صلاة الكسوف والخسوف
في الصحيحين : عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : " خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الْأُولَى ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ انْجَلَتْ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا ثُمَّ قَالَ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " .
فوائد :
1- الكسوف والخسوف : يطلقان على الشمس والقمر إذا ذهب نورهما ، والغالب أن يطلق الكسوف على الشمس ، والخسوف على القمر .
2- حكمها : الجمهور على أنها سنة وحُكي ذلك إجماعا ، وقيل : واجبة .
3- الأفضل أن تصلى جماعة ، ويجوز أن تصلى فرادى . وهو قول الجمهور .
4- يشرع حضور النساء بشرط أمن الفتنة .
5- تصلى أربع ركوعات في ركعتين وأربع سجدات ، ويطيل في القراءة .
6- ليس لها أذان ولا إقامة ، بل ينادى لها بـ " الصلاة جامعة " كما في الصحيحين .
7- يجهر بالقراءة ، ولو في الكسوف نهارا ؛ لحديث عائشة رضي الله عنها في البخاري ، وهو مذهب الحنابلة خلافا للجمهور . الموسوعة (27/257).
8- إن تجلى الكسوف في الصلاة أتمها خفيفة .
9- إن انتهى من صلاته ولم تتجل الشمس أو القمر بعدُ فيستحب له أن يكثر من الدعاء والذكر والصدقة . وجمهور الفقهاء على أنه لا يعيد الصلاة . جاء في مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (16 / 324) : " لا تكرر صلاة الكسوف إذا انتهت قبل الانجلاء ، وإنما يصلي نوافل كالنوافل المعتادة ، أو يدعو ويستغفر ويشتغل بالذكر حتى ينجلي " انتهى.
10- الأرجح أنه يشرع أن يخطب الإمام خطبة واحدة بعد الصلاة للحديث السابق ، وهو قول لبعض الحنابلة خلافا للجمهور .
وللشيخ ابن عثيمين خطبة حسنة مختصرة في الكسوف والخسوف في كتابه " خطبة الضياء اللامع من الخطب الجوامع " (2 / 148 ، 411) .
11- جرت سنة الله في هذا الكون أن يكون كسوف الشمس في آخر الشهر القمري ، وأن يكون خسوف القمر في وسط الشهر . والله أعلم ، والحمد لله رب العالمين .
المراجع : الموسوعة الفقهية الكويتية (27/ 252) ، نيل الأوطار (4/ 25) ، موقع الإسلام سؤال وجواب (5/ 2070) ، فتاوى في صلاة الكسوف والخسوف للشيخ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ ، شرح زاد المستقنع للشيخ حمد الحمد .