[justify] بسم الله؛ والحمد لله؛ والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:
يقول الإمام أبو عمرو الدَّاني في كتاب "الوقف"؛ باب ذكر تفسير الوقف الحسن:
(واعلم أن الوقف الحسن: هو الذي يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلّقه به من جهة اللفظ والمعنى جميعا؛ وذلك نحو قوله: (
الحمد لله رب العالمين)، و(
الرحمن الرحيم)؛ والوقف على ذلك وشبهه حسن؛ لأن المراد مفهوم، والابتداء بقوله: (
رب العالمين)، و(
الرحمن الرحيم)، و(
مالك يوم الدين) لا يحسن، لأن ذلك مجرور، والابتداء بالمجرور قبيح لأنه تابع لما قبله. ويسمى هذا الضرب صالحا إذ لا يتمكن القارئ أن يقف في كل موضع على تامٍّ ولا كافٍ؛ لأن نفَسه ينقطع دون ذلك.
ومما ينبغي له أن يقطع عليه: رؤوس الآي؛ لأنهن في أنفسهن مقاطع؛ وأكثر ما يوجد التام فيهن لاقتضائهن تمام الجمل، واستيفاء أكثرهن انقضاء القصص، وقد كان جماعة من الأئمة السالفين والقراء الماضين يستحبون القطع عليهن، وإن تعلق كلام بعضهن ببعض، لما ذكرناه من كونهن مقاطع، ولسن بمشتبهات لما كان من الكلام التام في أنفسهن دون نهاياتهن).
قال الشيخ الألباني رحمه الله: (وهذه سنة تركها أكثر قرّاء هذا الزمان؛ فالله المستعان). [إرواء الغليل].
ويقول ابن العربي في أحكام القرآن:
(وليست المواقف التي تنزع بها القراء شرعا عن النبي
مرويا، وإنما أرادوا به تعليم الطلبة المعاني؛ فإذا علموها وقفوا حيث شاءوا؛ فأما الوقف عند انقطاع النفس فلا خلاف فيه، ولا تعد ما قبله إذا اعتراك ذلك، ولكن ابدأ من حيث وقف بك نفسك؛ هذا رأيي فيه، ولا دليل على ما قالوه بحال، ولكني أعتمد الوقف على التمام، كراهية الخروج عنهم، وأطرق القول من عِيّ).
[/justify]