السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القابض الباسط
وقد ورد هذان الاسمان في السنة النبوية ،ففي (السنن ) و (مسند الإمام أحمد)عن أنس بن مالك –رضي الله عنه – قال : (غلا السِّعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا :يا رسول الله ! لو سعَّرت ،فقال : (إن الله هو الخالق الباسط الرازق المسعِّر ،وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحدٌ بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال ).
و(الباسط ) أي :الذي يبسط رزقه لمن شاء من عباده ،و(القابض ) أي :الذي يُضيّق أو يحرم من شاء منهم من رزقه ،لما يرى سبحانه في ذلك من المصلحة لهم ،قال تعالى :{ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ....}
فالقبض:التضييق في الرزق ،والبسط :التوسعة فيه والإكثار منه ،وكل ذلكم بيد الله عز و جل ،فهو القابض الباسط ،الخافض الرافع ،المعطي المانع ، المعز المذل ،لا شريك له .
وقد ورد ذكر البسط والقبض مضافا إلى الله عز و جل في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة ،قال تعالى :{اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ } وقال {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً }.
فدلت هذه النصوص ونظائرها أن القبض والبسط كله بيد الله تبارك وتعالى ،وبتصريفه و تدبيره سبحانه يبسط لمن يشاء في ماله أو عافيته أو عمره أو عمله أو حياته ،ويقبض وهو الحكيم الخبير.
اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك و رزقك .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر .