تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: أحاديث في صفات الباري سبحانه ..لابد من فهمها (منقول)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي أحاديث في صفات الباري سبحانه ..لابد من فهمها (منقول)

    أولا ً / ما أثر عن ابن عباس -رضي الله عنهما - قال :"الحجر الأسود يمين الله في الأرض ,فمن صافحه فكأنما صافح الله، ومن قبله فكأنما قبل يمين الله"

    أول إشكالية تقع أن البعض يظنه حديث عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم - وهذا غير صحيح بل هو أثر عن -ابن عباس -رضي الله عنهما- ..

    الإشكال الثاني / يأخذ البعض الجزء الأول من الحديث :" الحجر الأسود يمين الله في الأرض " ويترك الباقي ويحاول عندها تأول الحديث وفهمه ..فيقع حينها في المزلق الخطير ..

    التوضيح .لمعنى كلام ابن عباس -رضي الله عنهما -
    (جملة "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" ليس ظاهرها أن الحجر صفة لله وأنه يمينه حتى يصرف عنه، بل معناه الظاهر منه أنه كيمينه بدليل بقية الأثر ... وهو جملة: "فمن صافحه فكأنما صافح الله، ومن قبله فكأنما قبل يمين الله" فمن ضم أول الأثر إلى آخره تبين له أن ظاهره مراد لم يصرف عنه وأنه حق، وهذا ما يقوله أئمة السلف كالإمام أحمد وغيره منهم، ....)

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ..


    قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى :
    فتاوى ابن عثيمين المجلد الأول
    ( 4 من 380 )
    وأما حديث‏:‏ ‏(‏الحجر الأسود يمين الله في الأرض‏)‏‏.‏
    فقد قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي ص 397 ج 6 من مجموع ابن قاسم‏:‏ قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد لا يثبت، والمشهور إنما هو عن ابن عباس‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه‏)‏‏.‏ وفي ص 44 ج 3 من المجموع المذكور‏:‏ ‏"‏صريح في أن الحجر الأسود ليس هو صفة الله ولا نفس يمينه، لأنه قال ‏:‏‏(‏يمين الله في الأرض‏)‏ فقيده في الأرض ولم يطلق فيقل ‏:‏ يمين الله ، وحكم اللفظ المقيد يخالف المطلق‏.‏ وقال‏:‏ ‏(‏فمن قبله وصافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه‏)‏، ومعلوم أن المشبه غير المشبه به‏"‏ ‏.‏ ا‏.‏هـ‏.‏
    قلت‏:‏ وعلى هذا فلا يكون الحديث من صفات الله تعالى التي أولت إلى معنى يخالف الظاهر فلا تأويل فيه أصلاً‏)) ... إنتهى كلام الشيخ رحمه الله
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: أحاديث في صفات الباري سبحانه ..لابد من فهمها (منقول)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكرا لك ... بارك الله فيك ...
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: أحاديث في صفات الباري سبحانه ..لابد من فهمها (منقول)

    الحديث الثاني /
    أخرج ابن مردويه عن ابن عباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏والذي نفس محمد بيده لو دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة لقدم على ربه، ثم تلا ‏{‏هو الأول والآخر والظاهر والباطن هو بكل شيء عليم‏}‏ ‏"‏
    أخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي وأبو الشيخ في العظمة عن أبي هريرة قال‏:‏ ‏"‏بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هل تدرون ما هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم، .................إلى أن قال...... ثم قال‏:‏ هل تدرون ما الذي تحتكم‏؟‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ فإنها الأرض ثم قال‏:‏ هل تدرون ما تحت ذلك‏؟‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم قال‏:‏ فإن تحتها الأرض الأخرى بينهما مسيرة خمسمائة عام، حتى عد سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة ثم قال‏:‏ والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة السفلى لهبط على الله، ثم قرأ ‏{‏هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم‏}.....



    ..سئل الشيخ ابن عثيمين عن هذا الحديث فأجاب ..-رحمه الله -

    هذا الحديث اختلف العلماء في تصحيحه، والذين قالوا : إنه صحيح يقولون :
    إن معنى الحديث لو أدليتم بحبل لوقع على الله عز وجل لأن الله تعالى محيط بكل شيء، فكل شيء هو في قبضة الله سبحانه وتعالى وكل شيء فإنه لا يغيب عن الله تعالى، حتى إن السماوات السبع والأرضين السبع في كف الرحمن عز وجل كخردلة في يد أحدنا يقول : الله تعالى في القرآن الكريم (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ).
    ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون دالاً على أن الله سبحانه وتعالى في كل مكان، أو على أن الله تعالى في أسفل الأرض السابعة فإن هذا ممتنع شرعاً، وعقلاً، وفطرة، لأن علو الله سبحانه وتعالى قد دل عليه كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والإجماع، والعقل، والفطرة.
    فمن الكتاب: قوله تعالى (وهو القاهر فوق عباده) . وقوله: (سبح اسم ربك الأعلى)
    والآيات في هذه كثيرة جداً في كتاب الله فكل آية تدل على صعود الشيء إلى الله، أو رفع الشيء إلى الله، أو نزول الشيء من الله فإنها تدل على علو الله عز وجل.


    وأما السنة: فإنها متواترة على علو الله عز وجل والسنة دلت على علو الله عز وجل من قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله وإقراره. قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء " . فهذا قول منه صلى الله عليه وسلم يدل على علو الله عز وجل وخطب النبيصلى الله عليه وسلم في أمته يوم عرفة فقال لهم: " ألا هل بلغت" ؟ قالوا: نعم. فرفع إصبعه إلى السماء يقول :: " اللهم اشهد". فهذا فعل منه صلى الله عليه وسلم يدل على علو الله عز وجل وإقراره حين سأل الجارية "أين الله " قالت : في السماء . قال : " أعتقها فإنها مؤمنة ".
    وأما الإجماع: فقد أجمع الصحابة والتابعون لهم بإحسان من أئمة هذه الأمة وعلمائها على أن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء، ولم ينقل عنهم حرف واحد أن الله ليس في السماء، أو أنه مختلط بالخلق أو أنه لا داخل العالم ولا خارجه، ولا متصل، ولا منفصل، ولا مباين، ولا محاذٍ، بل النصوص عنهم كلها متفقة على أن الله تعالى في العلو وفوق كل شيء.
    أما العقل: فقد دل على علو الله بأن نقول : هل العلو صفة كمال أو السفل؟ الجواب بالعلو والله عز وجل قد قال في كتابه: ( ولله المثل الأعلى ) فكل وصف أكمل فهو الله عز وجل وإذا كان العقل يدل على أن العلو كمال وجب أن يثبت العلو لله عز وجل وتقرير ذلك أن يقال : : إن الله عز وجل إما أن يكون في الأعلى، أو في الأسفل، أو في المحاذي ففي الأسفل مستحيل لنقصه، وفي المحاذي مستحيل أيضاً لنقصه، لأنه يلزم أن يكون مساوياً للمخلوق، فلم يبق إلا العلو فالله عال فوق كل شيء.

    أما الفطرة: فإن كل إنسان مفطور على أن الله تعالى في السماء تجد الإنسان يقول : : يا الله ويتجه إلى السماء فما يجد في قلبه ضرورة إلا إلى العلو. إذاً فنحن نقول: إن الله تعالى فوق كل شيء، وإذا كان فوق كل شيء فإنه لا يمكن أن يكون المراد بهذا الحديث "لو دليتم بحبل إلى الأرض السابعة لوقع على الله" أن الله في الأرض فإن قيل: هل قوله تعالى( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم) يقتضي أن الله في الأرض كما هو في السماء؟

    فالجواب: لا لأن الله تعالى يخبر عن الألوهية، ولا يخبر عن مكانه أنه في السماء والأرض، لكن يخبر أنه إله في السماء وإله في الأرض، كما تقول : فلان أمير في مكة وأمير في المدينة، فالمعنى أن إمارته ثابتة في مكة وفي المدينة وإن كان هو قطعاً في أحد البلدين وليس فيهما جميعاً. فهذه الآية تدل على أن ألوهية الله ثابتة في الأرض وفي السماء، وإن كان هو سبحانه وتعالى في السماء.....



    مصدر الفتوى :مجموع رسائل وفتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: أحاديث في صفات الباري سبحانه ..لابد من فهمها (منقول)

    الحديث الثالث/


    الحنـــــّا ن هل هو من أسماء الله تعالى ..؟؟؟

    ما جاء في الترغيب والترهيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي عياش وهو يصلي ويقول : " اللهم إني أسالك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت يا حنان، يا منان، يا بديع السماوات والأرض .." رواه الإمام أحمد، واللفظ له، ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، فهل الحنان من أسماء الله تعالى؟


    عرض هذا السؤال على الشيخ ابن عثيميين-رحمه الله تعالى -

    فأجاب فضيلته بقوله : لقد راجعت الأصول مسند أحمد، وأبي داود، والنسائي، وابن ماجه، فقد أورده الإمام أحمد في المسند في عدة مواضع من الجزء الثالث،ص 120-158-245-265، وأورده أبو داود في الجزء الأول باب الدعاء ص 343، وأورده النسائي في الجزء الثالث باب الدعاء بعد الذكر ص 44، وأورده ابن ماجه في الجزء الثاني كتاب الدعاء باب اسم الله الأعظم ص 1268، وليس فيهن ذكر الحنان سوى طريق واحدة عند الإمام أحمد فيها الحنان دون المنان وهي التي في ص 158، وليست باللفظ المذكور في الترغيب، واللفظ المذكور في الترغيب ليس فيه عند أحمد سوى ذكر المنان وقد رأيت كلاماً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنكر فيه أن يكون الحنان من أسماء الله تعالى فإذا كانت الروايات أكثرها بعدم إثباته، فالذي أرى أن يتوقف فيه. والله أعلم.

    ...مجموع رسائل وفتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: أحاديث في صفات الباري سبحانه ..لابد من فهمها (منقول)

    الحديث الرابع /


    ( القديم والأَزلي) هل هو من أسماء الله


    سئل الشيخ العلامة / محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله - فأ جاب ":


    الصحيح أَن القديم ليس من أَسماء الله، وجاءَ في حديث اظنه ضعيفًا في سنن ابن ماجه( ) وجاءَ ما هو أَكمل منه وأَثبت وهو (الأَوَّلُ) فقوله ((القديم)) بناءً على الحديث المذكور، فلا يثبت به فرع من الفروع، فضلاً عن اثبات أَصل من الأًصول وهو أَسماءُ الله.

    والأَزلي هذا يكفي عنه اسمه تعالى (الآخِرُ).
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: أحاديث في صفات الباري سبحانه ..لابد من فهمها (منقول)

    الحديث الخامس/

    جاء في صحيح مسلم (كتاب الزهد والرقائق )..

    ‏(‏2968‏)‏ حدثنا محمد بن ابي عمر‏.‏ حدثنا سفيان عن سهيل بن ابي صالح، عن ابيه، عن ابي هريرة قال‏:‏

    قالوا‏:‏ يا رسول الله‏!‏ هل نرى ربنا يوم القيامة‏؟‏ ‏"‏قال‏:‏ هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة، ليست في سحابة‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ لا‏.‏ قال ‏"‏فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، ليس في سحابة‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ لا‏.‏ قال ‏"‏فوالذي نفسي بيده‏!‏ لا تضارون في رؤية ربكم الا كما تضارون في رؤية احدهما‏.‏ قال فيلقى العبد فيقول‏:‏ اي فل‏!‏ الم اكرمك، واسودك، وازوجك، واسخر لك الخيل والابل، واذرك تراس وتربع‏؟‏ فيقول‏:‏ بلى‏.‏ قال فيقول‏:‏ افظننت انك ملاقي‏؟‏ فيقول‏:‏ لا‏.‏ فيقول‏:‏ فاني انساك كما نسيتني‏.‏ ثم يلقى الثاني فيقول‏:‏ اي فل‏!‏ الم اكرمك، واسودك، وازوجك، واسخر لك الخيل والابل، واذرك تراس وتربع‏؟‏ فيقول‏:‏ بلى‏.‏ اي رب‏!‏ فيقول‏:‏ افظننت انك ملاقي‏؟‏ فيقول‏:‏ لا‏.‏ فيقول‏:‏ فاني انساك كما نسيتني‏.‏ ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك‏.‏ فيقول‏:‏ يا رب‏!‏ امنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت‏.‏ ويثني بخير ما استطاع‏.‏ فيقول‏:‏ ههنا اذا‏.‏
    .....الحديث

    السؤال ; هل يوصف الله سبحانه وتعالى بالنسيان ؟؟؟

    الجواب /

    قال شيخ الإسلام -رحمه الله- في مجموع الفتاوى الجزء 13مانصه :" قال‏:‏ ‏(‏فاليوم أنساك كما نسيتني‏)‏، فهذا يقتضي أنه لا يذكره كما يذكر أهل طاعته، هو متعلق بمشيئته وقدرته أيضًا، وهو ـ سبحانه ـ قد خلق هذا العبد وعلم ما سيعمله قبل أن يعمله، ولما عمل علم ما عمل ورأى عمله، فهذا النسيان لا يناقض ما علمه ـ سبحانه ـ من حال هذا‏.‏

    وسئل الشيخ العلامة محمد العثيمين -رحمه الله فأجاب :"

    للنسيان معنيان‏:‏


    أحدهما‏:‏الذهو عن شيء معلوم مثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا‏}‏ ‏.‏ ومثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا‏}‏ ‏.‏ على أحد القولين، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏إنما أنا بشر كما تنسون فإذا نسيت فذكروني‏)‏‏.‏ وقوله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها‏)‏ ‏.‏ وهذا المعنى للنسيان منتف عن الله عز وجل بالدليلين السمعي، والعقلي‏.‏
    أما السمعي‏:‏ فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ‏}‏ وقوله عن موسى‏:‏ ‏{‏قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى‏}‏ ‏.‏ فقوله‏:‏ ‏{‏يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ‏}‏ أي مستقبلهم يدل على انتفاء الجهل عن الله تعالى، وقوله ‏:‏ ‏{‏وَمَا خَلْفَهُمْ‏}‏ أي ماضيهم يدل على انتفاء النسيان عنه ‏.‏ والآية الثانية دلالتها على ذلك ظاهرة‏.‏

    وأما العقلي‏:‏ فإن النسيان نقص، والله تعالى منزه عن النقص، موصوف بالكمال، كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏}‏ ‏.‏ وعلى هذا فلا يجوز وصف الله بالنسيان بهذا المعنى على كل حال‏.‏




    والمعنى الثاني للنسيان ‏:‏ الترك عن علم وعمد، مثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ‏}‏ ‏.‏ الآية، ومثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا‏}‏ ‏.‏ على أحد القولين‏.‏ ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في أقسام أهل الخيل‏:‏ ‏(‏ورجل ربطها تغنياً وتعففاً، ولم ينس حق الله في رقابها وظهورها فهي له كذلك ستر‏)‏ ‏.‏ وهذا المعنى من النسيان ثابت لله تعالى عز وجل قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ‏} ‏.‏ وقال تعالى في المنافقين‏:‏ ‏{‏نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ‏} ‏ ‏.‏ وفي صحيح مسلم في كتاب الزهد والرقائق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة‏؟‏

    فذكر الحديث، وفيه‏(‏أن الله تعالى يلقى العبد فيقول أفظننت أنك ملاقي‏؟‏ فيقول لا‏.‏ فيقول‏:‏ فإني أنساك كما نسيتني‏)‏‏.‏

    وتركه سبحانه للشيء صفة من صفاته الفعلية الواقعة بمشيئته التابعة لحكمته، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَتَرَكَهُم فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ‏}‏ ‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ‏}‏ ‏.‏ وقال‏:‏ ‏{‏وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً‏}‏ ‏.‏ والنصوص في ثبوت الترك وغيره من أفعاله المتعلقة بمشيئته كثيرة، معلومة، وهي دالة على كمال قدرته وسلطانه‏.‏ وقيام هذه الأفعال به سبحانه لا يماثل قيامها بالمخلوقين، وإن شاركه في أصل المعنى ، كما هو معلوم عند أهل السنة‏.‏
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: أحاديث في صفات الباري سبحانه ..لابد من فهمها (منقول)

    الحديث السادس/


    قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم - :"" إن الله لا يمل حتى تملوا" المتفق عليه

    قال الشيخ العلامة / ابن عثيمين -رحمه الله -

    من المعلوم أن القاعدة عند أهل السنة والجماعة أننا نصف الله تبارك وتعالى بما وصف به نفسه من غير تمثيل، ولا تكييف.
    فإذا كان هذا الحديث يدل على أن لله مللاً فإن ملل الله ليس كمثل مللنا نحن بل هو ملل ليس فيه شيء من النقص، أما ملل الإنسان فإن فيه أشياء من النقص لأنه يتعب نفسياً وجسمياً مما نزل بعد لعدم قوة تحمله، وأما ملل الله إن كان هذا الحديث يدل عليه فإنه ملل يليق به عز وجل ولا يتضمن نقصاً بوجه من الوجه.
    إنتهى كلامه -رحمه الله-...
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: أحاديث في صفات الباري سبحانه ..لابد من فهمها (منقول)

    الحديث السابع /


    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ" رواه البخاري

    قال شيخ الإسلام-رحمه الله -في مجموع الفتاوى 18/129

    :" قالت طائفة: إن الله لا يوصف بالتردد، وإنما يتردد من لايعلم عواقب الأمور، والله أعلم بالعواقب. والتحقيق أن كلام رسوله حق، وليس أحد أعلم بالله من رسوله ولا أنصح للأمة منه ولا أفصح ولا أحسن بياناً منه. ولكن المتردد منا وإن كان تردده في الأمر لأجل كونه ما يعلم عاقبة الأمور، لا يكون ما وصف الله به نفسه بمنزله ما يوصف به الواحد منا، فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، ثم هذا باطل فإن الواحد منا يتردد تارة لعدم العلم بالعواقب، وتارة لما في الفعلين من المصالح والمفاسد، فيريد الفعل لما فيه من المصلحة، ويكرهه لما فيه من المفسدة، لا لجهل منه بالشيء الواحد الذي يُحب من وجه ويكره من وجه، ومثل هذا إرادة المريض لدوائه الكريه، بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التي تكرهها النفس هو من هذا الباب، وفي الصحيح ( حفت الجنة بالمكاره) وقال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ، ومن هذا الباب يظهر معنى التردد المذكور في الحديث. فإنه قال: لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه. فإن العبد الذي هذا حاله صار محبوباً للحق محباً له يتقرب إليه أولاً بالفرائض وهو يحبها، ثم اجتهد في النوافل التي يحبها ويحب فاعلها، فأتى بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق فأحبه الحق لفعل محبوبه من الجانبين بقصد اتفاق الإرادة بحيث يحب ما يحب محبوبه، ويكره ما يكره محبوبه، والرب يكره أن يسيء عبده ومحبوبه، فلزم من هذا أن يكره الموت ليزداد من محاب محبوبه، والله سبحانه وتعالى قضى بالموت، فكل ما قضى به فهو يريده ولا بد منه، فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه وهو مع هذا كاره لمساءة عبده، وهي المساءة التي تحصل له بالموت، فصار الموت مرادا للحق من وجه، مكروها له من وجه. وهذا حقيقة التردد)إنتهى بتصرف


    وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-

    إثبات التردد لله عَزَّ وجَلَّ على وجه الإطلاق لا يجوز ، لأن الله تعالى ذكر التردد في هذه المسألة : ((ما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن)) ، وليس هذا التردد من أجل الشك في المصلحة، ولا من أجل الشك في القدرة على فعل الشيء،بل هو من أجل رحمة هذا العبد المؤمن،ولهذا قال في نفس الحديث : ((يكره الموت ، وأكره إساءته ، ولابد له منه)). وهذا لا يعني أنَّ الله عَزَّ وجَلَّ موصوف بالتردد في قدرته أو في علمه، بخلاف الآدمي فهو إذا أراد أن يفعل الشيء يتردد ، إما لشكه في نتائجه ومصلحته ، وإما لشكه في قدرته عليه : هل يقدر أو لا يقدر. أما الرب عَزَّ وجَلَّ فلا )


    وقال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:

    أما صفة التردد فهي تُثبت لله جلّ وعلا على ما جاء، لكن تردده بحق، وتردده ليس تعارضاً بين علم وجهل أو بين علم بالعاقبة وعدم علم بالعاقبة، وإنما هو تردّد فيما فيه مصلحة العبد، هل يقبض نفس العبد أم لا يقبض نفسه، وهذا تردّدٌ فيه رحمة العبد، وفيه إحسان إليه ومحبة لعبده المؤمن وليس من جهة التردد المذموم الذي هو عدم الحكمة أو عدم العلم بالعواقب، يعني تردد فلان في كذا، صفة مذمومة أنه يتردّد، إذا كان تردده أنه ما يعلم، أتردد والله أفعل كذا أو أروح ولا ما أروح، لأنه إما عنده ضعف في نفسه أو أنه يجهل العاقبة، فتردد أتزوج ولا ما أتزوج، أشتري أم لا أشتري لأنه ما يدري هل فيه مصلحة، مصلحة له، أم ليس فيه مصلحة، هذا هو التردد الذي هو صفة نقص في من اتصف بها، ترددٌ ناتجٌ عن عدم العلم بالعاقبة، أما تردد الذي ورد في هذا الحديث هو تردد بين إرادتين لأجل محبة العبد: «ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدٍ مؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولابد له من ذلك»، وهو تردد لا لأجل عدم العلم ولكن لأجل إكرام العبد المؤمن ومحبة الرب جلّ جلاله لعبده المؤمن
    فهو إذاً تردد بحق وصفة كمال لا صفة نقص فيُثبت على ما جاء في هذا الحديث مقيدة لا مطلقة
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: أحاديث في صفات الباري سبحانه ..لابد من فهمها (منقول)

    الحديث الثامن /


    في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار ) .وفي رواية لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر


    ***
    المراد بالدهر /(هو الزمان اليوم والليلة، أسابيع الأشهر، السنون، العقود، هذا هو الدهر، وهذه الأزمنة مفعولة، مفعول بها لا فاعلة، فهي لا تفعل شيئا، وإنما هي مسخرة يسخرها الله -جل جلاله-).شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ .

    معنى الحديث / (أي إنه سبحانه يتأذى بما ذكر في الحديث، لكن ليست الأذية التي أثبتها الله لنفسه كأذية المخلوق، بدليل قوله تعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)

    فقدم نفي المماثلة على الإثبات، لأجل أن يرد الإثبات على قلب خال من توهم المماثلة، ويكون الإثبات حينئذ على الوجه اللائق به تعالى، وأنه لا يماثل في صفاته، كما لا يماثل في ذاته، وكل ما وصف الله به نفسه ليس فيه احتمال للتمثيل، إذ لو أجزت احتمال التمثيل في كلامه سبحانه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم في صفات الله، لأجزت احتمال الكفر في كلام الله سبحانه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لأن تمثيل صفات الله تعالى بصفات المخلوقين كفر لأنه تكذيب لقوله تعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )...

    وقوله : أنا الدهر أي مدبر الدهر ومصرفه. كما قال الله تعالى ( وتلك الأيام نداولها بين الناس) . كما قال في هذا الحديث: " أقلب الليل والنهار" والليل والنهار هما الدهر.

    ولا يقال : بأن الله نفسه هو الدهر، ومن قال ذلك فقد جعل المخلوق خالقاً، والمقلَّب مقلِّباً.

    فإن قيل : أليس المجاز ممنوعاً في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفي اللغة؟

    أجيب : بلى، ولكن الكلمة حقيقة في معناها الذي دل عليه السياق والقرائن، وهنا في الكلام محذوف تقديره " وأنا مقلب الدهر " لأنه فسره بقوله : " أقلب الليل والنهار" ولأن العقل لا يمكن أن يجعل الخالق الفاعل هو المخلوق المفعول..)
    ابن عثيمين مجموع فتاوى الشيخ -رحمه الله-


    هل الدهر من أسماء الله تعالى :

    وأنا الدهر لا يعني: أن الدهر من أسماء الله -جل وعلا- ولكنه رتبه على ما قبله، فقال يسب الدهر، وأنا الدهر؛ لأن حقيقة الأمر أن الدهر لا يملك شيئا، ولا يفعل شيئا، فسب الدهر سب لله؛ لأن الدهر يفعل الله -جل وعلا- فيه، الزمان ظرف للأفعال، وليس مستقلا؛ فلهذا لا يفعل، ولا يحرم، ولا يعطي، ولا يكرم، ولا يهلك، وإنما الذي يفعل هذه الأشياء مالك الملك، المتفرد بالملكوت وتدبير الأمر الذي يجير، ولا يجار عليه.
    إذا فقوله: وأنا الدهر هذا فيه نفي نسبة الأشياء إلى الدهر، وأن هذه الأشياء تنسب إلى الله -جل وعلا- فيرجع مسبة الدهر إلى مسبة الله -جل وعلا-؛ لأن الدهر لا ملك له، والله هو الفاعل قال: "أقلب الليل والنهار" والليل والنهار هما الدهر، فالله -جل وعلا- هو الذي يقلبهما، فليس لهما من الأمر شيء. شرح كتاب التوحيد صالح آل الشيخ


    سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام .

    القسم الأول : أن يقصد الخبر المحض دون اللوم : فهذا جائز مثل أن يقول " تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده " وما أشبه ذلك لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر .

    القسم الثاني : أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر : فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله .
    القسم الثالث : أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة : فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر ؛ لأنه ما سب الله مباشرة ، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً .
    ابن عثيمين فتاوى العقيدة
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: أحاديث في صفات الباري سبحانه ..لابد من فهمها (منقول)

    الحديث التاسع


    عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :قال رسول الله =صلى الله عليه وسلم-

    " يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ."

    أخرجه البخاري ومسلم


    صفة الهرولة ثابتة لله تعالى كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏(‏يقول الله تعالى ‏:‏ أنا عند ظن عبدي بي‏)‏ فذكر الحديث وفيه‏ ‏(‏وإن أتاني يمشي أتيته هرولة‏)‏،
    وهذه الهرولة صفة من صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل، لأنه أخبر بها عن نفسه وهو أعلم بنفسه فوجب علينا قبولها بدون تكييف، لأن التكييف قول على الله بغير علم وهو حرام، وبدون تمثيل لأن الله يقول‏ ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ‏}‏ ‏.‏


    (فتاوى ابن عثيمين -رحمه الله)
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: أحاديث في صفات الباري سبحانه ..لابد من فهمها (منقول)

    يتبع إن شاء الله
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: أحاديث في صفات الباري سبحانه ..لابد من فهمها (منقول)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الغامدي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    ولك الشكر موصول أخي الفاضل
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: أحاديث في صفات الباري سبحانه ..لابد من فهمها (منقول)

    الحديث العاشر



    روى البخاري في صحيحه بإسناده في تفسير سورة (ن) عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه يقول: يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا


    وفي رواية لمسلم : " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تحاجت النار والجنة فقالت النار : أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ، وقالت الجنة : فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم ؟
    فقال الله للجنة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي ، وقال للنار : أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكم ملؤها .
    فأما النار فلا تمتلئ فيضع قدمه عليها فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض " .


    قال تعالى:"يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ "



    قال الشيخ عبد العزيز الراحجي :"

    هذه الآية اختلف العلماء هل هي من آيات الصفات أو ليست من آيات الصفات؟

    وذلك أنه ليس فيها الضمير، ليس فيها ضمير إلى الله "يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ"


    قال بعض العلماء: إنها من آيات الصفات، والذين قالوا: إنها من آيات الصفات إثبات الساق لله ضموا إليها الحديث قالوا: والدليل الحديث. يضمون إليها الحديث، فلو ضممت إليها الحديث صارت من آيات الصفات، وإذا فصلت عن الحديث ليس فيها دليل على إثبات الساق لله؛ لأنه ما فيها إثبات الضمير "يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ " ؛ ولهذا قال بعضهم: المراد بكشف الساق الشدة، تقول العرب: "كشفت الحرب عن ساقها" إذا اشتدت الحرب، والمراد شدة الهول يوم القيامة.


    والذين قالوا: إنها ليست من آيات الصفات والمراد شدة الهول قالوا: الدليل أنها ليس فيها إضافة إلى الله ما أضيف الساق إلى الله. والذين أثبتوا قالوا: إنها من آيات الصفات ضموا إليها الحديث قالوا: الحديث يفسرها فهي من آيات الصفات بدليل الحديث يوم يكشف عن ساقه أما الحديث فهو صريح في إثبات الساق لله، وأهل السنة والجماعة أثبتوا الساق لله عز وجل من الحديث، والآية إذا بضمامة الحديث، ومن لم يضم الآية إلى الحديث لم يثبت الصفة.


    وعلى كل حال فصفة الساق ثابتة لله، وهي من الصفات في هذا الحديث، والحديث صريح في هذا رواه الشيخان وغيرهما، والآية إذا ضم إليها الحديث دلت على إثبات الصفة


    شرح كتاب الإعتقاد
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: أحاديث في صفات الباري سبحانه ..لابد من فهمها (منقول)

    الحديث الحادي عشر ..



    روى البخاري ومسلم - وهذا لفظ البخاري - :
    عن أنس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط وعزتك ويزوى بعضها إلى بعض " .




    في رواية لمسلم : " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تحاجت النار والجنة فقالت النار : أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ، وقالت الجنة : فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم ؟
    فقال الله للجنة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي ، وقال للنار : أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكم ملؤها .
    فأما النار فلا تمتلئ فيضع قدمه عليها فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض "



    وفي رواية لمسلم : " ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله تقول قط قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض "




    قال يحيى بن معين : شهدت زكريا بن عدي سأل وكيعا فقال : يا أبا سفيان ! هذه الأحاديث – يعني مثل الكرسي موضع القدمين ونحو هذا ؟
    فقال وكيع : أدركنا إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعرا يحدثون بهذه الأحاديث ولا يفسرون شيئا .- وقال أبو عبيد أيضا : هذه الأحاديث التي يقول فيها : ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب وغيره ، وأن جهنم لا تمتليء حتى يضع ربك قدمه فيها ، والكرسي موضع القدمين ، وهذه الأحاديث في الرواية هي عندنا حق ، حملها الثقات بعضهم عن بعض ، غير أنا إذا سئلنا عن تفسيرها لا نفسرها وما أدركنا أحدا يفسرها " .نقله عنهما البيهقي في الأسماء والصفات 2/197،198
    - وقال شيخ الإسلام 5/55
    "وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين الإمام المشهور من أئمة المالكية في كتابه الذي صنفه في " أصول السنة " قال فيه : باب الإيمان بالعرش ......
    باب الإيمان بالكرسي :
    قال " ومن قول أهل السنة أن الكرسي بين يدي العرش وأنه موضع القدمين " . انتهى .




    قال شيخ الاسلام ابن تيمية في مختصر الفتاوى المصرية ص 647
    " وقد غلط في هذا الحديث المعطلة الذين أولوا قوله " قدمه " بنوع من الخلق ، كما قالوا : الذين تقدم في علمه أنهم أهل النار ، حتى قالوا في قوله " رجله " : كما يقال : رجل من جراد ، وغلطهم من وجوه :
    فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال " حتى يضع " ولم يقل : " حتى يلقي " ، كما في قوله " لا يزال يلقى فيها " .
    الثاني : أن قوله " قدمه " لا يفهم منه هذا ، لا حقيقة ولا مجازا ، كما تدل عليه الإضافة .




    الثالث : أن أولئك المؤخرين – بفتح الخاء – إن كانوا من أصاغر المعذبين فلا وجه لانزوائها واكتفائها بهم ، فإن ذلك إنما يكون بأمر عظيم .
    وإن كانوا من أكابر المجرمين فهم في الدرك الأسفل ، وفي أول المعذبين لا في أواخرهم .
    الرابع : أن قوله " فينزوي بعضها إلى بعض " دليل على أنها تنضم على من فيها ، فتضيق بهم من غير أن يلقى فيها شيء .
    الخامس : أن قوله " لا يزال يلقى فيها وتقول : هل من مزيد ؟ حتى يضع فيها قدمه " جعل الوضع الغاية التي إليها ينتهي الإلقاء ويكون عندها الانزواء ، فيقتضي أن تكون الغاية أعظم مما قبلها ، وليس في قول المعطلة معنى للفظ " قدمه " إلا وقد اشترك فيه الأول والآخر ، والأول أحق به من الآخر ." انتهى .





    وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح الواسطية 2/452
    " وخالف الأشاعرة وأهل التحريف أهل السنة فقالوا : " يضع عليها رجله " يعني طائفة من عباده مستحقين للدخول .
    والرجل تأتي بمعنى الطائفة كما في حديث أيوب عليه الصلاة والسلام : أرسل الله إليه رجل جراد ، يعني طائفة من جراد .

    وهذا غير صحيح ؛ لأن اللفظ " عليها " يمنع ذلك .
    وأيضا : لا يمكن أن يضيف الله عز وجل أهل النار إلى نفسه ؛ لأن إضافة الشيء إلى الله تكريم وتشريف .
    قالوا في القدم : قدم بمعنى مقدم ، أي يضع الله تعالى عليها مقدمه ، أي من يقدمهم إلى النار .
    فنقول : أهل النار لا يقدمهم الباري عز وجل ولكنهم " يدعّون إلى نار جهنم دعا" ويلقون فيها إلقاء ، فهؤلاء المحرفون فروا من شيء ووقعوا في شر منه ، فروا من تنزيه الله عن القدم والرجل لكنهم وقعوا في السفه ومجانبة الحكمة في أفعال الله عز وجل .


    والحاصل : أنه يجب علينا أن نؤمن بأن لله تعالى قدما وإن شئنا قلنا رجلا على سبيل الحقيقة مع عدم المماثلة ولا نكيف الرجل ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن لله تعالى رجلا أو قدما ، ولم يخبرنا كيف هذه الرجل أو القدم " انتهى .
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •