْسَةِ أَوَاقٍ مِنْ مَعْدِنِ: فَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهَا شَيْئًا ". اهـ.
    خرجه عبد الرزاق في مصنفه [19759]، وقال:
    أَخبَرنا مَعْمَرٌ، عَن إِسْمَاعِيلَ بنِ أُمَيَّةَ، عَن سَعيدٍ المَقْبُرِيِّ، قَالَ: أَحْسَبُهُ عَن أَبِي هُرَيرَةَ، به.
    وزيادة أبي هريرة شك من عبد الرزاق أو معمر؛ لأن المقبري من المكثرين عن أبي هريرة ومشهور بالرواية عنه.
    والصواب أنه عن سعيد مرسلا، كما دلت رواية الشافعي.
    ووهم عبد الله بن نافع في حديث ءاخر خرجه الطبراني في المعجم الأوسط [1900]، من طريق أَحْمَد بْن صَالِحٍ، قَالَ:
    قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    " إِذَا مَرِضَ الْمُؤْمِنُ أَخْلَصَهُ ذَلِكَ كَمَا يُخْلِصُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ "،
    قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ". اهـ.
    ورد
    في العلل للدارقطني [٣٤٨٢]:
    وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إذا اشتكى المؤمن نقي من الذنوب، كما ينقي الكير خبث الحديد.
    فقال: يرويه ابن أبي ذئب، واختلف عنه:
    فرواه ابن أبي فديك، وأبو غزية، عن ابن أبي ذئب، عن جبير بن أبي صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ
    وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، عَنْ ابن أبي ذئب، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، والقول قول ابن أبي فديك، ومن تابعه. اهـ.
    وانظر في صنيع الإمام أحمد فيما خرجه في مسنده [8587]، فقال:
    حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِمَأْخَذِ الْأُمَمِ وَالْقُرُونِ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ "، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمَا فَعَلَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ؟
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " وَهَلْ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ ". اهـ.
    قال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، يَعْنِي مِثْلَهُ. اهـ.
    فإيراد الإمام أحمد متابعة لعبد الله بن نافع دال على أنه لا يحتج به إلا في المتابعات.
    فهو ذو فقه وليس متوسعا في الحديث كما قال الذهبي، لذلك لم أجد له عن ابن أبي ذئب حديثا موقوفا أو مقطوعا.
    وقال البَرْقانِيّ: سألت الدَّارَقُطْنِي ّ عن عبد الله بن نافع الصائغ، فقال: مدني فقيه، يعتبر به. (256).

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    أولا: رواية عبد الرزاق لا يقال عنها متابعة ... لأنك لا تعلم ما هو إسناد سعيد بن منصور ابتداء حتى تعثر له على متابعة !!!
    قلتُ: بأنه مروي عند سعيد بن منصور فهو له أصل.
    وقد كان فكفانا ذلك الأخ الكريم في نقله عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطني الجميل مشاهدة المشاركة
    «الإخنائية أو الرد على الإخنائي ت العنزي» (ص266):
    كما رواه سعيد بن منصور في سننه حدثنا حبان بن علي حدثني محمد بن عجلان عن أبي سعيد مولى المهري قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تتخذوا بيتي عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني).
    انتهى.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    ثانيا: إسناد عبد الرزاق هذا سيتكرر معك كثيرا، يقول: عن إبراهيم بن أبي يحيى وابن جريج، فتظن أن ابن أبي يحيى قد توبع من ابن جريج، والأمر غير ذلك، بل رواه ابن أبي يحيى [المتروك]، عن صفوان ... فجاء ابن جريج فرواه عن ابن أبي يحيى ثم دلسه فأسقطه، فصار في صورة المتابع، والحقيقة أن الرواية تعود لابن أبي يحيى وحده ... وهذه نكتة تخريجية فلا تغفل عنها.
    جزاك الله خيرا وبارك فيك، وهذا ظاهر في تصرفه في لفظه، لكنه قد توبع عند سعيد بن منصور فأغنانا وتوبع من الليث بن سعد أيضا.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    وقد دافع العالم النحرير ابن عبد الهادي عن هذه الحديث، فانظر هذا التحرير في كتابه الصارم المنكي،
    وستعلم أنه كما لا يصحح حديث بتساهل، فلا يسقط حديث بتشدد، وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم

    قلتُ: قوله عن عبد الله بن نافع: "وإن الغالب عليه الضبط، لكن قد يغلط أحياناً". اهـ. فيه نظر.
    وقد بينا ءانفا أكثر أحاديثه بهذا الإسناد مناكير، فالغالب عليه عدم الضبط لها.
    وقد تكلم في سوء حفظه أكثر أئمة الحديث مثل أحمد بن حنبل والبخاري وأبو داود وأبو حاتم وابن عدي وغيرهم.
    وقال أبو زرعة الرازي: . ابن نافع الصائغ عندي مُنْكَرُ الحديث، حَدَّث عن مالك، عن نافع، عن ابن عُمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما بين بيتي ومنبري"،
    وأحاديث غيرها مناكير، وله عند أهل المدينة قدر في الفقه "سؤالات البرذعي" صفحة 375.

    وقال البرذعي: ذكرتُ أصحابَ مالك، فذكرت عبد الله بن نافع الصائغ. فكلح وجهه، يعنى أبا زرعة الرازي "سؤالات البرذعي" صفحة 732.
    هذا تجريح شديد له من أبي زرعة رحمه الله.
    والله أعلم.
    .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: تخريج حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

    ما المانع أن مقصود الطبراني ألا يصح إلا مرسلا.
    المانع أنه قيد تعليله برواية ابن أبي ذئب، ولا يعني كلامه أنه قد عثر على من يرويه عن ابن أبي ذئب مرسلا أو موقوفا، بل يعني أنه قد رواه ابن أبي ذئب مرفوعا من طريق ابن نافع فقط...
    ولاحظ أن تتمة كلام الطبراني: (تفرد به: مسلم بن عمرو) وهذا ليس بصحيح، فقد تابعه سريج بن يونس عند الإمام أحمد، وأحمد بن صالح عند أبو داود.
    والطبراني لا يتعرض لصحة الأحاديث أصلا، ولكن كلامه على التفرد والغرابة.

    ولا يشتهر هذا الحديث مرسلا من سعيد إلا ابن أبي سعيد مولى المهري.
    وليس شرطا أن يكون مخالفا لشيخه ابن أبي ذئب مباشرة.
    ما هو ضابط الشهرة عندك؟
    وإذا كان مشهورا لماذا لم يوجد في الكتب المشهورة، ووجدنا رواية ابن نافع في الكتب المشهورة؟!
    قال الذهبي: (وعبد الله الصائغ حديثه مخرج في الكتب الستة سوى صحيح البخاري، وهو من موالي بني مخزوم. ولد سنة نيف وعشرين ومائة)
    ولماذا جعلته مشهورا من رواية سعيد بن أبي سعيد مولى المهري، وليس من رواية سهيل بن أبي سهل مثلا مع أنه ورد مقرونا به في عدة روايات، وورد المهري وحده في رواية عليها كلام؟!!!
    أم أن هذا تحكم لتجعل ابن نافع يهم في اسم شيخ شيخه سعيد المقبري؟


    ثم أنك لم تفرق بين الابن والأب
    فالأب هو أبو سعيد المهري: وقد روى سعيد بن منصور في (سننه)، حدثنا حبان بن علي، حدثني محمد بن عجلان، عن أبي سعيد مولى المهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تتخذوا بيتي عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا عليَّ حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني)) [رواه سعيد بن منصور في ((سننه)) مرسلاً كما في ((اقتضاء الصراط المستقيم)) لابن تيمية (ص: 322)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (13/62)].
    وابنه هو سعيد بن أبي سعيد المهري.
    فأي رواية مضطربة كهذه لتجعلها حاكمة على رواية مشهورة قد رواها راو فقيه ضابط لكتابه من كتابه كما عند أبي داود، فأقلها أن تكون حسنة إن شاء الله تعالى.

    فهذا من أدوات التعليل بما اشتهر فقد جاء في المجروحين [2: 36] لابن حبان، قال:
    رَوَى عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، قَالَ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةُ ".
    أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ بِالْمِصِّيصَةِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
    وَهَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَلا مِنْ حَدِيثِ نَافِعٍ، وَلا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ،
    إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ، وَلَهُ طُرُقٌ أُخَرُ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعُ ذِكْرِهَا". اهـ.
    نعم الأئمة يحفظون أحاديث ابن عمر
    وأحاديث نافع مولاه
    وأحاديث ابن أبي ذئب
    وما ذكرته طريقة في التعليل تسمى بسلوك الجادة أو لزوم المجرة، وهو الإحالة على الطرق المشهورة لسهولة حفظها، وهو من الأخطاء المشهورة، ومن مسالك التعليل بها أيضا....
    ولكن لتقرر هذه النتيجة لا بد أن يسبقها مقدمات وخطوات، لم تفعلها أنت أصلا
    ومنها مقارنة الطرق والوجوه...
    وقد ينكر على عبد الله بن نافع بحديث مشهور خرجه مسلم في صحيحه [782]، فقال:
    حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    " لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ". اهـ.
    حيث أن صدر حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة يتفق مع صدر حديث عبد الله بن نافع.
    فمخالفته للمشهور أن ابن نافع قال بعد: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر"، قال: "وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ". اهـ.
    نعم هذا حديث سهيل وليس حديث ابن أبي ذئب، فكان ماذا؟

    ولنأتي لحديث سهيل
    أخرج الإمام أحمد في مسنده: حدثنا سفيان، عن حمزة بن المغيرة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم لا تجعل قبري وثنا، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
    وهو حديث لا بأس به، قال ابن أبي حاتم: "أخبرنا يعقوب بن إسحق الهروي فيما كتب إلي، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: سألت يحيى بن معين عن حمزة بن المغيرة الكوفي، الذي يروي عنه ابن عيينة حديث النبي -صلي الله عليه وسلم -: لا تجعلوا قبري وثنا - قال: ليس به بأس".
    ولنسأل السؤال لك مجددا: ما هو ضابط الشهرة؟!!!!!!!!!!!!!
    فقول الطبراني - وهو إمام مطلع - بتعليل الوصل هو الصواب، فلو تتبعنا مرويات عبد الله بن نافع عن ابن أبي ذئب لوجدناها مناكير.
    الطبراني لم يعل الوصل وليس كتابه كتاب علل، إنما كتاب أفراد وغرائب فتنبه!
    نعم إذا حدث ابن نافع من حفظه ستجد مناكير كما قال الأئمة، وما المشكلة في ذلك ؟
    ومن وجوه نكارة الحديث أن عبد الله بن نافع هو المتفرد برواية هذا الحديث عن مثل إمام مشهور في الحديث له تلاميذ مكثرون عنه.
    فأين هؤلاء التلاميذ من هذا الحديث الذي يتداعى إلى نقله؟
    وما المشكلة؟ ألم يصح متنه عن غيره، فللحديث شواهد كثيرة منها ما أسلفنا
    قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا سفيان، عن حمزة بن المغيرة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم لا تجعل قبري وثنا، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
    أن لكل حديثه نقده الخاص، بملابسات الرواية وقرائنها، وكما قلت لك، فكما لا يصحح حديث بتساهل، فلا يسقط بتشدد!

    بل قد يكون هذا الحديث منكرا عند الإمام أحمد، وذلك أنه رصه على حديث منكر أنكره بنفسه.
    فالحديث الذي قبله حديث " إِنَّ الْإِيمَانَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ". اهـ، أي البربريين.
    رواه أحمد في مسنده [8585]، فقال:
    حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: فذكره مرفوعا.
    قال الإمام أحمد: "هذا حديث منكر". اهـ. "المنتخب لابن قدامة من العلل للخلال" (16).
    وقد كان الشيخ شعيب الأرناؤوط رحمه الله يجود الإسناد بأن النكارة مكتسبة من المتن فحسب.
    والحق أن إسناده منكر أيضا، وعلته عبد الله بن نافع فهو المتفرد بذلك ولا أنكر من هذا.
    حيث أن صالح مولى التوءمة مشهور بالرواية عن أبي هريرة فتلكوها الرواة ذوو الأوهام مثل عبد الله بن نافع.
    صالح مولى التوءمة مختلط
    وهنا حديث ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مشهورة قد تلوكها بعض ألسنة ذوي الأوهام.
    ولا يستبعد أن يكون روى ابن أبي ذئب عن سعيد مولى المهري؛ لأنه مدني أيضا وفي طبقة المقبري، لكنه مقل، فيستغنى بعضهم عن حديثه؛ لذلك لم يستكثروا عنه.
    علماء علل الحديث لا يلتفتون لمثل هذه التجويزات العقلية والاحتمالات الذهنية
    https://al-maktaba.org/book/33494/1019#p7
    والحديث عند سعيد بن منصور عن المهري الأب وليس الابن الذي في طبقة المقبري فكان ماذا؟!!!

    وقد وهم عبد الله بن نافع في حديث مس الذكر منقض للوضوء.
    فرواه عن ابن أبي ذئب بإسناده عن ابن ثوبان عن جابر، فأخطأ في وصله؛ لأن حديث ابن ثوبان عن جابر مشهور.
    قال الشافعي في الأم [1 : 30]:
    أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، [فذكر حديثا مرسلا].
    قال الشافعي :وَزَادَ ابْنُ نَافِعٍ فَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
    وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْحُفَّاظِ يَرْوِيهِ، وَلَا يَذْكُرُ فِيهِ جَابِرًا. اهـ.
    قال أبو داود كما في مسائله لأبي داود [2000]: سَمِعْتُ أَحْمَدَ، سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ:
    ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
    قَالَ: "هَذَا مِنَ ابْنِ نَافِعٍ، كَانَ لَا يُحْسِنُ الْحَدِيثَ". اهـ.
    قال الطحاوي في شرح معاني الآثار [286]:
    وَإِنِ احْتَجُّوا فِي ذَلِكَ بِمَا، [روى من طريق] عَبْد اللَّهِ بْن نَافِعٍ الصَّائِغُ، قَالَ:
    حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
    قِيلَ لَهُمْ: هَذَا الْحَدِيثُ كُلُّ مَنْ، رَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ مِنَ الْحُفَّاظِ، يَقْطَعُهُ وَيُوقِفُهُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
    فَمِنْ ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ.
    فَهَؤُلاءِ الْحُفَّاظُ، يُوقِفُونَ هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيُخَالِفُونَ فِيهِ ابْنَ نَافِعٍ، وَهُوَ عِنْدَكُمْ حُجَّةٌ عَلَيْهِ وَلَيْسَ هُوَ بِحُجَّةٍ عَلَيْهِمْ.
    فَكَيْفَ تَحْتَجُّونَ بِحَدِيثٍ مُنْقَطِعٍ فِي هَذَا، وَأَنْتُمْ لا تُثْبِتُونَ الْمُنْقَطِعَ؟ وَإِنِ احْتَجُّوا فِي ذَلِكَ". اهـ.
    وقال أبو حاتم كما في العلل (1/428) : "هَذَا خطأٌ؛ الناسُ يروونه عَنِ ابْنِ ثَوْبَان، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرسَلاً؛ لا يذكرون جابرًا". اهـ.
    وكذلك وهم عبد الله بن نافع في حديث ءاخر خرجه البيهقي في معرفة السنن والآثار [2380] من طريق مُحَمَّد بْن رَافِعٍ، قَالَ:
    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ بِخَمْسَةِ أَوَاقٍ، إلخ.
    قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَقَدْ رَوَى ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ،
    " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ رَجُلٌ بِخَمْسَةِ أَوَاقٍ مِنْ مَعْدِنِ: فَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهَا شَيْئًا ". اهـ.
    خرجه عبد الرزاق في مصنفه [19759]، وقال:
    أَخبَرنا مَعْمَرٌ، عَن إِسْمَاعِيلَ بنِ أُمَيَّةَ، عَن سَعيدٍ المَقْبُرِيِّ، قَالَ: أَحْسَبُهُ عَن أَبِي هُرَيرَةَ، به.
    وزيادة أبي هريرة شك من عبد الرزاق أو معمر؛ لأن المقبري من المكثرين عن أبي هريرة ومشهور بالرواية عنه.
    والصواب أنه عن سعيد مرسلا، كما دلت رواية الشافعي.
    ووهم عبد الله بن نافع في حديث ءاخر خرجه الطبراني في المعجم الأوسط [1900]، من طريق أَحْمَد بْن صَالِحٍ، قَالَ:
    قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    " إِذَا مَرِضَ الْمُؤْمِنُ أَخْلَصَهُ ذَلِكَ كَمَا يُخْلِصُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ "،
    قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ". اهـ.
    ورد في العلل للدارقطني [٣٤٨٢]:
    وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إذا اشتكى المؤمن نقي من الذنوب، كما ينقي الكير خبث الحديد.
    فقال: يرويه ابن أبي ذئب، واختلف عنه:
    فرواه ابن أبي فديك، وأبو غزية، عن ابن أبي ذئب، عن جبير بن أبي صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ
    وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، عَنْ ابن أبي ذئب، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، والقول قول ابن أبي فديك، ومن تابعه. اهـ.
    وانظر في صنيع الإمام أحمد فيما خرجه في مسنده [8587]، فقال:
    حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِمَأْخَذِ الْأُمَمِ وَالْقُرُونِ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ "، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمَا فَعَلَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ؟
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " وَهَلْ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ ". اهـ.
    قال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، يَعْنِي مِثْلَهُ. اهـ.
    فإيراد الإمام أحمد متابعة لعبد الله بن نافع دال على أنه لا يحتج به إلا في المتابعات.
    فهو ذو فقه وليس متوسعا في الحديث كما قال الذهبي، لذلك لم أجد له عن ابن أبي ذئب حديثا موقوفا أو مقطوعا.
    وقال البَرْقانِيّ: سألت الدَّارَقُطْنِي ّ عن عبد الله بن نافع الصائغ، فقال: مدني فقيه، يعتبر به. (256).
    لا ينكر أحد أن الرواة يخطئون فهم بشر يخطئون ويصيبون، فكان ماذا؟
    ولكن كان يجب عليك أن تأخذ عدة نقاط من ترجمته:

    فهو فقيه، أي لا يحسن الحديث.
    مثله مثل يحيى بن يحيى الليثي في روايته لموطأ مالك، وإصلاح ابن وضاح لكتابه.

    أن كتابه صحيح، فإذا روى من كتابه فروايته لا بأس به.
    قال أبو حاتم الرازي: (ليس بالحافظ هو لين تعرف حفظه وتنكر، وكتابه أصح).
    قال ابن حبان: (وَكَانَ صَحِيح الْكتاب وَإِذا حدث من حفظه رُبمَا أَخطَأ)

    قلتُ: بأنه مروي عند سعيد بن منصور فهو له أصل
    ولكن أيها الفاضل رواية سعيد بن منصور عن أبي سعيد المهري وليس عن ابنه سعيد بن أبي سيد؟

    جزاك الله خيرا وبارك فيك، وهذا ظاهر في تصرفه في لفظه، لكنه قد توبع عند سعيد بن منصور فأغنانا وتوبع من الليث بن سعد أيضا.
    من تابع من؟
    قلتُ: قوله عن عبد الله بن نافع: "وإن الغالب عليه الضبط، لكن قد يغلط أحياناً". اهـ. فيه نظر.
    وقد بينا ءانفا أكثر أحاديثه بهذا الإسناد مناكير، فالغالب عليه عدم الضبط لها.
    وقد تكلم في سوء حفظه أكثر أئمة الحديث مثل أحمد بن حنبل والبخاري وأبو داود وأبو حاتم وابن عدي وغيرهم.
    وقال أبو زرعة الرازي: . ابن نافع الصائغ عندي مُنْكَرُ الحديث، حَدَّث عن مالك، عن نافع، عن ابن عُمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما بين بيتي ومنبري"،
    وأحاديث غيرها مناكير، وله عند أهل المدينة قدر في الفقه "سؤالات البرذعي" صفحة 375.
    وقال البرذعي: ذكرتُ أصحابَ مالك، فذكرت عبد الله بن نافع الصائغ. فكلح وجهه، يعنى أبا زرعة الرازي "سؤالات البرذعي" صفحة 732.
    هذا تجريح شديد له من أبي زرعة رحمه الله.
    والله أعلم.
    هناك من وثقه وصحح حديثه.
    قال يحيى بن معين: عبد الله بن نافع الصائغ ثقة.
    وقال أبو زرعة: لا بأس به.
    وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
    قال ابن عدي: (وَهو في رواياته مستقيم الحديث)

    فأين الموازنة بين أقوال العلماء، المجرحين والمعدلين، والوقوف على حقيقة أقوالهم ...

    ألم يقل البخاري... تعرف وتنكر
    هناك ما يرويه معروفا محفوظا، وهناك ما يرويه منكرا
    فالحديث يكون منكرا إذا وجدنا من خالف ابن نافع في روايته عن ابن أبي ذئب، أو وجدنا إمام من الأئمة المتقدمين من صرح بنكارته، ودون ذلك خرط القتاد..
    وتذكر أن لكل حديث نقد خاص، ولا ينسحب هذا على جملة أحاديثه
    والتجويزات العقلية محظورة في علم العلل

    والله المستعان لا رب سواه....

  11. #11

    افتراضي رد: تخريج حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    المانع أنه قيد تعليله برواية ابن أبي ذئب، ولا يعني كلامه أنه قد عثر على من يرويه عن ابن أبي ذئب مرسلا أو موقوفا، بل يعني أنه قد رواه ابن أبي ذئب مرفوعا من طريق ابن نافع فقط...
    ولاحظ أن تتمة كلام الطبراني: (تفرد به: مسلم بن عمرو) وهذا ليس بصحيح، فقد تابعه سريج بن يونس عند الإمام أحمد، وأحمد بن صالح عند أبو داود.
    والطبراني لا يتعرض لصحة الأحاديث أصلا، ولكن كلامه على التفرد والغرابة.
    قلتُ: لا يضر تفرد مسلم بن عمرو، إنما الذي يضر التفرد عبد الله بن نافع كما قال الطبراني.
    فهو قال:"
    لم يصل هذا الحديث عن ابن أبي ذئب إلا عبد الله بن نافع ". اهـ
    وهذا فهمك الأول، الذي قلته فلماذا تراجعت؟ فأنت قلتَ:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    الأول: قال الطبراني : " لم يصل هذا الحديث عن ابن أبي ذئب إلا عبد الله بن نافع ، تفرد به: مسلم بن عمرو ".
    أي لم يروه عن ابن أبي ذئب موصولا، إلا عبد الله بن نافع، ولكن أين هي الروايات عن ابن أبي ذئب ؟!!!
    انتهى
    وفي نهاية كتابتي للمشاركة، قلتُ: ولم لا يكون مقصد الطبراني أيضا هذا المعنى:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    بل حتى إن محمد بن عجلان وهو من أروى الناس عن سعيد بن أبي سعيد المقبري.
    لم يروه عن سعيد إلا ابن أبي سعيد مولى المهري !
    انتهى.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    ما هو ضابط الشهرة عندك؟
    أذكر مرة أنه في منذ زمن بعيد كنت تناقشني في حديث من قبل وقلت بأن الحديث مشهور لكونه مخرج في الصحيح.
    على أية حال أليس إنه لا يكون مشهورا إلا من حديث متروك،
    فيأتي من هو متكلم فيه فيأتي بإسناد منكر كالشمس ويتفرد به ويغرب؟
    وكما سيأتي معنا مثال لدى المتقدمين في ذلك.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    وإذا كان مشهورا لماذا لم يوجد في الكتب المشهورة، ووجدنا رواية ابن نافع في الكتب المشهورة؟!
    لماذا تنكر تعليله بالشهرة؟ ولي سلف في ذلك عن ابن حبان وكذلك الترمذي قد فعل ذلك!
    قال الترمذي في الجامع [269]:
    حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    " يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ فَيَبْرُكُ فِي صَلَاتِهِ بَرْكَ الْجَمَلِ ". اهـ.
    قَالَ أَبُو عِيسَى:
    "حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الزِّنَادِ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ،
    وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
    وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ". اهـ.
    نعم أعلم أنك ستقول النكارة ليست من ابن نافع إنما من ابن حسن، لكني ألفتك إلى المثال العملي.
    وهو بأن ذلك مثل الذي حدث هنا في الحديث الذي بين أيدينا.
    يرويه متروك مثل عبد الله بن هشام الدستوائي، حدثني أبي، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
    فيأتي عبد الله بن نافع بنكارته بإسناد كالشمس عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة.
    وأحاديث ابن نافع وإن كانت في الكتب الستة المشهورة فليس هذا بمبشر ولا يفرح به.
    فأكثرها عندهم معللة سيما الأحاديث ذات الأسانيد المشهورة التي يسهل حفظها.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    قال الذهبي: (وعبد الله الصائغ حديثه مخرج في الكتب الستة سوى صحيح البخاري، وهو من موالي بني مخزوم. ولد سنة نيف وعشرين ومائة)
    بل هناك رواة ضعفاء في الصحيحين فلا يعني ذلك صحة حديثهم.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    ولماذا جعلته مشهورا من رواية سعيد بن أبي سعيد مولى المهري،
    وليس من رواية سهيل بن أبي سهل مثلا مع أنه ورد مقرونا به في عدة روايات، وورد المهري وحده في رواية عليها كلام؟!!!
    أم أن هذا تحكم لتجعل ابن نافع يهم في اسم شيخ شيخه سعيد المقبري؟
    لأن سهيل بن أبي سهل أخذه عن الحسن بن علي.
    أما سعيد بن أبي سعيد فهو من مرسله فلا ندري من أين أخذه.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    ثم أنك لم تفرق بين الابن والأب
    فالأب هو أبو سعيد المهري: وقد روى سعيد بن منصور في (سننه)، حدثنا حبان بن علي، حدثني محمد بن عجلان، عن أبي سعيد مولى المهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تتخذوا بيتي عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا عليَّ حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني)) [رواه سعيد بن منصور في ((سننه)) مرسلاً كما في ((اقتضاء الصراط المستقيم)) لابن تيمية (ص: 322)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (13/62)].
    وابنه هو سعيد بن أبي سعيد المهري.
    فأي رواية مضطربة كهذه لتجعلها حاكمة
    والحديث عند سعيد بن منصور عن المهري الأب وليس الابن الذي في طبقة المقبري فكان ماذا؟!!!
    ولكن أيها الفاضل رواية سعيد بن منصور عن أبي سعيد المهري وليس عن ابنه سعيد بن أبي سيد؟
    من تابع من؟
    قد كررت هذا السؤال كثيرا، فلماذا؟!
    بالفعل لم ألاحظ أنه أبو سعيد المهري بارك الله فيك.
    ولكنه خطأ؛ إنما هو سعيد بن أبي سعيد، أخطأ حبان بن علي فهو ضعيف.
    والدليل على ذلك:
    ما خرجه ابن عساكر في "تاريخه" (13/62) من طريق الليث بن سعد، قال:
    حدثني ابن عجلان عن سهيل وسعيد بن أبي سعيد مولى المهري، عن حسن بن علي بن أبي طالب، فذكر الحديث.
    وقد قلت بأن الإسناد الموصول عن الحسن بن علي إنما هو من حديث سهيل فحسب دون مرسل سعيد بن أبي سعيد نفسه.
    كما يفعل ذلك أحيانا بعض الرواة بالإدراج.
    وقلنا بأنه قد توبع متابعة مستأنس بها فيما خرجه عبد الرزاق في مصنفه [15916]، فقال:
    عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكر نحوه.
    وبالطبع لا يكون محمد بن عجلان هو الذي يروي عن أبي سعيد المهري مولاهم الأب بل قد لا يدركه.
    فإن ابن عجلان وهو متأخر وفاة عن سعيد بن أبي هلال.
    قال أبو حاتم الرازي: "سعيد بن أبي هلال لم يدرك أبا سعيد المهري، وأدرك سعيد بن أبي سعيد". اهـ.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    على رواية مشهورة قد رواها راو فقيه ضابط لكتابه من كتابه كما عند أبي داود، فأقلها أن تكون حسنة إن شاء الله تعالى.
    أما فقهه فنعم لا يختلف عليه، أما الضبط فلا يحسنه كما قال أحمد وأكثرهم على ذلك.
    بل طغاه الفقه عن الاشتغال بالحديث وضبطه، فلا تجد له كثير حديث.
    ثم من الذي قال بأن أحمد بن صالح قرأ من كتاب عبد الله بن نافع نفسه؟
    قد يمكن أنه أخذ هذه الأحاديث من أحد تلاميذ عبد الله بن نافع ثم جاءه ليقرأه عليه.
    ثم لو سلمنا لك بأن كان هذا من كتاب عبد الله بن نافع لم يسلم النكارة، وقد أوردت له حديثا منكرا.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    ووهم عبد الله بن نافع في حديث ءاخر خرجه الطبراني وغيره في المعجم الأوسط [1900]، من طريق أَحْمَد بْن صَالِحٍ، قَالَ:
    قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    " إِذَا مَرِضَ الْمُؤْمِنُ أَخْلَصَهُ ذَلِكَ كَمَا يُخْلِصُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ "،
    قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ". اهـ.
    ورد في العلل للدارقطني [٣٤٨٢]:
    وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إذا اشتكى المؤمن نقي من الذنوب، كما ينقي الكير خبث الحديد.
    فقال: يرويه ابن أبي ذئب، واختلف عنه:
    فرواه ابن أبي فديك، وأبو غزية، عن ابن أبي ذئب، عن جبير بن أبي صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ
    وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، عَنْ ابن أبي ذئب، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، والقول قول ابن أبي فديك، ومن تابعه. اهـ.
    وخرجه البخاري في الأدب المفرد [497]، فقال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ:
    حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ،
    عَنْ جُبَيْرِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به مرفوعا.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    نعم الأئمة يحفظون أحاديث ابن عمر
    وأحاديث نافع مولاه
    وأحاديث ابن أبي ذئب
    وما ذكرته طريقة في التعليل تسمى بسلوك الجادة أو لزوم المجرة، وهو الإحالة على الطرق المشهورة لسهولة حفظها، وهو من الأخطاء المشهورة، ومن مسالك التعليل بها أيضا....
    ولكن لتقرر هذه النتيجة لا بد أن يسبقها مقدمات وخطوات، لم تفعلها أنت أصلا
    ومنها مقارنة الطرق والوجوه...
    لا ألزمك فيما فعلت والحمد لله، لكن ما بحثت فيما وقفت من الطرق يبين لي جدا أن خطأه في الأحاديث ليس بهين.
    فإنه يسلك الجادة؛ لأن طريق المقبري عن أبي هريرة وطريق ابن ثوبان عن جابر ونحو هذه الطرق المشهورة أسهل عليه من ضبط مرسل الأحاديث.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    نعم هذا حديث سهيل وليس حديث ابن أبي ذئب، فكان ماذا؟
    ولنأتي لحديث حمزة بن المغيرة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
    "اللهم لا تجعل قبري وثنا، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
    لعلك لم تلاحظ، هذان حديثان مختلفان يدلان على ذلك اختلاف مخرج الحديث.
    ثم أين في حديث حمزة: "وَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ". اهـ؟
    ستأتي بشاهد ءاخر، فهذا يدل على أن أحاديث متداخلة في بعضها وجاء ابن نافع ودرجهم في حديث واحد بإسناد منكر كالشمس.
    أما حديث ابن نافع عن ابن أبي ذئب وحديث أصحاب سهيل بن أبي صالح عن سهيل المشهور في صحيح مسلم.
    قد اتحد مخرجهما وصدر حديثهما كأنه حديث واحد.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    الطبراني لم يعل الوصل وليس كتابه كتاب علل، إنما كتاب أفراد وغرائب فتنبه!
    انظر كلامك:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    الأول: قال الطبراني : " لم يصل هذا الحديث عن ابن أبي ذئب إلا عبد الله بن نافع ، تفرد به: مسلم بن عمرو ".
    أي لم يروه عن ابن أبي ذئب موصولا، إلا عبد الله بن نافع، ولكن أين هي الروايات عن ابن أبي ذئب ؟!!!
    انتهى.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    نعم إذا حدث ابن نافع من حفظه ستجد مناكير كما قال الأئمة، وما المشكلة في ذلك ؟
    وما المشكلة؟ ألم يصح متنه عن غيره، فللحديث شواهد كثيرة منها ما أسلفنا
    هذا السؤال مُعاد.
    المشكلة أنها مناكير ليست بهينة وكما بينت أنه لا يضبط الأحاديث ذات الأسانيد المشهورة.
    قال أبو زرعة الرازي في عبد الله بن نافع ءاخر:
    "وبمثل هذا يُستدل على الرجل إذا روى مثل هذا وأسنده رجلٌ واحدٌ،
    يعني أن عبد الله بن نافع في رفعه هذا الحديث يُستدل على سوء حفظه وضَعْفِهِ. "سؤالات البرذعي" صفحة ٦٩٣ و ٦٦٤.
    ثم هل هذه الشواهد بهذه الصيغة التي جاء بها ابن نافع: "قبري عيدا"؟
    وهل هذه الشواهد تثبت أن له أصلا بأن ابن أبي ذئب أو المقبري تلفظ بها؟
    ثم إنك لم تجبني أين أصحاب ابن أبي ذئب المكثرون عنه والمعتنون بحديثه من هذا الحديث الذي تتضافر الجهود إلى نقله؟
    لم أسألك بعد حتى أين أصحاب المقبري حتى فإن له أيضا تلامذة كثيرون مكثرون عنه.
    بل حتى إن محمد بن عجلان وهو من أروى الناس عن سعيد بن أبي سعيد المقبري.
    لم يروه عن سعيد إلا ابن أبي سعيد مولى المهري !
    فدل هذا على أنه ليس له أصل من حديث المقبري.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    صالح مولى التوءمة مختلط
    العبرة ليست بصالح مولى التوءمة فإن ابن أبي ذئب قد روى عنه قبل الاختلاط فيما ذكروه.
    لكن هل هناك أحد في الدنيا تابع عبد الله بن نافع المتفرد في ذلك الحديث المنكر أو حتى من فوقه؟!
    بل هل هناك شاهد له؟!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    لا ينكر أحد أن الرواة يخطئون فهم بشر يخطئون ويصيبون، فكان ماذا؟
    ولكن كان يجب عليك أن تأخذ عدة نقاط من ترجمته:
    فهو فقيه، أي لا يحسن الحديث.
    مثله مثل يحيى بن يحيى الليثي في روايته لموطأ مالك، وإصلاح ابن وضاح لكتابه.
    لا أرى لهذه المقارنة وجها، يحيى الليثي حافظ واسع الرواية رواية مالك مختص به.
    ولم يتكلم فيه مثل ما تكلم في ابن نافع الكلام الشديد، وأنت قلت أصلح له ابن وضاح كتابه.
    بخلاف ابن نافع أشغله الفقه عن ضبط الحديث أو حتى إصلاحه.
    بل لم يكن صاحب حديث وكان ضيقا فيه كما قال الإمام أحمد.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    أن كتابه صحيح، فإذا روى من كتابه فروايته لا بأس به.
    قال أبو حاتم الرازي: (ليس بالحافظ هو لين تعرف حفظه وتنكر، وكتابه أصح).
    قال ابن حبان: (وَكَانَ صَحِيح الْكتاب وَإِذا حدث من حفظه رُبمَا أَخطَأ)
    أرى كلام أبي حاتم الرازي أدق، فقوله: "كتابه أصح" وكذلك قال البخاري، ليس يعني صحة كتابه.
    وعليه يحمل قول ابن حبان.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    هناك من وثقه وصحح حديثه.
    قال يحيى بن معين: عبد الله بن نافع الصائغ ثقة.
    وقال أبو زرعة: لا بأس به.
    وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
    قال ابن عدي: (وَهو في رواياته مستقيم الحديث)
    فأين الموازنة بين أقوال العلماء، المجرحين والمعدلين، والوقوف على حقيقة أقوالهم ...
    ألم يقل البخاري... تعرف وتنكر
    هناك ما يرويه معروفا محفوظا، وهناك ما يرويه منكرا
    كل من وقفت عليه يقول عليه البخاري تعرف وتنكر وإلا وهو منكر الحديث أو صاحب مناكير في الأسانيد النظيفة.
    الموازنة يا أخي الفاضل أن تأتي بأقوال التعديل والترجيح كلها وتقارن وليس كما فعلت أتيت بأقوال المعدلين فحسب.
    يعتبر هنا اثنان عدلاه تعديلا مطلقان وهما يحيى بن معين والنسائي. والذين جرحوه وتكلموا فيه أكثر من هذين وأعلم منهم وهم:
    1- وقد مر معنا قول البخاري فيه وقال في التاريخ الأوسط
    : "في حفظه شيء". اهـ.2 - قال الإمام أحمد: عبد الله بن نافع الصائغ، لم يكن يحسن الحديث، كان صاحب رأى مالك. «سؤالاته» (211) .وقال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل، عن عبد الله بن نافع الصائغ؟ فقال:
    لم يكن صاحب حديث (كان ضيقاً فيه) ، كان صاحب رأي مالك، وكان يفتي أهل المدينة برأي مالك، ولم يكن في الحديث بذاك. «الجرح والتعديل» 5/ (856) .

    وقال الآجري، عن أبي داود: سمعت أحمد يقول: كان عبد الله بن نافع أعلم الناس برأي مالك وحديثه، كان يحفظ حديث مالك كله. ثم دخله بأخره شك. «تهذيب التهذيب» 6/ (98).
    3- قال البَرْقانِيّ: سألت الدَّارَقُطْنِي ّ عن عبد الله بن نافع الصائغ، فقال: مدني فقيه، يعتبر به. (256).
    4- قال أبو حاتم: "
    ليس بالحافظ، هو لين فى حفظه ، و كتابه أصح". اهـ.
    5- وقال ابن عدي: "روى عن مالك
    غرائب، وهو فى رواياته مستقيم الحديث". اهـ.
    6- وقال ابن حبان: "كان صحيح الكتاب، و إذا حدث من حفظه ربما
    أخطأ". اهـ.
    7- وقال أبو زرعة الرازي: . ابن نافع الصائغ عندي مُنْكَرُ الحديث، حَدَّث عن مالك، عن نافع، عن ابن عُمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما بين بيتي ومنبري"
    وأحاديث
    غيرها مناكير، وله عند أهل المدينة قدر في الفقه "سؤالات البرذعي" صفحة 375.وقال البرذعي: ذكرتُ أصحابَ مالك، فذكرت عبد الله بن نافع الصائغ. فكلح وجهه، يعنى أبا زرعة الرازي "سؤالات البرذعي" صفحة 732.
    وقال سعيد بن عمرو البرذعي:
    "وعبد الله بن نافع الزبيريّ لا بأس به، هو أستر من هذا في الحديث، يعني من عبد الله بن نافع الصائغ. "سؤالات البرذعي" صفحة ٧٣٢.
    والزبيري هذا صدوق فكيف بالصائغ المخزومي وهو دون الصدوق ولا أضعف من الصدوق إلا الضعيف؟
    وقد ذكرت قول أبي زرعة: "وبمثل هذا يُستدل على الرجل إذا روى مثل هذا وأسنده رجلٌ واحدٌ
    يعني في رفعه هذا الحديث يُستدل على سوء حفظه وضَعْفِهِ". اهـ.
    قال الشافعي :
    وَزَادَ ابْنُ نَافِعٍ فَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

    وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْحُفَّاظِ يَرْوِيهِ، وَلَا يَذْكُرُ فِيهِ جَابِرًا. اهـ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    فالحديث يكون منكرا إذا وجدنا من خالف ابن نافع في روايته عن ابن أبي ذئب، أو وجدنا إمام من الأئمة المتقدمين من صرح بنكارته، ودون ذلك خرط القتاد..
    وتذكر أن لكل حديث نقد خاص، ولا ينسحب هذا على جملة أحاديثه
    والتجويزات العقلية محظورة في علم العلل
    لا أنكر أن يكون لعبد الله بن نافع أحاديث مستقيمة يرى فيها صدقه وضبطه.
    لكن بعيدا عن الأحاديث التي بها أسانيد موصولة مشهورة.
    فإنه قد يرسلها الحفاظ الأثبات الذين يميزون بين المرسل والموصول من هذه الأحاديث المشهورة.
    وأنا أرى الإمام الطبراني رحمه الله من الأئمة المتبحرين في الحديث وكتبه دالة على ذلك.
    فلا يستبعد أن يستطيع أن يعل بعض الأحاديث.
    والله أعلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    والله المستعان لا رب سواه....
    اللهم آمين.
    بارك الله فيك وزادك علما وحفظك.
    وأعتذر لك إن أزعجتك بالنقاش وأطلت معك في الكلام حقا، إنما أتعلم منك وأستفيد.
    .

  12. #12

    افتراضي رد: تخريج حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

    الحديث من طريق عبد الله بن نافع ، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة به مرفوعاً.
    عبد الله بن نافع ، مُتكلم فيه ، ومن ذهب إلى تقويته ، احتج بقرائن وهي:
    1- أن عبد الله بن نافع ، رواه من كتابه ، وإذا روى من كتابه فحديثه يكون أصح وأكثر ضبطاً ، وإتقاناً.
    قال البخاري: ((يُعرَفُ حِفظُه ويُنكَرُ، وكتابه أصح)) ، وقال أبو حاتم: ((هُوَ لين في حفظه، وكتابه أصحّ)) ، وقال ابن حبان: (( كان صحيح الكتاب ، وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ)).
    2- أن عبد الله بن نافع ، مدني ، وإمام في الفقه ، ومثل هذه المسألة مما يُحتاج إليها ، فهي مظنة ضبطه وحفظه.
    3- وأجابوا على ما ذُكر من تفرده به ، بأن له شواهد كثيرة من طرق أخرى ، ترفع النكارة عنه.


    قال البزار: ((فَذَكَرْنَا هَذَا الْحَدِيثَ؛ لِأَنَّهُ غَيْرُ مُنْكَرٍ: لَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا وَلَا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا. قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ)).
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" (170/2) - بعد أن ذكر كلام العلماء في عبد الله بن نافع - : ((فإن هذه العبارات منهم تنزل حديثه من مرتبة الصحيح إلى مرتبة الحسن، إذ لا خلاف في عدالته وفقهه، وأن الغالب عليه الضبط، لكن قد يغلط أحيانا، ثم هذا الحديث مما يُعرف من حفظه، ليس مما ينكر، لأنه سنة مدنية وهو محتاج إليها في فقهه، ومثل هذا يضبطه الفقيه. وللحديث شواهد من غير طريقه، فإن هذا الحديث روي من جهات أخرى فما بقي منكرا. وكل جملة من هذا الحديث رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد معروفة))

    وقال: ((ومثل هذا قد يخاف أنه يغلط أحياناً، فإذا كان لحديثه شواهد علم أنه محفوظ، وهذا له شواهد متعددة)).
    وقال ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي" (308): ((هو حديث حسن جيد الإسناد وله شواهد كثيرة يرتقي بها إلى درجة الصحة)).

    وقال ابن حجر في "الفتح" (488/6): ((سنده صحيح)).

    والله أعلم.
    طويلب علم

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: تخريج حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

    اعتذر عن تأخري في الرد، لانشغالي ببعض الأمور ولطول الرد ولكثرة ما به من لبس، أحببت فض الاشتباك بين أجزائه وتفكيكها.

    قلتُ: لا يضر تفرد مسلم بن عمرو، إنما الذي يضر التفرد عبد الله بن نافع كما قال الطبراني.
    فهو قال:" لم يصل هذا الحديث عن ابن أبي ذئب إلا عبد الله بن نافع ". اهـ
    لم يكن مقصدي من ذكر مسلم بن عمرو إلا إخبارك بأن الطبراني قد حكم بتفرد مسلم بن عمرو، مع أنه قد توبع! حتى لا تأخذ أحكامه كأنها قد أنزلت من السماء، وتتشبث بها، بل كلامه واقع تحت طائلة الفحص والتمحيص، فتنبه! [وسيأتي تمحيص لكلام أبي زرعة الرازي إن شاء الله، فواصل القراءة].

    وهذا فهمك الأول، الذي قلته فلماذا تراجعت؟
    أخي الكريم، لقد راجعت الاقتباسين، فلم أجد أي اختلاف بينهم، فمعناهما واحد، وهو رواية ابن أبي ذئب لهذا الحديث موصولا من طريق ابن نافع، مع عدم وجود أي رواية أخرى لغير ابن نافع تخالفه في روايته عن ابن أبي ذئب سواء كانت موقوفة أو مرسلة...
    فالحديث لم يرو عن ابن أبي ذئب من طريق آخر أصلا ...

    بل حتى إن محمد بن عجلان وهو من أروى الناس عن سعيد بن أبي سعيد المقبري.
    لم يروه عن سعيد إلا ابن أبي سعيد مولى المهري!
    لا يخفى عليك أن ابن أبي ذئب أوثق من ابن عجلان في روايته عن المقبري.

    أذكر مرة أنه في منذ زمن بعيد كنت تناقشني في حديث من قبل وقلت بأن الحديث مشهور لكونه مخرج في الصحيح.
    على أية حال أليس إنه لا يكون مشهورا إلا من حديث متروك،
    فيأتي من هو متكلم فيه فيأتي بإسناد منكر كالشمس ويتفرد به ويغرب؟
    أنا أسألك ما هو ضابط الشهرة عندك ابتداء، فأنت تقول الرواية المشهورة، والمشهور ...
    والشهرة كلمة مطاطة جدا....
    ومذهبي إذا روى الصدوق حديثا ليس بمستنكر ولم يخالفه أحد، فهو في أدنى درجات الصحة، ولا أخرجه من دائرة القبول إلا بتعليل إمام أو مخالفة من هو أوثق منه أو رواية ما يستنكر المخالف لما هو أصح منه، فإذا كان لروايته شاهد لمعناه من الأحاديث الثابتة، أخرجته من دائرة النكارة والبطلان... فليس همنا هو إسقاط الأحاديث بتضعيف، وإلا فما أسهل صنعة الحديث إذن؟
    قال الحاكم: «وقد استقصيت في تصحيح هذا الحديث بعض الاستقصاء على ما أدى إليه اجتهادي، وكنت فيه كما قال إمام أئمة الحديث شعبة في حديث عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر، لَمَّا طلبه بالبصرة والكوفة والمدينة ومكة، ثم عاد الحديث إلى شهر بن حوشب، فتركه، ثم قال شعبة: لأنْ يصح لي مثل هذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحب إليَّ من والدي وولدي والناس أجمعين، وقد صح هذا الحديث، والحمد لله، وصلى الله على محمد وآله أجمعين» اهـ.

    لماذا تنكر تعليله بالشهرة؟ ولي سلف في ذلك عن ابن حبان وكذلك الترمذي قد فعل ذلك!
    التعليل ليس أمرًا سهلا هينا كما تتصور.
    أخي الفاضل، أنت لم تثبت ضابطك للشهرة ابتداء، ولم تثبت استحقاق الرواية الأخرى التي تنافح عنها لوصف الشهرة أصلا [وسيأتيك بيان تفصيلي بالرواية المرسلة في آخر الرد]
    فثبت العرش ثم انقش.
    ولا تقارن عملك بعمل المتقدمين لسببين:
    الأول: أن لكل حديث نقده الخاص، ولا ينسحب تفاصيل وملابسات وقرائن كل حديث على غيره.
    الثاني: قال الحافظ ابنُ رجب الحنبلي: "قاعدةٌ مهمةٌ: حذّاق النقاد من الحفاظ لكثرة ممارستهم للحديث، ومعرفتهم بالرجال، وأحاديث كل واحد منهم، لهم فهم خاص يفهمون به أنَّ هذا الحديث يشبه حديث فلان، ولا يشبه حديث فلان، فيعللون الأحاديث بذلك، وهذا مما لا يعبر عنه بعبارة تحصره، وإنما يرجع فيه إلى مجرد الفهم والمعرفة التي خصوا بها عَنْ سائر أهل العلم".
    فعندما يقول الإمام الترمذي: (لا نعرفه من حديث أبي الزناد)، فإنني أقبله!
    ولكن عندما يقول الأخ عبد الرحمن هاشم بيومي: (هذا الحديث حديث ابن أبي سعيد المهري)، فإنني لا أقبله... [وسيأتي في آخر الرد تهافت رواية المهري هذه في ميزان النقد العلمي]
    لماذا؟!!
    لأن هؤلاء العلماء قد تميزوا وخصوا بالحفظ والفهم والمعرفة والممارسة، بحيث أضحت مرويات كل راو نصب أعينهم، فيعرفون ما هو منها أصالة، وما هو دخيل وغريب عليها، فلا تقرن نظرك بنظر المتقدمين، بارك الله فيك.

    يرويه متروك مثل عبد الله بن هشام الدستوائي، حدثني أبي، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
    فيأتي عبد الله بن نافع بنكارته بإسناد كالشمس عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة.
    وأحاديث ابن نافع وإن كانت في الكتب الستة المشهورة فليس هذا بمبشر ولا يفرح به.
    فأكثرها عندهم معللة سيما الأحاديث ذات الأسانيد المشهورة التي يسهل حفظها.
    قل بالله عليك، ما علاقة طريق الدستوائي بطريق ابن نافع ... أي عامل مشترك بينهم جعلك تربط بينهم
    وأنت تعلم بأن الدستوائي بصري
    وابن نافع مدني
    والحديث من سنن المدينة كما لا يخفى عليك.
    ثم ما الذي جعلك تقول بأن ابن نافع قد أخذ هذا الحديث من هذا المتروك
    ولماذا لا يكون هذا المتروك قد أخذه من ابن نافع وجعله عن أبيه.
    فليس عندك سواء تحكمات فقط
    وتحاول إسقاط تطبيقات الأئمة على الأحاديث بغير طريقتهم وبغير منهجهم
    وهذا العلم ليس محلا للأوهام والظنون والتخيلات والتجويزات العقلية، وإلا أضحى فلسفة أو إلهاما روحانيا أو سوفسطائية عبثية!!!!

    بل هناك رواة ضعفاء في الصحيحين فلا يعني ذلك صحة حديثهم.
    وهناك أحاديث معللة للثقات الحفاظ في كتب العلل، فلا يعني هذا النيل من توثيقهم أو من حفظهم
    وماذا بعد؟!!!
    لأن سهيل بن أبي سهل أخذه عن الحسن بن علي.
    أما سعيد بن أبي سعيد فهو من مرسله فلا ندري من أين أخذه.
    والدليل على ذلك:
    ما خرجه ابن عساكر في "تاريخه" (13/62) من طريق الليث بن سعد، قال:
    حدثني ابن عجلان عن سهيل وسعيد بن أبي سعيد مولى المهري، عن حسن بن علي بن أبي طالب، فذكر الحديث.
    وقد قلت بأن الإسناد الموصول عن الحسن بن علي إنما هو من حديث سهيل فحسب دون مرسل سعيد بن أبي سعيد نفسه.
    هل هذا يعني أن رواية سهيل متصلة
    ورواية المهري مرسلة؟
    لم أفهم هذه الجزئية منك، أرجو أن توضحها من وجهة نظرك، وسيأتي في آخر ردي، تحرير لمرسل الحسن بن الحسن إن شاء الله تعالى.
    وقلنا بأنه قد توبع متابعة مستأنس بها فيما خرجه عبد الرزاق في مصنفه [15916]، فقال:
    عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكر نحوه.
    كما قلت لك بأن هذه الرواية رواية ابن ابي يحيى، وهو متروك
    ورواية المتروك لا يعتبر بها ولا يعتد بها في المتابعات ولا يستأنس بها
    بل تطرح في النفايات كأن لم تكن، فهي والعدم سواء.

    ثم من الذي قال بأن أحمد بن صالح قرأ من كتاب عبد الله بن نافع نفسه؟
    قد يمكن أنه أخذ هذه الأحاديث من أحد تلاميذ عبد الله بن نافع ثم جاءه ليقرأه عليه.
    ثم لو سلمنا لك بأن كان هذا من كتاب عبد الله بن نافع لم يسلم النكارة، وقد أوردت له حديثا منكرا.
    نعم قرأه من كتابه، هذا هو الأصل
    أما ماذا ذكرته فهو استثناء، ويجب أن تدلل عليه ولم تفعل.
    أما الحديث الذي أوردته أنت فهو معلول بمخالفة ابن أبي فديك وغيره.
    وما دام قد خولف ممن هو أوثق منه وأكثر عددا، فمن أوثق منه وأكثر عددا هو المقدم [هذا في الحديث الآخر].
    ولكن أن تسحب نقد لحديث ما، على حديث غيره، فهذا قمة في الخطأ
    فلكل حديث نقد خاص به كما ذكرت لك أكثر من مرة.
    وكما ذكرت لك فالفيصل هو أن تأتي برواية عن ابن أبي ذئب نفسه، موقوفة أو مرسلة.
    مثلما أتيت برواية ابن أبي فديك وأبي غزية وغيرهما عن ابن أبي ذئب من تعليل الدارقطني لحديث آخر.
    وأيضا فذكر العلماء مثل البخاري وأبو حاتم الرازي وابن حبان لصحة كتاب ابن نافع لم يكن عبثا كما لا يخفى عليك! وخلاف ما تحاول أن تثبت، فأرجو أن تضع هذا في حسبانك جيدا.
    فكل كلمة يقولها إمام متقدم قد تمثل لك طوق نجاة من التباس نقدي أو اشتباك علمي!

    فإنه يسلك الجادة؛ لأن طريق المقبري عن أبي هريرة وطريق ابن ثوبان عن جابر ونحو هذه الطرق المشهورة أسهل عليه من ضبط مرسل الأحاديث.
    أنت تلقنني حجتي التي لقنتها إياك، فأي إفادة في ذلك؟!!
    سلوك الجادة هو خطأ في أحاديث الرواة، ومسلك في التعليل يعل به الأئمة المتقدمين، ويقع في حديث الثقات كما يقع في حديث الضعفاء، وهذا بحسب كل حديث، لأن كل حديث نقد خاص به. (في الإعادة إفادة).
    وهو هنا ممتنع في حق ابن نافع، لصعوبة إثباتك لهذا الأمر.

    لعلك لم تلاحظ، هذان حديثان مختلفان يدلان على ذلك اختلاف مخرج الحديث.
    ثم أين في حديث حمزة: "وَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ". اهـ؟
    ستأتي بشاهد ءاخر، فهذا يدل على أن أحاديث متداخلة في بعضها وجاء ابن نافع ودرجهم في حديث واحد بإسناد منكر كالشمس.
    أما حديث ابن نافع عن ابن أبي ذئب وحديث أصحاب سهيل بن أبي صالح عن سهيل المشهور في صحيح مسلم.
    قد اتحد مخرجهما وصدر حديثهما كأنه حديث واحد.
    ومن قال لك أنني قد سقته على أساس أنهما حديثان متطابقين؟!!!
    هذه هي الأحاديث:
    أخرج أحمد في مسنده: حدثنا سفيان، عن حمزة بن المغيرة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم لا تجعل قبري وثنا، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
    وأخرج أحمد: حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي "
    وأخرج مسلم: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ". اهـ.

    فالنهي عن جعل البيوت مقابر، قد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من مناسبة، وروي ذلك عن أكثر من صحابي، فجعل الحديثين المتشابهين في فقرة أو جملة معينة، حديثا واحدا من ضيق العطن وقلة الخبرة والتمرس.

    وأما مشكلتك مع هذه الفقرة من متن الحديث: "وَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ".
    قال العلماء في شرحه: فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم، يشير بذلك صلى الله عليه وسلم إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبعدكم منه، فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيدا.
    فتبين لك أن هذه الفقرة مرتبطة بكون اتخاذ قبره عيدًا... أما وجه التشابه بينه وبين حديث حمزة فهو تجنب تعظيم قبره عليه الصلاة والسلام حتى يقطع الوسائل المفضية إلى الشرك.

    قال البزار عن حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَقَدْ رُوِيَ بِهَذَا الإِسْنَادِ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ فِيهَا مَنَاكِيرُ، فَذَكَرْنَا هَذَا الْحَدِيثَ لأَنَّهُ غَيْرُ مُنْكَرٍ: لاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا وَلاَ بُيُوتَكُمْ قُبُورًا قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ “.
    ونستفيد من كلام البزار فائدتين:
    الأول: الإسناد الواحد قد يروى به أحاديث منكرة، وأحاديث غير منكرة.... وهذا يدعم قولي بأن لكل حديث نقده الخاص.
    الثاني: أن حديث: (لا تجعلوا قبري عيدا) ليس بمنكر كما تتوهم.

    ثم هل هذه الشواهد بهذه الصيغة التي جاء بها ابن نافع: "قبري عيدا"؟
    وهل هذه الشواهد تثبت أن له أصلا بأن ابن أبي ذئب أو المقبري تلفظ بها؟
    إذا أتت بنفس المتن، فلا معنى لكونها شاهدًا، ويكفينا أن العلماء مثل ابن تيمية وابن عبد الهادي وغيرهما قد قرروا أن له شواهدًا... وماذا يهم أن نثبت إذا كان العلماء قد قرروا بأن هذا الحديث غير منكر.... وماذا يهم إذا كان الحديث المرسل يؤيد الرواية المتصلة ويثبت أن لها أصلا.

    ثم إنك لم تجبني أين أصحاب ابن أبي ذئب المكثرون عنه والمعتنون بحديثه من هذا الحديث الذي تتضافر الجهود إلى نقله؟
    هذا الحديث سنة مدنية معروفة، وكم من سنة تفرد به مصر دون مصر، وقطر عن قطر.
    وما دام له شواهد غيره، وليس فيه ما يستنكر، ولم يعله أحد من الأئمة.
    وحتى الحديث المرسل الذي تتشبث به، يدل على أن لحديث ابن نافع أصلا، كما سيتبين في آخر الرد.

    بل حتى إن محمد بن عجلان وهو من أروى الناس عن سعيد بن أبي سعيد المقبري.
    لم يروه عن سعيد إلا ابن أبي سعيد مولى المهري!
    فدل هذا على أنه ليس له أصل من حديث المقبري.
    ابن أبي ذئب أوثق من ابن عجلان في المقبري.
    ورواية ابن عجلان تحتاج لتحرير، وهو ما قمت به في آخر ردي.

    العبرة ليست بصالح مولى التوءمة فإن ابن أبي ذئب قد روى عنه قبل الاختلاط فيما ذكروه.
    لكن هل هناك أحد في الدنيا تابع عبد الله بن نافع المتفرد في ذلك الحديث المنكر أو حتى من فوقه؟!
    بل هل هناك شاهد له؟!
    قال محققو ط. الرسالة من مسند أحمد:
    (وأما صالح مولى التوأمة، فهو صالح بن نبهان مولى التوأمة بنت أمية، هو في الأصل حسن الحديث، قد حسن القول فيه جماعة، وضعفه آخرون بسبب اختلاطه، وكان قد اختلط اختلاطاً فاحشاً، حتى قال ابن حبان في "المجروحين" 1/366: تغير في سنة 125، وجعل يأتي بالأشياء التي تشبه الموضوعات عن الأئمة الثقات، فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم يتميز، فاستحق الترك.
    قلنا: وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أن ابن أبي ذئب كان سماعه منه قديماً قبل أن يتغير، وهذا مما لا نماري فيه لاتفاقهم على ذلك، لكن لا يبعد أن يكون قد سمع منه بعد الاختلاط أيضاً، لاجتماع دارهما ومكثهما فيها، وهي مدينة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومتن هذا الحديث الذي أخرجه المصنف من طريقه أكبر برهان على ذلك، فالنكارة والتخليط بينان عليه، والله تعالى أعلم).

    لا أرى لهذه المقارنة وجها، يحيى الليثي حافظ واسع الرواية رواية مالك مختص به.
    ولم يتكلم فيه مثل ما تكلم في ابن نافع الكلام الشديد، وأنت قلت أصلح له ابن وضاح كتابه.
    بخلاف ابن نافع أشغله الفقه عن ضبط الحديث أو حتى إصلاحه.
    بل لم يكن صاحب حديث وكان ضيقا فيه كما قال الإمام أحمد.
    ابن وضاح لم يصلح له كتابه في حياته، ولكن أصلح الأخطاء التي وقعت له، وإلا فقد صنف العلماء في أغاليط يحيى بن يحيى الليثي في الموطأ.
    والليثي مثله مثل ابن نافع، أشغله الفقه عن ضبط الحديث.

    أرى كلام أبي حاتم الرازي أدق، فقوله: "كتابه أصح" وكذلك قال البخاري، ليس يعني صحة كتابه.
    وعليه يحمل قول ابن حبان.
    وما فائدة ذلك، إذا لم تستفد من هذه النكتة في ترجمته! هل إيرادها في ترجمته عبثا،
    هل يخبرنا الأئمة بأشياء في تراجم الرواة، لنبحث لها عن مخرج عكسي باللف والدوران؟!!!!
    إنما قالا (أصح) تفضيلا مقارنة بحفظه.
    ولا شك أن الكتاب أفضل بالنسبة لأمثال ابن نافع في حاله.

    الموازنة يا أخي الفاضل أن تأتي بأقوال التعديل والترجيح كلها وتقارن وليس كما فعلت أتيت بأقوال المعدلين فحسب.
    وهل أتيت أنا بأقوال المعدلين إلا لما أغفلتها أنت لما سقت أقوال المجرحين فقط؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !
    هذا يقال عنه في الأمثال: رمتني بدائها وانسلت!
    ولا تلازم بين حال الراوي وحال روايته.... فكم في الصحاح من أحاديث الضعفاء، وكم في كتب العلل من أخطاء الثقات.

    وقال أبو زرعة الرازي: ابن نافع الصائغ عندي مُنْكَرُ الحديث، حَدَّث عن مالك، عن نافع، عن ابن عُمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما بين بيتي ومنبري"وأحاديث غيرها مناكير، وله عند أهل المدينة قدر في الفقه "سؤلات البرذعي" صفحة 375.
    أبو زرعة الرازي يتشدد أحيانا، وإنما جعل ابن نافع منكر الحديث لأجل هذا الحديث.
    وحتى تعلم قصة هذا الحديث (ما بين بيتي ومنبري) ... وهو حديث صحيح، ولكن لماذا ينكره الإمام أبو زرعة على ابن نافع؟!
    لأن الإمام مالك قد رواه عن عدة من الصحابة رضوان الله عليهم:
    فرواه عن عبد الله بن أبي بكر، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد المازني رضي الله عنه.
    ورواه عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما.
    فروايته لهذا الحديث المشهور بإسناد السلسلة الذهبية المعروفة بما ليس فيها، يعد أمرا منكرا، وكما قلت لك مسبقا: (ورب حديث واحد أسقط مائة ألف حديث).
    ولكن هل أصاب الإمام أبو زرعة في هذا، تعالى لنعرف.
    بالنسبة لرواية ابن نافع:
    فقد أخرجها ابن أبي حاتم في العلل، والعقيلي في الضعفاء، وبقي بن مخلد في الحوض والكوثر، والآجري في الشريعة وأبو الحسين الكلابي في جزء من حديثه، وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر في تاريخه، من طريق القاسم بن عثمان الجوعى، ثنا عبد الله بن نافع المدني، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة وإن منبري لعلى حوضي “.
    وقالَ العُقَيْلِيُّ في شأن القاسم بن عثمان الجوعي: تَفَرَّدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نافِعٍ، عَنْ مالِكٍ، عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ ﷺ: «ما بَيْنَ قَبْرِي ومِنبَرِي رَوْضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ» [الذهبي في السير وتاريخ الإسلام]
    والقاسم بن عثمان الجوعي، كان من الصالحين، ولم يكن من أحلاس الحديث، فأظن الخطأ منه.

    ثانيا: على فرض ثبوت رواية ابن نافع عنه، فقد توبع من كل من:
    أحمد بن يحيى مولى الأشعريين: أخرجه العقيلي، والطحاوي في المشكل، والخطيب في تاريخه، وفي المهراونيات، وتمام في فوائده.
    حباب بن جبلة الدقاق: أخرجه العقيلي في الضعفاء.

    وهذا لا يعني صحتها، بل هي منكرة لمخالفتها لما في موطأ مالك كما أسلفنا. وهذا يسمى (توارد الخطأ). فإذا حررت المسألة، وتمحصت الرواية، تبين لنا مبدئها.

    وقال ابن عدي: "روى عن مالك غرائب، وهو في رواياته مستقيم الحديث". اهـ.
    قد قال لك ابن عدي بأنه مستقيم الحديث.
    وغرائبه عن مالك ربما لم تصح إليه [وقد سبق الرد على إحداها] وإلا فقد لزم مالك لزوما شديدا كما في بعض المصادر، وكان أعلم الناس برأي مالك وحديثه كما قال الإمام أحمد.

    ----------------------------------------
    آخر الرد


    لنأتي لمرسل الحسن بن حسن بن علي بن أبي طالب:
    فأنه مما يجب تحريره لنعرف هل هو من المرسل الذي يعل الموصول
    أم من المرسل المروي من مخرج آخر، ويدل على أن للحديث أصلا؟!!


    ورواياته هي:
    1- أخرج علي بن حجر السعدي في "حديثه عن إسماعيل بن جعفر" (436) عن سهيل بن أبي سهل أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فالتزمه، ومسح قال: فحصبني حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تتخذوا بيتي عيدا، ولا تتخذوا بيوتكم مقابر»

    2- أخرج عبد الرزاق الصنعاني في "المصنف" (6933) عن الثوري، عن ابن عجلان، عن رجل يقال له: سهيل، عن الحسن بن الحسن بن علي، قال: رأى قوما عند القبر فنهاهم وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تتخذوا قبري عيدا، ولا تتخذوا بيوتكم قبورا، وصلوا على حيثما كنتم، فإن صلواتكم تبلغني»

    3- أخرج عبد الرزاق في مصنفه [15916]، فقال:عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكر نحوه.

    4- الإخنائية أو الرد على الإخنائي ت العنزي» (ص266):
    أخرج سعيد بن منصور في سننه: حدثنا حبان بن علي حدثني محمد بن عجلان عن أبي سعيد مولى المهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تتخذوا بيتي عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا على حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني).

    5- وقال سعيد أيضا: حدثنا عبد العزيز بن محمد أخبرني سهيل بن أبي سهيل قال: رآني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عند القبر فناداني وهو في بيت فاطمة يتعشى فقال: هلم إلى العشاء. فقلت: لا أريده فقال: ما لي رأيتك عند القبر؟ فقلت: سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إذا دخلت المسجد فسلم عليه، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتخذوا بيتي عيدا ولا بيوتكم قبورا، لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. وصلوا على إن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم) ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء.

    6- أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/375) و (3/345): حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن سهيل، عن حسن بن حسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي حيث ما كنتم فإن صلاتكم تبلغني.

    7- أخرج إسماعيل بن إسحاق القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم" (30) : حدثنا إبراهيم بن حمزة قال: ثنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل قال: جئت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وحسن بن حسين يتعشى في بيت عند النبي فدعاني فجئته فقال: ادن فتعش قال: قلت: لا أريده قال: مالي رأيتك وقفت؟ قال: وقفت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخلت المسجد فسلم عليه، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا في بيوتكم ولا تجعلوا بيوتكم مقابر، لعن الله يهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وصلوا علي؛ فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم» .

    8- أخرج ابن عساكر في تاريخ (13/62): أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا محمد بن الحسن بن علي، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي، نا ابن أبي داود، نا عبد الملك بن شعيب بن الليث، حدثني أبي، عن جدي، حدثني ابن عجلان، عن سهيل وسعيد بن أبي سعيد مولى المهري، عن حسن بن علي بن أبي طالب أنه قال ورأى رجلا وقف على البيت الذي فيه قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعو له ويصلي عليه فقال حسن للرجل لا تفعل فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تتخذوا بيتي عيدا ولا تجعلوا بيوتكم قبورا وصلوا علي حيث ما كنتم فإن صلاتكم تبلغني.

    وبمقارنة الروايات ببعضها نخلص للآتي:
    الحديث حديث سهيل بن أبي سهيل وليس حديث سعيد بن أبي سعيد المهري.
    فقد رواه عن سهيل كل من:
    1- إسماعيل بن جعفر: أخرجه علي بن حجر السعدي في "جزء من حديث إسماعيل بن جعفر" (436).
    2- عبد العزيز بن محمد: أخرجه سعيد بن منصور في سننه كما في "الإخنائية" (ص266) لابن تيمية، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (30).
    3- محمد بن عجلان: واختلف عليه:
    فرواه كل من: سفيان الثوري [عبد الرزاق (6933)]، وتابعه أبو خالد الأحمر [ابن أبي شيبة (2/375) و (3/345)]، عن عن ابن عجلان، عن رجل يقال له: سهيل، عن الحسن بن الحسن بن علي بنحوه.
    وقرن الليث بن سعد بين سهيل وسعيد بن أبي سعيد مولى المهري، فقال: حدثني ابن عجلان، عن سهيل وسعيد بن أبي سعيد مولى المهري، عن حسن بن علي بن أبي طالب به.

    بينما لم يأتي ذكر ابن أبي سعيد المهري إلا في ثلاثة مواطن:
    الأولى: ذكر أبيه وروايته المرسلة، في رواية حبان بن علي، وهو ضعيف، ولم يذكر هو.
    الثانية: الرواية المطروحة عن ابن أبي يحيى المتروك، والتي دلسها ابن جريج عنه، فصار في صورة المتابع.
    الثالثة: الرواية المقرونة التي ذكرها الليث بن سعد، فقرن بين سهيل وابن أبي سعيد المهري، وهي اضطراب من ابن عجلان، أو وهم من الليث بن سعد، والله أعلم.

    قلت: فتبين أن الحديث المرسل حديث سهيل بن أبي سهيل، وليس حديث ابن أبي سعيد المهري، هكذا رواه إسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن محمد، ومحمد بن عجلان (هكذا رواه عن ابن عجلان ثلاثة من الرواة، وهم: الليث بن سعد، والثوري، وأبو خالد الأحمر).

    ثم أجهز الإمام البخاري على ما تبقى من أمل في صحة هذه الرواية المقرونة، قال البخاري في "تاريخه" (5/129): "سهيل عن حسن بن حسن. روى عنه محمد بن عجلان، منقطع".
    قلت: فقال بأن هناك انقطاع بين ابن عجلان وسهيل، هذا إذا كان فهمي لكلام الإمام البخاري صحيحا، والله أعلم.
    .........................
    نأتي لحال سهيل بن أبي سهيل المدني العابد
    فقد سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات.
    -------------------
    الحسن بن حسن بن علي بن أبي طالب لم يكن في مقام الرواية، بل في مقام الفتوى والاحتجاج.
    قال سعيد بن منصور: حدثنا عبد العزيز بن محمد أخبرني سهيل بن أبي سهيل قال: رآني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عند القبر فناداني وهو في بيت فاطمة يتعشى فقال: هلم إلى العشاء. فقلت: لا أريده فقال: ما لي رأيتك عند القبر؟ فقلت: سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إذا دخلت المسجد فسلم عليه، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتخذوا بيتي عيدا ولا بيوتكم قبورا، لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. وصلوا على إن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم).

    قال ابن تيمية: "فهذان المرسلان من هذين الوجهين المختلفين يدلان على ثبوت الحديث، لاسيما وقد احتج من أرسله به وذلك يقتضي ثبوته عنده، ولو لم يكن روي من وجوه مسندة غير هذين. فكيف وقد تقدم مسندا؟
    ووجه الدلالة: أن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل قبر على وجه الأرض، وقد نهى عن اتخاذه عيدا. فقبر غيره أولى بالنهي كائناً من كان، ثم إنه قرن ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: ((ولا تتخذوا بيوتكم قبورا)) أي: لا تعطلوها عن الصلاة فيها والدعاء والقراءة، فتكون بمنزلة القبور، فأمر بتحري العبادة في البيوت، ونهى عن تحريها عند القبور، عكس ما يفعله المشركون من النصارى ومن تشبه بهم. وفي (الصحيحين) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورا))".
    وقال الذهبي: "هذا مرسل، وما استدل حسن في فتواه بطائل من الدلالة" ["السير" (4/484)]

    فهذا الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (المتوفي سنة 99) يحتج ويفتي بالحديث، قبل أن يولد عبد الله بن نافع الصائغ (ولد سنة 120) بأكثر من عشرين سنة، لأنه سنة مدنية متداولة في وقته، وهو بكلامه يدل على أن حديث عبد الله بن نافع الصائغ له أصل، مع عدم اتحادهما في المخرج.
    وسؤالك عن هذه الروايات المبكرة، يجيبك عنه شيخ الإسلام رحمه الله: "لو فرض انحصار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم – أي في دواوين معينة – فليس كل ما في الكتب يعلمه العالم، ولا يكاد ذلك يحصل لأحد، بل قد يكون عند الرجل الدواوين الكثيرة وهو لا يحيط بما فيها، بل الذين كانوا قبل جمع هذه الدواوين أعلم بالسنة من المتأخرين بكثير؛ لأن كثيرًا مما بلغهم وصح عندهم قد لا يبلغنا إلا عن مجهول؛ أو بإسناد منقطع؛ أو لا يبلغنا بالكليةفكانت دواوينهم صدورهم التي تحوي أضعاف ما في الدواوين وهذا أمر لا يشك فيه من علم القضية" ["مجموع الفتاوى" (20/239)].


    والله المستعان لا رب سواه.....

  14. #14

    افتراضي رد: تخريج حديث : " لا تتخذوا قبري عيدا " .

    أولا حتى أزيل عن نفسي التهمة والريبة، أيها الناس أنا لا أنكر لا أنكر معنى الحديث.
    بل هو معنى صحيح وأعتقد به وأعمل به وأعتقد بثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع أخرى غير هذا الحديث.
    إنما كلامي هنا عن قضية إسنادية لا أكثر.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    أعتذر عن تأخري في الرد، لانشغالي ببعض الأمور ولطول الرد ولكثرة ما به من لبس، أحببت فض الاشتباك بين أجزائه وتفكيكها.
    والله المستعان لا رب سواه.....
    لا بأس يا أخي الفاضل الكريم، وأنا فعلا أثقلت عليك وأتعبتك وأشكر لك حسن صبرك وكرم علمك علي.
    إنما أنا فقير مسكين لا يشتغل به حتى يعتني أحد بالرد عليَّ ولا ينظر إليه.
    وأسأل الله لك الخير والعافية والسعادة في الدارين.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    لم يكن مقصدي من ذكر مسلم بن عمرو إلا إخبارك بأن الطبراني قد حكم بتفرد مسلم بن عمرو، مع أنه قد توبع!
    حتى لا تأخذ أحكامه كأنها قد أنزلت من السماء، وتتشبث بها، بل كلامه واقع تحت طائلة الفحص والتمحيص، فتنبه!
    قلتُ: يمكن تقدير ذلك بأن الطبراني يقصد بتفرد مسلم بن عمرو عنده، ولم يقصد التفرد المطلق، ولله أعلم.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم، لقد راجعت الاقتباسين، فلم أجد أي اختلاف بينهم، فمعناهما واحد،
    وهو رواية ابن أبي ذئب لهذا الحديث موصولا من طريق ابن نافع،
    مع عدم وجود أي رواية أخرى لغير ابن نافع تخالفه في روايته عن ابن أبي ذئب سواء كانت موقوفة أو مرسلة...
    فالحديث لم يرو عن ابن أبي ذئب من طريق آخر أصلا ...
    إذا كان الأمر كما قلت،
    "
    لم يصل هذا الحديث عن ابن أبي ذئب إلا عبد الله بن نافع". اهـ.
    إذن فلماذا كل هذا النفي والاستثناء والحصر: "
    لم"، و"إلا"، هل هذا كان عبثا من الطبراني؟
    حتى أنك فهمت من الطبراني أنه يقصد هناك رواية أخرى، فقلتَ أنت:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    ولكن أين هي الروايات عن ابن أبي ذئب ؟!!!
    انتهى. لا يضرك ألا تعلم، فهؤلاء أعلم مني ومنك.
    ولعل صنيع الإمام أحمد فيما ذكرت سابقا يؤيد ما ذهب إليه الطبراني.
    حيث رصَّ الإمام أحمد هذا الحديث على حديث أنكره بنفسه:
    عبد الله بن نافع عن ابن أبي ذئب عن مولى التوءمة عن أبي هريرة وقال عنه: "هذا حديث منكر". اهـ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    لا يخفى عليك أن ابن أبي ذئب أوثق من ابن عجلان في روايته عن المقبري.
    لم أتطرق لمسألة لوثاقة أحد، أخي الفاضل، وليس له علاقة بالأمر؛
    لأن ابن عجلان لم يروه عن المقبري حتى نقارن بينه وبين ابن أبي ذئب.
    إنما قصدت أن ابن عجلان - وهو من المكثرين جدا عن سعيد بن أبي سعيد المقبري - لم يروه عنه.
    فأنت لو أمامك شيخان أحدهما كثير الطلب إليه وأنت تلميذه النجيب كثير الطلب إليه والأخر ليس لك عندك منه كبير شيء.
    فعمن تروي؟! تروي عمن هو معروف بالطلب أم من هو غير معروف؟
    وهنا ابن عجلان لما لم يجده عن شيخه المقبري المكثر عنه عدل إلى أن يرويه عن غير معروف بالطلب.
    دل هذا على نكارة رواية عبد الله بن نافع وأنه ليس له أصل من حديث المقبري.
    ولا يبعد أن يتوهم عبد الله بن نافع في ذلك بل ذلك وروده عليه قريب جدا؛ لتشابه الاسمين جد تشابه،
    فكلاهما سعيد بن أبي سعيد إلا أنهما اختلفا في النسب.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    وهذا مما لا يعبر عنه بعبارة تحصره، وإنما يرجع فيه إلى مجرد الفهم والمعرفة التي خصوا بها عَنْ سائر أهل العلم".
    فعندما يقول الإمام الترمذي: (لا نعرفه من حديث أبي الزناد)، فإنني أقبله!
    قل بالله عليك، ما علاقة طريق الدستوائي بطريق ابن نافع ... أي عامل مشترك بينهم جعلك تربط بينهم
    بارك الله فيك.
    وفيك بارك الله، أخي الفاضل.
    قد شددت علي في مسألة الدستوائي ولم أقصد ما فهمته يا أخي.
    وهنا بالفعل قد حصر الترمذي، فقال: "قَالَ أَبُو عِيسَى:
    "حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ؛ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الزِّنَادِ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ". اهـ.
    ضعفه الترمذي رغم أنك ترى نظافة إسناد عبد الله بن نافع إلا أن الترمذي علل تضعيفه برواية المتروك، فقال مباشرة:
    "وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
    وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ". اهـ. قلتُ [عبد الرحمن]: بل هو متروك.
    وأنا أذكر مرة عندما كنا نتراجع حديث: (لا أدري الحدود كفارات أم لا)، ذكرت أن:
    حديث عبد الزاق المعلول؛ لأنه لم تأتِ له المتابعة أو الشاهد إلا من طريق متروك أو متهم، قلتَ: بأن ذلك زاده وهاء.
    وقد كان الإمام يحيى بن معين يسأله الإمام أحمد لماذا تكتب حديث أبان بن أبي عياش عن أنس وأنت تعلم أنه متروك؟
    قال له يحيى بن معين بأنه حتى لا يجيء جائٍ فيرويه عن ثابت عن أنس فأقوله له كذبت، بل هو حديث أبان عن أنس.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    وهناك أحاديث معللة للثقات الحفاظ في كتب العلل، فلا يعني هذا النيل من توثيقهم أو من حفظهم
    وماذا بعد؟!!!
    إنما أتقي فقط سوء حفظ عبد الله بن نافع في هذا الإسناد.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    وهل أتيت أنا بأقوال المعدلين إلا لما أغفلتها أنت لما سقت أقوال المجرحين فقط؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !
    لم أسق أقوال المجرحين إلا لكثرتهم على تجريحه عمن لم يعدله مطلقا إلا اثنان وللدلالة على نكارة الأحاديث التي استنكرت عليه من قبل الأئمة.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    هل هذا يعني أن رواية سهيل متصلة
    ورواية المهري مرسلة؟
    لم أفهم هذه الجزئية منك، أرجو أن توضحها من وجهة نظرك، وسيأتي في آخر ردي، تحرير لمرسل الحسن بن الحسن إن شاء الله تعالى.
    حسنا بكل بساطة، بعض الرواة كالواقدي مثلا يروي حديثا بإسنادين عن شيخه، فيقول مثلا:
    حدثني مسلم ما عن عبد الله وعبد الرحمن عن زيد عن عمرو: فذكر متنا ما.
    في الحقيقة يقصد الواقدي أن يقول: حدثني مسلم:
    -عن عبد الرحمن: المتن مرسلا.
    - إنما الذي حدث مسلما الإسناد الموصول هو عبد الله حدثه عن زيد بن عمرو: المتن موصولا.
    فهنا الذي صنعه الليث بن سعد، فقد رواه عن شيخه ابن عجلان بإسنادين وقرنهما:
    - عن سهيل بن أبي سهيل عن الحسن بن علي: المتن.
    - عن سعيد بن أبي سعيد مولى المهري: المتن مرسلا.
    ولا يمكن تعليل الليث بن سعد هنا بالاضطراب ولا يمكن أن يقال بأن هناك اضطراب؛ لأنهما اسنادان مختلفان لحديث واحد.
    والليث بن سعد ثقة ثبت راوية ابن عجلان كثيرا جدا؛ لذلك لا يتعجب أن يكون له من كثرة أسانيده عن ابن عجلان.
    بالإضافة إلى أنه معضود بمتابعة حبان بن علي - وهو ليس متروك - عن ابن عجلان عن أبي سعيد المهري مولاهم.
    ولا يضر الخطأ الوحيد البسيط في الإسناد كله الذي وقع فيه حبان بن علي في ذكر الأب بدلا من الابن طالما علم عينه وهو الابن كما دلت عليه رواية الليث.
    إذ الصدق عن حبان بن علي غير مدفوع عنه، وهو مذكور بالصلاح والتقوى؛
    فإن الرواة المتكلم لتشابه الاسمين تشابه سعيد وأبوه أبو سعيد، مثل ما حدث لابن نافع.
    لذلك قلتُ باستئناس متابعة صفوان بن سليم لابن عجلان عن سعيد ابن أبي سعيد مرسلا؛
    لأن رواية الليث وحبان عن ابن عجلان جعلاه أصلا من مرسل حديث سعيد بن أبي سعيد مولى المهري.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    نعم قرأه من كتابه، هذا هو الأصل
    أما ماذا ذكرته فهو استثناء، ويجب أن تدلل عليه ولم تفعل.
    أما الحديث الذي أوردته أنت فهو معلول بمخالفة ابن أبي فديك وغيره.
    وما دام قد خولف ممن هو أوثق منه وأكثر عددا، فمن أوثق منه وأكثر عددا هو المقدم [هذا في الحديث الآخر].
    إنما قصدت بهذا التعليل أن عبد الله بن نافع قد يخطئ في كتابه.
    ليس كما قال ابن حبان بالتعميم حيث كل ما رواه ابن نافع في كتابه فهو صحيح.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    وما فائدة ذلك، إذا لم تستفد من هذه النكتة في ترجمته! هل إيرادها في ترجمته عبثا،
    هل يخبرنا الأئمة بأشياء في تراجم الرواة، لنبحث لها عن مخرج عكسي باللف والدوران؟!!!!
    إنما قالا (أصح) تفضيلا مقارنة بحفظه.
    ولا شك أن الكتاب أفضل بالنسبة لأمثال ابن نافع في حاله.
    إنما قصدت مقصدهم في ابن لهيعة حيث يقولون رواية العبادلة عنه أصح من غيرهم.
    حيث كان معه كتابه بل يقول بعضهم صحيحة.
    إنما قصدوا بالمقارنة أنه ضعيف في الأصل سواء رواية العبادلة عنه من كتابه أو غيرهم.
    إلا أن رواية العبادلة تقارب من الصحة والحسن وتقوى إذا اعتضدت.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    ولكن أن تسحب نقد لحديث ما، على حديث غيره، فهذا قمة في الخطأ
    فلكل حديث نقد خاص به كما ذكرت لك أكثر من مرة.
    وكما ذكرت لك فالفيصل هو أن تأتي برواية عن ابن أبي ذئب نفسه، موقوفة أو مرسلة.
    مثلما أتيت برواية ابن أبي فديك وأبي غزية وغيرهما عن ابن أبي ذئب من تعليل الدارقطني لحديث آخر.
    أنا لا أقارن رواية ابن أبي ذئب ولا برواية من روى عن ابن أبي ذئب؛ لأنه ليس هناك بين أيدينا فقط على الأقل راويان عن ابن أبي ذئب.
    إنما أقارن المتفرد عنه بالوصل وهو ابن نافع برواية العالي المتابع لابن أبي ذئب وهو ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد.
    بتوهيم ابن نافع في جعل سعيد هذا المقبري؛ لتشابه الأسماء.
    كما بينت ءانفا.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    الثاني: أن حديث: (لا تجعلوا قبري عيدا) ليس بمنكر كما تتوهم.
    والله لا أنكره معناه أبدا بل أعمل به وأعتقد به.
    إنما أتكلم عن هل هذا له أصل من حديث المقبري؟
    الله المستعان.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    قال محققو ط. الرسالة من مسند أحمد:
    (وأما صالح مولى التوأمة، فهو صالح بن نبهان مولى التوأمة بنت أمية، هو في الأصل حسن الحديث، قد حسن القول فيه جماعة، وضعفه آخرون بسبب اختلاطه، وكان قد اختلط اختلاطاً فاحشاً، حتى قال ابن حبان في "المجروحين" 1/366: تغير في سنة 125، وجعل يأتي بالأشياء التي تشبه الموضوعات عن الأئمة الثقات، فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم يتميز، فاستحق الترك.
    قلنا: وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أن ابن أبي ذئب كان سماعه منه قديماً قبل أن يتغير، وهذا مما لا نماري فيه لاتفاقهم على ذلك، لكن لا يبعد أن يكون قد سمع منه بعد الاختلاط أيضاً، لاجتماع دارهما ومكثهما فيها، وهي مدينة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومتن هذا الحديث الذي أخرجه المصنف من طريقه أكبر برهان على ذلك، فالنكارة والتخليط بينان عليه، والله تعالى أعلم).
    قلتُ: الأصل بأن ابن أبي ذئب روى عنه قبل الاختلاط إلا أن يأتي دليل واضح على ذلك.
    وإلا لقلنا بأن رواية شعبة والثوري عن عطاء بن السائب ضعيفة؛ لاحتمال أن يكون قد روى عنه الثوري وشعبة بعد الاختلاط.
    وهذا لم يقله أحد من المتقدمين بل احتج الأئمة بروايتهما عن عطاء كما ذكر الحافظ ابن حجر رحمهم الله.
    وإلا لنزلنا كل رواية كل مختلط بآخره؛ لأنه احتمال الذي سمع منه قبل الاختلاط سمع بعد الاختلاط
    ولدخلنا في التجويزات العقلية والاحتمالات الذهنية على حد تعبيرك.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    ابن وضاح لم يصلح له كتابه في حياته، ولكن أصلح الأخطاء التي وقعت له، وإلا فقد صنف العلماء في أغاليط يحيى بن يحيى الليثي في الموطأ.
    والليثي مثله مثل ابن نافع، أشغله الفقه عن ضبط الحديث.
    مقصدي ليس هل تجد أخطاء عند الليثي مثل الذي عند ابن نافع؟
    هل شد كثير من العلماء النكير عليه في روايته عن مالك كما شد النكير على ابن نافع هذا؟
    بل لا يزال العلماء يتتابعون في دراسة الموطأ برواية الليثي جيلا وراء جيل والتي هي أشهر رواية في زمننا هذا.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    وهل أتيت أنا بأقوال المعدلين إلا لما أغفلتها أنت لما سقت أقوال المجرحين فقط؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !
    لم أسق أقوال المجرحين إلا لكثرتهم على تجريحه عمن لم يعدله مطلقا إلا اثنان وللدلالة على نكارة الأحاديث التي استنكرت عليه.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    أبو زرعة الرازي يتشدد أحيانا، وإنما جعل ابن نافع منكر الحديث لأجل هذا الحديث.
    أبو زرعة متشدد !
    قال الذهبي في (السير) (13/ 81): «
    يعجبني كثيراً كلام أبي زرعة في الجرح والتعديل، يبين عليه الورع والمخبرة بخلاف رفيقه أبي حاتم فإنه جراح». اهـ.
    وحصرك النكارة لهذا الحديث فقط فيه نظر، فإن أبا زرعة قال:
    "حَدَّث عن مالك، عن نافع، عن ابن عُمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما بين بيتي ومنبري"، ((
    وأحاديث غيرها مناكير))". اهـ.
    ثم إن أبا زرعة قال: "
    عندي منكر الحديث". اهـ. هكذا على الإطلاق وأداه اجتهاده واستقراءه إلى أن يكون عنده منكر الحديث مرة واحدة.
    وتوارد الأئمة ابن عدي وأحمد والبخاري وغيرهم على أن لابن نافع مناكير.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    قد قال لك ابن عدي بأنه مستقيم الحديث.
    وغرائبه عن مالك ربما لم تصح إليه [وقد سبق الرد على إحداها]
    ربما لا يصح عندك ولا يصح استقراؤك هكذا على عملك لحديث واحد.
    وانظر كم حديث أوردته منكر عليه وأنكر عليه من قبل الأئمة الشافعي وأبو حاتم وأحمد وغيرهم.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    وإلا فقد لزم مالك لزوما شديدا كما في بعض المصادر، وكان أعلم الناس برأي مالك وحديثه كما قال الإمام أحمد.

    ولزومه لمالك لزوم فقهه وعلمه بأحاديث مالك علم فقه.
    ثم لم يضبط أحاديثه رواية بدليل قول أحمد في آخر الكلام: " ثم دخله بأخره شك". اهـ. وهذا النقل عنه غريب.
    وإلا فهذا النقل ليس بمحفوظ؛ إنما نقله الحافظ ابن حجر عن سؤالات أبي داود، ولا أدري أين نقله وكيف؟
    قلت: وليس في سؤالات أبي داود هذا كله ليس فيه أنه أعلم بحديث مالك،
    وليس فيه دخل بآخره شك ولم يقل بتغير بآخره أحد من العلماء المتقدمين ذلك.
    إنما قال أبو داود [211]:
    سَمِعت أَحْمد قَالَ: "عبد الله بن نَافِع الصَّائِغ لم يكن يحسن الحَدِيث كَانَ صَاحب رَأْي مَالك". اهـ.
    وهكذا تابعه أبو طالب عن احمد، قال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل، عن عبد الله بن نافع الصائغ؟ فقال:

    لم يكن صاحب حديث (كان ضيقاً فيه) ، كان صاحب رأي مالك، وكان يفتي أهل المدينة برأي مالك، ولم يكن في الحديث بذاك. «الجرح والتعديل» 5/ (856).

    قال أبو داود كما في مسائله للإمام أحمد [2000]: سَمِعْتُ أَحْمَدَ، سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ:
    ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
    قَالَ: "هَذَا مِنَ ابْنِ نَافِعٍ، كَانَ لَا يُحْسِنُ الْحَدِيثَ،
    يُرِيدُ بِذَلِكَ قَوْلَهُ: عَنْ جَابِرٍ، يَعْنِي: جَابِرٌ وَهِمٌ، وَأَنَّ الْحَدِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلٌ". انتهى.
    قال أبو زرعة الرازي في عبد الله بن نافع ءاخر:
    "وبمثل هذا يُستدل على الرجل إذا روى مثل هذا وأسنده رجلٌ واحدٌ،
    يعني أن عبد الله بن نافع في رفعه هذا الحديث يُستدل على سوء حفظه وضَعْفِهِ. "سؤالات البرذعي" صفحة ٦٩٣ و ٦٦٤.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    ثم أجهز الإمام البخاري على ما تبقى من أمل في صحة هذه الرواية المقرونة، قال البخاري في "تاريخه" (5/129): "سهيل عن حسن بن حسن. روى عنه محمد بن عجلان، منقطع".
    قلت: فقال بأن هناك انقطاع بين ابن عجلان وسهيل، هذا إذا كان فهمي لكلام الإمام البخاري صحيحا، والله أعلم.
    أفيكون إسماعيل بن جعفر المتوفى سنة 180 سمعه من سهيل ولا يسمعه منه الذي توفي قبله بأكثر من ثلاثين عاما وهو ابن عجلان؟!
    لا بالطبع إنما يقصد البخاري أنه روى حديثا مرسلا أو نحو ذلك.
    وهذا التعبير موجود كثيرا في التاريخ الكبير للبخاري لكن التعبير بالإرسال أكثر.
    قال البخاري في التاريخ الكبير [٢٧٨٤]:
    حَفص بْن عُمَر بْن حَفص بْن أَبي السائب.
    قاضي البلقاء، مدينة الشراة.
    سَمِعَ عامر بْن يَحْيَى، سَمِعَ منه الهيثم بْن خارجة، مُنقَطِعٌ". اهـ.
    وقال البخاري في التاريخ الكبير: الجعد بن الصلت المحلمي:
    روى عنه محمد بن ربيعة منقطع". اهـ.

    ليس معنى ذلك رواية محمد بن ربيعة عن المحلمي منقطعة؛ إنما روى عن الجعد بن الصلت المحلمي حديث مرسلا.
    فقد خرج أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة [5572] من طريق مُحَمَّد بْن رَبِيعَةَ، عَنِ الْجَعْدِ بْنِ الصَّلْتِ،
    أَنَّ عَائِذَ بْنَ أَبِي عَائِذٍ، قَالَ: " مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَوْمٍ يُرْبِعُونَ حَجَرًا، وَكُنَّا نُسَمِّيهِ حَجَرَ الأَشِدَّاءِ ". اهـ.
    ومحمد بن ربيعة وهو الكلابي من أتباع أتباع التابعين، فرواية الجعد بلا شك منقطعة.

    والله أعلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    الحسن بن حسن بن علي بن أبي طالب لم يكن في مقام الرواية، بل في مقام الفتوى والاحتجاج.
    نعم ،كل هذا الكلام الذي ذكرته متفق معك فيه تماما.
    بارك الله فيك ونفع بك، أخي الكريم.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •